البحث

عبارات مقترحة:

العليم

كلمة (عليم) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

العزيز

كلمة (عزيز) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وهو من العزّة،...

البصير

(البصير): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على إثباتِ صفة...

الجنة نعم دار المتقين (2) وفتح أبوابها في رمضان

العربية

المؤلف عمر بن عبد الله بن مشاري المشاري
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الصيام - الحياة الآخرة
عناصر الخطبة
  1. صفة أهل الجنة عند دخولها .
  2. تفاوت درجات الجنة .
  3. صور من نعيم أهل الجنة .
  4. الحث على اغتنام شهر رمضان. .

اقتباس

أقبل عليكم شهر رمضان، فيه تُفتح أبواب الجنة وتُغلق أبواب النار، فأينك يا طالب الجنة، أرِ من نفسك تشميراً إلى الطاعات، وتوبةً من الذنوب والسيئات، وإقبالاً إلى العمل الصالح الذي ترجو به رضا رب الأرض والسماوات،

الخطبة الأولى:

الحمد لله القائل في كتابه الكريم: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[البقرة: 25].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ خلق الجنة لعباده المؤمنين وجعلها مستقرَّاً لهم، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون واعملوا صالحاً لتدخلوا الجنة برحمة الله قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[الأحقاف:13-14].

عباد الله: كان الكلام في الجمعة قبل الماضية عن الجنة وأهلها وأول من يفتح له باب الجنة، وأول أمة تدخل الجنة، وعن شيء من نعيمها، وأنَّ أمَّة محمد -صلى الله عليه وسلم- كلها تدخل الجنة إلا مَن أبى، وفي هذه الخطبة نتابع الكلام عن الجنة ونعيم أهلها وأنَّ أبوابها تفتح في رمضان.

عباد الله: من أهل الجنة من يدخلونها وهم متماسكون وجوههم على ضوء القمر ليلة البدر، جعلني الله وإياكم ووالدينا منهم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لَيَدْخُلَنَّ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا، أَوْ سَبْعُ مِائَةِ أَلْفٍ – لاَ يَدْرِي أَبُو حَازِمٍ أَيُّهُمَا قَالَ – مُتَمَاسِكُونَ، آخِذٌ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، لاَ يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ، وُجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ"(أخرجه الشيخان).

ودرجات أهل الجنة تتفاوت لتفاضل ما بينهم و"مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ"، وكذلك فإنَّ أهل الجنة يتراءونَ أهلَ الغرفِ من فوقهم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ، كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ فِي الأُفُقِ، مِنَ المَشْرِقِ أَوِ المَغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ لاَ يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ؟ قَالَ: "بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ"(أخرجه الشيخان).

عباد الله: ومن أعظم النعيم الذي يتنعم به أهل الجنة هو النظر إلى ربهم -عز وجل- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ"(أخرجه مسلم).

أيها المؤمنون: ومن النعيم لأهل الجنة أنَّهم لا يسمعون فيها لغواً ولا كلاماً محرَّماً، بل كلامهم طيب فيما بينهم وألسنتهم دائمة الذكر لله -تعالى-، وليس في قلوبهم غلٌّ ولا حقد ولا حسد ولا بغضاء، بل هي قلوب صافية متحابة، يزور بعضهم بعضاً، قال الله –تعالى- عنهم: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ)[الحجر:47-48]، "وفي الجنة ولدان مخلدون يطوفون على أهل الجنة بأكواب ممتلئة بالأشربة الطيبة، وفيها وسائد صُفَّت لهم وهي من حرير واستبرق وغيرهما مما لا يعلمه إلا الله، ومجالسهم مملوءة من البسط الحسان وفيها عيون جارية يصرِّفونها متى شاءوا وأنَّى أرادوا" (تفسير السعدي ص: 922).

قال الله -تعالى-: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ)[الغاشية:8–16].

عباد الله: إذا دخل أهل الجنة إلى بيوتهم وقصورهم وخيامهم وجناتهم فيها، فهم فيها في غاية النعيم، وإن تمنى أحدهم أن يزرع فيها استأذن ربَّه فإذا بذر كان نباته واستواؤه أمثال الجبال، كان النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا يُحَدِّثُ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ البَادِيَةِ: "أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ، فَقَالَ لَهُ: أَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ، قَالَ: فَبَذَرَ، فَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ، فَكَانَ أَمْثَالَ الجِبَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ: دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَإِنَّهُ لاَ يُشْبِعُكَ شَيْءٌ"، فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: وَاللهِ لاَ تَجِدُهُ إِلَّا قُرَشِيًّا، أَوْ أَنْصَارِيًّا، فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ، وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-.(أخرجه البخاري).

معاشر المسلمين: ومن نعيم أهل الجنة أنَّ للمؤمن فيها خيمة من لؤلؤة واحدة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ، طُولُهَا سِتُّونَ مِيلًا، لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ، يَطُوفُ عَلَيْهِمِ الْمُؤْمِنُ فَلَا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا"(أخرجه الشيخان)، وفي لفظ عند البخاري "طولها في السماء ثلاثون ميلاً"، وفي رواية عند مسلم: "في كل زاوية منها أهل"، وفي الجنة لمن خاف ربه في الدنيا جنتان: أي: بستانان؛ قال -تعالى-: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)[الرحمن: 46]؛ هذا المؤمن يخاف ربه فيتقيه حق التقوى، يفعل ما أمره به ربه وينتهي عمَّا نهاه عنه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الكِبْرِ، عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ"(أخرجه الشيخان).

وفي الجنة -يا عباد الله- سوق يقصده أهل الجنة في كل جمعة يزدادون فيها حسناً وجمالاً، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا، يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ، فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ فَتَحْثُو فِي وُجُوهِهِمْ وَثِيَابِهِمْ، فَيَزْدَادُونَ حُسْنًا وَجَمَالًا، فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ وَقَدِ ازْدَادُوا حُسْنًا وَجَمَالًا، فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ: وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا، فَيَقُولُونَ: وَأَنْتُمْ، وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا"(أخرجه مسلم)، والمقصود بهذه السوق المجمع الذي يجتمعون فيه كل جمعة فتهب عليهم ريح الشمال تُثِيرُ فِي وُجُوهِهِمْ مَا تُثِيرُهُ مِنْ مسك أرض الجنة وغيره من نعيمها (ينظر شرح النووي على مسلم17/ 171).

عباد الله: ومن أعظم النعيم الذي يعطيه الله لأهل الجنة: رضوانه الأبدي عنهم، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يَقُولُ لِأَهْلِ الجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ؟ فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا"(أخرجه الشيخان).

معاشر المؤمنين: ما أعظم الجنة ونعيمها، إنَّها رحمة الله يرحم بها من يشاء من عباده، فهل من عامل يعمل صالحاً ليفوز بها، هل من مشمِّر يسابق إليها؟ إنكم -يا عباد الله- في زمن العمل فاعملوا وجدِّوا واجتهدوا، قال الناظم:

اعْمَلْ لِدَارِ الْبَقَا رِضْوَان خَازِنُهَا

  الْجَارُ أَحْمَدُ وَالرَّحْمَنُ بَانِيهَا

أَرْضٌ لَهَا ذَهَبٌ وَالْمِسْكُ طِينَتُهَا

  وَالزَّعْفَرَان حَشِيشٌ نَابِتٌ فِيهَا

أَنْهَارُهَا لَبَن مَحْض وَمِنْ عَسَلٍ

  وَالْخَمْرُ يَجْرِي رَحِيقًا فِي مَجَارِيهَا

وَالطَّيْرُ تجْرِي عَلَى الأَغْصَانِ عَاكِفَةً

  تُسَبِّحُ اللهَ جَهْرًا فِي مَغَانِيهَا

مَنْ يَشْتَرِي الدَّارَ فَي الْفِرْدَوْسَ يَعْمُرُهَا

  بِرَكْعَةٍ فِي ظَلامِ اللَّيْلِ يُخْفِيهَا

أَوْ سَدَّ جَوْعَةِ مِسْكِينٍ بِشَبْعَتِهِ

  فِي يَوْمِ مَسْبَغَة عَمّ الغَلا فِيهَا

النَّفْسُ تَطْمَعُ فِي الدُّنْيَا وَقَدْ عَلِمَتْ

  أَنَّ السَّلامَةَ مِنْهَا تَرْكُ مَا فِيهَا

(بستان الواعظين ورياض السامعين ص: 181).

اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي حمداً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.

أما بعد: فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله -عز وجل-.

عباد الله: أقبل عليكم شهر رمضان، فيه تُفتح أبواب الجنة وتُغلق أبواب النار، فأينك يا طالب الجنة، أرِ من نفسك تشميراً إلى الطاعات، وتوبةً من الذنوب والسيئات، وإقبالاً إلى العمل الصالح الذي ترجو به رضا رب الأرض والسماوات، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ"(أخرجه البخاري)، وأبواب الجنة ثمانية يفتحها الله في رمضان، وأبواب النار سبعة، تُغلَّق هذا الشهر، وتُسلسل الشياطين فلا يستطيعون الإغواء فيه كما يستطيعونه في غيره من الأشهر، وتعلمون أنَّ الدنيا ممر وأنَّ الحياة الآخرة مستقر، قال -تعالى-: (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)[العنكبوت:64]؛ أي: دار الحياة الكاملة وحياة الآخرة حياة مستقرة، قال -تعالى-: (وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ)[غافر:39]؛ "أي: محل الإقامة، ومنزل السكون والاستقرار"( تفسير السعدي ص: 635 و 738).

والمؤمن يعلم أنَّه مهما تمتع من متع في الدنيا فإنَّه قليل؛ لأنَّها لا تكتمل وحتماً سيفارقها، فهو في الدنيا يجدُّ ويجتهد في الأعمال الصالحة ولا يقترب من المحرَّمات وينتهي منها ويتوب إلى الله من أي سيئة يقع فيها، ويُتبعها بالحسنة، ويخالق الناس بالخلق الحسن ليفوز برحمة الله بالجنة ونعيمها الأبدي، جعلني الله وإياكم ووالدينا من أهل الجنة.

عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56]؛ اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وأصحابه وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة والتابعين وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلدان المسلمين.

اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق ولي أمرنا وولي عهده لما تحبه وترضاه، وخذ بناصيتهما للبر والتقوى وأصلح لهما بطانتهما وأعز بهما دينك وأعل بهما كلمتك واجعلهما مفاتيح خير مغاليق شر، اللهم احفظ بلادنا وولاة أمرها وعلماءها وأهلها وزدها قوة وأمناً ورخاء.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان وول عليهم خيارهم واكفهم شرارهم اللهم أصلح قلوبنا وأعمالنا اللهم انصر جنودنا المرابطين على حدود بلادنا وانصر قوات التحالف العربي وأهلنا في اليمن ثبت أقدامهم وسدد رميهم وانصرهم على الحوثيين يا رب العالمين، اللهم بلغنا رمضان وأعنا على صيامه وقيامه وتقبله منا يا رب العالمين.

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات:180–182].