الحكم
كلمة (الحَكَم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعَل) كـ (بَطَل) وهي من...
العربية
المؤلف | سعد بن سعيد الحجري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب |
فمن الحقوق المشتركة بين الزوجين صبر كل منهما على صاحبه وتحمله له فنصف الدين صبر والصبر من عظائم الأمور فمن كظم غيظاً وهو يقدر على إظهاره دعاه الله على رؤوس الخلائق يزوجه من الحور ومقابلة الإساءة بالإحسان وقد وعد الله أهل الصبر أن يوفيهم أجورهم بغير حساب ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
الحمد لله الذي جمعنا على الإسلام من كل فجاج وقوم به كل اعوجاج وأوجب على الزوجين حقوق الازدواج.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي أوجب الحقوق بين الأزواج وأنزل علينا خير منهاج وجعل الحقوق خير علاج وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خير الأزواج كان للعالمين سراج وللقلوب نور وهاج صلى الله عليه وسلم كلما أديت الحقوق وحرم العقوق.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون اتقوا الله الذي أقام الحياة على قاعدة الزوجية وعم بها المخلوقات الحيوانية وأوجدها في الكائنات النباتية وتعدت ذلك إلى الموجودات الجمادية قال تعالى (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الذاريات:49].
والازدواج بين البشر لا يستغرب لأن الله تعالى خلق لآدم من ضلعه حواء زوجة له ليسكن إليها وجعل بينهما مودة ورحمة ولا يستغرب بين الدواب لمشاهدة ذلك ومعايشته ولا يستغرب من النباتات أن لا تثمر بعض الأشجار إلا باللقاح من أشجار أخرى فدل على أن بعضها ذكر وبعضها أنثى ومن أسماء الرياح اللواقح التي تحمل اللقاح من الذكر إلى الأنثى فتثمر ولكن الغرابة كيف يكون الازدواج بين الجمادات التي لا تسمع ولا تبصر ولا تتحرك ولا تنمو وإنما جمادات ثابتة ولعل الازدواج فيها يكون من موجب فيها وهو الذكر وسالب وهو الأنثى ويتولد منهما النور والكهرباء أو يتولد من أحدهما فسبحان الخالق العظيم.
ولأهمية الزواج بين الناس فإن الواجب أن تقوم الحياة الزوجية بين الزوجين على أداء الحقوق لبعضها امتثالاً لقول الله تعالى (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) [البقرة: من الآية228]، وقوله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [البقرة: من الآية228]، وقوله صلى الله عليه وسلم: "خياركم خياركم لنسائهم" وقوله: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " ولتدوم المودة والرحمة ولتعيش الأسر في طمأنينة وسعادة وسكن واستقرار ولتقوى الروابط والصلات ولتصلح المجمعات وتتعاون على البر والتقوى يقول الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم:21]، وما عدم استقرار كثير من الأسر وما ضياعها أو انحراف أولادها وكثرة الطلاق فيها إلا لعدم قيام كل من الزوجين بحق الآخر ولذا فسأبين حقوق الزوجين المشتركة بينهما والحقوق الخاصة بكل مهما حرصاً على بناء البيت المسلم بأداء الحقوق وترك العقوق والدعوة إلى رسوخ الإيمان في العروق..
فمن الحقوق المشتركة بين الزوجين صبر كل منهما على صاحبه وتحمله له فنصف الدين صبر والصبر من عظائم الأمور فمن كظم غيظاً وهو يقدر على إظهاره دعاه الله على رؤوس الخلائق يزوجه من الحور ومقابلة الإساءة بالإحسان وقد وعد الله أهل الصبر أن يوفيهم أجورهم بغير حساب ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ومدح الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وسماه إحساناً وقال تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت: من الآية34]، ومن الحقوق المشتركة مشاركة كل واحد منهما في همومه وأحزانه وأفراحه وسروره فهما في بناء واحد وفي أسرة واحدة وطعامهما واحد وشرابهما واحد فنموهما واحد لتسلم الصدور وتزيد المحبة وتقوي الرابطة ويخنس الشيطان ويتماسك البناء..
وقد روي أن فاطمة بنت عبد الملك زوجة عمر بن عبد العزيز رحمه الله قالت: دخلت على عمر ليلة من الليالي وهو يبكي فبكيت معه وأنا لا أدري ما الذي يبكيه ودخل الأولاد فبكوا فلما جاء الصباح قال: أتدرون مما أبكي أبكي لأنني تذكرت انصراف الناس من عرصات القيامة فلا أدري هل أكون من أهل الجنة أم من أهل النار.. قال أبو الدرداء لزوجته: إذا رأيتني غضبت فأرضيني وإذا رأيتك غضبت أرضيتك.
ومن الحقوق المشتركة أن ينصح كل مهما صاحبه بطاعة الله تعالى وأن يدله على الخير وأن يرغبه في الحسنات وأن يحذره من المعاصي فكل منهما للآخر كالمرآة إن وجد خيراً نشره وإن وجد شراً ستره وأصلحه ولذا يقول صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو: "إن لأهلك عليك حق" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربع من السعادة المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء" ويقول عليه الصلاة والسلام: "تنكح المرأة لأربع لدينها وحسبها ومالها وجمالها فاظفر بذات الدين تربت يداك" وقال صلى الله عليه وسلم: "رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء" فكل منهما حريص على إصلاح الآخر لتصلح الأسرة كلها ومن الحقوق المشتركة أن يكون كل منهما أميناً مع صاحبه في ماله وفي عرضه وفي ولده فهما كالشريكين لا بد لهما من الأمانة والصدق والإخلاص والنصح والثقة وكم من النساء يعانين من خيانة الأزواج وكم من رجال يعانون من خيانة الزوجات وخيانة أحدهما تدعو إلى خيانة الآخر والجزاء من جنس العمل ومن نظر لنساء الناس نظر الناس لنسائه، ومن كلم نساء الناس كلم الناس نساءه ومن تعرض لهن تُعرض لنسائه.
وأما الحقوق التي للزوج على زوجته فكثيرة منها طاعته في كل ما يطلب منهما وهو في مقدورها إلا أن يطلب معصية لله تعالى فلا تطعه لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولأن الطاعة في المعروف وليست في المنكر وطاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين.
قال تعالى: (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) [البقرة: من الآية228]، و هذه الدرجة هي الزيادة في العقل والزيادة في الدين و الولاية عليها والدفاع عنها والنفقة عليها وحضور الجمع والجماعات والجهاد ونحوها ويقول تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) [النساء: من الآية34]، وقد فضل الله الرجال بأن جعل منهم الأنبياء والخلفاء والأئمة وفضلهم في الشهادة وفي الإرث والعقيقة والدية وجعل بيده الطلاق والنكاح والرجعة وإليه الانتساب ونحوها والمرأة مع الرجل كالمملوك لقوله تعالى: (وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ) [يوسف: من الآية25]، أي زوجها ولقوله صلى الله عليه وسلم: "فإنما هن عوان عندكم" أي مملوكات وقوله "لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".
ويقول صلى الله عليه وسلم: "إذا صلت خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت" ومن حقوق الزوج ألا تخرج من بيته إلا بإذنه فلا تخرج إلى الأسواق ولا الطرقات ولا الجيران ولا الأهل ولا المنتزهات ولا المدرسة ولا المستشفى ولا المسجد للعبادة إلا بإذن الزوج لما في الخروج من المفاسد من معصية الله تعالى ومعصية الرسول صلى الله عليه وسلم ومعصية الزوج واستشراف الشيطان والتشبه بالأعداء وهتك الأعراض وخراب البيوت ولذا جعل الإسلام الرجل مسؤولاً عن المرأة وهو الذي يرعاها ولا تسافر إلا معه أو مع ذي محرم، فعلى النساء أن يتقين الله وعلى الأزواج أن يمنعوهن من الخروج لغير حاجة لأن أقرب ما تكون المرأة من ربها وهي في بيتها.
ومن حقوق الزوج إظهار البشر والفرح والسرور له وإنساؤه همومه وغمومه فهي سعة الصدر وانشراح لقلبه ودواء لهمه وغمه ومزيلة لحزنه فتكون ممن نفس عن مسلم كربة وممن يسر عليه، وممن قال الكلمة الطيبة وهي صدقة وسئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال: "التي تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه فيما يكره في نفسها ولا في ماله" وقد ورد أن جبريل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "يا محمد هذه خديجة جاءت بإناء فيه طعام بلغها السلام من ربها والسلام مني وبشرها ببيت في الجنة من قصبٍ لا صخب فيه ولا نصب" فقالت: "إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام وعليك السلام ورحمة الله وبركاته" وكثيراً ما كانت تخفف آلامه صلى الله عليه وسلم وتقول: "كلا والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضعيف وتعين على نوائب الحق" فلم تضجر منه ولم تصخب ولم تتعب وإنما تنفس عنه وتتحمل عنه فالجزاء من جنس العمل.
ومن حقوق الزوج ألا تصوم تطوعاً وهو شاهد إلا بإذنه لأنها تضيع بصومها عليه حقوقاً يحتاجها يقول صلى الله عليه وسلم: "لا يحل للمرأة أن تصوم وزجها شاهد إلا بإذنه" وهذا يدل على عظم حق الزوج وأنه يُقدم على النوافل أما صيام الواجب كالقضاء والنذر والكفارة ونحوها فلا يشترط إذن الزوج. ولا تأذن إلا بإذنه لقوله: "ولا تأذن في بيته إلا بإذنه" حتى لا يستحوذ الشيطان على المرأة أو الزوج أو الزائر فيفرق بين الزوجين ويوقع القتل والقطيعة والضغائن ولأن بيت الزوج لا يدخله أحدُ إلا بإذن صاحبه فإن لم يأذن حرم دخوله وفي هذا حفظ حقوق الغير وحفظ الأموال.
ومن حقوق الزوج أن لا تكلفه ما لا يطيق بكثرة النفقات والإسراف فيها وإثقال كاهله بالديون ولا بطلب تأثيث كل عام فإن ذلك من تضييع المال المنهي عنه بقوله: "وكره لكم قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال"، وفيه الفخر ولخيلاء والإعجاب بالنفس. ولا تطالبه بكثرة الحلي من الذهب والماس وتعتبر ذلك كل عام، ولا كثرة الكماليات في المنزل التي لا حاجة لها، ولا تطالبه بالخروج من بيت والديه وإنما تعينه على برهما وتسكن معه حيث سكن لقوله تعالى: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) [الطلاق: من الآية6]، وقد روى أبو سعيد أن نبي الله صلى الله عليه وسلم خطب خطبة فأطالها وذكر فيها أول أمر الدنيا والآخرة وذكر عن أول ما هلك بنو إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تكلفه من الثياب الصيغ ما تكلف امرأة الغني وقال بعض العرب: لا تنكح أنانة ولا براقة ولا حداقة ولا حنانة ولا شداقة ولا منانة فالأنانة كثيرة الأنين أو التشكي وأما البراقة فهي التي تضيع وقتها في تلميع وجهها وتزيينه أو التي لا تعيش إلا وحدها وأما الحداقة فهي التي تمري كل شيء بحدقتها أي عينها وترغب عن شرائه وأما الحنانة فهي التي تحن إلى زوج سابق أو لوالدين أما الشداقة فهي المتشدقة كثيرة الكلام أما المنانة كثيرة المن.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سلك طريقه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون اتقوا الله تعالى واعلموا أن من حقوق الزوج على زوجته أن تتزين له وتتجمل بالزينة المشروعة التي لا محذور فيها ولا تمنعه من نفسها في أي وقت شاء لتغض بصره وتحصن فرجه وتسد عنه باب الشر والفساد وتمنعه من الفتنة والانحلال وتشكره على فعله وتقوم بخدمة منزله وتربي أولاده.
وأما حقوق الزوجة على زوجها فمنها أن يوفيها صداقها كله وأن لا يبخس منه شيئاً فإنه حق من حقوقها يقول تعالى: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) [النساء: من الآية4]، والأولى أن يكون خفيفاً لأن أعظم النساء بركة أقلهن مهراً، والنفقة عليها وتشمل الطعام والشراب والملبس وتكون على حسب إيساره وإعساره (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ) [الطلاق: من الآية7]، وقال معاوية بن حيده: يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه قال: "أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت" ويؤجر المسلم على نفقته على أهله. ومن حقوقها العشرة بالمعروف قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء: من الآية19]، أي لينوا لهن من الكلام وحسنوا الأفعال والهيئات وأن يناديها بأحب الأسماء لها ويكرمها عند أهلها ويستمع لحديثها ويشاورها كما شاور عليه الصلاة والسلام أم سلمة في المدينة، ويتحمل الأذى فقد كان النساء يراجعنه وتهجره الواحدة إلى الليل وقال لعائشة: "إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى" قالت: فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: "أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولي لا ورب محمد وإذا كنت علي غضبى قلت لا ورب إبراهيم".
وقد أوصى عليه الصلاة والسلام بالنساء خيراً في (حجة الوداع) فقال: "ألا واستوصوا بالنساء خيراً" وبين أنهن يكفرن العشير "وأن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها".
ومن حقوق تعليمها أمور دينها من التوحيد والعبادات والمعاملات والأخلاق والآداب قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً) [التحريم: من الآية6]، وقد كان يدعو علي وفاطمة للصلاة وكذلك كان عمر يدعو أولاده آخر الليل وأبو هريرة، وعلم أبو مسلم زوجته الذكر وهكذا. ومن حقوقها أن يغار عليها لأن الغيرة من تمام الرجولة وبالغيرة يمنعها من الاختلاط بالرجال ويمنعها من التبرج ويأمرها بالحجاب ويلزمها بالبقاء في بيتها وعدم الخروج إلا لحاجة أو ضرورة. والغيرة من صفات المسلم وقد قيل بأن كل ذكر يغار على أنثاه إلا ذكر واحد وهو الخنزير ومن البشر الذي لا يغار على أنثاه هو الديوث. والغيرة المحمودة هي التي إذا وجدت ريبة أو موجب لها والغيرة المذمومة هي الغيرة لعدم وجود ريبة وتسمى وسوسة وشك وأضرارها كثيرة أكثر من منافعها. ومن حقوقها أن يعدل بينها وبين ضراتها في المأكل والمشرب والمسكن والملبس والمبيت ولا يفضل إحداهن على الأخرى لقوله تعالى:(فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً) [النساء: من الآية3]، وقال صلى الله عليه وسلم: "من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل" فقد كان صلى الله عليه وسلم يعدل بين نسائه وهو مريض بينهم حتى أذن له أن يمرض عند عائشة.