الله
أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...
العربية
المؤلف | ملتقى الخطباء - الفريق العلمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - أركان الإيمان |
ومن ثمرات الإيمان بالكتب: إثبات صدق نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، إذ تضمنت الكتب السماويّة السابقة شيئاً من البشارات الباقية بنبوّته -صلى الله عليه وسلم-؛ لتكون دليلاً على صدق رسالته، وبمثل هذا...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب:70-71]، أما بعد:
أيها المؤمنون: إن الإيمان بالكتب الإلهيّة المنزلة على أنبيائه ورسله جزءٌ لا يتجزّأ من منظومة الإيمان الكليّة؛ فلا يكتمل الإيمان ولا يتحقّق إلا بها، قال الله -سبحانه-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)[البقرة: 285]، وقال سبحانه مادحاً المؤمنين: (وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ)[آل عمران: 119] أي بالكتب كلّها.
والإيمان بالكتب هو التصديق بأنه من عند الله أرسل بها رسله إلى الخلق لهدايتهم، وإقامة العدل بينهم، قَالَ -تعالى-: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ)[البقرة: 213].
عباد الله: لقد أنزل الله -سبحانه- كتبه هداية للعباد، وجعل لها المنزلة الرفيعة، وبالتأمل في واقع هذه الكتب السماوية ومضامينها، وتوزيعها الزمني والمكاني، وتتابعها ومراحل تنزيلها، يستخرج المسلم جملةً من الثمرات والآثار التي تعود عليه بالنفع في واقعه ومآله، ودنياه وآخرته، لعل من أهمها:
السعادة في الدنيا والفوز في الآخرة؛ ذلك أنَّ من لم يؤمن بتلك الكتب قد ضل ضلالا بعيداً، قال -سبحانه-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)[النساء: 136]؛ فقد قرن الله سبحانه الإيمان بكتبه بالإيمان به، وجعل عاقبة الكفران بها كعاقبة الكفران به سواء بسواء.
ومن الثمرات: استشعار نعم الله على عباده، فقد جعل لهم كتباً تهديهم سبل الرشاد، وتُخرجهم من الظلمات إلى النور، ولم يتركهم هملاً تتخطفهم الأهواء والشهوات، وتتقاذفهم الشبهات، بل هيّأ لهم من الأسباب ما يصلح أمرهم ويسدد وجهتم، ولابدّ للناس من مرجعٍ ثابتٍ للحق يثوبون إليه ويردون حياضه؛ ليكون حجّة دامغةً، ورحمةً واسعةً، ونوراً للأبصار والبصائر.
ولذا أكد الله -سبحانه- في القرآن الكريم على هذه الثمرة والغاية من إنزاله الكتب، فقال -تعالى- عن التوراة: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ)[المائدة: 44]، قال الشنقيطي: "(هُدًى) أي: دلالة وإرشاد إلى الخير، ورحمة تقي عذاب الله، وسخطه لمن عمل به".
أما الإنجيل فقد قال -تعالى- عنه: (وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِين)[المائدة: 46]، قال ابن كثير: "وجعلنا الإنجيل هدًى يُهتَدَى به، (وَمَوْعِظَة) أي: وزاجرًا عن ارتكاب المحارم والمآثم".
وأما القرآن الكريم فهو آخر الكتب والمهيمن عليها الناسخ لها، قال -تعالى- عنه: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)[الإسراء: 9]، وقال: (الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)[البقرة: 1-2]، وقال: (الم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ)[لقمان: 1-3].
ولن يقدِّر العبد ما أسبغ الله عليه من نعمة الإيمان به، وما يتبعه من إيمان بما أنزله من كتب؛ إلا عندما يتأمل حال من حُرم هذه النعمة؛ فهو يحيا حياة الغي والضلال لا يدري الهدف من سيره، وما هي الغاية التي يسعى إليها؟، قال -تعالى-: (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[الملك: 22].
عباد الله: ومن ثمرات الإيمان بالكتب: بيان أهميّة العقيدة، وبيانٌ ووحدة الرسالات في الأصول والأهداف، ليعلم المؤمن أن الغاية واحدة، والمنبع واحد، والدين واحدٌ مهما اختلفت مسميّاته، وهو دين الإسلام، قال -تعالى-: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)[آل عمران:19]، الإسلام هنا بمعناه العام و"هو الاستسلام لله بتوحيده وطاعته" (السعدي)؛ فقد اتفقت الكتب السماوية كلها على رسالة التوحيد وتقرير أصول الإيمان، ونبذ الشرك والتحذير من مسالكه.
وفي هذا الإطار نجد أن الكتب السماويّة يصدّق بعضها بعضاً، ويؤكّد اللاحق منها ما قرّره السابق، قال -تعالى-: (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ)[المائدة: 46]، وقال -تعالى-: (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ)[فاطر: 31].
ومن الثمرات: ظهور حكمة الله -تعالى- حيث شرع في هذه الكتب لكل قومٍ ما يُناسب زمانهم ومكانهم وطباعهم، ففيما عدا الأصول والعقائد تختلف الكتب السماوية في الشرائع والأحكام، قال -تعالى-: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا)[المائدة: 48]، وكان من مقتضى ذلك أن يحدث النسخ بين الكتب السماوية المختلفة، فجاء نسخ الإنجيل لبعض شرائع التوراة؛ فعيسى يقول لقومه: (وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ)[آل عمران: 50]، ونسخ القرآن الكريم الكتب السابقة.
ومن ثمرات الإيمان بالكتب: إظهار تفاضل الأنبياء، وعظمة الذين اختصّهم الله -تعالى- بهذه الكتب عن غيرهم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، قال -تعالى-: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ)[البقرة: 253].
ومن الثمرات: أن الإيمان بالكتب يمنح المؤمن الشعور بالراحة والطمأنينة، وذلك بمعرفته أن الله قد أنزل على كل قوم من الشرائع ما يناسب حالهم، ويحقق حاجتهم، ويهديهم لما فيه صلاح أمرهم في الدنيا والآخرة، فإذا كان المؤمن على بينة من هذه السنة الإلهية ازداد إيماناً مع إيمانه، ويقيناً فوق يقينه، فيزداد حباً لربه ومعرفة له وتعظيماً لقدره، فتنطلق جوارحه عاملة بأوامر الله، فتتحقق الغاية العظيمة من الإيمان بالكتب، وهي العمل بما فيها، فينال ثمرة هذا الإيمان سعادة في الدنيا وفوزاً في الآخرة.
وقد وعد الله -سبحانه- العاملين بشرعه الخير والبركات في الدنيا والآخرة، قال -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)[الأعراف: 96]، وقال: (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ)[المائدة: 66].
والشرائع التي أنزلها الله ثلاث: شريعة عدل؛ وهي شريعة التوراة، فيها الحكم والقصاص، وهي شريعة الجلال والقهر.
وشريعة فضل؛ وهي شريعة الإنجيل، وهي مشتملة على العفو والصفح، فهي شريعة الفضل والإحسان.
وشريعة جمعت بين هذا وذاك العدل والإحسان، وهي شريعة القرآن؛ فإنه يذكر العدل ويوجبه، ويذكر الفضل ويندب إليه، ويذكر الظلم ويحرمه؛ كما قال -سبحانه-: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90]، وقوله -تعالى-: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)[الشورى: 40].
وقد أرسل الله بهذه الشريعة محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، فجاءت في مظهر الكمال، الجامع للجلال والجمال؛ والعدل والإحسان، ولهذا رضيها الله دينًا للبشر أجمع صالحة للدنيا كلها بكافة أماكنها وأصناف عامريها، وبمختلف أزمانها إلى يوم القيامة.
أيها الناس: ومن ثمرات الإيمان بالكتب: إثبات صدق نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ تضمنت الكتب السماويّة السابقة شيئاً من البشارات الباقية بنبوّته -صلى الله عليه وسلم-؛ لتكون دليلاً على صدق رسالته، وبمثل هذا كتب الله السعادة لأولئك النفر من الأنصار، فقال بعضهم لبعض: "والله إنه النبي الذي توعدكم به يهود فلا يسبقنكم إليه".
بل إن بقاء تلك البشارات في تلك الكتب السماوية تُعدّ دليلاً قاطعاً لمن أراد الاستيثاق من حقيقة نبوّته -عليه الصلاة والسلام- في عصورنا المتأخّرة، حتى إنها تستخدم كحجة للمسلمين في مناظرة أهل الكتاب على إثبات صدق رسالة النبي -عليه الصلاة والسلام-، قال -تعالى-: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)[البقرة: 146]، وعيسى -عليه السلام- يبشر أتباعه ببعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- ويسميه باسمه: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)[الصف: 6].
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده الكريم الأمين، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
أيها الأحبة: ومن ثمرات الإيمان بالكتب: إظهار نعمة الله العظيمة على هذه الأمة؛ حيث جعل كتابها المنزل عليها مشتملاً على إرث الكتب السابقة؛ فكل ما فيها من نور وهدى، وخير وصلاح، وحكمة ورشاد فللقرآن منها نصيبٌ وافرٌ، وزيادة فضل، وهذا من التوريث المذكور في قوله -تعالى-: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا)[فاطر: 32]، يقول الإمام القرطبي: "يريد به معاني الكتاب وعلمه وأحكامه وعقائده وكأن الله -تعالى- لما أعطى أمة محمد صلى الله عليه و سلم القرآن وهو قد تضمن معاني الكتب المنزلة فكأنه ورث أمة محمد عليه السلام الكتاب الذي كان في الأمم قبلنا".
ومن الثمرات: إظهار فضيلة هذه الأمة على من سبقها من الأمم؛ فالله -سبحانه- أوكل حفظ الكتب السابقة لأتباع الأنبياء من الأحبار والرهبان، وهذا مذكورٌ في قول الباري -سبحانه-: (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ)[المائدة: 44]؛ قال السعدي: "(بِمَا اسْتُحْفِظُوا) أي: بسبب أن الله استحفظهم على كتابه، وجعلهم أمناء عليه، وهو أمانة عندهم، أوجب عليهم حفظه من الزيادة والنقصان والكتمان، وتعليمه لمن لا يعلمه".
لكنّهم لم يصونوا هذا العهد فغيّروا وحرّفوا، وزادوا ونقصوا، في حين أن الله -تعالى- تولّى حفظ القرآن بنفسه فقال: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)[الحجر: 9]، وكان موقف المسلمين من كتابهم مغايراً للأمم السابقة فحفظوا القرآن بالصدور والسطور؛ حتى ما عاد هناك مجالٌ للتبديل والتغيير فيه.
ألا صلوا وسلموا على الحبيب المصطفى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).