البحث

عبارات مقترحة:

الأول

(الأوَّل) كلمةٌ تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

الحسيب

 (الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...

الكريم

كلمة (الكريم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل)، وتعني: كثير...

وعادت صلاة الجماعة في المساجد

العربية

المؤلف سليمان السلامة
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الصلاة
عناصر الخطبة
  1. من أثر فقدان صلاة الجماعة .
  2. من منافع وفضائل صلاة الجماعة .
  3. من شوق السلف إلى صلاة الجماعة .
  4. أثر إغلاق المساجد على المصلين. .

اقتباس

أدركنا حينما علقت صلاة الجماعة بالمساجد، عظم ثمرات صلاة الجماعة الاجتماعية؛ فكثيرون لما علقت صلاة الجماعة انقطع تواصلهم وهم في حي واحد, وجيران مسجد واحد!، فالحمد لله الذي شرع لنا صلاة الجماعة؛ لتكون سببا للتآلف والترابط، والمحبة والإحسان، قال الشيخ منصور البُهُوتي: "شُرعت صلاة الجماعة لأجل التواصل والتوادد...

الخطبة الأولى:

الحمد لله كما ينبغي لجلال وجه ربنا وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله -عليه الصلاة والسلام-.

أما بعد: فا تقوا الله -عباد الله-؛ (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[البقرة: 281].

أيها الناس: لنحمد الله الذي فرض علينا صلاة الجماعة، فقد علمنا علم اليقين, ورأينا عين اليقين, وأدركنا حق اليقين؛ عظم فضائل صلاة الجماعة، أدرك الناس ذلك لما عُلّقت صلاةُ الجماعة في المساجد، فما أرحم الله بنا حينما شرع لنا صلاة الجماعة!، وجعلها لنا خير زاد وبضاعة، وخير مدخر ليوم القيامة.

الحمد لله الذي فرض علينا صلاة الجماعة، وحفها وحباها بمزايا وفضائل عظيمة، ليست منافع في الآخرة فحسب؛ بل جمعت صلاة الجماعة منافع في الدنيا  والآخرة.

كُنا قبل تعليق الصلاة في المساجد قد لا نستحضر فوائد صلاة الجماعة، لكن لما علقت الصلاة في المساجد، شعرت قلوب المؤمنين كأنها فقدت جزءا من جسدها  وكيانها، وهكذا وقت الرخاء والنعمة لا نعرف قيمة الأشياء إلا بعد فقدها!, فالحمد لله الذي منّ علينا بعودتنا إلى مساجدنا وإلى صلاة الجماعة.

عباد الله: من منافع وفضائل صلاة الجماعة: أن في إقامتها بالمساجد إظهارا لشعائر الإسلام وإعلانا بها، وهذا من تعظيم شعائر الله قال الله -تعالى-: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج: 32].

صلاتنا في جماعة حرز لنا من الشيطان، وإضعاف لتسلط الشيطان على الإنسان, قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم؛ يأخذ الشاة القاصية والناحية، فإياكم والشعاب، وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد"(رواه الإمام أحمد).

أيها المسلمون: من ثمرات ومنافع صلاة الجماعة: أننا نقصد الرب الكريم, ونتوجه إلى أحب البلاد إليه, قال سلمان الفارسي -رضي الله عنه-: "من توضأ في بيته فأحسن الوضوء, ثم أتى المسجد فهو زائر الله، وحق على المزور أن يكرم الزائر".

المحافظون على صلاة الجماعة لا تذهب خطواتهم سدى؛ بل يكتب لهم ذهابهم وإيابهم, بل حتى وانتظارهم في المسجد لإقامة الصلاة، تحفهم دعوات ملائكية تقول الملائكة: "اللهم اغفر له, اللهم ارحمه".

عباد الله: كم نُذْنب؟! وكم نخطئ؟! فتأتي صلاتنا مع الجماعة فيُغفر لنا بها, روى مسلم عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء, ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أوفي المسجد؛ غفر الله له ذنوبه".

أيها الطامعون برحمة الرحيم: من الأمور الشاقة أن يقوم أحدنا نصف الليل, وأشق منه أن يقوم الليل كله أليس كذلك؟! ولكن بصلاتك العشاء والفجر مع الجماعة تحقق أجر قيام الليل, قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى العشاء في جماعة؛ فكأنما قام نصف الليل, ومن صلى الصبح في جماعة؛ فكأنما قام الليل كله"(رواه مسلم)، فالحمد لله الذي شرع لنا صلاة الجماعة.

يا عباد الله: هنيئا للمحافظين على الصلاة مع الجماعة, حيث أثنى الله عليهم  ومدحهم، وكفى بثناء الله ومدحه فخرا وشرفا، قال الله -جل ثناؤه-: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)[النور: 35، 36].

قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو أهل التقوى وأهل المغفرة.

الخطبة الثانيـة:

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ؛ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلَهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً.

عباد الله: هل سمعتم بالرجل من السلف الصالح الذي قال: "إذا أذن المؤذن، فإن لم تجدوني في المسجد فاطلبوني في المقبرة", الله أكبر! قلوب تعلقت بالمساجد وبصلاة الجماعة, فلا تأنس إلا بحضور الصلاة, ولا يُشبع روحها إلا عمارةُ المساجد بالصلاة.

عباد الله: أدركنا حينما علقت صلاة الجماعة بالمساجد، عظم ثمرات صلاة الجماعة الاجتماعية؛ فكثيرون لما علقت صلاة الجماعة انقطع تواصلهم وهم في حي واحد, وجيران مسجد واحد!، فالحمد لله الذي شرع لنا صلاة الجماعة؛ لتكون سببا للتآلف والترابط، والمحبة والإحسان، قال الشيخ منصور البُهُوتي: "شُرعت صلاة الجماعة لأجل التواصل والتوادد, وعدم التقاطع".

ألا -يا مسلمون- احمدوا الله على نعمة رفع التعليق عن حضور الجمع والجماعة، واشكروا الله بالمحافظة على صلاة الجماعة، ملتزمين بأخذ الاحترازات الوقائية.

اللهم اجعل الصلاة لنا نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة, ربنا اجعلنا وذرياتنا من المقيمي الصلاة.