الشاكر
كلمة (شاكر) في اللغة اسم فاعل من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...
العربية
المؤلف | عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الحكمة وتعليل أفعال الله |
من يتأمل هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في أيامه ولياليه وأوقاته جميعًا يجده مليئًا بالمحافظة على الطاعة، والإتيان بالعبادة على التمام والكمال، ولنتأمل عباد الله هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما يقوم في الصباح مستيقظًا من نومه، يقوم مقبلاً على طاعة الله، محافظًا على أوامر الله، يستهل يومه بذكر الله تعالى ودعائه، والاستعانة به والإقبال عليه -جل وعلا-، وطلب العون والمدد منه...
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
أيها المؤمنون عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فإن من اتقى الله وقاه، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه، وتقوى الله -جل وعلا- أن يعمل العبد بطاعة الله، على نور من الله، يرجو ثواب الله، وأن يترك معصية الله، على نور من الله، يخاف عقاب الله، ثم اعلموا -رحمكم الله- أن خير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فلقد كان -صلوات الله وسلامه عليه- أتم الناس عبادة، وأحسنهم طاعة، وأكملهم خُلُقًا، وأعظمهم إقبالاً على الله -جل وعلا-.
عباد الله: والواجب على كل مسلم أن يحرص في هذه الحياة تمام الحرص على الاقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولزوم نهجه وسلوك طريقته: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) [الأحزاب:2].
عباد الله: ومن يتأمل هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في أيامه ولياليه وأوقاته جميعًا يجده مليئًا بالمحافظة على الطاعة، والإتيان بالعبادة على التمام والكمال، ولنتأمل عباد الله هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما يقوم في الصباح مستيقظًا من نومه، يقوم مقبلاً على طاعة الله، محافظًا على أوامر الله، يستهل يومه بذكر الله تعالى ودعائه، والاستعانة به والإقبال عليه -جل وعلا-، وطلب العون والمدد منه، في أن ييسر له في يومه كلِّه العلمَ النافعَ، والعمل الصالح، والرزق الطيب، ثم يتبع الدعاء بالعمل -صلوات الله وسلامه عليه-.
لنتأمل -عباد الله- في هذا المقام العظيم ذلكم الدعاء العظيم الذي كان يواظب عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلّ يوم بعد صلاة الصبح؛ لنرى في هذا الدعاء منهجًا مباركًا، وهديًا قاصدًا كان عليه رسولنا -صلوات الله وسلامه عليه-، روى الإمام أحمد في مسنده وابن ماجه في سننه عن أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول إذا صلى الصبح حين يسلِّم: "اللهم إني أسلك علمًا نافعًا، ورزقًا طيبًا، وعملاً متقبلاً"، وفي رواية "وعملاً صالحًا"، وهو حديث صحيح ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
عباد الله: ومن يتأمل هذا الدعاء العظيم يجد أن الإتيان به في هذا الوقت بعد صلاة الصبح في غاية المناسبة؛ لأن الصبح هو بداية اليوم ومفتاحه، والمسلم ليس له مطمع في يومه إلا تحصيل هذه الأهداف العظيمة، والمقاصد الجليلة المذكورة في هذا الحديث، وهي العلم النافع، والرزق الطيب، والعمل الصالح، وكأنه في افتتاحه ليومه بذكر هذه الأمور الثلاثة دون غيرها، يحدد أهدافه ومقاصده في يومه، ولا ريب -عباد الله- أن هذا أجمعُ لقلب الإنسان، وأضبط لسيره ومسلكه، بخلاف من يصبح دون أن يستشعر أهدافه وغاياته ومقاصده التي يعزم على القيام بها في يومه.
ونجد المعتنين بالسلوك والآداب يوصون بتحديد الأهداف في كل عمل يقوم به الإنسان، وفي كل سبيل يسلكه؛ ليكون ذلك أدعى لتحقيق أهدافه، وأسلم من التشتت والارتباك، وأضبط له في مساره وعمله، وما من شك أن من يسير وفق أهداف محددة ومقاصد معينة أكمل وأضبط وأسلم ممن يسير دون تحديد هدف، ودون تعيين لمقصد، والمسلم ليس له في يومه أجمعه، بل ليس له في أيامه كلها، إلا الطمع في تحصيل هذه الأهداف الثلاثة وتكميلها، ونيلها من أقرب وجه وأحسن طريق، وعلى هذا -عباد الله- فما أجمل أن يُفتتح اليوم بذكر هذه الأمور الثلاثة التي تحدِّد أهداف المسلم في يومه، وتعين غاياته ومقاصده.
عباد الله: وليس المسلم في إتيانه بهذا الدعاء في مفتتح يومه يقصد تحديد أهدافه فحسب، بل هو يتضرع إلى ربه، ويلجأ إلى سيده ومولاه، بأن يمنّ عليه بتحصيل هذه المقاصد العظيمة، والأهداف النبيلة؛ إذ لا حول له ولا قوة، ولا قدرة عنده على جلب نفع أو دفع ضر إلا بإذن ربه سبحانه، فهو إليه يلجأ، وبه يستعين، وعليه يعتمد ويتوكل، فقول المسلم في كل صباح: اللهم إني أسألك علم نافعًا، ورزقًا طيبًا، وعملاً صالحًا، هو استعانة منه في صباحه وأول يومه بربه سبحانه، بأن ييسر له العسير، ويذلل له الصعاب، ويعينه على تحقيق غاياته المباركة وأهدافه الحميدة.
أيها الأخ المسلم: تأمل كيف بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الدّعاء العظيم بسؤال الله العلمَ النافع، قبل سؤاله الرزق الطيب والعمل الصالح، وفي هذا إشارة إلى أن العلم مقدَّم، وبه يبدأ، كما قال الله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) [محمد: 19]، فبدأ بالعلم قبل القول والعمل، وفي البدء بالعلم النافع حكمةٌ ظاهرة، لا تخفى على المتأمل، ألا وهي أن العلم النافع به يستطيع المرء أن يميز بين العمل الصالح وغير الصالح، ويستطيع أن يميز بين الرزق الطيب وغير الطيب، ومن لم يكن على علم فإن الأمور قد تختلط عليه، فيقوم بالعمل يحسبه صالحًا نافعًا وهو ليس كذلك، والله تعالى يقول: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) [الكهف: 103–104]، وقد يكتسب رزقًا ومالاً ويظنه طيبًا مفيدًا، وهو في حقيقته خبيث ضار، وليس للإنسان سبيل إلى التمييز بين النافع والضار، والطيب والخبيث، إلا بالعلم النافع؛ ولهذا تكاثرت النصوص في الكتاب والسنة وتضافرت الأدلة في الحث على طلب العلم، والترغيب في تحصيله، وبيان فضل من سلك سبيله: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) [الزمر: 9].
عباد الله: وقوله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث: "علمًا نافعًا"، فيه دلالة على أن العلم نوعان: علم نافع وعلم ليس بنافع، وأعظم العلم النافع ما ينال به المسلم القُربَ من ربه، والمعرفة بدينه، والبصيرة بسبيل الحق الذي ينبغي أن يسير عليه، وتأمَّل في هذا قول الله -تبارك وتعالى-: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [المائدة: 15–16]، فحريٌّ بالمسلم في يومه أن يعتني بالقرآن الكريم، وبمذاكرته ومدارسته وتدبره والعمل به، وأن يعتني بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- المبينة له والشارحة لدلالاته ومقاصده.
عباد الله: وقوله في الحديث: "ورزقًا طيبًا"، فيه إشارة إلى أن الرزق نوعان: طيِّبٌ وخبيث، والله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وقد أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً) [المؤمنون: 51]، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) [البقرة: 172]، وقد بعث الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- بتحليل الطيب وتحريم الخبيث كما قال تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ) [الأعراف: 157]، فحري بالمسلم في يومه أن يتحرى المال الطيب الحلال، والرّزق السليم النافع، ويحذر أشد الحذر من الأموال الخبيثة والمكاسب الح رمة.
عباد الله: وقوله في الحديث: "وعملا مُتَقَبَّلاً"، وفي رواية "وعملاً صالحًا"، فيه إشارة إلى أنه ليس كل عمل يتقرب به الإنسان إلى الله يكون متقبلاً، بل المتقبل من العمل هو الصالح فقط، والصالح -عباد الله- هو ما كان لله وحده، وعلى هدي وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولهذا قال الله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) [الملك: 2]، قال الفضيل بن عياض في معنى الآية: أي أخلصُه وأصوبه، قيل: يا أيا علي: وما أخلصه وأصوبه؟! قال: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبَل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل، حتى يكون خالصًا صوابًا. والخالص ما كان لله، والصواب ما كان على السُّنة.
عباد الله: فهذا دعاء عظيم النفع، كبير الفائدة، يحدد للمسلم الأهداف العظيمة، والمقاصد الجليلة، والمنهج المبارك، الذي ينبغي أن يكون عليه في يومه، بل في كل أيامه، ولهذا -عباد الله- يحسن بالمسلم أن يحافظ عليه كل صباح، تأسيًا بالنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، ثم يُتبِع الدعاء بالعمل، فيجمع بين الدعاء وبذل الأسباب؛ لينال هذه الخيرات العظيمة، والأفضال الكريمة، والله وحده الموفق والمعين على كل خير.
نسأله -جلّ وعلا- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أن يوفقنا وإياكم لكل خير، وأن يرزقنا جميعًا العلم النافع، والعمل الصالح، والرزق الطيب، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يعلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الأعز الأكرم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى؛ فإن تقوى الله -جل وعلا- عنوانُ السعادة، وسبيل الفلاح في الدنيا والآخرة.
عباد الله: غدًا في يوم السبت تفتح المدارس أبوابها، إيذانًا ببدء عام دراسي جديد، ويتوافد الطلاب صغارًا وكبارًا، ذكورًا وإناثًا على المدارس في مرحلة جديدة وعام جديد؛ ولهذا -عبادَ الله- حري بكل مؤمن طالبٍ ومعلمٍ أن يتَّقيَ الله -جلّ وعلا- في هذه الرسالة المباركة والغاية الجليلة، ألا وهي إتيان المدارس للتعلم والتعليم؛ فإن طلب العلم -عباد الله- هو أنفع الأمور المقربة إلى الله -جل وعلا-؛ يقول الإمام أحمد -إمام أهل السنة رحمه الله-: العلم لا يعدله شيء إذا صلحت النية. قيل: وما صلاحها؟! قال: أن تنوي به رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك. ولهذا -عباد الله- حري بنا أن نستقبل هذا العام الجديد بتجديد النية، وتأكيد الإخلاص، وصدق الإقبال، وقوة العزيمة؛ لنحصِّل خير العلم وبركته، وليكون العلم حجة لنا لا علينا، وإنا لنسأل الله -جلّ وعلا- أن يجعله على الجميع عام خير وبركة، ونفع وصلاح، وأن يهدي شباب المسلمين وبناتهم، وأن يردهم إلى الحق ردًّا جميلاً، وأن يبصرهم بالخير، وأن يوفقهم إليه، وأن يجعلنا جميعًا هداة مهتدين.
وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرًا"، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورين، وأبي السبطين علي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، اللهم انصر إخواننا المسلمين في كل مكان، اللهم انصرهم في فلسطين وفي كل مكان، اللهم انصرهم نصرًا مؤزرًا، اللهم أيدهم بتأييدك، واحفظهم بحفظك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم وعليك باليهود المجرمين المعتدين الغاصبين؛ فإنهم لا يعجزونك، اللهم ومزقهم شر ممزق، اللهم وخالف بين قلوبهم، وشتت شملهم، وألق الرعب في قلوبهم، واجعل عليهم دائرة السوء يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وأعنه على البر والتقوى، وسدّده في أقواله وأعماله، وألبسه ثوب الصحة والعافية، اللهم وفِّق جميع ولاة المسلمين للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، واجعلهم رأفة ورحمة على عبادك المؤمنين.
اللهم آتِ نفوسنا تقواها، زكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، ونسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علمًا، اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعوة لا تُسمَع، اللهم إنا نسألك فواتح الخير وخواتمه، وأوله وآخره، وظاهره وباطنه، ونسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد -صلى الله عليه وسلم-، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد -صلى الله عليه وسلم-.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، اللهم أصلح ذات بيننا، وألف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقواتنا وأزواجنا وذرياتنا وأموالنا، واجعلنا مباركين أينما كنا.
اللهم اغفر لنا ذنبنا كله: دقه وجله، أوله وآخره، سره وعلنه، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، اللهم اغفر لنا ولوالدين وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك أنت الغفور الرحيم.