الحفي
كلمةُ (الحَفِيِّ) في اللغة هي صفةٌ من الحفاوة، وهي الاهتمامُ...
العربية
المؤلف | سليمان بن حمد العودة |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة |
إنها فئة منطوية على نفسها.. أو على من يشابهها.. كسولة في أداء العبادات المفروضة، غير قادرة على تحمل المسؤوليات الأسرية - مزعجة داخل بيوت أهلها، هاوية للاجتماعات الصاخبة في زوايا الشوارع، محبة للسهر ليلاً، مكثرة للنوم نهاراً، المدرسة تشكو من ضعفها الدراسي، وما بها ضعف في الفهم ولكنها تحضر بجسدها وعقولها خارج المدرسة، ويشكو منها الجيران لسوء تصرفاتها ..
الحمد لله الهادي إلى سواء الصراط، يهدي من يشاء ويضل من يشاء، ومن يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فماله من سبيل وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله هدى الله به من الضلالة إلى الهدي وفتح الله به أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً – اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وارض اللهم عن الصحابة أجمعين والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة:119].
أيها المسلمون: حديث اليوم استجابة لمطلب كريم من الجهات المسؤولة – وهو في الوقت نفسه حديث بالغ الأهمية عن فئة عزيزة في المجتمع.. بات يكثر عددها ويتنامى خطرها، ويحمل واقعها نذراً لا بد من توعيتها وتقييمها والمسارعة بعلاجها.
حديث اليوم عن فئة من الشباب – لا بل عن طائفة من الشباب بدأت تجنح في سلوكها، وتقلق المجتمع بتصرفاتها تسيء إلى نفسها… وتصل إساءتها إلى غيرها.. وتدمر ما حولها، وربما دمرت نفسها..
إنها فئة من الشباب، لم نولها من العناية ما تستحق، واكتفينا بلومها وانتقاد تصرفاتها.. ولكننا لم نقترب منها، ونكتشف أسباب جنوحها، وأنسب الطرق لعلاجها..
هذه الفئة -حين نريد تشخيص حالها- نقول: إنها فئة منطوية على نفسها.. أو على من يشابهها.. كسولة في أداء العبادات المفروضة، غير قادرة على تحمل المسؤوليات الأسرية - مزعجة داخل بيوت أهلها، هاوية للاجتماعات الصاخبة في زوايا الشوارع، محبة للسهر ليلاً، مكثرة للنوم نهاراً، المدرسة تشكو من ضعفها الدراسي، وما بها ضعف في الفهم ولكنها تحضر بجسدها وعقولها خارج المدرسة، ويشكو منها الجيران لسوء تصرفاتها، ولربما تخوفوا على أبنائهم منهم وحذروهم الاختلاط بهم، تتخذ من السيارة وسيلة لإزعاج الآخرين، وربما استخدمتها وسيلة للاقتناص والتغرير بالأطفال والمراهقين – ولربما دمرت نفسها أو دمرت الآمنين من حولها بقيادتها الهوجاء.. هذه الفئة تطرب للأغاني الماجنة ولربما اضطرت الآخرين لسماعها بسبب رفعها للصوت عمداً وبلا مبالاة، تفتخر بالسيجارة تتعاطاها.. وتظنها بطولة أمام الأحداث من حولها.. والأمر أدهى حين تبدأ في مسلسل المخدرات والخمور والمنبهات.. يضيع جزء من وقتها في العكوف على مشاهدة الأفلام الخليعة.. ويتأثر فكرها وسلوكها بالمسلسلات الجنسية، أو بأحداث العنف البوليسية تركز على المجلات الهابطة.. ونصيبها من الصحف زوايا الفن والرياضة.
هذه الفئة لا ترعى للوالدين حقاً، ولا تطيع لهما أمراً.. وتنساق مع الأصحاب وتطيعهم أكثر من غيرهم، وما أسرع ما يقع الخصومة بينهم ولأتفه الأسباب.. وتشتكي منهم الجهات الأمنية.. ولربما كانت إساءتهم أكثر للعمالة الوافدة.
إخوة الإسلام: ليس المقصود تشخيص الداء، إلا بالقدر الذي يوصف به الدواء.. ودعونا نتصارح، ولا نلقي باللائمة كلها على هؤلاء الشباب.. ونرى مدى إسهامنا – بعلم أو غير علم – في بروز هذه الظواهر المنحرفة.
فأنت أيها الأب قد تكون منزعجاً لهذه الظاهرة لكنك لم تساهم في علاجها وتظن أن مجرد شكواك منها كاف في علاجها، بل ربما كانت أيها الأب وراء المشكلة في بدايتها حيث لم تعن بالتربية المبكرة للأبناء، ولم تهتم كثيراً باختيار الأصدقاء، أو على الأقل التعرف على من يصادق الأبناء فتشجع على مصاحبة الأخيار وتنهى وتحذر من مصاحبة الأشرار، وتستخدم في ذلك كل وسيلة مستعيناً بالله ثم بالخيرين من حولك ومتصلاً بالمدرسة لمعرفة سلوكيات ابنك ولربما أخذتك العاطفة فوفرت للابن سيارة لا يحتاج إليها.. أو لا يحسن التصرف في قيادتها.. فألقيت ابنك المسكين في اليم وقلت له إياك أن تبتل بالماء، وقد تمانع في البداية فينضم صوت الأم إلى صوت المراهق فتبدأ المشكلة.
وأنت -أيها المعلم الكريم- ما الجهد الذي قدمته في سبيل استصلاح هذه الفئة.. أتراه يكفيك أن تتذمر من وجودهم في المدرسة.. أم تراه يغنيك أن تلوذ بكثرة الحصص وتعتذر بالأعباء التدريسية عن المساهمة في توجيه هؤلاء وإسداء النصح لهم والمساهمة في تربيتهم وما أعظم الخطب حين تشعرهم - أيها المعلم – بالدونية، أو تكرس فيهم أنكم شباب لا خير فيكم، وقد يكون فيهم أو في بعضهم خير كثير يحجبه طبقة رقيقة من الغبار الخادع.. ولا يسوغ لك بحال -أيها المربي- أن تنقص شيئاً من درجات يستحقونها بسبب ما يبدو لك من انحرافهم، فتلك توغر صدورهم، وتزيد من انحرافهم.. وما هكذا تورد يا سعد الإبل؟!
أيها المعلم: تحفظ في الكلمة تلقيها.. واختر في الحديث مع هؤلاء بخاصة ومع غيرهم بعامة أطيب الكلام.. فللكلمة الطيبة وقعها في الآذان أولاً وفي القلوب ثانياً، ويكفيك أن الكلمة الطيبة صدقة. ولا تقنط أو تيأس من هداية هؤلاء.. ولا يرد إلى مخيلتك أن الشر دائماً مصاحب لهؤلاء.. وقدر موقعك فلربما تأثروا بك أكثر من غيرك وحين تتحدث عن دور المعلم مع الطلاب فالحديث عن المدير والوكيل والمرشد الطلابي من باب أولى.
أيها الائمة والخطباء: أنتم عليكم كفل من المسؤولية بالتوجيه والنصح والزيارة والهدية.. والموعظة بالحسنى، وعدم الاكتفاء باللوم والتقريع والاستهزاء.. وكم هو جميل أيها الإمام أ، تستعين بعدد من الأخيار المجربين للذهاب لهؤلاء الشباب ومناصحتهم والتعرف على مشكلاتهم وحوائجهم ودعوتهم للمسجد.. وإذا نجحت في ذلك بدأت تباشير السعادة على محياهم وما أسرع ما تتغير سلوكياتهم.
أما أنتم -معاشر الشباب الملتزم- فكم أنتم غائبون عن هؤلاء.. وسائلو أنفسكم ماذا قدمتهم لهم.. وكم يستغرق الاهتمام بهم من أوقاتكم؟ إنهم إخوانكم وجيرانكم، ولهم عليكم حق النصح، وأنتم مسؤولون عن حسن دعوتهم، ولا بد من الصبر على ما يصيبكم من أذاهم، إنكم قد تستلذون الجلوس إلى العلماء في دروسهم ومحاضراتهم، وترتاحون للجلوس مع بعضكم وترون الوقت غالياً فلا بد من حفظه بحفظ كتاب الله، أو القراءة في كتب العلم النافعة، أو الاستماع لأشرطة مفيدة.. وكل ذلك أمر طيب، لا تثريب عليكم فيه.. ولكن قدروا فيما علمكم الله.. وفيما هداكم الله.. حقاً للسائل والمحروم.. ومن شكر الله على نعمة الهداية التي أنعم بها عليكم أن تدعوا هؤلاء.. وترغبوهم في الخير، وتحذروهم من عواقب الشر والفساد، بالطرق المناسبة والوسائل المفيدة.
أيها المسلمون: لا يعفي ذلك كله بحال رجالات الأمن من مسؤولية المتابعة لهذه الفئة من الشباب، وكان الله في عون العيون الساهرة وهي تراقب وتتابع، ويباح لها ما لا يباح لغيرها ويتخوف منها الشباب أكثر من غيرها.. فهل يقدر رجالات الأمن دورهم ويستشعرون مسؤوليتهم في الحفاظ على أمن المجتمع، وردع المعتدي وتأديب المخالف ومطاردة المجرم، وكشف ما في الزوايا المظلمة ومراقبة التجمعات المشبوهة، والوعي بمخاطر المخدرات والمسكرات والأفلام الخبيثة… وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
أخي رجل الأمن: إياك أن تبقى متفرجاً على انحراف الشباب وتجمعاتهم دون مراقبة ومتابعة وتقدير للمخاطر المستقبلية، وإذا نصحت بأن لا تكون فظاً غليظاً في المعاملة، فإياك أن تغلبك العاطفة وترضى بالاعتذار الخادع، وقدر سعة انتشار الداء إذا لم تسارع بالحزم في اختيار الدواء.. ولا تنس أنك عضو في هذا المجتمع مسؤول عن وقايته حتى وإن كنت لحظة رؤياك الانحراف مدنياً، رعاك الله وسددك ونفع بك وآجرك على قدر إخلاصك ومتابعتك.
رجالات الهيئة الأعزاء: مهمتكم لا تقف عند حدود النهي عن المنكر، فهذا على أهميته جزء من رسالتكم، ولكن الجزء الآخر يتمثل في الأمر بالمعروف والدعوة للخير.. وما أروع الرسالة حين تلحظ تجمعاً مشبوهاً للشباب فتصطحبهم للهيئة وتحدثهم برفق، وتثير فيهم كوامن الخير، وتذكرهم بقيمة أسرهم في المجتمع، وعظيم الفضيحة لهم ولأهليهم إذا وقع منهم المكروه. وتشعرهم بقربهم منك وعطفك عليهم، ثم تختم ذلك بإهدائهم شريطاً موجهاً أو كتيباً نافعاً، أو مطوية مفيدة مختصرة.
إخوة الإيمان: وهكذا تتكامل عناصر التوجيه، وتساهم الجهات والأفراد – كل حسب اختصاصه – بالتوعية والمتابعة.
وما بلغ الشباب في مجتمعنا -والحمد لله- مبلغاً من الشر والفساد والعناد، حداً لا يمكن ضبطهم أو يصعب توجيههم ولكنها طفرة النعمة، وآثار الفراغ، وقلة المتابعة، وعدم التجديد في الوسائل المصلحة بإذن الله للشباب.. أعو بالله من الشيطان الرجيم: (فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) [هود: من الآية 116-117].
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين يمن على من يشاء بالهداية والتوفيق (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) [الأنعام: من الآية125].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.. اللهم صل وسلم عليه وعلى إخوانه من الأنبياء.
إخوة الإسلام: حين نتحدث عن انحراف بعض الشباب ونشرك في المسؤولية عدداً من الجهات والأشخاص، فلا بد أن نستحضر ما لوسائل الإعلام – بكافة قنواتها – من أثر بالغ على انحراف الشباب أو استقامتهم، كيف لا وهي تخاطب عقولهم، وتحرك عواطفهم، وبإمكانها أن تختار النماذج الخيرة أو الساقطة لتبرزها مجالاً للقدوة أمام ناظريهم وكم افتتن شاب أو شابة بصورة خليعة أو مشهد مثير فحركت كوامن الشباب فيهم، وهيجت عواطفهم فراحوا يبحثون عن إشباعها بطرق غير مشروعة.
وكم لوث فكرهم مقال نشر وفيه تمجيد للرذيلة أو محاربة للفضيلة، وكيف نلوم الشباب على الانحراف إذا كنا نمجد نماذج ساقطة تتمرغ في أوحال الرذيلة في فكرها المعطى.. وفي شعرها المكتوب.. ويقل أن نسوق نماذج عالية في أخلاقها، قمماً في سلوكها..
ألم تمجد وسائل الإعلام الإسلامية الهالكة ديانا من قبل.. ومعلوم ما تمتلكه هذه من وسائل الدعاية والشهرة؟ وهي بكل حال لا تتفق وقيمنها وأخلاقنا!
ثم راحت تمجد الهالك نزار قباني من بعد.. وهو شاعر الفسق و الإلحاد، حتى أخذت الغيرة بعض كتابنا، واستشعروا مسؤولية الكلمة، وخافوا على شباب الأمة أن يخدعوا بزخرف القول غرورا فكتب أحدهم في جريدة الجزيرة في اليوم الحادي عشر من شهر الله المحرم مقالاً جميلاً بعنوان "مسؤولية الكلمة".
وعلى مسامعكم أقرأ هذا المقال الجميل القصير، وجزى الله كاتبه خيراً وأكثر من أمثاله.
يقول الكاتب/ عبد العزيز بن فهد الفيصل الفرحان آل سعود: عجيب أمر صحفنا نراها تطرب لما يطرب له الآخرون.. وتحزن لما يحزن له الآخرون..
كنت أظن أن لنا خصوصية: في إعلامنا وفي جميع شؤون حياتنا.. أين منطلقنا العقدي الذي رسمناه لأنفسنا راضين مطمئنين؟!
أين منطلقنا الشرعي الذي نزن به الأقوال، ونعرف من خلاله الرجال؟ نعم مات نزار وأفضى إلى خالقه.. وفي كل يوم يموت أناس ويولد آخرون؟!
هل يحتاج موته إلى كل هذا النعيق في صحفنا؟! هل حلت بنا الطامة الكبرى بموته؟!
بالأمس القريب مات الغزالي ومات شيخ الأزهر ومات في هذا البلد من علمائنا الأجلاء من مات.. فخرست ألسنة، نراها اليوم ثرثارة، وجفت أقلام نراها اليوم سيالة.
من منا يصدق عندما تمنحه إحدى صحفنا زاوية تعد أسطرها بعد أن يجاز نشرها!؟
ومن منا يصدق أن صفحات بأكملها تمنح للآخرين مجاناً!!
ماذا أهدت صحفنا لموت نزار يوم الجمعة الموافق 5/1/1419هـ.
إن الأمر لم يكن بالحسبان أن تنطلق أقلام بتمجيد هذا الشاعر الذي تعدى في شعره على الذات الإلهية والأنبياء الكرام.
وانطلقت إحدى الصحف لتعبر عن (فجيعة الأمة العربية) بقولها: رحل صوت العرب وقلب الشباب النابض…
أتدرون ماذا قال أحد كتاب تلك الصحيفة؟ قال: إذا مات نزار. ثم تدارك أمره فقال: لا.. نزار لم يمت.. لا تصدقوا فهذه إشاعة.. أو هو إبريل يرمي علينا كذبته الكبرى قبل أن يودعنا!!
أي جرأة هذه؟!… أي تطاول على سنن الله في خلقه هذا؟!
أقول: نعم لمسئولية الكلمة ، وأقول: لا لحرية الكلمة التي تخالف مبادئ تعاليم ديننا إذا كان هؤلاء أشباه كتابنا!!
أنا لا أنكر شاعرية نزار ولا جودة صناعته الشعرية.. أنا أنكر على الذين ينساقون وراء التيار هم ليسوا بسباحين..
أنا أنكر على الذين ينسون أعداءهم بسرعة: إن قلب الشباب النابض الذي تندبه تلك الصحيفة هو من قال بالتحلل والالحاد..
لا تغرنكم قصائده السياسية، إن هي (أو معظمها) إلا حق أريد به باطل!
هل تريدون أن أحدثكم عن فقيدكم يا من مجدتموه؟
إنه يقتات من مفاتن النساء وينام على أعتابهن!!
إن هذا الذي تمجدونه قد مجد نفسه فلا يهمه مدحكم، ألم يقل وقوله الزور:
كتبت شعراً لا يشابه سحره | إلا كلام الله في التوراة!؟ |
ولا أعرف من زكى نفسه سوى إبليس!
بل يذهب شاعركم إلى أبعد من ذلك حيث يقول:
مارست ألف عبادة وعبادة | فوجدت أفضلها عبادة ذاتي!؟ |
هل أزيدكم تعريفاً بصاحبكم يا أهل تلك الصحيفة.
تعالوا فاسمعوا إلى كفره البواح حين يقول:
حين وزع النساء على الرجال وإعطاني إياك..
شعرت… أنه انحاز بصورة مكشوفة إلي
وخالف كل الكتب السماوية التي ألفها
فأعطاني النبيذ، وأعطاهم الحنطة
إلى أن يقول: حين عرفني الله عليك…
وذهب إلى بيته.. فكرت.. أن أكتب له رسالة على ورق أزرق.. أبدؤها بعبارة: يا صديقي!!
أبعد هذا زندقة؟! أبعد هذا يستحق صاحبكم كل هذا العناء الصحفي؟!
هل تريدون المزيد؟!
يقول، واستغفر الله مما يقول:
لأنني أحبك.. يحدث شيء غير عادي..
في تقاليد السماء..
يصبح الملائكة أحراراً في ممارسة الحب..
ويتزوج الله.. حبيبته!!؟
ومرة أخرى أقول: أنا لا أتكلم عن فنه الشعري فذاك أمر آخر.
أخيراً لا أجد ما أختم سوى قول الله تعالى: (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ) [الشعراء: من الآية 224-226].
أما تتمة الآيات فإنها لا تصدق على شاعر تلك الصحيفة.
إن الكلمة أمانة.. إنها مسؤولية.. نعم لمسؤولية الكلمة.. لا لحرية الكلمة المتجردة من تعاليم ديننا.
وخليق بأدبائنا وشعرائنا أن يتفق أدبهم مع أدب دينهم وحري بالصحافة السعودية المسلمة أن تربأ بما ينشر على صفحاتها بما يتنافى وعقيدتنا الإسلامية وتراثنا وعاداتنا التي تتميز عن عادات وتقاليد الآخرين، إنها نابعة من ديننا الإسلامي، وليست مبنية على عادات جاهلية أو حضارات بائدة.
صحيح أن حكومتنا الرشيدة قد منحت أبناءها الثقة ليكتبوا ما بدا لهم، لكن الأبناء مطالبون أن يكونوا في مستوى هذه الثقة.
قال تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) [الاسراء:36].
أيها المسلمون: أن الأمر عظيم، والخطب جليل.. ما أعظم الكارثة حين ينحرف الشباب وهم عماد الأمة وأملها في المستقبل.. وما عاد الانحراف يخفى ونحن بين الفينة والأخرى نسمع عن جرائم خلقية يندى لها الجبين، ونحن مسؤولون أمام الله عن هؤلاء الشباب.
الذين تفشت بينهم المخدرات وحطمت مستقبلهم في الدنيا وجعلتهم على شفير الهاوية في الآخرة.. كما نحن مسؤولون عن انتشار الفاحشة في عدد منهم تلك التي تذهب رجولتهم، وتهدر طاقتهم، وتذهب حياءهم وتقتل طموحات الرجال في نفوسهم.. الخطب كبير حين يمتلك هؤلاء المراهقون أسلحة فتاكة فيوجهونها إلى الأبرياء من حولهم ولربما قتلوا بها أقرب الناس إليهم.. بل ربما اعتدوا بها على أنفسهم.
لا بد من قومة صادقة لله وتوعية شاملة للمخاطر تشمل الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات ورجالات الأمن والحسبة، والأئمة والخطباء والشباب الغيور على دينه وأبناء أمته.. ورجالات الإعلام والمفكرين والأدباء القادرين على الكتابة ومخاطبة جمهور الأمة وشبابها وشاباتها على الخصوص.
ولا بد مع ذلك من الحزم في العقوبة لمن لا يجدي معه النصح ولا يستفيد من التوعية ولا شك أن العقوبات في الإسلام ذات أهداف جليلة وإن ظنها الجهلة للوهلة الأولى شديدة على من أقيمت عليه.. ولا ضير أن يهلك شخص في سبيل حياة الآخرين والله يقول: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:179].
وكما ندعو إلى معاقبة أصحاب الجرائم الخلقية بما يكفل عدم انتشارها وتدميرها للشباب ندعو كذلك إلى التشديد في توفير السلاح عند الأحداث والمراهقين الذين لا يحسنون استخدامها.