المقدم
كلمة (المقدِّم) في اللغة اسم فاعل من التقديم، وهو جعل الشيء...
العربية
المؤلف | عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | صلاة العيدين |
إنَّ لكل أمة من الأمم عيدًا، يتناسب مع عقائدهم المبدلة، وأديانهم المزيفة، ونزواتهم البهيمية، أعياد قائمة على الخنا والفجور، والرقص والخمور، ويبقى لنا -عباد الله أمة الإسلام- عيدنا متلألئًا بضياء الإيمان، وسنا العقيدة، واستقامة السلوك، وجمال الأخلاق، وبهاء الاجتماع، يبقى لنا عيدنا مختصًا بخصائصه، متميزًا بميزاته...
الحمد لله الكبير المتعال، ذي الجلال والجمال والعظمة والكمال، الحمد لله العزيز الغفار، الحمد لله على نعمه العظام، وعطاياه الكثار، الحمد لله على ما منَّ به علينا من نعمة الإسلام ونعمة القرآن ونعمة الصيام والقيام، الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحبُّ ربنا ويرضى، الحمد لله على نعمه العظيمة التي منَّ بها علينا في قديم أو حديث، أو سر أو علانية، أو خاصة أو عامة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين، وقيوم السموات والأرضين، وخالق الخلق أجمعين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وأمينه على وحيه، ومبلغ الناس شرعه، ما ترك خيرًا إلا دل الأمة عليه، ولا شرًّا إلا حذرها منه، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلوات الله وملائكته وأنبيائه والصالحين من عباده عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرًا.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله تعالى: (وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب: 70، 71]، واحمدوا الله كثيرًا، واشكروه -جل وعلا- كثيرًا على نعمه العظيمة وآلائه التي لا تعد ولا تحصى، ومن جملة نعمه سبحانه ما يسر لنا أجمعين من شهود هذا اليوم العظيم، والعيد المبارك الذي يأتي على إثر طاعة عظيمة وعبادة جليلة، ألا وهي صيام شهر رمضان المبارك، ولهذا يسمى هذا العيد السعيد: عيد الفطر؛ لصلته بالصيام؛ لأنه عيد الإفطار من الصيام، ولهذا -عباد الله- ينبغي أن نعلم أن لهذا العيد مقصودين عظيمين، وغايتين جليلتين، لا ينبغي أن تغيب منا على بال، ألا وهما:
أن مقصود هذا العيد الأول: أن نحمد الله عز وجل-، ونشكره سبحانه، ونثني عليه الخير كله، على ما يسر ومنّ به علينا من صيام شهر رمضان قيامه، مَنَّ -جلَّ وعلا- علينا بالصيام ويسره لنا، ويسر لنا القيام، فكان منا الامتثال، وها نحن نشهد هذا اليوم -يوم الفطر من الصيام- شاكرين لله على نعمه، مثنين عليه بها خيرًا.
والمقصود الثاني -عباد الله- أن نفرح بما منَّ الله به علينا من الفطر والطعام والمأكل والمشرب وغير ذلك من الأمور التي منعنا منها حال الصيام، فنتمتع بما أباح الله لنا دون تعدٍّ لحدود الشريعة، ودون إسراف أو تبذير أو مخيلة.
أمر الله -تبارك وتعالى- عباده بالصيام، فامتثلوا أمره وصبروا، ودعاهم في هذا اليوم إلى الفطر، فحمدوا ربهم وشكروا.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
معاشر المؤمنين: إنَّ لكل أمة من الأمم عيدًا، يتناسب مع عقائدهم المبدلة، وأديانهم المزيفة، ونزواتهم البهيمية، أعياد قائمة على الخنا والفجور، والرقص والخمور، ويبقى لنا -عباد الله أمة الإسلام- عيدنا متلألئًا بضياء الإيمان، وسنا العقيدة، واستقامة السلوك، وجمال الأخلاق، وبهاء الاجتماع، يبقى لنا عيدنا مختصًا بخصائصه، متميزًا بميزاته، إن عيدنا عباد الله عيد الإفطار، عيد العطاء المدرار، عيد الفرح والاستبشار، بفضل الله -جل وعلا- ومنِّه: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58].
عيدنا -عباد الله- عيد إيمان وتوحيد، عيد تكبير وتهليل، عيد ذكر لله -تبارك وتعالى-، يشرع لنا في هذا العيد مظاهر عظيمة، ومظاهر جليلة، منها الاجتماع لهذه الصلاة، وسماع الخطبة، وحضور الخير والدعوة العامة، والتلاقي والصفاء، والحب والإخاء، والصلة والتزاور، إلى غير ذلك من المعاني العظيمة، والمقاصد الجليلة، التي تشرع لنا في عيدنا المبارك.
الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله: اجتمع لنا في يومنا هذا عيدان، عيد الفطر، وعيد الأسبوع، وإذا اجتمعا فإن من شهد هذه الصلاة -صلاة العيد- فإنه يرخَّص له في عدم حضور الجمعة، لكنه لابد أن يصلِّيها ظهرًا في الجماعة، يؤذن لها في المساجد، وتقام الصلاة فيها، ومن رغب أن يشهد الجمعة في المساجد الجامعة فإنها تقام فيها، هكذا السنة عباد الله.
الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله: ينبغي علينا في هذا اليوم وفي كل يوم أن نتذكر أن أعظم المطالب وأجل المقاصد وأنبل الأهداف الإيمان بالله، وبكل ما أمرنا الله -تبارك وتعالى- بالإيمان به، فلهذا خلقنا، ولأجل هذا أوجدنا.
عباد الله: الإيمان هو أساس السعادة، وسبيل الفوز والفلاح والنجاة في الدنيا والآخرة، الإيمان -عباد الله- هو أعظم المطالب، وأعظم المقاصد، وأنبل الأهداف.
عباد الله: الإيمان شجرة مباركة، وتأمل في هذا قول الله -تبارك وتعالى-: (أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [إبراهيم: 23، 24].
نعم -معاشر المؤمنين- الإيمان شجرة مباركة، لها مكان تُغرس فيه، ولها مادة تسقى بها، ولها أصل وفروع وثمار، أما مكان غرسها -عباد الله- فهو قلب المؤمن، فيه توضع بذورها، ومنها تتفرع أغصانها وفروعها، وأما سقيها فهو الوحي المبين، كلام رب العالمين، وكلام رسوله الأمين -صلوات الله وسلامه عليه-، فكلما عُني بالوحي عظم نماء هذه الشجرة، وكلما أخل به فإن هذه الشجرة يكون مآلها إلى الذبول، ولربَّما إلى الموت والزوال.
عباد الله: وأما أصل هذه الشجرة فهي أصول ستة عظيمة، جاء بيانها في كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ألا وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) [البقرة: 177].
وفروعها -عباد الله- جميع الطاعات الزاكية، والقربات النافعة، التي أمر الله -تبارك وتعالى- بها في كتابه، وأمر بها رسوله -عليه الصلاة والسلام- في سنته، ولهذا جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الإيمان بضع وسبعون شعبة: أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان".
ومن فروع الإيمان -عباد الله- توقّي الحرام، والبعد عن المناهي والآثام، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن".
عباد الله: وإن من أهم ما ينبغي أن يعتني عبد الله المؤمن أن يحذر من العوائق التي تعوق المؤمن في إيمانه، وتقطع عليه سيره وطريقه لنيل رضا الله والفوز بثواب الآخرة، وهي عوائق ثلاثة خطيرة، ينبغي أن نكون جميعًا منها على حذر:
ألا وهي: الشرك بالله -أعاذنا الله وإياكم منه، وحمانا وحماكم من الوقوع فيه- والبدعة في دين الله، والمعاصي بأنواعها.
أما الشرك -عباد الله- فيكون الخلاص منه بتجريد الإخلاص لله -تبارك وتعالى-، وفي الدعاء المأثور عن نبينا -عليه الصلاة والسلام-: "اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم، ونستغفرك لما لا نعلم".
وأما البدعة -عباد الله- فيكون الخلاص منها بتجريد المتابعة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- القائل في الحديث الصحيح: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
وأما المعاصي -بأنواعها كبيرها وصغيرها- فبمجاهدة النفس على البعد عنها، واجتنابها، وإذا ألمّ العبد بشيء منها فعليه بالتوبة النصوح إلى الله وكثرة الاستغفار: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) [التحريم: 8].
عباد الله: إن من الأمور العظيمة والمقاصد الجليلة في عيدنا المبارك أن نجتمع فيه على الصلة والإخاء والتعاون والبر والإحسان، اليوم -عباد الله- يوم الصفاء والتواصل وترك التهاجر والتباغض، ومن الدعوات المأثورة: "اللهم ألِّف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور".
اليوم -عباد الله- يوم التواصل والتزاور والتآخي، وطرح التباغض التعادي والإحن، اليوم -عباد الله- فرصتك الثمينة إذا كان بينك وبين أحد إخوانك شيء من البغضة ونحو ذلك، أن تطرح ذلك، وأن تكون سباقًا للخير، واعلم أن خيركما من يبدأ بالسلام.
الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله: إن نعم الله -عز وجل- علينا كثيرة لا تحصى، عديدة لا تستقصى، وقد تأذن الرب -تبارك وتعالى- بالزيادة لمن شكر وبالعذاب الأليم لمن كفر، والنعمة إذا شكرت قرت، وإذا كفرت فرت، وفي هذا يقول الله -تبارك وتعالى-: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم: 7].
اللهم اجعلنا شاكرين لنعمك، مستعملين لها في طاعتك يا ذا الجلال والإكرام.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله المنان، واسع الفضل جزيل الإحسان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
معاشر المؤمنين عباد الله: اتقوا الله تعالى، وراقبوه في السر والعلانية والغيب والشهادة، واعلموا -رعاكم الله- أنَّ كل واحد منَّا مسؤولٌ أمام الله -جل وعلا-: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
أيها المؤمن، أيتها الأخت المؤمنة: كل واحد منا له وقوف في يوم من الأيام بين يدي الله -جل وعلا-، والله -تبارك وتعالى- سائله على ما قدم في هذه الحياة، فمن وجد يومئذ خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلاَّ نفسه، ولهذا فالفرصة أمامنا قائمة، لنصحح مسارنا، ونحاسب أنفسنا، ونزن أعمالنا، كما قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وحاسبوها قبل أن تحاسبوا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل.
عباد الله: ومن المسؤولية العظيمة المنوطة بنا رعاية الأهل والأولاد، كما قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم: 6].
عباد الله: إن الواجب علينا أن تكون منا عناية مضاعفة، وجهدٌ بالغ في أولادنا، تربيةً لهم، وسعيًا في إصلاحهم وتسديدهم، لاسيما والشباب والشابات في هذا الزمن يتعرضون لفتن عاصفة، ومؤامرات آثمة، وكيد ودهاء وشر، في فتن تعصف بالشباب والشابات، من خلال قنوات آثمة، ومجلات هابطة، ومن خلال مواقع في الشبكة العنكبوتية، كل ذلك -عباد الله- فيه تخبيط آثم للإطاحة بالشباب، والإطاحة بالشابات، وفتنتهم في دينهم، وخلخلة عقائدهم وإيمانهم، وإيقاعهم في حمأة الرذيلة والفساد، ولهذا -عباد الله- لابد من تضافر وتعاون في إصلاح هؤلاء، والأخذ بهم إلى سبيل النجاة وبر الأمان، مستعينين بالله -تبارك وتعالى-، طالبين منه وحده هداية أبنائنا وبناتنا، فلا عاصم إلا الله، ولا منجي إلا هو -تبارك وتعالى-، وإليه نفزع، ومنه نرجو ونطلب أن يصلح أبناءنا وبناتنا، وأن يهديهم إليه صراطًا مستقيمًا، وأن يجنب الجميع الفتن، ما ظهر منها ما بطن.
الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله: علينا أن نعمل ما دمنا في دار العمل، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.
الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله: اعلموا -رعاكم الله- أن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بالجماعة؛ فإن يد الله مع الجماعة.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
وصلوا وسلموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله، كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشرًا"، وقد جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- الإكثار من الصلاة والسلام عليه في هذا اليوم -يوم الجمعة-، فأكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورين، وأبي الحسنين علي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشِّرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشِّرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم أعنّا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا، اللهم اجعلنا لك شاكرين، لك ذاكرين، إليك أواهين منيبين، لك مخبتين، لك مطيعين، اللهم تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، وسدد حجتنا، وثبت قلوبنا، واسلل سخيمة صدورنا، اللهم ألف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا، وأموالنا وأوقاتنا، واجعلنا مباركين أينما كنا.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لنا ذنبنا كله: دقه وجله، أوله وآخره، سره وعلنه، اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن ترفع عنا الغلا والوبا والزلازل والفتن والمحن كلها، ما ظهر منها وما بطن.
اللهم إنا نتوجه إليك بأسمائك كلها، وصفاتك جميعها أن تسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلا إليك، اللهم لا تكلنا إلا إليك، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غرق، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان، وديارنا بالمطر، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا ولا تجعلنا من اليائسين، إلهنا وسيدنا ومولانا ورجاءنا: أغثنا يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، عباد الله: لقد كان صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا لقي بعضهم بعضًا يوم العيد هنَّأوا بعضًا بهذه المناسبة، بكلمة جميلة، ومقالة عظيمة، فكان يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنكم، فأقولها لكم أجمعين: تقبل الله منا ومنكم، اللهم تقبل منا، اللهم تقبل منا، اللهم نقبل منا، اللهم واغفر لنا يا ذا الجلال والإكرام، وأعد علينا شهر رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، على خير وصلاح وحسن عمل وحياة سعيدة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبد الله ورسوله، نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين.