الأحد
كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...
العربية
المؤلف | سليمان بن حمد العودة |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | أركان الإيمان |
وكثيرة هي توجيهات القرآن وحقائقه التي تستدعي الانتباه، وتستحق التوقف عندها، وأخذ العبرة منها، وكلنا -لغفلتنا وتقصيرنا- نمر عليها مر الكرام، فلا تحدث في أنفسنا الأثر المطلوب، ولا تهذب سلوكياتنا، ولا تكسر حدة الشهوة والطمع في نفوسنا، وهي كفيلة -لو آمنا بها حق الإيمان وصدقنا- بتوفير السعادة وتحقيق الرضا، وتثبيت اليقين ..
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: أيها الناس اتقوا الله، فتقوى الله أمان من كل خوف، وبها المخرج عند كل فتنة، بها تكفر السيئات، وتعظم الأجور، وتتوفر الأرزاق، وتيسر الأمور.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر:18].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) [الحج:1].
أيها المسلمون: وكثيرة هي توجيهات القرآن وحقائقه التي تستدعي الانتباه، وتستحق التوقف عندها، وأخذ العبرة منها، وكلنا -لغفلتنا وتقصيرنا- نمر عليها مر الكرام، فلا تحدث في أنفسنا الأثر المطلوب، ولا تهذب سلوكياتنا، ولا تكسر حدة الشهوة والطمع في نفوسنا، وهي كفيلة -لو آمنا بها حق الإيمان وصدقنا- بتوفير السعادة وتحقيق الرضا، وتثبيت اليقين.
ومن هذه الحقائق: أن الخير قد يكون فيما تكرهه النفس ابتداءً لجهلها بما يؤول إليه، وقد يكون الشر فيما تحبه النفس وتهواه.. إن الخير المكروه، والشر المحبوب حقيقة وقدر إلهي، أشار إليهما القرآن وكشف فيهما عن علم الله، وجهل الإنسان، فقال تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [البقرة:216].
وهذه الآية وإن نزلت في إيجاب جهاد الأعداء، حتى قال الزهري يرحمه الله: الجهاد واجب على كل أحد غزا أو قعد. القاعد عليه إذا استعين أن يعين، وإذا استغيث أن يغيث، وإذا استنفر أن ينفر، وإن لم يحتج إليه قعد.
وفي الصحيح قال عليه الصلاة والسلام: "من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية".
فمعنى الآية أعم، وأن الخير يكون فيما تكرهه النفس أحياناً، وأن الشر يكون فيما تهواه النفس أحياناً وتحبه، والله وحده يعلم والناس لا يعلمون.
ومن عجب أن يقضي الله قضاءً لابن آدم، يبيت بسببه غضبان أسفاً، وقد اختار الله له الخير وهو لا يدري، ولربما بات فرحاً جذلاً جراء مسرةٍ ظاهرة واتته، وقد يكون فيها حتفه، ولذا جاء توجيه القرآن بلسماً شافياً (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [الحديد:23].
معاشر المسلمين إن هذه الحقيقة القرآنية تبدو واضحة على مستوى الفرد والمجتمع والأمة، وهي حقيقة يشهد بها الماضي ويؤكدها الحاضر، وستظل ماثلةً في المستقبل تشهد بإعجاز القرآن، وتؤكد علم وتقدير الرحمن.
أما على مستوى الفرد فقد كتب الله على كل إنسان حظه من الفقر والغنى، والمرض و الشفا، ومحبوبات النفس ومكروهاتها، والمهم أن المرض ربما كان فتحاً للمريض تحول به من حال إلى حال، وكذا الفقر ونحوهما من مصائب الدنيا، ولربما كان الغنى سبباً للطغيان والفجور، ولربما كانت الصحة سبيلاً للغفلة والفسوق، ولا يعني ذلك بحال أن يتمنى المرء المرض أو الفقر، وإنما القصد أن يشكر المسلم ربه حال السراء، ويصبر نفسه ويرضى بقضاء الله وقدره له حال الضراء، وهو في كل أحواله ينتقل من عبودية إلى عبودية أخرى.
أما على مستوى المجتمع فقد يبتلى الناس بالشر والخير فتنة، وحينها يميز الله الخبيث من الطيب، ويتبين الصادقون من الكاذبين، وتتحول الضراء والفتن عند بعضهم إلى سراء ومنح لا يعلم مداها إلا الله، وتنقلب السراء الظاهرة عند البعض منهم إلى بلايا ومحن يتمنون المخرج منها. ولرب نازلة يضيق بها الفرد أو الملأ، تحولت إلى خير ونعمة مع الصبر والإيمان والتقى، وشواهد ذلك كثيرة تفوق العد والإحصاء.
إخوة الإسلام: ومن شواهد الماضي أسوق لكم نموذجاً وقع في خير القرون مؤكدا حقيقة: ( فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) [النساء: من الآية19].
فقد عقد رسول الهدى صلى الله عليه وسلم مع مشركي مكة (صلح الحديبية) وكانت شروطه – فيما يبدو ظاهراً – مجحفة بحق المسلمين، فالمسلمون المحرمون يحلون إحرامهم دون عمرة، ويقضونها في العام المقبل، ومن جاء إلى المسلمين من قريش بغير إذن وليه، يرد، ولو كان مسلماً فاراً بدينه. ومن جاء قريشاً من المسلمين يقبل ولا يرد – إلى غير ذلك من بنود الصلح، الأمر الذي تذمر منه المسلمون وتألموا له، وفي مقدمتهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي لم يتمالك نفسه حتى جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ فقال: "بلى"، فقال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: "بلى"، قال (عمر) فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم : "يا ابن الخطاب إني رسول الله، ولن يضيعني الله أبداً".. ثم ذهب إلى أبي بكر، وقال له نحواً من ذلك.
أما رواية ابن اسحق فقد جاء فيها: أن المسلمين حين رأوا ما رأوا من الصلح، وما تحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسه دخل الناس من ذلك أمر عظيم حتى كادوا أن يهلكوا...
ومع ذلك فقد انجلت هذه الشدة التي كرهها المسلمون في البداية وتحولت – بقضاء الله وتقديره – إلى فتح مبين، ونزلت البشارة للنبي صلى الله عليه وسلم بذلك من قبل أن يصل المدينة قافلاً بقوله تعالى: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) [الفتح:1]، وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة (الفتح) إلى آخرها على عمر، فقال: يا رسول الله: أو فتح هو؟ قال: "نعم".
إخوة الإيمان: وإذا كان هذا فيما تكرهه النفس وفيه الخير لها، ففي ما تحبه النفوس وإن كان فيه ضير عليها، يحدثنا الإمام القرطبي يرحمه الله عن واقع مر ابتلي به المسلمون في بلاد الأندلس، ويقول هو يفسر قوله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ) [البقرة: من الآية216] قال: والمعنى: عسى أن تكرهوا ما في الجهاد من المشقة وهو خير لكم في أنكم تغلبون وتظفرون وتغنمون وتؤجرون، ومن مات مات شهيداً، وعسى أن تحبوا الدعة وترك القتال، وهو شر لكم في أنكم تغلبون، وتذلون ويذهب أمركم، قلت (القرطبي): وهذا صحيح لا غبار عليه، كما اتفق في بلاد الأندلس، تركوا الجهاد، وجبنوا عن القتال، وأكثروا من الفرار، فاستولى العدو على البلاد، وأي بلاد؟ وأسر وقتل، وسبى، واسترق، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ذلك بما قدمت أيدينا وكسبته.
إخوة الإسلام: أما النموذج الثالث فيجليه لنا الإمام ابن تيمية رحمه الله، وهو يشهد في عصره اجتماع الأحزاب على إبادة المسلمين، فيسلي المسلمين ويشحذ هممهم، ويتفاءل بالشر يعقبه الخير، وبالشدة يتلوها الفرج، ويقول مقارناً بين غزوة الأحزاب في زمن النبوة، وغزو التتر والفرس والنصارى للمسلمين في زمنه: "كذلك -إن شاء الله- هؤلاء الأحزاب من المغل، وأصناف الترك، ومن الفرس والمستعربة، والنصارى ونحوهم من أصناف الخارجين عن شريعة الإسلام، الآن نغزوهم ولا يغزونا، ويتوب الله على من يشاء من المسلمين، الذين خالط قلوبهم مرض أو نفاق بأن ينيبوا إلى ربهم، ويحسن ظنهم بالإسلام، وتقوى عزيمتهم على جهاد عدوهم..
بل وينظر الشيخ للحادثات الكونية التي يبدو فيها الضر نظرة خير وإن كرهها غيره فيقول: "وقد كان بعض الناس يكره تلك الثلوج والأمطار العظيمة التي وقعت في هذا العام، حتى طلبوا الاستصحاء غير مرةٍ، وكنا نقول لهم: هذا فيه خيرة عظيمة، وفيه لله حكمة وسر، فلا تكرهوه، فكان من حكمته: أنه فيما قيل: أصاب قازان وجنوده حتى أهلكهم، وهو كان فيما قيل سبب رحيلهم، وابتلي به المسلمون ليتبين من يصبر على أمر الله وحكمه ممن يفر عن طاعته وجهاد عدوه".
وكذلك ينظر أهل القرآن بنور الله، وما أحوج الأمة إلى رجال كهؤلاء يعيدون الثقة إلى النفوس، ويبعدون الناس عن اليأس والإحباط، مهما ادلهمت الخطوب وكثر المكروه وتجمعت الأحزاب، وساءت الظنون ولف الكون خيوط الظلام – فالعسر معه اليسر، والصبر معه النصر، والغبار سيتجلى، والعاقبة للمتقين.. وصدق الله وهو أصدق القائلين.
(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ) [الانبياء:من الآية 105-106].
وصدق الله إذ يقول: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ * فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ * وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ * أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ * فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ) [الصافات: من الآية 171-177].
الخطبة الثانية:
الحمد لله العليم الخبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يحكم ما يشاء ويختار، ما كان لهم الخيرة من أمرهم.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله عاش حياته راضياً مرضياً رغم ضيق العيش حيناً، وكيد الأعداء حيناً، ولم تكن حياته عليه الصلاة والسلام من الأكدار والمنغصات صفواً.
اللهم صل وسلم عليه وعلى إخوانه وآله، وارض اللهم عن أصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها المسلمون: ومن صفحة الماضي إلى ظروف الحاضر نتأمل حقيقة القرآن (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُم) [البقرة: من الآية216] فبالأمس القريب تنمرت الشيوعية الحمراء وحكمت الشعوب المسلمة المحيطة بها بالنار والحديد، وبات المسلمون حيناً من الدهر يصلون ويتلون القرآن في السراديب المظلمة والخلوات، وامتدت هذه الأفعى لتغزو أجزاء من عالمنا الإسلامي بقوة السلاح، وبل امتد أثرها الفكري ليغزو العقول النخرة، ونبتت في العالم الإسلامي نابتة يسارية الفكر والمعتقد، لغرض أو لآخر. وحين بلغ السيل الزبى، وبلغ الكره والتأفف للواقع الإلحادي مداه.. كانت النهاية قاب قوسين أو أدنى، وأخيراً تحطمت الدولة الشيوعية الكبرى على مرأى الناس ومسمع، وأصيب الأتباع بالذهول، وكانت البشرى للذين آمنوا وضاقوا من قبل بها ذرعاً، وتنفس المسلمون الصعداء، وعسى أن يكره الناس شيئاً ويجعل الله من بعده خيراً كثيراً.
واليوم نشهد بأم أعيننا عطرسة اليهود وتطرفهم، وهم يسيئون إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ويستفزون مشاعر أكثر من مليار مسلم، ويصل بهم التطرف والغطرسة إلى تصوير الرسول صلى الله عليه وسلم على هيئة خنزير -قاتلهم الله أنى يؤفكون – وتنشر هذه الصور المزرية على مرأى من العالم ومسمع؟
ثم لا يقف التحدي العقدي عند هذا الحد، بل يستخرج القرآن ويمزق أمام أعين المسلمين؟
لقد ضاق المسلمون ذرعاً بهذه التصرفات الرعناء، ومن قبل كره المسلمون وصول المتطرفين من اليهود لحكم إسرائيل.. ولكن (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة: من الآية216].
أجل إن المتأمل في الأحداث الجارية على الساحة يرى أن في هذا الشر الظاهر خيراً كثيراً في الباطن.
فالأحداث تكشف أولاً حقيقة اليهود لمن به غبش في الرؤية أو خداع في النظرة، ويتولى اليهود بأنفسهم رسم الصورة الحقة لنفسياتهم ومعتقداتهم وأخلاقهم وطبيعة نظرتهم للأديان والشعوب، وهذه حقيقة لو مكث العلماء، والدعاة وأهل الاختصاص، والخطباء حيناً من الدهر لكشفها وبيانها للناس لم تصل أثر كلماتهم وخطبهم إلى ما وصلت إليه أفعال اليهود أنفسهم، فهل أبصرتهم هذا الخير من وراء هذا الشر؟
وتكشف أحداث اليهود الراهنة ثانياً عن حقيقة التطرف، وأصناف المتطرفين، ويتهاوى المصطلح العالمي الحائر بوصف المسلمين بالتطرف على أصداء التطرف الحق لبني صهيون؟
وثالث جوانب الخير الذي نرجو أن يتحقق عاجلاً من وراء هذا الشر المستطير أن تستفز هذه التصرفات المشينة مشاعر المسلمين، ويستيقظ أصحاب السبات منهم على ضربات اليهود الموجعة، فيهبوا مدافعين عن عقيدتهم، وكأن اليهود بتصرفاتهم يقولون للمسلمين: هكذا نفعل بنبيكم وكتابكم، فأين أنتم؟ وماذا تفعلون؟
إن هذا التحدي السافر حري بأن يوحد كلمة المسلمين، ويجمع شتاتهم، وينسيهم أضغانهم، ويضيق هوة الخلاف في اجتهاداتهم، فالخطر يهددهم جميعاً، والعدو يكشر لهم عن أنيابه، وخطوة اليوم من إخوان القردة والخنازير سيتبعها خطوات أكثر جرأة، إذا لم يع المسلمون دورهم، ويستعدوا لمنازل عدوهم.
أما الرابعة من جوانب الخير المتوقعة من وراء هذا الشر، أن تكون هذه الكبرياء وذلك السوء في المعتقد والخلق من يهود مؤشراً لنهاية هذا الجسم الغريب في الأمة المسلمة، ومعجلاً بالمنازلة المحتومة النتائج مع اليهود "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود".
إن سلبيات واقعنا المعاصر كثيرة ومتنوعة، وإن رعود الشر تبرق هنا وهناك، وإن الغصص والمآسي التي يراها المسلم أو يسمعها تدمي الفؤاد وتبكي العيون.. ومع ذلك فبإمكان المسلمين أن يحيلوا هذه السلبيات إلى إيجابيات حين يعودون إلى دينهم، ويعرفوا حقيقة أعدائهم وطبيعة المعركة معهم، ويأخذوا بأسباب العدة والنصر التي أمروا بها، ولا يركنوا إلى الذين ظلموا، ولا ينتظروا النصف والنصرة من أعدائهم فالكفر ملة واحدة، ولن يرضى اليهود ولا النصارى عن المسلمين إلا باتباع ملتهم، وما النصر إلا من عند الله.