الشهيد
كلمة (شهيد) في اللغة صفة على وزن فعيل، وهى بمعنى (فاعل) أي: شاهد،...
العربية
المؤلف | مسفر بن سعيد بن محمد الزهراني |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | القرآن الكريم وعلومه - الزهد |
ثم تحدثت عن النار التي أعدها الله تعالى للكفار، وعن خزنتها الشداد، وزبانيتها الذين كلفوا بتعذيب أهلها، وعددهم تسعة عشر، والحكمة من تخصيص ذلك العدد، ثم أقسم الله سبحانه بالقمر وضيائه، والصبح وبهائه على أن جهنم إحدى البلايا العظام، أعدت للعصاة من الجن والإنس، كما تحدثت عن الحوار الذي يجري بين المؤمنين والمجرمين في سبب دخولهم الجحيم ..
الحمد لله الكبير المتَعالي، بعث رسوله محمداً -صلى الله عليه وسلم- بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلَّى وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الناس: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-، وسنتكلم في هذا اليوم عن سورةِ المدثِّرِ، السورةِ الرابعةِ والسبعين في ترتيب المصحف الشريف، وهي ست وخمسون آية، وهي مكية بلا خلاف.
قال المفسِّرون: لما بُدئ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالوحي أتاه جبريل، فرآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على سريرٍ بين السماء والأرض كالنور المتلألئ، ففزع ووقع مغشيا عليه، فلما أفاق دخل على خديجة، ودعا بماء فصبته عليه، وقال: "دثِّروني دثِّروني!"، فدثروه بقطيفة.
فقال تعالى: (يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) [المدثِّر:1]، أي: الذي قد تدثَّر بثيابه، أي تغشَّى أو تغطَّى بها، (قُمْ فَأَنْذِرْ) [2]، أي: انهض فخوِّفْ أهل مكة وحذِّرهم من العذاب إن لم يسلموا، (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) [3]، أي: واختص سيدك ومالكك ومصلح أمورك الله -عز وجل- بالتكبير.
(وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) [4]، أي: طَهِّرْ ثيابك، واحفظها من النجاسات، وإزالة ما وقع فيها. وقيل المراد بالثياب العمل، أو القلب، (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) [5]، الرجز: معناه في اللغة العاب، والمراد هنا: الشرك وعبادة الأوثان والأصنام؛ سمى رجزاً لأنها سبب الرجز، والهجر: الترك، فنهاه الله سبحانه عن عبادة الأصنام، وأمره بهجرها.
(وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) [6]، أي: لا تمنن حال كونك مستكثرا، وقيل المعنى: لا تمنن على ربك بما تتحمله من أعباء النبوة، كالذي يستكثر ما يتحمله بسبب الغير، (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) [7]، أي: لوجه ربك فاصبر على طاعته وفرائضه، أي لأجل ربك وثوابه.
(فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) [8]، المراد هنا النفخ في الصور النفخة الثانية، (فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) [9-10]، أي: عسير عليهم الأمر، وصعب، وغير يسير تأكيد لعسره على الكفار.
(ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا) [11]، أي: دعني والذي خلقته حال كونه وحيداً في بطن أمه لا مال له ولا ولد، وهو الوليد بن المغيرة، وقيل إنه دعيّ، أي: لا يُعرف أبوه، (وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا) [12]، أي: مالا كثيراً، أو يُمَدُّ بالزيادة شيئاً فشيئاً، فقد كان مشهوراً بكثرة المال على اختلاف أنواعه. قيل: كان يحصل له من غلة أمواله ألف ألف دينار.
(وَبَنِينَ شُهُودًا) [13]، أي: وجعلت له بنين حضورا بمكة لا يسافرون ولا يحتاجون إلى التفرق في طلب الرزق لكثرة مال أبيهم، (وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا) [14]، التمهيد: التوطئة، أي: بسطت له في العيش، وطول العمر، والرئاسة في قريش، (ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ) [15]، أي: يطمع بعد هذا كله في الزيادة؛ لكثرة حرصه، وشدة طمعه، مع كفرانه للنعم، وإشراكه بالله.
(كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا) [16]، أي: معانداً لها، كافراً بما أنزلناه منها على رسولنا، (سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا) [17]، أي: سأُكَلِّفُه مشقة من العذاب، وهو مثل ما يلقاه من العذاب الصعب الذي لا يطاق، (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ) [18]، تعليل لما تقدم من الوعيد، أي: إنه فكر في شأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وما أنزل عليه من القرآن، وقدَّرَ في نفسه، أي: هيأ الكلام في نفسه، (فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ) [19]، أي: لُعن وعُذب! كيف قدَّر؟!.
(ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ) [20]: للمبالغة والتأكيد، (ثُمَّ نَظَرَ) [21]، أي: بأي شيء يدفع القرآن ويقدح فيه، (ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ) [22]، أي: قطَّب وجهه لما لم يجد مطعنا يطعن به في القرآن، وكلح بوجهه وتغير، (ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ) [23]، أي: أعرض عن الحقِّ، وذهب إلى أهله، وتعظَّم عن أن يؤمن، (فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ) [24]، أي: قال عن القرآن سحر، إظهار الباطل في صورة الحق، أي يؤثره من غيره ويرويه عنه، (إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ) [25]، يعني: أنه كلام الإنس، وليس بكلام الله فقال الله -عز وجل-!.
(سَأُصْلِيهِ سَقَرَ) [26]، أي: سأدخله النار، وسقر: اسم من أسماء النار ومن درجات جهنم، (وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ) [27]؟ أي: وما أعلمك يا محمد ما سقر؟ ويدل على تعظيم أمرها، (لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ) [28]، قيل: لا تُبقِي لهم لحما، ولا تذر لهم عظماً، (لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ) [29]، أي: مغيِّرة لهم ومُسَوِّدة، (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) [30]، أي: على النار تسعةَ عشرَ من الملائكة هم خزنتها.
أخرج الحاكم وغيره أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه، فقال يا عم، إنَّ قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا ليعطوكه، فإنك أتيت محمدا لتعرض لما قبله، قال: قد علمت قريش أني أكثرها مالاً.
قال: فقل فيه قولا يُبلغ قومك أنك منكر له، وأنك كاره له. قال: وماذا أقول؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني، لا برجزه ولا بقصيده وبأشعار الجن، والله ما يشبه هذا الذي يقول شيئاً من هذا! والله إن لقوله الذي يقول لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه لَيعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته، قال: والله لا يرضي قومك حتى تقول فيه. قال: فدعني حتى أفكر؛ فلما فكر قال: هذا سحر يؤثر، أي: يأثره عن غيره، فنزلت: (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا) وما بعدها.
ولما نزل قوله سبحانه: (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) [30]، قال أبو جهل: أما لمحمد من الأعوان إلا تسعة عشر! يخوفكم محمد بتسعة عشر! وأنتم الدُّهْم! أفيعجز كل مائة منكم أن يبطشوا بواحد منهم ثم يخرجون من النار؟! فقال: أبو الأشد، وهو رجل من بني جمح: يا معشر قريش، إن كان يوم القيامة فأنا أمشي بين أيديكم فأدفع عشرة بمنكبي الأيمن، وتسعة بمنكبي الأيسر، ونمضي ندخل الجنة، فأنزل الله (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً)، يعني ما جعلنا المدبِّرين لأمر النار، القائمين بعذاب مَن فيها إلا ملائكة، فمن يطيق الملائكة، ومن يغلبهم؟!.
(وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا)، أي: ضلالة للذين استقلوا عددهم، (لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ)، المراد بأهل الكتاب: اليهود والنصارى، لموافقة ما نزل من القرآن بأن عدد خزنة جهنم تسعة عشر لما عندهم، (وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا)، أي: ليزدادوا يقيناً إلى يقينهم، (وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ)، نفى الارتياب والشك عنهم في الدين، أو في عدة خزنة جهنم، ولا ارتياب في الحقيقة من المؤمنين، ولكنه من باب التعريض لغيرهم ممن في قلبه شك.
(وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا)؟ المراد بالذين في قلوبهم مرض المنافقون، وقيل المرض: الخلاف في هذه الآية، والكفار كفار العرب من أهل مكة وغيرهم، ويقولون أي شيء، أراد بهذا العدد المستغرب استغراب المثل.
(كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)، أي: مثل ذلك الإضلال للكافرين والهداية للمؤمنين يضل الله مَن يشاء إضلاله، ويهدي من يشاء هدايته، (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)، أي: وما يعلم عدد خلقه ومقدار جموعه من الملائكة وغيرهم إلا هو وحده لا غيره، (وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) [31]، أي: وما ذكر من عدد خزنتها إلا تذكرة للعالمين.
ثم رد سبحانه على المكذبين وزجرهم فقال: (كَلَّا وَالْقَمَرِ) [32]، أي: حقاً، والقمر! وهو قسم من الله بالقمر وما بعده، (وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ) [33]، أي: ولى وتولى ذاهباً، (وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ) [34]، أي: أضاء وتبين، (إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ) [35]، هذا جواب القسم، أي إن سقر لإحدى الداوهي أو البلايا الكُبَر، والكُبَر جمعُ كُبْرَى.
(نَذِيرًا لِلْبَشَرِ) [36]، قيل: النذير النار، وقيل محمد -صلى الله عليه وسلم-، (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ) [37]، أي: نذيراً لمن شاء منكم أن يتقدم إلى طاعته أو يتأخر عنها، (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) [38]، أي: مأخوذة بعملها، ومرتهنة به، إما خلصها من النار، وإما أوبقها فيها.
(إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ) [39]، فإنهم لا يرتهنون بذنوبهم، بل يفكون بما أحسنوا من أعمالهم، وقيل إن أصحاب اليمين الملائكة، وقيل: المؤمنون، وقيل غيرهم، (فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ) [40-41]، أي: يسأل بعضهم بعضاً عن أحوال المجرمين: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) [42]؟ أي: ما أدخلكم فيها؟.
(قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) [43]، أي: لم نكن من المؤمنين الذين يصلون في الدنيا، (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) [44]، أي: لم نكن نتصدق على المساكين، (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ) [45]، أي: كنا نخالط أهل الباطل ونشاركهم في باطلهم، ونكذب مع المكذبين، (وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ) [46]، أي: بيوم الجزاء والحساب، (حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ) [47]، وهو الموت، (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) [48]، أي: شفاعة الملائكة والنبيين، كما تنفع الصالحين.
(فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) [49]، أي: معرضين عن التذكرة بمواعظ القرآن، ثم شبههم في نفورهم عن القرآن بالحُمُرِ فقال: (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ) [50]، أي: الشديدة النِّفار، والمراد بالحُمُر: الحُمُر الوحشية، (فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) [51]، أي: من رُمَاةٍ يرمونها، وقيل: قسورة: الأسد.
(بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً) [52]، قال المفسرون: إن كفار قريش قالوا لمحمد -صلى الله عليه وسلم- ليصبح عند رأس كل واحد منا كتاب منشور أنك رسول الله، أي كتب مفتوحة، ثم رد عليهم الله بقوله (كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ) [53]، يعن:ي لا يخافون عذاب الآخرة، ثم كرر الرد والزجر فقال: (كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ) [54]، يعني القرآن، أي حقا إنه تذكرة (فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ) [55]، أي فمن شاء أن يتعظ.
ثم رد سبحانه المشيئة إلى نفسه فقال: (وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) [56]، أي: هو الحقيق بأن يتقيه المتقون بترك معاصيه، والعمل بطاعته، وهو الحقيق بأن يغفر للمؤمنين ما فرط من الذنوب، وكذلك يقبل توبة التائبين من العصاة فيغفر ذنوبهم.
عباد الله: هذه لمحة عن المعنى العام لسورة المدثر، أسأل الله أن نتذكر ونتعظ بها، وبما جاء في كتاب الله الكريم، وسنة خاتم المرسلين، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين.
أما بعد:
عباد الله: سورة المدثر تحدثت عن شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وخاصة عند نزول الوحي، ولذلك سميت سورة المدثر، وقد ابتدأت بتكليف الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالنهوض بأعباء الدعوة، والقيام بمهمة الرسالة بجد ونشاط، وإنذار الكفار، والصبر على أذى الفجار، حتى يحكم الله بينه وبين أعدائه.
ثم أنذرت وهددت المجرمين بيوم عصيب شديد لا راحة لهم فيه؛ لما فيه من الأهوال والشدائد، وبعد ذلك البيان الذي يرتعد له الإنسان تحدثت السورة عن قصة ذلك الشقي الوليد بن المغيرة الذي زعم أن القرآن من قبيل السحر الذي تعارف عليه البشر، وما توعده الله تعالى به من العذاب.
ثم تحدثت عن النار التي أعدها الله تعالى للكفار، وعن خزنتها الشداد، وزبانيتها الذين كلفوا بتعذيب أهلها، وعددهم تسعة عشر، والحكمة من تخصيص ذلك العدد، ثم أقسم الله سبحانه بالقمر وضيائه، والصبح وبهائه على أن جهنم إحدى البلايا العظام، أعدت للعصاة من الجن والإنس، كما تحدثت عن الحوار الذي يجري بين المؤمنين والمجرمين في سبب دخولهم الجحيم، وذلك بسبب عدم أدائهم للصلاة، وعدم إطعام الطعام للمساكين، والخوض في الباطل.
وختمت السورة ببيان سبب إعراض المشركين عن الإيمان، وأنه بسبب عدم الخوف من الله، ولا من عذابه، وأن هذه السورة موعظة لمن أراد الله سبحانه أن يتعظ بها.
نسأل الله أن نكون ممن يتعظ ويتذكر بها، وبالقرآن الكريم، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
وصلُّوا وسلِّموا -عباد الله- على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.