البحث

عبارات مقترحة:

الخالق

كلمة (خالق) في اللغة هي اسمُ فاعلٍ من (الخَلْقِ)، وهو يَرجِع إلى...

المجيد

كلمة (المجيد) في اللغة صيغة مبالغة من المجد، ومعناه لغةً: كرم...

الولي

كلمة (الولي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (وَلِيَ)،...

نسائم ونفحات بخير الليالي والأوقات

العربية

المؤلف عبدالباري بن عواض الثبيتي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المنجيات - الصيام
عناصر الخطبة
  1. نسائم العشر الأواخر خير نسائم .
  2. هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر .
  3. على المسلم تدارك ما فات من تقصير .
  4. نعمة تدبر آيات الله في العشر الأواخر .
  5. شرف منزلة ليلة القدر .
  6. الحكمة من إخفاء ليلة القدر .
  7. جَمال وجلال ليلة القدر .

اقتباس

ليلةُ القَدْرِ ليست كألفِ شهرٍ، بل هي خيرٌ من ألف شهر، ليلةُ الجَمالِ والجَلالِ، وهي تحتضِنُ الذين يَبِيتُونَ لربهم سُجَّدًا وقيامًا، المصلينَ، الخاشعينَ، الذاكرينَ، الذين رفعوا أكفَّهم، وضجَّت زوايا المساجد بدعائهم، بقلوب خاشعة مخبِتة...

الخطبة الأولى:

الحمد لله، الحمد لله على ترادُف المواسِم، ونعمة بلوغ العشر الأواخر، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، العلي العظيم القاهر، وأشهد أن سيدنا ونبيَّنا محمدًا عبده ورسوله، أجود الناس وصاحب المفاخر، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، صلاةً ننجو بها في اليوم الآخِر.

أما بعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102].

هذه نسائمُ العشر الأواخر قد أقبلت، ونفحاتها قد اقتربت، وأنوارها قد لاحت، ونفوس الصالحين لفضلها متشوِّقة، فيها تُنصَب الأقدامُ بين يَدَيِ الربِّ مناجِيةً، وتُرفَع الأكفُّ متضرعةً داعيةً، العشر الأواخر من هذا الشهر هي أفضل عشر ليالٍ للعبادة، وإذا تأملتَ هديَ النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه العشر عرفتَ قدرها، وقدرتَ قيمتَها، اجتهاد في العبادة يفوق غير العشر، تقول عائشةُ -رضي الله عنها-: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره"، ووصفَتْ -رضي الله عنها- حالَ النبي -صلى الله عليه وسلم- في العشر ومع العشر بكلمات وجيزة بليغة، تُوقِظ الهممَ، وتَشحَذ العزائمَ، وترسُم المنهجَ النبويَّ لمن رام فوزًا ونجاحًا وفتحًا، تقول عائشة -رضي الله عنها-: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخَل العشرُ شدَّ مئزره، وأحيا ليلَه، وأيقَظ أهلَه"، شدَّ المئزرَ أي اعتزل النساءَ، وملأ وقتَه بالعبادة، وسمَا قلبُه إلى معارج القَبول، وصَفَتْ نفسُه من عوالق الدنيا والأكدار، وأيقَظ أهلَه؛ يُذَكِّر أهلَه، يُحَفِّز أسرتَه، يُوقِظ النائمَ، يُنبِّه الغافلَ؛ ليدركوا الفضائل، ويغتنموا درةَ الشهر، ويتعرَّضوا للنفحات، ويَلحَقُوا بركب الصالحين، "وأحيا ليلَه"؛ أي: يقوم أغلبَ الليل أو كلَّه، يُسعِد روحَه، يلتذُّ بالمناجاة، يَنعَم بالقرب من مولاه، الذي هو قرة العين وبهجة النفس.

في هذه العشر يحمد العبدُ ربَّه، ويشكر خالِقَه، أن أمهله في الحياة، ومد في عمره؛ ليتدارك ما فات، ويستزيد من الطاعة، ويغرف من خير أجلِّ مواسم الحسنات، وخيرُكم مَنْ طال عمرُه وحَسُنَ عملُه، والأعمال بالخواتيم، وإذا عَلِمَ المسلمُ علمًا واستشعر يقينًا أن العمر قصير، والأيام سريعة، والأجل قريب، والفرص قد لا تتكرر، سارَع في الخيرات وحَرِصَ على اغتنامها.

هذا رمضان سيد الشهور، خيرُه يتوالى، وبركتُه تتابَع، فمن كان مقبِلًا فإنه لا يبرح مكانه بل يزيد، ومَنْ فرَّط أو غفَل في أول الشهر فإنه في هذه العشر يسرع الخطى، ويحثُّ المسير؛ ليلحق بركب السعداء، ويجعل له مكانًا مع الفائزين، فالفرصة سانحة، والفرصة ما زالت قائمة، والموفَّق مَنْ أوقَد شعلةَ حماسِه، وعقَد العزم مستعينًا بالله، مقبِلًا على المساجد، مجدِّدًا النيةَ، نافِضًا ثيابَ الكسل.

في هذه العشر متِّع قلبَكَ بفترة سكون ورحلة إيمان، مع الله، مع القرآن، مع القيام، مع الذِّكْر والدعاء، واقطع عن كاهلك شواغلَ الحياة، واسبَحْ بروحِكَ في فضاء المناجاة وملكوت الرحمن، فهذه الليالي تحمِل أنفاس المحبين، وقصصَ التائبينَ، وأنينَ المذنبين، وفيها تُسكَب العَبَراتُ؛ (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)[السَّجْدَةِ: 16]، قيل للحسن البصري: "ما بالُ المتهجدينَ بالليل مِنْ أحسنِ الناسِ وجوهًا؟ قال: لأنهم خَلَوْا بالرحمن، فألبَسَهم من نوره، صَفُّوا أقدامهم، وأَجْرَوْا دموعَهم، يطلبون من الله فكاكَ رقابهم، هذا يعاتِب نفسَه على التقصير، وهذا يتفكَّر في هول المصير، وهذا يخاف من السميع البصير، دأبهم الإلحاح حتى الصباح، اللهم اعفُ عنا.

في رمضان، وفي هذه العشر، متِّع قلبك وشنِّف أذنك، وعطِّر لسانكَ بالقرآن الكريم، والآيات المحكَمة، التي مَنْ تدبَّر معانيَها، وعاش في نفحات مدلولاتها، أَسَرَتْ فِكْرَهُ، وملَكَتْ لُبَّهُ، فآياتٌ تحمِلُكَ إلى الجنة، وهي تَصِفُ نعيمَها وأنهارها، وأن أهلها (لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا)[الْكَهْفِ: 108]، ثم تنقلك الآيات إلى مشهد آخر؛ وهي تسوق لك وصف النار وأهوالها، وآيات الملك والملكوت، وإعجاز الخالق الذي لا يموت، وآيات تسرد لكَ رحلةَ الرُّسُل مع أقوامهم، دفعٌ ومُدافَعةٌ، جهدٌ ومجاهَدةٌ، ثم تكون العاقبة للمتقين، وآيات تحكي حال الأمم الشاردة الهائمة، التي تنَكَّبَتْ صراطَ اللهِ المستقيمَ، وما حلَّ به، وآيات تكشف حقيقة الدنيا الفانية، وقيمة الآخرة الباقية، ثم يطرق سمعَكَ آياتٌ تملأ حِسَّكَ بحُسْنِ الظنِّ بالله، والرجاءِ في رحمة الله، التي وَسِعَتْ كلَّ شيء؛ (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[الزُّمَرِ: 53].

هذا القرآن المجيد الذي يُتلَى مع هجيع الليل وسكونه، تقشعرُّ منه جلودُ الذين يَخشَوْنَ ربَّهم، ثم تَلِينُ جلودُهم وقلوبُهم إلى ذكر الله، إنه القرآن العظيم، الذي يحرِّك الوجدانَ، ويفتح مغاليقَ القلوب، ويسكُب الدمعَ مدرارًا، ويُقرِّبُكَ من الله، هذه الحال تجعل لدعائك قوةً تُفتَح لها أبوابُ السماء، ونورًا يستمطر رحمةَ الله وعفوَه، ومغفرتَه، قال الله -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[الْبَقَرَةِ: 186].

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفِر اللهَ فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمدًا لا ينقضي مداه، أحمده -سبحانه- وأشكره، على ما أنعَم به وأولاه، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، ولا ربَّ سواه، وأشهدُ أن سيدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه ومجتباه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم نلقاه.

أما بعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، في هذه العشر ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر؟ ليلة نزول القرآن، (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)[الدُّخَانِ: 4]، تقسَّم فيها الأرزاق والآجال، من لم يكن له قدر يصير في هذه الليلة ذا قدر، أنزَل الله فيها كتابًا ذا قدر على رسول ذي قدر، على أُمَّة ذات قدر، ليلة القدر لا يخرج الشيطان معها كما ثبَت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)[الْقَدْرِ: 5]، فهي خير كلها، ليس فيها شرٌّ إلى مطلع الفجر، والله -تبارك وتعالى- أخفاها، كما أخفى جلائل الأشياء، قال العلماء: "فإنه أخفى رضاه في الطاعات حتى يرغبوا في الكل"، وأخفى غضبه في المعاصي ليحذروا الكل، وأخفى وَلِيَّهُ فيما بين الناس حتى يعظموا الكل، وأخفى الإجابة في الدعاء ليبالغوا في كل الدعوات، وأخفى الاسم الأعظم ليعظموا كلَّ الأسماء، وأخفى الصلاة الوسطى ليحافِظوا على الكل، وأخفى قبولَ التوبة ليواظِب المكلَّفُ على جميع أقسام التوبة، وأخفى وقتَ الموت ليخاف المكلَّفُ؛ فكذا أخفى هذه الليلةَ ليعظِّموا جميعَ ليالي رمضان.

ليلةُ القَدْرِ ليست كألفِ شهرٍ، بل هي خيرٌ من ألف شهر، ليلةُ الجَمالِ والجَلالِ، وهي تحتضِنُ الذين يَبِيتُونَ لربهم سُجَّدًا وقيامًا، المصلينَ، الخاشعينَ، الذاكرينَ، الذين رفعوا أكفَّهم، وضجَّت زوايا المساجد بدعائهم، بقلوب خاشعة مخبِتة؛ (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، والسماء يتلألأ نورها، ويزهو ضياؤها، حيث تتنزل منها ملائكة الرحمة والمغفرة، يرافقهم الروحُ الأمينُ، جبريل -عليه السلام-، ليشهد الجميعُ السلامَ من السلام، وتبرُد أكبادُ التائبينَ، وتسكُن قلوب المذنبين، وتُجبَر نفوسُ المنكسرينَ، فهي ليلة تروي ظمأ القلوب المتعطشة للعفو والرحمة، المتطلِّعة إلى المغفرة، بعد أن لوَّثَتْها الذنوبُ، وأرهقَتْها الغفلةُ، وطمسَتْ ضياءها، "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".

وهل تصورتَ معنى: "غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه؟"، غدراتنا، ذنوبنا تُمحى، والصحائف المسوَّدة بالغَفَلات تُطوى، والزلات والخطايا في مسيرة العمر الماضية يحل بها عفو الله، تقصير المرء وضلاله في سِنِيِّه السابقة، يلفُّها سلامُ ليلة القدر؛ (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)[الْقَدْرِ: 1-5].

ألَا وصلُّوا -عبادَ اللهِ- على رسول الهدى، فقد أمرَكم اللهُ بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهم صلِّ على محمد وأزواجه وذريته، كما صليتَ على آل إبراهيم، وبارِكْ على محمد وأزواجه وذريته، كما باركتَ على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدينَ؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الآل والصحب الكرام، وعنَّا معهم بعفوكَ وكرمكَ وإحسانكَ يا أرحمَ الراحمينَ.

اللهم إنكَ عفوٌّ تحب العفوَ فاعفُ عنَّا، اللهم اغفر لنا ما قدَّمْنا وما أخَّرْنا وما أسررنا وما أعلَنَّا وما أنتَ أعلمُ به منَّا، أنت المقدِّمُ وأنتَ المؤخِّرُ لا إله إلا أنتَ، اللهم إنَّا نسألكَ الجنةَ وما قرَّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.

اللهم إنَّا نسألكَ من الخير كله، عاجِلِه وآجِلِه، ما عَلِمْنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بكَ من الشر كله عاجِلِه وآجِلِه، ما عَلِمْنا منه وما لم نعلم، اللهم إنَّا نسألُكَ فواتحَ الخير وخواتمَه وجوامعَه وأولَه وآخرَه، ونسألك الدرجات العلا من الجنة يا رب العالمين.

اللهم إنَّا نعوذ بكَ من زوال نعمتِكَ، وتحوُّلِ عافيتِكَ، وفُجاءةِ نِقمَتِكَ، وجميعِ سخطِكَ، يا حيُّ يا قيومُ، برحمتِكَ نستغيثُ، أصلِحْ لنا شأنَنا كلَّه، ولا تَكِلْنا إلى أنفسنا طرفةَ عين، اللهم وفِّق إمامَنا لِمَا تحبُّ وترضى، اللهم وفِّقْه لهداكَ، واجعل عملَه في رضاكَ، يا ربَّ العالمين، ووفِّق وليَّ عهده لكل خير يا أرحم الراحمين.

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكُرُوا اللهَ يَذكُرْكُم، واشكروه على نِعَمِه يَزِدْكُمْ؛ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].