السبوح
كلمة (سُبُّوح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح،...
العربية
المؤلف | مسفر بن سعيد بن محمد الزهراني |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | القرآن الكريم وعلومه - المعاملات |
سورة الطلاق تناولت بعض الأحكام التشريعية المتعلقة بأحوال الزوجين، ومنها بيان أحكام الطلاق السُّنِّي، وكيفيته، وما يترتب عليه من العدة والسكن، وأجر المرضع، فأمرت المؤمنين بسلوك أفضل الطرق عند تعذُّر استمرار الحياة الزوجية، وأن تطلق الزوجة في الوقت المناسب، وعلى الوجه المشروع، وهو أن يطلقها زوجها طاهرة من غير جماع، ثم يتركها إلى انقضاء عدتها ..
الحمد لله رب العالمين الذي أمرنا بتقواه من عذابه، ونهانا عن تعدِّي حدوده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه واتَّبَع هداه إلى يوم الدين.
فيا عباد الله: في كتاب الله سورة الطلاق، وهي السورة الخامسة والستون في ترتيب المصحف الشريف، وهي اثنتا عشرة آية، وهي مدنية بالإجماع.
بدأت بنداء الله سبحانه لنبيه -صلى الله عليه وسلم- أولا تشريفاً له، ثم خاطبه مع أمَّته فقال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ)، أي: إذا أردتم تطليقهن وعزمتم عليه، (فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ)، أي: مستقبلات لعدتهن، أو قبل عدتهن.
والمراد: أن يطلقوهن في طهر لم يقع فيه جماع، ثم يتركن حتى تنقضي عدتهن، فإذا طلقوهن هكذا فقد طلقوهن لعدتهن، (وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ)، أي: احفظوها واحفظوا الوقت الذي وقع فيه الطلاق حتى تتم العدة، وهي ثلاثة قروء، (وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ) فلا تعصوه فيما أمركم به.
ولا تضارُّوهنَّ، (لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ)، أي: التي كُنَّ فيها عند الطلاق ما دمن في العدة، (وَلَا يَخْرُجْنَ)، أي: من تلك البيوت ما دمن في العدة إلا لأمر ضروري، (إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ)، أكثر المفسرين على أن المراد بالفاحشة هنا الزنا، وذلك أن تزني فتخرج لإقامة الحد عليها، وقال الشافعي وغيره هي البذاءة في اللسان، والاستطالة بها على مَن هو ساكن معها في ذلك البيت.
(وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ)، أي: هذه الأحكام التي بينها الله سبحانه لعباده هي حدوده التي حدها لهم، ولا يحل لهم أن يتجاوزوها إلى غيرها، (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ)، أي: يجاوزها إلى غيرها، أو يخل بشيء منها، (فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) بإيرادها موارد الهلاك، (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا) [1]، أراد بالأمر هنا الرغبة في الرُّجْعَة، والمعنى: التحريض على طلاق الواحدة عن الثلاث، إذا طلق ثلاثا أضر بنفسه عند الندم على الفراق والرغبة في الارتجاع، فلا يجد إلى المراجعة سبيلا.
(فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ)، أي: قاربن انقضاء أجل العدة وشارفن آخرها، (فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ)، أي: راجعوهن بحسن معاشرة ورغبة فيهن من غير مقصد إلى مضارَّة لهنَّ، (أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ)، أي: اتركوهن حتى تنقضي عدتهنَّ فيملكن نفوسهن مع إيفائهن بما هو لهن عليكم من الحقوق وترك المضارة لهن، (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ) على الرجعة، وقيل على الطلاق، وقيل عليهما؛ قطعاً للتنازع، وحسماً لمادة الخصومة، والأمر للندب.
(وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ)، هذا أمر للشهود بأن يأتوا بما شهدوا به تقرباً إلى الله، (ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ)، وخص المؤمن بالله واليوم الآخر لأنه المنتفع بذلك دون غيره، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا) [2]، أي من يتق عذاب الله بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، والوقوف على حدوده التي حدها لعباده، وعدم مجاوزتها، يجعل له مخرجاً مما وقع فيه من الشدائد والمحن، (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، أي: يرزقه من وجه لا يخطر بباله، ولا يكون في حسابه.
(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)، أي: من وثق بالله فيما نابه كفاه ما أهمه (إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ)، أي: إن الله سبحانه بالغ ما يريد من الأمر، لا يفوته شيء، ولا يعجزه مطلوب، (قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) [3]، أي: تقديراً وتوقيتا، أو مقداراً، فقد جعل سبحانه للشدة أجلا تنتهي إليه، وللرخاء أجلا ينتهي إليه.
(وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ)، وهن الكبار اللاتي قد انقطع حيضهن وأيسن منه، (إِنِ ارْتَبْتُمْ)، أي: شككتم وجهلتم كيف عدتهن، (فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ)كل شهر يقوم مقام حيضة، (وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ) لصغرهن ولعدم بلوغهن سن المحيض، أي: فعدتهن ثلاثة أشهر، وحذف هنا لدلالة ما قبله عليه، (وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ)، أي: الحوامل انتهاء عدتهن وضع الحمل، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) [4]، أي يسهل الله أمره.
(ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ)، أي: حكمه الذي حكم به بين عباده وشرعه الذي شرعه لهم، وأنزله في كتابه على رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وبيَّنه لكم، وفصَّل أحكامه، وأوضح حلاله وحرامه، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ) بترك ما لا يرضاه (يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ)، أي: التي اقترفها؛ لأن التقوى من أسباب المغفرة للذنوب، (وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) [5] يعطه من الأجر في الآخرة أجراً عظيما، وهو الجنة.
أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عمر -رضي الله عنه- أنه طلق امرأته وهي حائض، فذكر ذلك عمر -رضي الله عنه- لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتغيظ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: "ليراجعها، ثم يمسكها حتى تطهر، ثم تحيض وتطهر، فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهراً قبل أن يمسها، فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء". وقرأ النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ).
(أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ)، هذا بيان ما يجب للنساء في السكن، (مِنْ وُجْدِكُمْ)، أي: من سعتكم وطاقتكم، والوُجْد: القدرة، (وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ)، نهى الله سبحانه عن التضييق عليهن في المسكن والنفقة، (وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ)، أي: أجور رضاعهن لأولادكم.
(وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ)، الخطاب هنا للأزواج والزوجات، أي: تشاوروا بينكم بما هو معروف غير منكر، وليقبل بعضكم من بعض من المعروف والجميل، (وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ)، أي: في أجر الرضاع، فأبى الزوج أن يعطي الأم الأجر، وأبت الأم أن ترضعه إلا بما تريد من الأجر، (فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى) [6]، أي يستأجر مرضعة أخرى ترضع ولده، ولا يجب عليه أن يسلم ما تطلبه الزوجة، ولا يجوز له أن يكرهها على الإرضاع بما يريد من الأجر.
(لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ)، فيه الأمر لأهل السعة بأن يوسعوا على المرضعات من نسائهم على قدر سعتهم، (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ)، أي: كان رزقه بمقدار القوت، أو بمضيق ليس بموسَّع، (فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ)، أي: مما أعطاه الله من الرزق، ليس عليه غير ذلك، (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا)، أي: مما أعطاها الله من الرزق، فلا يكلف الفقير بأن ينفق ما ليس في وسعه؛ بل عليه ما يقدر عليه وتبلغ إليه طاقته، (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) [7]، أي بعد ضيق وشدة سعة وغني.
ولما ذكر الله سبحانه ما تقدم من الأحكام حذر من مخالفتها، وذكر عتو قوم خالفوا أوامره فحل بهم عذابه فقال: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ)، يعني: عصت، والمراد أهلها، والمعنى: وكم من أهل قرية عصوا أمر الله ورسله (حَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا)، أي: شددنا على أهلها في الحساب بما عملوا، (وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا) [8]، أي: عذبنا أهلها عذاباً عظيماً منكراً في الآخرة.
(فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا)، أي: عاقبة كفرها، (وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا) [9]، أي: هلاكا في الدنيا، وعذابا في الآخرة، (أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا)، في الآخرة وهو عذاب النار، (فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)، أي: يا أولى العقول الراجحة (الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَسُولًا) [10-11]، أي: أنزل إليكم قرآنا، وأرسل إليكم رسولا هو محمد -صلى الله عليه وسلم-.
ثم وصفه الله بقوله: (يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ)، أي: بيَّنَها الله وأوضحها، أو تبين للناس ما يحتاجون إليه من الأحكام، (لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)، أي: من ظلمات الضلالة إلى نور الهداية، (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا)، أي: يجمع بين التصديق والعمل بما فرضه الله عليه مع اجتناب ما نهاه عنه، (يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا) [11]، أي وسَّع الله له رزقه في الجنة.
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ)، أي: وخلَق في الأرض مثلهن، (يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ) الأمر: الوحي، قال مجاهد: يتنزل الأمر من السماوات السبع إلى السبع الأراضين، وقال الحسَن: بين كل سماء وبين كل أرض، وقيل غيره، (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، أي: لتعلموا كمال قدرته، وإحاطته بالأشياء، (وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [12]، أي ولتعلموا انه تعالى عالم بكل شيء لا تخفى عليه خافية.
عباد الله: هذه بعض معاني سورة الطلاق، وإلا فإن كتب التفسير فيها إيضاح واسع، أسأل الله أن ينفعنا بها، وبما فيها من الأحكام والمواعظ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، شرع لنا أفضل شرائعه، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله: سورة الطلاق تناولت بعض الأحكام التشريعية المتعلقة بأحوال الزوجين، ومنها بيان أحكام الطلاق السُّنِّي، وكيفيته، وما يترتب عليه من العدة والسكن، وأجر المرضع، فأمرت المؤمنين بسلوك أفضل الطرق عند تعذر استمرار الحياة الزوجية، وأن تطلق الزوجة في الوقت المناسب، وعلى الوجه المشروع، وهو أن يطلقها زوجها طاهرة من غير جماع، ثم يتركها إلى انقضاء عدتها.
وفي هذا التوجيه الإلهي دعوة للرجال أن يتمهلوا ولا يسرعوا في فصل عرى الزوجية، فإن الطلاق أبغض الحلال إلى الله، ولولا الضرورات الشرعية لما أبيح الطلاق؛ لأنه هدم للأسرة، حيث إن أبغض الحلال إلى الله الطلاق، كما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ودعت السورة إلى إحصاء العدة لضبط انتهائها لئلا تختلط الأنساب، ولئلا يطول الأمد على المطلقة فيلحقها الضرر، ودعت إلى الوقوف عند حدود الله، وعدم عصيان أوامره، والعدة هي المدة التي تحتبس فيها المرأة، وتمنع من الزواج خلالها؛ لمعرفة براءة رحمها، أي من الولد.
والعدة أنواع: فعدة التي يمكن أن تحمل ثلاثة قروء، أي: ثلاث حيضات، وعدة اليائس من الحمل ثلاثة أشهر، والتي لم تحض كذلك، أي الصغيرات في السن، وعدة الحامل وضع الحمل، أما الطلاق فهو التفريق بين الزوجين عندما يصعب استمرار الحياة الزوجية.
عباد الله: لقد تكررت الدعوة إلى تقوى الله، وهي مراقبة الله، والخوف من عذابه؛ والوقوف عند حدوده بينتها السورة الكريمة بالترغيب تارة، وبالترهيب أخرى؛ لئلا يقع حيف أو ظلم من أحد الزوجين على الآخَر.
وختمت السورة بالتحذير من تعدي حدود الله، وضربت الأمثلة بالأمم الباغية التي طغت وتمردت على أمر الله، وما ذاقت من الوبال والهلاك والدمار.
ثم أشارت إلى قدرة الله في خلق السماوات السبع، ومن الأرضين مثلهن، مما يدل على عظم قدرة الله رب العالمين، ويوجب توحيده بالعبادة، واتقاء عذابه، وفقنا الله وإياكم لذلك، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
وصلُّوا وسلِّموا -عباد الله- على خاتم رسل الله، نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.