المليك
كلمة (المَليك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعيل) بمعنى (فاعل)...
العربية
المؤلف | مسفر بن سعيد بن محمد الزهراني |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | القرآن الكريم وعلومه |
وسميت سورة (فاطر) لذكر هذا الاسم الجليل، والنعت الجميل في طليعتها، لما في هذا الوصف من الدلالة على الإبداع والاختراع والإيجاد، لا على مثالٍ سابق؛ ولما فيها من التصوير الدقيق المشير إلى عظمة ذي الجلال والإكرام، وباهر قدرته، وعجيب صنعه، فهو الذي خلق الملائكة وأبدع تكوينهم بهذا الخلق العجيب ..
(الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [فاطر:1].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلَّى اللهُ عليه وسلمَ وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا أيها المسلمون: معنى الآية الأولى في هذه الخطبة الثناء الكامل، والذكر الحسن، مع التعظيم والتبجيل لله -جل وعلا-، (فَاطِرِ)، أي: مبدع وخالق السماوات والأرض وموجدهما على غير مثال، جاعل الملائكة وسائط بين الله تعالى وأنبيائه لتبليغهم أوامر الله إلى عباد الله، وهم أصحاب أجنحة، بعضهم له جناحان وبعضهم له ثلاثة وبعضهم له أربعة، ينزلون بها من السماء إلى الأرض، ويعرجون بها إلى السماء، يزيد الله سبحانه في خلق الملائكة كيف يشاء من ضخامة الأشياء، وتفاوت الأشكال، وتعدُّد الأجنحة.
وقد رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جبريل -عليه السلام- ليلة الإسراء وله ستمائة جناح، بين كل جناح وجناح كما بين المشرق والمغرب، فالله قادر على ما يريد، له الأمر والقوة والسلطان، لا يمتنع عليه فعل شيء أراده، ولا يمتنع عليه خلق شيء أراده.
عباد الله: هذا هو المعنى العام للآية الأولى من سورة فاطر، السورة الخامسة والثلاثين في ترتيب المصحف الشريف، وآياتها خمس وأربعون آية، وهي سورة مكية نزلت قبل هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهي تسير في الغرض العام الذي نزلت من أجله الآيات المكية والتي يرجع أغلبها إلى المقصد الأول من رسالة كل رسول وهو قضايا العقيدة الكبرى: الدعوة إلى توحيد الله، وإقامة البراهين على وجوده، وهدم قواعد الشرك، والحث على تطهير القلوب من الرذائل، والتحلي بمكارم الأخلاق.
تحدثت السورة الكريمة في البدء عن الخالق المبدع الذي فطر الأكوان، وخلق الملائكة والإنس والجان، وأقامت الأدلة والبراهين على البعث والنشور في صفحات هذا الكون المنظور، فالأرض تحيا بعد موتها بنزول الغيث، وبخروج الزروع والفواكه والثمار، وبتعاقب الليل والنهار، وفي خلق الإنسان في أطوار، وفي إيلاج الليل والنهار، وغير ذلك من دلائل القدرة والوحدانية.
وسميت سورة (فاطر) لذكر هذا الاسم الجليل، والنعت الجميل في طليعتها، لما في هذا الوصف من الدلالة على الإبداع والاختراع والإيجاد، لا على مثالٍ سابق، ولما فيها من التصوير الدقيق المشير إلى عظمة ذي الجلال والإكرام، وباهر قدرته، وعجيب صنعه، فهو الذي خلق الملائكة وأبدع تكوينهم بهذا الخلق العجيب.
وفي ثنايا الآيات الأولى بين الله سبحانه للناس جميعاً أن وعده بالبعث والجزاء حق فلا تغتروا بالحياة الدنيا الفانية عن الحياة الآخرة الباقية، فلا تلهكم ويخدعكم الشيطان المبالِغ في الغرور فيطمعكم في عفو الله وكرمه، ويمنيكم بالمغفرة مع الإصرار على المعاصي، وأن الشيطان عَدُوٌّ لَدُودٌ للإنسان، فعادوه كما عاداكم، إذ إنما غرضه أن يقذف بأتباعه في نار جهنم المستعرة التي تشوي الوجوه والجلود، حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [5-6].
ثم تحدثت السورة وذكَّرت الناس بحاجتهم إلى الله، واستغنائه -جل وعلا- عن جميع الخلق: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [15]، فالناس لا يستغنون عن الله طرفة عين، وهم دائماً بأشد الحاجة إليه، والله مستغن عنهم وعن كل شيء، محمود على نعمه التي لا تُعد ولا تحصى.
(إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) [16]، أي لو شاء تعالى لأهلككم وأفناكم وأتى بقوم آخَرِينَ غيركم، وفي هذا وعيد وتهديد، (وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ) [17]، أي: وليس ذلك بصعب على الله أو ممتنع عليه، بل هو سهل يسير عليه سبحانه؛ لأنه يقول للشيء كن فيكون.
ثم بين سبحانه أنه لا تحمل نفس آثمة إثم أخرى، ولا تعاقب بذنب غيرها، وإن تدع نفس مثقلة بالأوزار أحداً ليحمل عنها بعض أوزارها لا يحمل عنها ولو كان المدعو قريباً لها كالأب والابن، فلا غياث يومئذ لمن يستغيث، إنما تنذر يا محمد الذين يخافون عقاب ربهم يوم القيامة، وأدوا الصلاة على الوجه الأكمل فضموا إلى طهارة نفوسهم طهارة أبدانهم بالصلاة المفروضة في أوقاتها، ومَن طهَّر نفسه من أدناس المعاصي فإنما ثمرة ذلك التطهر عائدة عليه، فصلاحه وتقواه مختص به ولنفسه، وإليه تعالى مرجع الخلائق يوم القيامة فيجازى كلا بعمله.
ثم ضرب الله مثلاً للمؤمن والكافر، فكما أنه لا يستوي الأعمى والبصير فكذلك لا يتساوى المؤمن المستنير بالقرآن والكافر الذي يتخبط في الظلام، وكذلك لا يتساوى الكفر والإيمان كما لا يتساوى النور والظلام، وكذلك لا يستوي الحق والباطل والهدى والضلال كما لا يستوي الظل الظليل مع شدة حرارة الشمس المتوهجة.
قال المفسرون: ضرب الله الظل مثلا للجنة وظلها الظليل وأشجارها اليانعة تجري من تحتها الأنهار، كما جعل العقلاء والجهلاء، فلا يستوي الأحياء والأموات، (إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) [22]، أي: إن الله يُسمع من يشاء إسماعه دعوة الحق فيجيبه بالإيمان ويشرح صدره للإسلام، وما أنت يا محمد بمسمع هؤلاء الكفار لأنهم أموات القلوب لا يدركون ولا يعقلون.
(إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ) [23]، أي: ما أنت إلا رسول مُنْذِر تخوف هؤلاء الكفار من عذاب النار، وبيَّن الله سبحانه أنه بعث محمداً -صلى الله عليه وسلم- بالهدى ودين الحق بشيراً للمؤمنين، منذراً للكافرين، وأنه ما من أمة من الأمم في العصور الخالية إلا وقد جاءها رسول، فإن كذبك هؤلاء يا محمد فقد كذبت الأمم السابقة رسلهم، وفي هذا تسلية له -صلى الله عليه وسلم- للتأسي بالأنبياء في الصبر على تحمل الأذى والبلاء، ثم إن الله أخذ المكذبين فلا أحد ينكر عليه.
ثم تحدثت السورة عن دلائل القدرة في اختلاف أنواع الثمار وفي سائر المخلوقات من البشر والدواب والأنعام، وفي اختلاف أشكال الجبال والأشجار وتنوعها من أبيض وأسود وأحمر، وكلها ناطقة بعظمة الواحد القهار، (وَغَرَابِيبُ سُودٌ)، أي: جبال شديدة السواد، (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [28]. قال ابن كثير رحمه الله: أي إنما يخشاه حَقَّ الخشيةِ العلماءُ العارفون به؛ لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدر أتم، والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر.
ثم أخبر الله تعالى عن صفات الذين يخافون الله ويرجون رحمته فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ)، أي: يُداومون على قراءة القرآن آناء الليل وأطراف النهار، (وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ)، أي: أدوها على الوجه الأكمل في أوقاتها، بخشوعها وآدابها وشروطها وأركانها، (وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً)، أي: أنفقوا بعض أموالهم في سبيل الله وابتغاء رضوانه في السر والعلن، (يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) [29]، أي: يرجون بعملهم هذا تجارة رابحة لن تكسد ولن تهلك بالخسران أبداً.
(لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [30]، أي: ليوفيهم جزاء أعمالهم الصالحة، ويزيدهم من إنعامه وإحسانه. (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ)، أي: القرآن حق لا ريب فيه ولا شك، (مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ)، أي: لما سبقه من الكتب الإلهية المنزلة كالتوراة والإنجيل والزبور، (إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ) [31]، أي: هو خبير بعباده، محيط ببواطن أمورهم وظواهرها، بصير بهم، لا تخفى عليه خافية من شؤونهم.
ثم ذكر سبحانه انقسام الأمة الإسلامية أمام هذا الكنز الثمين، القرآن الكريم، إلى ثلاثة أقسام: الظالم لنفسه: وهو المقصر في عمل الخير، يتلو القرآن ولا يعمل به. والمقتصد: وهو المتوسط في فعل الخيرات والصالحات، عمل بالقرآن في أغلب الأوقات، ويقصر في بعض الفترات. والسابق بالخيرات: أي السابق بالعمل بكتاب الله، يستبق الخيرات في فعل الطاعات بتوفيق الله وتيسيره.
وأكثر المفسرين على أن هذه الأصناف الثلاثة في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، فالظالم لنفسه العاصي، والسابق التقي، والمقتصد بينهما، قال تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) [32].
قال الحسن البصري: السابق من رجحت حسناته على سيئاته، والظالم لنفسه من رجحت سيئاته على حسناته، والمقتصد من تساوت حسناته وسيئاته، وجميعهم يدخلون الجنة، فجزاؤهم قول الله تعالى: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ) [33-35].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، وسنة خاتم المرسلين، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي أعد الجنة لعباده الصالحين، وجعل النار للكفار والعاصين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: عباد الله: استكمالاً للحديث عن سورة فاطر فسنتكلم عن بعض آياتها العشر الأخيرة.
إنه لما ذكر الله تعالى حال السعداء الأبرار ذكر حال الأشقياء الكفار، وبيَّن أن الذين جحدوا بآيات الله وكذبوا رسله فإن لهم نار جهنم المستعرة جزاء وفاقاً على كفرهم، لا يحكم عليهم بالموت فيها فيستريحوا من عذاب الله، ولا يخفف عنهم شيء من العذاب، بل هم في عذاب دائم مستمر لا ينقطع.
وإنهم يتصارخون فيها ويستغيثون برفع أصواتهم قائلين: ربنا أخرجنا من النار ورُدَّنا إلى الدنيا لنعمل صالحاً يقربنا منك غير الذي كنا نعمله. فيرد الله عليهم سبحانه موبخاً: أو لم نترككم ونمهلكم في الدنيا عمراً مديداً يكفي لأن يتذكر فيه من أراد أن يتذكر؟ وجاء الرسول المنذر؟ وهو محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقيل النذير: الشيب، والأول أظهر؛ فذوقوا العذاب، فليس لكم اليوم ناصر ولا معين يدفع عنكم عذاب الله. وفي الآيات الخمس يبين الله جل وعلا قدرته وبديع حكمه في منع السماوات والأرض من الزوال والسقوط والوقوع، وبين أنهما لو زالتا عن أماكنهما -فرضا- ما أمسكهما أحد من بعد الله.
كما ذكر سبحانه حلف المشركين بأشد الأيمان وأبلغها أنه لئن جاءهم مُنذر ليكوننَّ أهدى من جميع الأمم الذين أرسل إليهم الرسل من أهل الكتاب، فلما جاءهم محمد -صلى الله عليه وسلم- أشرف المرسلين ما زادهم مجيئه إلا تباعداً عن الحق، وهرباً منه.
وسببُ نفورهم استكبارُهم عن اتِّباع الحق، وعتوهم وطغيانهم في الأرض، ومن أجل المكر السيئ بالرسول وبالمؤمنين، وليفتنوا ضعفاء الإيمان عن دين الله، فهل ينتظر المشركون إلا عادة الله وسنته في الأمم السابقة من تعذيبهم وإهلاكهم لتكذيبهم لرسلهم؟ فلن تتغير سنة الله وطريقته، ولن يستطيع أحد أن يحول العذاب عنهم.
ثم حثهم الله تعالى على مشاهدة آثار مَن قبلهم من المكذبين ليعتبروا، وذلك بالمرور على القرى المهلكة الذين كانوا أقوى من أهل مكة أجساداً، وأكثر منهم أموالا وأولاداً، فأهلكهم الله ولم يعجزوه، ولا يعجزه أي شيء في الأرض ولا في السماء.
ونختم السورة بقوله تعالى: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا) [45]، في هذه الآية بيان لحكمة الله تعالى ورحمته بعباده، فلو أخذهم بجميع ذنوبهم ما ترك على ظهر الأرض أحداً يدب عليها من إنسان أو حيوان.
ولكنه سبحانه من رحمته ولطفه يمهلهم إلى زمن معلوم هو يوم القيامة، فلا يعجل لهم العذاب، فإذا جاء ذلك اليوم فإنه سبحانه يجازيهم بأعمالهم، إن خيراً فخير، وإن شراً فشرّ؛ لأنه تعالى العالم بشؤونهم، المطَّلع على أحوالهم، رحمنا الله وإياكم، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
وصَلُّوا وسلموا -عباد الله- على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.