القوي
كلمة (قوي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من القرب، وهو خلاف...
العربية
المؤلف | سيف الدين الكوكي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - المنجيات |
إننا نعيش في هذا الزمان أزمةً أخلاقيةً حقيقيةً لا ينبغي أن نتغافل عنها، بل يجب أن نبذل أقصى ما عندنا؛ لنرد الأمة مرة أخرى إلى أخلاق الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، الذي وصفه الخالق جل وعلا بقوله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ..
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وكشف الله تعالى به الغمة.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدى هدى الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم-، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فيا عزيز يا غفار، يا عزيز يا غفار، اجعل هذا اللقاء لقاءً مرحوما، وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما، ولا تجعل فينا ولا مِنَّا ولا معنا ولا بيننا شقيا ولا محروما.
هذه الليلة! كم سيُعصَى الله هذه الليلة! كم سيعصى الله هذه الليلة! قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَن تشبَّه بقوم فهو منهم"، و"يُحشَر المرء مع مَن يُحِب". كم سيُعصى الله هذه الليلة وهو الغني عنا! وما أحوجنا إلى مرضاته -سبحانه وتعالى-!.
أسمع في وسائل الإعلام، وفي الرادو هذا الصباح، عجز في النزُل! أعداد مهولة لا تحصى ولا تعد، ها هي النقود عندهم! ألم يشتكوا من البطالة؟! كلُّ الناس ستسهر الليلةَ! مَن يُصَلِّى ومَن لا يُصَلِّى، الذي عنده علاقة مع الله ومَن ليس لديه علاقة مع الله، كُلُّهُم سيحتفلون الليلة بالسنة الميلادية، ليست إدارية، لا نزين الأمور، كلها ستحتفل اليوم -إلا مَن رحم ربي، ولا أقصد أحداً- كلُّها ستعصي الله، سواء بالقليل أو بالكثير. أسأل الله تعالى أن يرد المسلمين إلى الإسلام مَرَدَّاً جميلا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
لن أقوم بخطبة عن هذا الموضوع، فقد تحدثت عليه في العام الفائت وقبله، لا، افعل ما شئت، افعل ما شئت، كما تدين تدان، البر لا يبلى، والذنب لا يُنسَى، والديان لا يموت، افعل ما شئت، الحلال بيِّنٌ والحرام بيِّنٌ، أسأل الله تعالى أن يهدينا جميعا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
حديثي إليكم اليوم في هذا اللقاء المبارك سيكون عن حسن الخلق، وقد تحدثت عن ذلك في أكثر من مرة، لماذا؟ لأن الكثير من الناس "المتدينين" يعتقدون أن علاقتهم بهذا الدين هي مجرد عبادات؛ لا، هذا الدين أخلاق.
رأيت من الواجب أن نذكِّر في كُلِّ مرَّةٍ بقيمةِ الأخلاق في الإسلام، عسى أن يُحسِّن الله أخلاقنا، وأن يردنا إلى أخلاق هذا الدين مَرَدَّاً جميلا مباركا، إنه الولي والقادر عليه.
إذا قلتُ إننا نعيش في هذا الزمان أزمة أخلاقية حقيقية لا ينبغي أن نتغافل عنها، بل يجب أن نبذل أقصى ما عندنا؛ لنرد الأمة مرة أخرى إلى أخلاق الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم-، الذي وصفه الخالق -جل وعلا- بقوله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4].
فَلْنَتَّفِقْ -أوَّلاً إخوة الإيمان- أن الإسلام دعوة أخلاقية مؤسَّسة على حسن الخلق؛ فحسن الخلق هو الأمر الذي قام عليه الإسلام، مهما كان، مهما أسيء إليك، ومهما أخذ حقك، ومهما تطاولوا عليك، فلا ترد إلا بحسن الخلق، كما قال أحد الحكماء: "جازِ مَن عصى الله فيك بطاعة الله فيه".
حُسْنُ الخلُقِ -كما قلتُ- هو الأمر الذي قام عليه الإسلام؛ لذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أورده الإمام البخاري في صحيحه-: "إنما بُعِثْتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاق".
يا الله! بِعْثَةُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وما أدراك؟! ما أدراك ما الحبيب المصطفي عليه أفضل الصلاة وأزكي السلام؟! كلها تتلخص في إتمام مكارم الأخلاق، وحسن الخلق هو الأمر الذي يجمع لنا جميع الأقوال والأفعال التي جاء بها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ولِحُسْنِ الخُلُقِ مفهومٌ أوسع وأشمل مما نظن ومما نعتقد، إذ نجد أن حسن الخلق يشتمل على أنواع عديدة: حسن الخلق مع الله، وحسن الخلق مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحسن الخلق مع كتاب الله، وحسن الخلق مع ملائكة الله، وحسن الخلق مع خَلْق الله.
أما حُسن الخلق مع الله فذلك بأن نحقق العبودية لله -سبحانه وتعالى-، ولا نشرك به شيئا، وأن نمتثل لأمره، وأن نجتنب نَهْيَهُ، وذلك بأنه إذا جاء الأمر من عند الله -سبحانه وتعالى- فلْيكن شعارك السمع والطاعة، فلا تتفلسف مع آيات الله -سبحانه وتعالى- مثلما يفعل بعض المتأخرين، لا تتفلسف مع أحكام الله -جل وعلا-، (الحكم هذا لم يعد صالحاً، نحن الآن في 2011، نحن الآن زمن التكنولوجيا، هذه الأحكام أحكام رجعية، وأحكام لا تتماشي مع واقعنا، وهكذا؛ فلنقم بسياسة جديدة، ونحسِّن من الأمر) وكلام من هذا الكلام الضخم الذي لا تفهم منه شيء.
إذا جاء النهي من عند رب العزة -جل وعلا- فلْيَكُنْ شعارُكَ السمع والطاعة، قال -جل وعلا في القرآن الكريم-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا) [الأحزاب:36]. هذا حسن الخلق مع الله.
أمَّا حُسن الخلق مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذلك بأن نحبه ونتبع سنته، ونمتثل لأمره، مصداقا لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي أورده الإمام مسلمٌ في صحيحه: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"، هذا حسن الخلق مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لن تكون مؤمنا حقا إلا إذا اتبعته -صلى الله عليه وسلم- في كل صغيرة وكبيرة.
وأما حسن الخلق مع كتاب الله -جل وعلا- فذلك بأن نقرأه، ونتدبره، ونعمل بما جاء فيه في كل صغيرة حتى لا نكون من الذين قال فيهم الرب -جل وعلا-: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ) [البقرة:85]، هذا حسن الخلق مع كتاب الله.
أما حسن الخلق مع ملائكة الله تعالى فذلك بأن يعلم كل واحد منا أن معه ملائكة لا تفارقه، تكتب عليه كل أقواله وأعماله؛ فيتولد عنه الحياء؛ بل يحرص على فعل الحسنات التي تقربه من الله -جل وعلا-.
حُسْنُ الخلُق مع الناس، وما أحوجنا إلى ذلك! وذلك بأن تكون طليق الوجه، رحيما، متسامحا، لينا في دعوتك إلى الله -جل وعلا-، فحين أمر الله -سبحانه وتعالى- موسى وهارون -عليهما أفضل الصلاة والسلام- بالذهاب إلى فرعون لدعوته إلى التوحيد قال -جل وعلا-: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) [طه:44].
سبحان الله! إذا كان فرعون الذي ادعى الربوبية وقال: أنا ربكم الأعلى! يُقال له قولٌ لين؛ فما بالك بمن يقول: سبحان ربي الأعلى؟! ألا يستحق أنْ يُقال له قولٌ لين؟ فلا أنا ولا أنت أفضل من موسى -عليه السلام-، ولا مَن تدعوه اليوم إلى الله -جل وعلا- أخبث من فرعون.
مفهوم حسن الخلق أشمل وأوسع مما كنا نتخيل؛ بل العجيب في الأمر أن لحسن الخلق علاقة وثيقة بالعبادات، فمَن لا أخلاق له لا عبادات له، والله! وإن صلى وإن صام، وإن زكَّى وإن قام، وليس لديه أخلاق: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) [الفرقان:23]، ما من عبادة يتقرب بها العبد إلى الله -سبحانه وتعالى- إلا وهي مزينة بحسن الخلق؛ الدليل: الصلاة -مثلا- قال -جل وعلا-: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) [العنكبوت:45]، إذا علاقة وثيقة بين الصلاة والأخلاق، (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)، ولا شك أن الفحشاء والمنكر هي صفات تتناقض مع حسن الخلق.
وقال الحبيب -صلى الله عليه وسلم -في الحديث الذي أورده الإمام البخاري في صحيحه-: "إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة"، هذا مع الصلاة، الصيام -مثلا-، حسن الخلق وعلاقته بالصيام، قال -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]، إذ الهدف من الصيام هو التقوى وحسن الأخلاق، ولا شك أن مفهوم التقوى يتساوى مع حسن الخلق، قال -صلى الله عليه وسلم-: "الصيام جُنَة، وإن كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم"، هذا دليل قاطع وواضح على أن الصيام له علاقة وثيقة بحسن الخلق.
وقال تبارك وتعالى في محكم التنزيل مبينا علاقة حسن الخلق بالحج : (فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ) [البقرة:197].
وقال -جل وعلا- مبينا علاقة الأخلاق بالزكاة: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) [التوبة:103]، تطهرهم، ومعنى الطهارة هنا: إن كانت طهارة قولية أو فعلية أو حسية.
ما هي أركان حسن الخلق؟ اعلم -أخي الحبيب وأختي الفاضلة- أن حسن الخلق يقوم على أربعة أركان: الصبر، والعفة، والشجاعة، والعدل.
علاقة الصبر بحسن الخلق: الصبر -إخوة الإيمان- يحمل العبد على احتمال الناس على قدر ما يسيئون إليه، وكظم الغيظ وكف الأذى؛ العفة تحمل العبد على اجتناب الرذائل والقبائح، وتحمله إلى الحياء، وتمنعه من البخل والكذب والغيبة والنميمة؛ الشجاعة تحمله إلى عزة النفس، ولا يخشى في الله لومة لائم؛ العدل يحمله على الجود والسخاء والعطاء.
هذه -إخوة الإيمان- أركان حسن الخلق، أما منبع ومنشأ كل خلقٍ سافل سيء أحد الأركان الأربعة: الجهل، والظلم، والشهوة، والغضب. وهي عكس أركان الأخلاق الحسنة.
فالجهل يُظْهِر الشيء الطيب الحسن في صورة قبيحة سيئة، ويظهر الشيء القبيح السيء في صورة حسنة طيبة؛ الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، فيغضب العبد في موضع الرضا، ويرضى في موضع الغضب، ويلين في موضع الشدة، ويشتد في موضع اللين؛ والشهوة تحمل العبد على الحرص وعلى الشح وعلى البخل وعلى الذل؛ أما الغضب فيحمل العبد على الكبر والحقد والحسد؛ أسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من ذلك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ما السبيل لتحقيق الأخلاق الحسنة؟ التعرف على أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم-، يقول أحد العلماء الأجلاء: لقد جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- بين التقوى وبين حسن الخلق؛ لأن تقوى الله تُصلح ما بين العبد وربه، وحسن الخلق يصلح ما بين العبد وبين خَلق الله -تبارك وتعالى-، فتقوى الله -سبحانه جل في علاه- توجب له محبة الله، وحسن الخلق يدعو الناس إلى محبته، وقد سئلت أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها وأرضاها- عن خلق النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: كان خلقه القرآن.
كان -صلى الله عليه وسلم- خلقه القرآن؛ فيا له من وصف شاملٍ جامعٍ! خلقه القرآن؛ الذي لا ريب فيهِ هدًى للمتقين.. خلُقه القرآن؛ ذلك الكتاب الذي يهدي إلى الرشد، خلقه القرآن؛ الذي يهدي للتي هي أقوم، خلقه القرآن؛ ذلك الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وقد كان -صلى الله عليه وسلم- في مستهل دعوته إلى التوحيد يدعو أيضا -مع دعوته لمكارم الأخلاق- لذلك، أورد الإمام البخاري في صحيحه قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
فأسأل الله تعالى أن يهدينا إلى الإسلام جميعا، وإلى حسن الخلق، إنه ولي ذلك والقادر عليه؛ أقول ما تسمعون، فإن كان صوابا فمن الله وحده، وإن كان خطأ فمن نفسي ومن الشيطان؛ وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، واجعلنا اللهم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
لنحذرْ -يا إخوتي- من معصية الله في هذي الليلة أحسَن رد لهذه الكلمة هي أن نتقرب إلى الله في هذه الليلة.
ليست سُنَّة؛ حتى لا نتَقَول على رسول الله، ولكن استحبابًا في الزمان الذي يعصي الناس رب العزة -جل وعلا-؛ يا رب؛ الناس يعصونك وأنا أصلي لك، يا رب؛ الناس يعصونك في هذه اللحظة ويتعدون على حرماتك، الناس اليوم تشرب الخمر في كل زمان وفي كل مكان، تقرب إلى الله -عز وجل- بهذا العمل؛ فإنه يجوز أن تتقرب إلى الله -عز وجل- بأعمالك الصالحة.
أسأل الله العلى القدير مرة أخرى أن يهدينا إلى الإسلام، وأن يرد شبابنا إلى هذا الدين العظيم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في الحديث الذي أورده الإمام مسلم في صحيحه: "اتقِ الله حيث ما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلقٍ حسن".