البحث

عبارات مقترحة:

الحافظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...

العليم

كلمة (عليم) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

سورة البينة وسورة الزلزلة وسورة العاديات

العربية

المؤلف مسفر بن سعيد بن محمد الزهراني
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات القرآن الكريم وعلومه - الزهد
عناصر الخطبة
  1. تعريف بسور البينة والزلزلة والعاديات .
  2. تفسير هذه السور الكريمة .
  3. القضايا التي عالجتها سورة البينة .
  4. فضل سورة الزلزلة .
  5. تلخيص لمحتوى سورة البينة .

اقتباس

فسورة العاديات تتحدث عن خيل المجاهدين في سبيل الله حين تغبر على الأعداء، فيسمع لها عند عدوها بسرعة صوت شديد، وتقدح بحوافرها الحجارة فيتطاير منها التراب والغبار، وقد أقسم الله فيها بخيل الغزاة إظهاراً لشرفها وفضلها عند الله على أن الإنسان كفور لنعمة الله تعالى عليه، وهو معلن لكفرانه وجحوده بلسان حاله ومقاله ..

الحمد لله مُنزِلِ الكتاب على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، اللهمَّ صَلِّ وسلِّمْ عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم على نهج كتاب الله إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا عباد الله: مع كتاب الله نعيش، ومن معيته ننهل، وسنتحدث اليوم عن ثلاث سُوَرٍ منه: البينة، والزلزلة، والعاديات.

فسورة البينة: ترتيبها في المصحف الشريف الثامنة والتسعون، وآياتها ثماني آيات، وهي مدنية في قول الجمهور.

أخرج البخاري ومسلم وغيرهما، عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأُبَيّ بن كعب: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا)". قال: وسمـَّـاني لك؟ قال: نعم؟ فبكى.

والمراد بقوله: (مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ): اليهود والنصارى، والمراد بقوله: (وَالْمُشْرِكِينَ): مشركو العرب، وهم عبَدة الأوثان والأصنام، ومعنى: (مُنْفَكِّينَ)، أي: منفصلين، والمعنى: إنهم لم يكونوا مفارقي الكفر ولا منتهين عنه (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) [البينة:1]، أي: إنهم كانوا يسيئون القول في محمد -صلى الله عليه وسلم- حتى بُعِث، فإنهم كانوا يُسَمُّونَهُ الأمين، فلما بُعث عادَوه، وأساءوا القول فيه.

وقيل: معنى الآية إخبار الله تعالى عن الكفار أنهم لن ينتهوا عن كفرهم وشركهم بالله حتى أتى محمد -صلى الله عليه وسلم- بالقرآن، فبيَّنَ لهم ضلالاتهم، ودعاهم إلى الإيمان، والآية فيمن آمن مِن الفريقين.

والبينة هو محمد -صلى الله عليه وسلم-، يدل على ذلك قوله تعالى بعدها: (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً) [2]، يعني ما تضمنته الصحف من المكتوب فيها، وهو القرآن، ويدل على ذلك أنه كان يتلو القرآن عن ظهر قلبه لا عن كتاب، والصحف المطهرة هي المنزلة من الله، المنزَّهة من الزور والضلال، المطهَّرة من الباطل ومن الكذب والشبهات والكفر.

(فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) [3]، أي: الصحف فيها آيات وأحكام مكتوبة فيها، والقيمة المستقيمة المستوية المحكمة، (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) [4]، المعنى: أن تفرقهم كان بعد وضوح الحق، وظهور الصواب.

قال المفسرون:لم يزل أهل الكتاب مجتمعين حتى بعث اللهُ محمداً، فلما بعث تفرقوا في أمره، واختلفوا، فآمن به بعضهم، وكفر آخرون. وخَصَّ أهل الكتاب لأنهم أهل علم، فتفرقوا بعد ما جاءتهم الحُجَّةُ الواضحة، وهي بعثة رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- بالشريعة الغراء، والمحجة البيضاء.

(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ)، أي: إنهم لم يؤمروا في كتبهم إلا لأجل أن يعبدوا الله ويوحدوه حال كونهم (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)، أي: جاعلين دينهم خالصا له سبحانه، أو جاعلين أنفسهم خالصة لهم في الدين، (حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) [5]، أي: مائلين عن الأديان كلها إلى دين الإسلام، والحنف: الميل، ويُؤَدُّوا الصلوات في أوقاتها، ويعطوا الزكاة عند محلها، وخَصَّ الصلاة والزكاة لأنهما من أعظم أركان الدين، ودين القيمة: أي دين الملة المستقيمة.

ثم بين سبحانه حال الفريقين في الآخرة بعد بيان حالهم في الدنيا، فقال: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) [6]، أي: أنهم يصيرون إليها يوم القيامة خالدين فيها، فهم شر الخليقة، فالبرية: الخليقة.

(إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)، أي: جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح، (أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) [7]، أي: خير الخليقة، (جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)، أي: ثوابهم عند خالقهم جنات عدن، وهي أوساط الجنات، وأفضلها، والجنات: الأشجار الملتفَّة، فجرَيَانُ الأنهار من تحتها ظاهر.

(خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا)، أي: لا يُخرَجون منها، ولا يظعنون عنها، بل هم دائمون في نعيمها، مستمرون في لَذَّاتِها، (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)، فرِضْوَانُ اللهِ عليهم زيادة فضل، حيث أطاعوا أمره، وقبلوا شرائعه؛ ورضاهم عنه حيث بلغوا من المطالب ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

(ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) [8]، أي: ذلك الجزاء والرضوان لمن وقعت منه الخشية لله سبحانه في الدنيا وانتهى عن معاصيه بسبب تلك الخشية التي وقعت له، لا مجرد الخشية مع الانهماك في معاصي الله سبحانه؛ فإنها ليست بخشية على الحقيقة.

عباد الله: سورة البينة عالجت ثلاث قضايا هامة هي:
1-موقف أهل الكتاب من رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم-.
2-إخلاص العبادة لله وحده.
3-مصير كل من السعداء والأشقياء في الآخرة.

وسورة الزلزلة: هي السورة التاسعة والتسعون في ترتيب المصحف الشريف، وعدد آياتها ثماني آيات، وهي مدنية في قول ابن عباس وقتادة، ومكية في قول ابن مسعود وعطاء وجابر.

كما أخرج احمد وغيره عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: أتى رجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أقرئني يا رسول الله. قال: "اقرأ ثلاثاً من ذوات الراء"، أي: (الر)، قال الرجل: كبر سني، واشتد قلبي، وغلظ لساني.

قال: "اقرأ ثلاثاً من ذوات (حم)"، فقال مثل مقالته الأولى، فقال: "اقرأ ثلاثاً من المسبِّحات"، فقال مثل مقالته الأولى. فقال الرجل: ولكن أقرئني يا رسول الله سورة جامعة، فأقرأه: (إذا زلزلت الأرض) حتى إذا فرغ منها.

قال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "من قرأ إذا زلزلت الأرض زلزالها عدلت له بنصف القرآن ومن قرأ قل هو الله أحد عدلت بثلث القرآن ومن قرأ قل يا أيها الكافرون عدلت له بربع القرآن".

ومعنى (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا) [الزلزلة:1]، أي: حركت حركة شديدة، والمراد تحركها عند قيام الساعة، فإنها تضطرب حتى يتكسر كل شيء عليها. قال مجاهد: وهي النفخة الأولى، لقوله تعالى (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) [النازعات:6].

(وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا) [2]، أي: أخرجت ما في جوفها من الأموات والدفائن، والأثقال: جمع ثقل، قال أبو عبيدة وغيره: إذا كان الميت في بطن الأرض فهو ثقل لها، وإذا كان فوقها فهو ثقل عليها. وقال مجاهد: أثقالها موتاها، تخرجهم في النفخة الثانية.

(وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا) [3]، أي: قال كل فرد من أفراد الإنسان: مالها زلزلت؟ لما يدهمه من أمرها، ويبهره من خطبها، (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) [4]، والمعنى: يوم إذا زلزلت وأخرجت أثقالها تخبر بأخبارها، وتحدثهم بما عمل عليها من خير أو شر، (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) [5]، أي: تتحدث بأخبارها بوحي الله، وإذنه لها.

(يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا)، أي: إذا وقع ما ذكر يصدر الناس من قبورهم إلى موقف الحساب أشتاتاً: أي متفرقين، والصدور: الرجوع، وهو ضد الورود، بعضهم آمِن، وبعضُهم خائف، وبعضهم بلون أهل الجنة وهو البياض، وبعضهم بلون أهل النار وهو السواد، وبعضهم ينصرف إلى جهة اليمين، وبعضهم ينصرف إلى جهة الشمال، مع تفريقهم في الأديان، واختلافهم في الأعمال، لماذا؟ (لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ) [6]، وهو من رؤية البصر، أي: ليريهم الله أعمالهم، أو ليروا جزاء أعمالهم.

(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ) [7]، أي: مَن يعمل في الدنيا وزن نملة، وهي أصغر ما يكون من خير، يره يوم القيامة في كتابه فيفرح به، (وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) [8]، أي: يره يوم القيامة فيسوؤه.

وقال بعض أهل اللغة: إن الذرة هي أن يضرب الرجل بيده على الأرض فما علق من تراب فهو الذرة، وقيل: الذرةُ ما يرى في شعاع الشمس من الهباء، والأول أولى.

فسورة الزلزلة تتحدث عن الزلزال العنيف الذي يكون بين يدي الساعة، حيث يندك كل صرح شامخ، وينهار كل جبل راسخ، ويحصل من الأمور العجيبة ما يندهش له الإنسان، كإخراج الأرض ما فيها من موتى، وإلقاء ما في بطنها من كنوز ثمينة من ذهب وفضة، وشهادتها على كل إنسان بما عمل على ظهرها، تقول: عمِلتَ يوم كذا وكذا وكذا! وكل هذا من عجائب ذلك اليوم الرهيب.

ثم تختم بالحديث عن انصراف الناس من أرض المحشر إلى الجنة أو النار، وانقسامهم إلى أصناف ما بين شقي وسعيد، أسأل الله أن أكون قد أوضحت بعض المعاني الجليلة لهاتين السورتين الكريمتين، (البينة والزلزلة)، وأسأل الله أن ينفعنا بها وبهدي كتابه الكريم، وبما جاء به رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-.

أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

  

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد: عباد الله: سورة العاديات هي السورة المائة في ترتيب المصحف الشريف، وهي إحدى عشرة آية، وهي مكية عند أغلب المفسرين، وقيل مدنية، وذكر في فضلها أنها تعدل نصف القرآن.

بدأت بقول الله تعالى (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) [العاديات:1]العاديات: جمع عادية، وهي الجارية بسرعة، من العَدْو، وهو المشي بسرعة، والمراد بها: الخيل العادية في الغزو نحو العدو.

والضبح، قيل: نوع من السير، ونوع من العَدو، يقال: ضبح الفرس إذا عدا بشدة، وقيل: صوت حوافرها إذا عدت، وقال الفراء: الضبح: صوت أنفاس الخيل إذا عدت.

(فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا) [2]، هي الخيل حين تخرج شرر النار من الأرض بوقع حوافرها على الأرض على الحجارة من شدة الجري، والإيراء: إخراج النار، والقدح: الصك، فجعل ضرب الخيل بحوافرها كالقدح بالزناد.

(فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا) [3]، أي: الخيل التي تغير على العدو وقت الصباح قبل طلوع الشمس، (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا) [4]، أي: اللاتي عدون فأثرن النقع، والنقع: الغبار الذي أثارته في وجه العدو عند الغزو، وتخصيص إثارته بالصبح وقت الإغارة لكونه لا يظهر أثر النقع في الليل.

(فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا) [5]، أي: توسطن بذلك الوقت، أو توسطن ملتبسات بالنقع جمعاً من جموع الأعداء، أو صِرن بعَدْوِهِنَّ وسط جمع الأعداء، (إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) [6]، هذا جواب القسم، فالله أقسم بالآيات السابقة، والمراد بالإنسان بعض أفراده وهو الكافر، والكنود: الكفور للنعمة، وقيل الكنود: الحسود.

(وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ) [7]، أي: وإن الإنسان على كُنُودِهِ لَشَهيدٌ، يشهد على نفسه به لظهور أثره عليه، وقيل: المعنى وإن الله جل ثناؤه على ذلك من ابن آدم لشهيد، وبه قال الجمهور.

(وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) [8]، أي: إن الإنسان لحب المال قوي، مُجِدّ في طلبه وتحصيله، متهالك عليه. (أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ) [9]؟! الاستفهام للإنكار، والمعنى: أي نثر ما في القبور من الموتى وأُخْرِجوا.

(وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ) [10]، أي: مُيِّزَ وبُيِّنَ ما فيها من الخير والشر، والتحصيل: التمييز، (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) [11]، أي: إن رب المبعوثين بهم لخبير، لا تخفى عليه منهم خافية، فيجازيهم بالخير خيرا،ً وبالشر شراً.

فسورة العاديات تتحدث عن خيل المجاهدين في سبيل الله حين تغبر على الأعداء، فيسمع لها عند عدوها بسرعة صوت شديد، وتقدح بحوافرها الحجارة فيتطاير منها التراب والغبار، وقد أقسم الله فيها بخيل الغزاة إظهاراً لشرفها وفضلها عند الله على أن الإنسان كفور لنعمة الله تعالى عليه، وهو معلن لكفرانه وجحوده بلسان حاله ومقاله.

وبينت طبيعة الإنسان وحبه الشديد للمال، وختمت ببيان أن مرجع الخلائق إلى الله للحساب والجزاء، ولا ينفع الإنسان في آخرته إلا الإيمان والعمل الصالح برحمة الله تعالى.

وفقنا الله وإياكم لذلك، وأسأل الله أن يحيينا على دين الإسلام دين الحق، ويميتنا عليه، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.

وصلُّوا وسلِّموا -عباد الله- على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.