الحق
كلمة (الحَقِّ) في اللغة تعني: الشيءَ الموجود حقيقةً.و(الحَقُّ)...
العربية
المؤلف | عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الصيام |
وفي هذه العَشْر الأواخر اختصَّكم الباري -تبارك وتعالى- بليلة عظيمة الشَّرَفِ والقَدْرِ، مباركةِ الشأنِ والذِّكْرِ، بالخيرِ والرحمةِ والسلامِ اكتَمَلَتْ، وعلى تنزُّل القرآنِ والملائكةِ الكرامِ اشتَمَلَتْ، هي منكم على طَرَفِ الثُّمامِ، بإذن الملكِ العلَّامِ، إنها ليلةُ القَدْرِ...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، أَوْلَى عبادَه المؤمنينَ مِنًى تَتْرَى، أحمده -تعالى- وأشكره، حَبَانَا لياليَ مباركاتٍ عشرًا، وأجرى فيها من الخيرات والبركات ما أجرى.
لو برينا الأشجارَ أقلامَ شكرٍ | بمدادٍ من أَبْحُرٍ زاخراتِ |
ما أتينا بذرةٍ من جَلالٍ | أَوْ شَكَرْنَا آلاءَكَ الغامراتِ |
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، أَعْظَمَ للصائمينَ القائمينَ ثوابًا وأجرًا، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبد الله ورسوله، أزكى البرية محتَدًا وقَدْرًا، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه الموفَّقِين وردًا وصَدْرًا، والتابعينَ ومن تبعهم بإحسان يرجو بِرًّا وذخرا، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-، فمن اتقى مولاه لم يزدد منه إلا قربًا، وسَمَا روحًا وقلبًا، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)[الطَّلَاقِ: 5].
معاشر المسلمين: وإذ تنعم أمتُنا الإسلاميةُ بعبق شهرها الخالد، وأيامِه الفيحاءِ التَّوَالِدِ، وتتفيأ خيرَه الوارفَ، المزدانَ بأسنى المطارفِ، لسرعان ما تبدَّى لنا آخِرُه، وقد تصرَّم جُلُّه، ولم يبقَ إلا نُزُرُهُ وقُلُّهُ، بل أيام على الأكف تُعَدُّ، لقد مرَّ كلمحة برق أو غمضة عين، فحيَّا هلا بمستزِيد لا يُرَدُّ، نسأل الله قبولَ العملِ، وبلوغَ الأملِ، في المفتَتَح والمختَتَم.
رمضان ما لكَ تلفِظُ الأنفاسَ | أَوَلَمْ تكن في أُفْقِنا نِبْرَاسَا |
لُطْفًا رُوَيْدَكَ بالقلوبِ فقد سَمَتْ | وَاسْتَأْنَسَتْ بجلالِكَ اسْتِئْنَاسَا |
يا أيها الصائمون القائمون: بشراكم ويا نعماكم بهذه الأيام المباركة القلائل، ازدَلِفوا إلى ربكم بالفرائض والنوافل، واستدرِكوا ما فاتكم في شهركم من الأعمال الجلائل، لنستدرك النفحات، ونُدْرَجَ في ثنايا الرحمات، فلا تزال الفرصة سانحة، وهذا دأب المؤمن الصادق الوَجِل، إن وَنَى واجترح، أو عن جواد الطاعة جَنَح، تابَ وآبَ، وعفَّى حوباتِه بالتوبة والاستغفار وحُسْن المآب.
شَهْرٌ حَبَاهُ إلهُ العرشِ مكرمةً | فيرحَمُ اللهُ مَنْ ضاقَتْ به السُّبُلُ |
هو الرؤوف بنا، هل خاب ذُو أَمَلٍ | يدعو رحيمًا بقلب ذَلَّهُ الخجلُ |
أُمَّةَ القرآنِ والصيامِ: وفي هذه العشر الأواخر اختصكم الباري -تبارك وتعالى- بليلة عظيمة الشرف والقَدْر، مباركة الشأن والذِّكْر، بالخير والرحمة والسلام اكتملت، وعلى تنزُّل القرآن والملائكة الكرام اشتملت، هي منكم على طرف الثُّمام، بإذن الملك العلَّام، إنها ليلة القدر، (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)[الْقَدْرِ: 2-5].
يقول صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه"، (متفق عليه)، الله أكبر.
شَهْرٌ تنزَّل أملاكُ السماء به | إلى صَبِيحَتِهِ لم تُثْنِها العِلَلُ |
فليلةُ القدرِ خيرٌ لو ظَفِرْتَ بها | مِنْ أَلْفِ شهرٍ وأَجْر ما له مِثْلُ |
وأما عن ميقاتها: فقد قال صلى الله عليه وسلم: "تحرَّوْا ليلةَ القدرِ في الوتر من العشر الأواخر من رمضان"(متفق عليه)، وقد روى البخاريُّ من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رجالا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أُرُوا ليلةَ القدرِ في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أرى رؤياكم قد تَوَاطَأَتْ في السبعِ الأواخرِ، فَمَنْ كان متحرِّيها فليتحرَّها في السبع الأواخر" وها هي يا -رعاكم الله- بين أيديكم فاغتَنِموها في أشرف بقاع الأرض، فمن حَرِصَ على شيء جَدَّ في طلبه، وهان عليه ما يلقى من عظيم تعبه، إنها ليلة تجري فيها أقلامُ القضاءِ بإسعادِ السعداءِ، وشقاءِ الأشقياءِ، (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)[الدُّخَانِ: 4].
فيا رجالَ الليلِ جِدُّوا | رُبَّ داَعٍ لا يُرَدُّ |
لَا يقومُ الليلَ إلَّا | مَنْ له عَزْمٌ وَجِدُّ |
أيها المؤمنون: عليكم بالاجتهاد، ألَّا تخرجوا من رمضان إلا مغفورًا لكم، لا تخرجوا منه إلا وقد أُعتقت رقابُكم، ولتكن هذه النسماتُ الروحانيةُ، زادًا ومعينًا لنا على صدق الانتماء لديننا وأوطاننا، وبدايةً لعهد جديد نُطفئ فيه لهيبَ الخلافاتِ والطائفيةِ والنزاعاتِ، والانهزاميةِ والعنصريةِ والنعراتِ، ونُنهي مظاهرَ الغلوِّ والضلالاتِ، والعنفِ والتطرفِ والإرهابِ، وسُعارَ الرذيلةِ والموبقاتِ، وخطابَ التطرفِ والإقصاءِ والكراهيةِ، ونؤكِّد الدعوةَ إلى تعزيز قِيَم الوسطيةِ والاعتدالِ، والحوارِ والتسامحِ، والتعايشِ والسلامِ، ونفيء إلى أنوار الإسلام وهداياته الغامرة؛ ليعيش بنو الإسلام متوادِّين متآزين متكافلين متصافين، وضد المحن والخطوب متصافينَ، وعلى نصرة الدين وقضاياه متوافين؛ لنطالع العالَم بأعظم منهاج، به تسعد الشعوب والأمم وتُساس؛ لأننا أمة الوسط والشهادة على الناس، (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)[الْبَقَرَةِ: 143]، وذلك بما حبانا الباري من المقوِّمات العقدية والسلوكية والفضائل الأخلاقية والتربوية، كيف وشرعة الإسلام بوسطيته واعتداله هي الأنموذج الحق الأفضل، والمثال الأشمل والأكمل؛ لتطبيق العدل والوئام، والسِّلْم والسلام بين جميع الأنام، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[الْحُجُرَاتِ: 13].
أمةَ الإسلامِ: وفي هذه البقاع الطاهرة، وعلى ثرى مكة العامرة، وفي ليالي العشر الزاهرة أُثلجت صدورُ المؤمنين وقرت أعينُ الغيورين بالقمم الإسلامية والعربية والخليجية، التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، لا يزال بالتوفيق مكلَّلًا، عملا بقوله -تعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)[آلِ عِمْرَانَ: 103]، وبقوله -سبحانه-: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)[الْأَنْبِيَاءِ: 92]، وقد تألَّقت قممُ قادة الأمة الإسلامية، وتأنَّقت بموضوعاتها الجسيمة، فَلِلَّهِ دَرُّهُمْ، وقد أشرق جمعُهم، وتلألأت بالمحبة صفوفُهم، ومرحبًا بهم، وهم محط أنظار العالَم في هذه الرحاب المباركة، والأيام العابقة، وفي ليالٍ غرَّاءَ من ليالي هذا الشهر الكريم، اعتَصَمُوا بحبل الله أجمعينَ، واتَّحَدوا على الخير أكتعينَ، وكانوا قدوةً لشعوبهم وأبناء أوطانهم وأمتهم، في الوحدة والائتلاف، والتآزُر والإيلاف، والاعتصام ونَبْذ الخلاف، فجزى اللهُ خادمَ الحرمين الشريفين الملكَ سلمانَ بنَ عبد العزيز ووليَّ عهده الأمين خيرَ الجزاءِ وأوفاه، على جهودهما المباركة في جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم ونصرة قضاياهم.
يا قادة المسلمين، يا قادة المسلمين، هنيئًا لكم هذا الاجتماع المبارك، المتوَّج بشرف الزمان والمكان، تشرُف بكم بلادُ الحرمينِ، المملكة العربية السعودية، قيادةً وشعبًا، ضَعُوا أيديَكم في يد خادم الحرمين الشريفين لتحقيق الأمن والسِّلْم الدوليينِ، ومكافحة الغلو والتطرف والإرهاب، إن مؤتمركم هذا يعكس حجمَ الوجدان الإسلامي نحو ثقله الديني تحت مظلة قبلته الجامعة، حيث المرجعية الإسلامية روحيًّا وسياسيًّا، في سياق شرف الخدمة والريادة الفذة لهذه البلاد المباركة، وإننا من محراب المسجد الحرام ومنبره، لَنَرْفَعُ أكفَّ الضراعةِ للمولى -جل وعلا-، أن يُكَلِّلَ اللهُ مؤتمرَكم بالتوفيق والنجاح، والصلاح والفَلَاح، كيف والعالَم يتطلع إلى مؤتمركم التأريخي وما يُسفر عنه من آثار وثمار مباركة، تصبُّ في مصلحة الإسلام والمسلمين، بل والإنسانية قاطبةً، لمواجَهة التحديات الراهنة.
ألا فالزموا -أيها المسلمون- طاعةَ أولي الأمر في صالح الأمور، وشدوا من أزرهم وعزِّزوا من أمرهم، وادعوا لهم بالتوفيق والتسديد والتأييد، وصلاح العباد والبلاد.
وأسهِمُوا معهم في إنجاح مؤتمراتهم المباركة، ولا تُنصتوا للأبواق الناعقة، أصحاب الوجوه البائقة، والأفكار الهدامة النافقة، الذين يسعون في الأرض فسادًا، ويحسبون السرابَ ماءً بقيعة بعد كدَر الصنيعة لعلهم يفطمون أنفسَهم عن مراضع الفتن، ومراتع المحن والأفن والعفن.
فما الشقاق بناةَ المجدِ مَبْدَؤُكُم | ولا النزاعُ ولا الإحجامُ عن قِيَمِ |
فسارِعُوا سدَّ ثغرِ الخُلْف واعتَصِمُوا | لو اعتصمنا بحبلِ اللهِ لم نُضَمِ |
سَدَّدَ اللهُ الخطى، وبارك الجهودَ، وحقَّق الآمالَ، ووفقنا جميعًا لصالح الأقوال والأعمال، إنه جواد كريم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[آلِ عِمْرَانَ: 105].
بارك الله لي ولكم في القرآن والسُّنَّة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه كان توابا غفورا.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على التمام، والصلاة والسلام على سيد الأنام، وآله وصحبه البررة الكرام، والتابعين ومن تبعهم بإحسان.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- حق التقوى، واستمسِكوا من الإسلام بالعروة الوثقى.
إخوة الإيمان: اللهَ اللهَ بحُسْن الختام، قال تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[الْبَقَرَةِ: 185]، ولقد شرَع اللهُ لكم في ختام شهركم إخراجَ زكاة الفطر، فأخرِجوها طيبةً بها نفوسكم، وهي صاعٌ من غالب قوت البلد، في الصحيحين من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "فرَض رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- زكاةَ الفطرِ صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير، على العبد والحُرِّ والذَّكَرِ والأنثى من المسلمين".
عباد الله: وإن من التحدُّث بنعم الله ما نَعِمَ به وَيَنْعَمُ به المعتمرون والزائرون في رحاب الحرمينِ الشريفينِ من منظومة الخدمات المتكاملة المتوَّجة بالأمن والأمان، والراحة والاطمئنان، كلُّ ذلك بفضل الله -تعالى-، ثم ما سخرته هذه الدولةُ المباركةُ من جهود عظيمة لخدمة ضيوف الرحمن، جعلَه اللهُ في موازين أعمالها الصالحة، ولا غروَ؛ فقد اختصها اللهُ بهذا الشرف العظيم، نسأل الله أن يُثِيبَهَا ويُعِينَها على مواصَلة هذا الشرف المؤثَّل، والمجد المؤصَّل، في خدمة الحرمين مكانًا وزمانًا، وقاصديهما كيانًا وإنسانًا.
هذا وصلُّوا وسلِّمُوا -رحمكم الله- على النبي الخاتم، خير عابد وصائم، ومتهجد وقائم، كما أمركم المولى العظيم في التنزيل الكريم فقال تعالى في محكم تنزيله -وهو الصادق في قيله-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].
يا رَبِّ صلِّ عليه كلَّما لمعت | كواكبُ في ظلامِ الليلِ والسَّحَرِ |
وآلِه وجميعِ الصحبِ قاطبةً | الحائزين بفضلٍ أَحْسَنَ السِّيَرِ |
وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وَسَلِّمِ المعتمرينَ والزائرينَ، واحمِ حوزةَ الدينِ، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتَنا وولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين، اللهم وفِّقْه لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، وهيئ له البطانة الصالحة التي تدلُّه على الخير وتُعينه عليه، اللهم اجْزِهِ خيرَ الجزاءِ على ما قدَّم ويقدِّم للحرمين الشريفين وقاصديهما، ونصرة قضايا الإسلام والمسلمين في كل مكان، اللهم اجمع به كلمةَ المسلمينَ على الحق والهُدَى، يا رب العالمين، اللهم اجزه خيرَ الجزاء وأوفاه على ما دعا لجمع كلمة المسلمين ووحدة صفوفهم وتوحيد مواقفهم، ونصرة قضاياهم، اللهم اجعل ذلك في موازين أعمالهم الصالحة، اللهم وفقه ووليَّ عهده وأعوانَهم إلى ما فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين، وإلى ما فيه الخير للبلاد والعباد.
اللهم وفِّق قادةَ المسلمين واكتب لهم في مؤتمرهم هذا التوفيق والنجاح، والتسديد والتأييد والفَلَاح، اللهم وَفِّقْهم لِمَا فيه خير شعوبهم، وأوطانهم وأمتهم يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام.
اللهم أَصْلِحْ أحوالَ المسلمينَ في كل مكان، واحقن دماءهم وابسط الأمن والاستقرار والرخاء في ربوعهم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم احفظ مقدسات المسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أنقذ المسجد الأقصى من عدوان المعتدينَ، ومن كيد الكائدينَ ومكر الماكرينَ، اللهم اجعله شامخًا عزيزًا إلى يوم الدين، اللهم أنجِ المستضعَفينَ من المسلمينَ في كل مكان، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم وفِّق رجال أمننا، اللهم اجزهم خيرًا على ما قدموا للحِفاظ على أمن هذه البلاد المباركة، وعلى سلامة المعتمرينَ والزائرينَ، اللهم وفِّق رجالَ أمننا المرابطينَ على ثغورنا وحدودنا، اللهم تقبَّل شهداءهم وثبِّت أقدامَهم، اللهم سدِّد رميَهم ورأيهم، اللهم اربط على قلوبهم وعافِ جرحاهم، واشفِ مرضاهم، ورُدَّهم سالمينَ غانمينَ منتصرينَ مظفَّرينَ، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم من أرادنا وأردا ديننا وبلادنا وبلاد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه، وردَّ كيدَه في نحره واجعل تدبيره تدميرا عليه يا سميع الدعا، اللهم ردَّ عنا شرَّ الأشرارِ وكيدَ الفُجَّارِ، وشرَّ طوارقِ الليلِ والنهارِ، واحفظنا من كيد الكائدينَ، وعدوان المعتدينَ، حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، والعتق من نيرانك، والعتق من نيرانك، والعتق من نيرانك، اللهم أَعِدْ علينا شهرَ رمضان أعوامًا عديدةً، وأزمنةً مديدةً، ونحن في خير وصحة وأمن وسلامة وحياة سعيدة، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اكتبنا من عتقائك من النار، اللهم أعتق رقابنا من النار، ووالدينا وولاة أمرنا، وعلمائنا، وأزواجنا وذرياتنا، وإخواننا ومن أحببناه فيكَ ومن أحبنا فيكَ، وسائر المسلمين يا رب العالمين.
اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا واختم لنا بخير، واجعل عواقب أمورنا إلى خير، واجمعنا دائما على الخير والهدى، والأمن والأمان والاستقرار والسلامة يا ذا الجلال والإكرام.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].