البحث

عبارات مقترحة:

اللطيف

كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...

التواب

التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...

الحميد

(الحمد) في اللغة هو الثناء، والفرقُ بينه وبين (الشكر): أن (الحمد)...

سنة الصراع بين الحق والباطل في ضوء القرآن الكريم

العربية

المؤلف الشيخ السيد مراد سلامة
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات القرآن الكريم وعلومه - الدعوة والاحتساب
عناصر الخطبة
  1. الصراع بين الحق والباطل سُنَّة ربانيَّة .
  2. حوار بين الحق والباطل .
  3. أسلحة الباطل في صراعه مع الحق .
  4. العاقبة للحق والمستقبل لهذا الدين. .

اقتباس

إن الباطل في كل زمان ومكان يحشد جنده من أجل محاربة الحق، ولا يأنف أن يستخدم أقذر الأسلحة التي لديه لمواجهة الحق؛ فلا مبادئ ولا أخلاق في صراعهم مع الحق، والقرآن الكريم يحدِّثنا عن أسلحةٍ متنوّعةٍ يلجأ إليها الباطل ليواجه الحقّ...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].

عباد الله: حديثنا اليوم عن سُنة ربانيَّة وسنة كونية ألا وهي سنة الصراع بين الحق وبين الباطل في ضوء القرآن الكريم؛ فأعيروني القلوب والأسماع لنقف على ما يثبت الله به الفؤاد ويزول به الشكوك والظنون.

أولاً: الصراع بين الحق والباطل سُنة من سُنَن الله -عز وجل-:

أيها الإخوة: إن الصراع بين الحق والباطل سُنّة من سنن الله التي بنى عليها ذلك الكون، فلله -عز وجل- في ملكوته العظيم وكونه الفسيح سننٌ لا تتبدل ونواميس لا تتحول (والقرآن يقرر هذه الحقيقة ويعلمها للناس) يقول الله -تعالى-: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا)[فاطر: 43]، ومن تلك السنن الربانية سنة التدافع والصراع  بين الحق والباطل.

أيها الإخوة: الصراع بين الحق والباطل ليس وليد اليوم، بل هو ممتد في عمق التاريخ مقارن لخلق آدم -عليه السلام- أبي البشرية، فقد حسده إبليس وتوعّد أن يفتنه وذريته فقال فيما حكاه عنه رب العزة: (فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)[ص: 82]، والآيات التي تؤكد هذه الحقيقة كثيرة لا يسعف المقام بذكرها، لكن نذكر بعضاً منها لإثبات ما نسعى لإثباته.

من تلك الآيات التي تقرر هذه الحقيقة قوله -تعالى-: (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ)[الرعد: 17]، وقوله -سبحانه-: (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ)[الكهف: 56]، وقوله -عز وجل-: (ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ)[محمد: 3]، فهذه الآيات -وغيرها ليس بالقليل- تبيّن حقيقة مسار التاريخ، وأنه صراع بين الحق والباطل، وتصارع بين الخير والشر. ولا تخفى في هذا المقام دلالة تسمية القرآن بـ(الفرقان).

فالصراعَ بين الحق والباطل لم يُرفع بموت الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، بل هو سنةٌ ماضية باقية ما بقي على وجه الأرض طائفة على الحق ظاهرة، فقال -تعالى- عن المشركين وأهل الكتاب الكفرة: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)[البقرة: 217]، وقال -تعالى-: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى)[البقرة: 120].

يقرر الشيخ محمد عبده -رحمه الله- أن المصارعة بين الحق والباطل "كما أنه سنة من سنن الاجتماع البشري في المصارعة بين الحق والباطل، والقوة والضعف، وذلك قوله -عز وجل-: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ)[الأنفال: 60]، الإعداد تهيئة الشيء للمستقبل" (تفسير المنار: 10/ 52).

ويقرر الشيخ ابن عاشور -رحمه الله-: "فيعلم أن الاختلاف شنشنة قديمة في البشر، وأن المصارعة بين الحق والباطل شأن قديم، وهي من النواميس التي جُبِلَ عليها النظام البشري"(التحرير والتنوير 12/ 192).

حوار بين الحق والباطل:

قال الباطل: للحق أنا أعلى منك رأسًا.

قال الحق: أنا أثبت منك قدمًا.

قال الباطل: أنا أقوى منك.

قال الحق: أنا أبقي منك.

قال الباطل: أنا معي الأقوياء والمترفون

قال الحق: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)[الأنعام: 123].

قال الباطل: أستطيع أن أقتلك الآن.

قال الحق ولكن أولادي سيقتلونك ولو بعد حين.

ثانيًا: سلاح الباطل في صراعه مع الحق:

أمة الإسلام: إن الباطل في كل زمان ومكان يحشد جنده من أجل محاربة الحق، ولا يأنف أن يستخدم أقذر الأسلحة التي لديه لمواجهة الحق؛ فلا مبادئ ولا أخلاق في صراعهم مع الحق، والقرآن الكريم يحدِّثنا عن أسلحةٍ متنوّعةٍ يلجأ إليها الباطل ليواجه الحقّ، وراقبوا كيف هي عمليَّة التّدرّج:

أ‌- أوَّل سلاح هو تشويه صورة قادة الحقّ والتَّشكيك فيهم وذلك باستخدام آلته الإعلامية: (قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ)[الأعراف: 60]، (إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ)[الأعراف: 66].

ب- السّلاح الثّاني للباطل هو الإعراض عن سماع الحقّ وصدّ أيّ كان عن محاولة سماعها: وذلك بالتشويش على الحق وعلى دعاته حتى لا يسمعهم أحد ولا يهتدي أحد إلى الحق (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ)[فصّلت: 26].

وفي تجربة النبيّ نوح مثال على الصّدّ: (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا)[نوح: 7].

ج- استخدام سلاح الجدال والتّفنّن بالكلام ليدحض الحقّ: (وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا)[الكهف: 56]، وقال -جل شأنه-: (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)[الأنعام: 121].

هـ- ومن الأسلحة، تشويه رسالة الحقِّ نفسها، بعيداً عمَّن أتى بها، بتحريف مضمونها، وبتشويه أهدافها، والتَّخويف من نتائجها، وترويج إشاعات مضلَّلة حولها: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)[الفرقان: 5].

 وقال -تعالى-: (قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى)[طه: 63]، وتلك هي الحرب القديمة والحديثة التي نشاهد فصولها عبر الإعلامي الغربي الماسوني وعبر الفضائيات المشبوهة، فقد كال الباطل للحق تُهمًا مُعلَّبة تحت شعار حرب الإرهاب والعنف ويتغاضى هؤلاء عما يحدث للإسلام وأهله في ربوع الأرض من تقتيل وتنكيل وإبادة جماعية، ثم نسمع من يقول الإرهاب الإسلامي!!

في زخرف القـول تزيين لبـاطله 

  والحق قد يعتريه سوء تعبير

تقـول هـذا مجاج النحل تمدحه 

  وإن تشأ قلت ذا قيء الزنانير

مدحًا وقدحًا وما جاوزت وصفهما

  والحق قد يعتريه سوء تعبير

الخطبة الثانية:

ثالثًا: العاقبة للحق: اعلموا أيها الأحباب علم يقين بأن الحقّ منتصر على صولة الباطل فالباطل ساعة والحق إلى قيام الساعة.

يخبرنا القرآن حول هذه الحقيقة في آيات كثيرة، تبيّن أن النصر دوماً في جانب الطرف الذي يدافع عن الحق، وأن الهزيمة في النهاية واقعة في جانب الطرف المدافع عن الباطل. نجد هذا المعنى في قوله -سبحانه-: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ)[الأعراف: 117 -119].

وقوله -عز وجل-: (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ)[الأنفال: 8]، وقوله -تعالى-: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)[الإسراء: 81]، وقوله عز من قائل: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)[الأنبياء: 18]، وقوله -سبحانه-: (قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ)[سبأ: 49]، وأخيراً لا آخراً قوله -تعالى-: (وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ)[الشورى: 24].

وقوله -تعالى- في سورة الأنفال: (وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ)[الأنفال : 7، 8]، وقوله -تعالى-: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)[الروم: 47]، ونصر الله لهم لأنهم على الحق لأن الإيمان حق والكفر باطل.

وقوله -تعالى- (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)[غافر: 51]، وقوله -تعالى- (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)[التوبة : 33].

عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"، قَالَ: "فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ: تَعَالَ صَلِّ لَنَا، فَيَقُولُ: لَا، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ"(صحيح مسلم).

عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ"، وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، يَقُولُ: "قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الْخَيْرُ وَالشَّرَفُ وَالْعِزُّ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْجِزْيَةُ"(مسند أحمد).

نسأل الله -تعالى- أن يحق الحق ويبطل الباطل، ويمكن أهل الحق ويخزي ويذل أهل الباطل، وأسأل الله -عز وجل- أن يشرفنا بنصرة دينه، وإعلاءِ كلمته وأن يُمكّن لنا ديننا الذي ارتضاه لنا.

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.