الباطن
هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (الباطنيَّةِ)؛ أي إنه...
العربية
المؤلف | أحمد طالب بن حميد |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | صلاة العيدين |
فَضَحُّوا تقبَّلَ اللهُ ضحاياكم، فما تقرَّب متعبِّدٌ في يوم الأضحى بمثل إراقة دم بهيمة الأنعام لله رب العالمين، فيُطعِم ويُهدِي ويتصدَّق، ويُظهِر شعيرةَ اللهِ، سُنَّةَ أبيكم إبراهيم...
الخطبة الأولى:
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، الله أكبر تعظيمًا، والحمد لله تمجيدًا، وسبحان الله تنزيهًا، ولا إله إلا الله توحيدًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، توكُّلًا وتفويضًا، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له إقرارًا وتفريدًا، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه -صلى الله عليه وسلم- تسليمًا مزيدًا، وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، هنَّ أحبُّ الكلام إلى الله وأحبُّ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما طلَعَت عليه الشمسُ، تعدِل أشرفَ الرقاب المعتَقَة، وأجود الخيول الملجَمة المسرَجة، وأغنى البُدْن المقلَّدة المتقبَّلة.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، تملأ ما بين السماء والأرض، وتكفِّر الذنوبَ ولو كانت مثلَ زبد البحر، وتساقطها عن العبد كما يساقط ورق الشجر.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، ولا إله إلا الله ولا وحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، هُنَّ غِراسُ الجنةِ، والمنجِياتُ والجُنَّة، والباقيات الصالحات التي يبقى ثوابُها ويدوم جزاؤها.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، ولا إلهَ إلا اللهُ ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم، ينعطفنَ حول عرش الرحمن ولهنَّ دويٌّ كدويِّ النحلِ، يذكرنَ بصاحبهِنَّ، فما يزال له ما يذكر به عند ربه، (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا)[مَرْيَمَ: 64]، وليس أحدٌ أفضلَ عند الله من مؤمن يعمَّر في الإسلام يَكثر ذكرُه لله.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، هنَّ صدقة الأبدان وأثقال الميزان ومحبوبات الرحمن، وبطيِّهن الأسماء الحسنى والصفات العلا، وهنَّ جمعُ الشتاتِ وجماعُ الطاعاتِ.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا * تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 41-44]، فما الشهادة والصلاة، والصيام والزكاة، والجهاد وحج بيت الله، إلا مظاهر تعظيم الله، وشواهد ذِكْر اللهِ، وما تشرَّف بالتلبية، ولا تضطلَّع بالتروية، ولا عرف بالتزكية، ولا وقَف بالتعظيم، ولا ازدلف بالتسليم، ولا رجَم بالضحوة، ولا طاف بالغدوة، ولا نحَر بالتكبير، ولا رمى بالهجير إلا مَنْ كان لسانُه رطبًا من ذِكْر الله.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله ولله الحمد.
الخطبة الثانية:
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)[الْحَجِّ: 1-2].
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم.
وبعدُ عبادَ اللهِ: فَضَحُّوا تقبَّلَ اللهُ ضحاياكم، فما تقرَّب متعبِّدٌ في يوم الأضحى بمثل إراقة دم بهيمة الأنعام لله رب العالمين، فيُطعِم ويُهدِي ويتصدَّق، ويُظهِر شعيرةَ اللهِ، سُنَّةَ أبيكم إبراهيم، -عليه وعلى نبينا الصلاة والتسليم-، واعلموا أنه لا يصحُّ في الأضاحي المريضةُ البيِّنُ مرضُها، ولا العوراء البيِّنُ عورُها، ولا العرجاءُ التي لا تطيق المشيَ مع الصحاح، ولا العضباءُ التي ذهَب أكثرُ من النصف من أُذُنِها وقرنها، ولا الهزيلةُ التي لا مخَّ في عظامها، ولا الهتماء التي ذهبَت ثناياها من أصلها، ولا الجَدَّاء التي نشف ضرعُها ويبُس من الكِبَرِ، ولا يُجزئ من الإبل إلا ما تم له خمسُ سنين، ولا من البقر إلا ما تم له سنتانِ، ولا من المعز إلا ما تمَّ له سنةٌ، ولا من الضأن إلا ما تم له ستةُ أشهر، وتُجزئ البدنةُ عن سبعة، والبقرةُ عن سبعة، والسُّنَّة نحرُ الإبلِ قائمةً معقولةً يدُها اليسرى، وذبحُ البقرِ والغنمِ على جنبِها الأيسرِ، وليُحِدَّ أحدُكم شفرتَه، ولْيُرِحْ ذبيحتَه، موجَّهةً إلى القِبْلةِ، ويقول عند الذبح: "بسم الله"، وجوبًا، و"الله أكبر" استحبابًا، والسُّنَّة أن يأكلَ منها ثلثًا، ويتصدَّق بثلثٍ ويُهدي ثلثًا، ولا يبيع جلدَها ولا شيئًا منها ولا يُعطي الجزارَ أجرتَها منها.
ووقتُ الذبحِ من فراغِ صلاةِ العيدِ إلى آخِر اليومينِ بعدَه، ومَنْ ذبَح قبلَ صلاة العيد فإنما هي ذبيحةُ لحمٍ، وليذبح غيرَها مكانَها.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)[الْحَجِّ: 36-37].
وعليكم -عبادَ اللهِ- بمعراج الدعاء ومفتاح باب السماء؛ الصلاة والسلام على إمام الأنبياء وسيد الأتقياء، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، فاللهم صلِّ وسلِّم وزِدْ وبارِكْ على عبدكَ ورسولكَ، سيدنا محمد، وارضَ اللهم عن الأئمة الخلفاء الراشدينَ، الأئمة المهديينَ؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن التابِعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوكَ ومنكَ وكرمكَ يا أكرمَ الأكرمينَ.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل هذا البلد مطمئنا سخاء رخاء، وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمتنا وولاة أمورنا، ووفِّق إمامَنا لهداك، واجعل عملَه في رضاك، اللهم وألبِسه لباسَ الصحة والعافية ومُنَّ عليه بكل خير في الدنيا والآخرة يا رب العالمين، اللهم ووليّ عهده وإخوانه على الخير، يا ربَّ العالَمينَ.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبِّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم اغفر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا وما أسرَرْنا وما أعلنَّا، وما أنتَ أعلم به منا، أنتَ المقدِّم وأنتَ المؤخِّر وأنتَ على كل شيء قدير، لا إله إلا أنتَ سبحانكَ إنَّا كنَّا من الظالمينَ، فاغفر لنا وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم تقبَّل من الحُجَّاج حجَّهم، اللهم تقبَّل من الحجاج حجَّهم، اللهم تقبَّل منا ومنهم يا أرحم الراحمين، واغفر لنا ولهم برحمتِكَ يا غفورُ يا رحيمُ، اللهم ورُدَّهم إلى ديارهم سالمينَ غانمينَ، اللهم واكتُب أجرَه لمَن لم يستطع حجه يا رب العالمينَ، اللهم بلِّغنا بالمقاصد والآمال ما لم نبلغه بالأعمال يا أرحمَ الراحمينَ، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وتوفَّنا مسلمينَ.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.