المقتدر
كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...
العربية
المؤلف | أحمد بن عبد العزيز القطان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - الأديان والفرق |
من أحكام النبي صلى الله عليه وسلم والتي حرم فيها أمراً معظم الناس اليوم يستحلونه أو يتهاونونه، وهذا الاستحلال وهذا التهاون ألهاهم عن القرآن وعن الذكر وعن الطاعة وجعل النفاق ينبت في قلوب الناس بأشكال وألوان، وحرك البنات الغافلات، والأولاد الغافلين حركهم إلى التفكير الخاطئ والتفكير بالرذيلة
الحمد لله بالإيمان، الحمد لله بالإسلام، الحمد لله بالقرآن، اللهم لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، وأصلي وأسلم على قدوتي وحبيبي وقرة عيني محمد النبي الرسول، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين ومن دعا بدعوتهم إلى يوم الدين...
أما بعد:
الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر في الحديث الصحيح أنه يحرم ويحلل ، كما يحرم ويحلل القرآن، كثير من الناس يظن أن الحلال في القرآن فقط، وأن الحرام مذكور في القرآن فقط، إذا قلت له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هذا في القرآن؟ قلت: لا، قال: هذا ما يحلل ولا يحرم، أعطني آية في القرآن تذكر هذا، وهذا الذي تنبأ به النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر أن أناساً ورجالاً من أمته سيأتون بعده يقولون هذا وقد تحقق على جميع المستويات...
هناك من الزعماء من يقول ذلك نعم يقول بيني وبينك القرآن، أما البخاري أو مسلم فهذه كتب دراويش حرفوها فحرفوا جميع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وهناك من الناس المترفين أصحاب الشهوات عندما يعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم فصل تفصيلاً دقيقاً في بعض الأمور التي يذكرها القرآن وفيها تحريم رفض تحريم الرسول صلى الله عليه وسلم.
اسمعوا هذا الحديث العظيم الذي تنبأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر أمته، قال صلى الله: "يوشك -كلمة يوشك في اللغة العربية اسمها أسلوب المقاربة يعني عندما تقول يوشك أي قرب توشك المرأة أن تلد وهي في شهرها التاسع أي اقترب- فعلاً حدث كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم "يوشك أن يقعد الرجل منكم -من أمته- على أريكته - الكرسي أو الكنبه أو المكان الذي يجلس فيه أمام الناس- يحدث بحديثي ويقول: بيني وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالاً استحللناه وما وجدنا فيه حراماً حرمناه..." ماهو تعقيب الرسول صلى الله عليه وسلم؟ اسمع: "وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله" ... هذا هو التعقيب.
إن ما يقول عنه النبي صلى الله عليه وسلم هذا حرام، فالله هو الذي قال هذا حرام لأنه ما يأتي بتشريع من عنده وإنما هو يتكلم عن الله رب العالمين هو رسول له مرسل وهو الله سبحانه وتعالى، جبرائيل رسول له مرسل وهو الله سبحانه وتعالى... نعم لهذا سبحانه: (إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم:4].
وبعد هذه المقدمة وتقرير هذه الحقيقة وتأكيد هذه الحقيقة أن محمداً صلى الله عليه وسلم حرم أموراً لم تذكر في القرآن، وفصل أموراً نحن نطيعه فيها لم تذكر في القرآن، علمنا عدد الصلوات ولم تذكر في القرآن الله قال: وأقيموا الصلاة، ولكن كم؟، عدد ركعات الفجر؟ الظهر؟.
محمد صلى الله عليه وسلم علمنا، الله قال: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ) [الحج: من الآية27] ولكن محمد صلى الله عليه وسلم قال: "خذوا عني مناسككم" و "صلوا كما رأيتموني أصلي".
هذا التفصيل كله في الحديث لم يذكر في القرآن منه شيء، لهذا تنبهوا أيها السامعون من أن نقع في هذا الخطر العظيم الذي يقع فيه بعض الناس اليوم إذا قلت له قال صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث صحيح يحتج به رده وهنا تكون الخطورة العظيمة، فالذي يرد الحديث الصحيح ويجعل القرآن بينه وبين الناس فقط استمع ماذا يقول الله عنه في القرآن العظيم: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ) [النساء:80] إذاً طاعة الرسول من طاعة الله ( وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) [النساء: من الآية:80] يعني من تولى عن حديثك ويعطيه ظهره أو جنبه ويدبر عنه ما لا يحفظه أحد تبدأ تطارده الشياطين.
ويقول سبحانه وتعالى: ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ) [النساء: من الآية:59] ويقول سبحانه: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ) [النساء: من الآية115].
الكلمة نفسها فيها تصوير من يشاقق الرسول هو في مكان والرسول في مكان، هو في جانب والرسول في جانب لهذا كن في جانب الرسول تحشر معه يوم القيامة ولا تذهب إلى الذئاب، الأمن مع النبي تحرسه الملائكة ويحرسه الله سبحانه وتعالى.
إذن الآية فيها تعبير (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ) يروح في شق والرسول في شق.
(وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى) [النساء: من الآية115] إذاً المؤمنون لهم سبيل، لهم سمة معينة، أشكالهم كلامهم... إلخ.
عش معهم تعرفه، ماذا نفعل به؟ (نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى)، يحشر معه يوم القيامة، ويقول سبحانه كل هذه الآيات تخدم الحديث الأول.
(فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور: من الآية63].
كلمة فتنة في القرآن يراد الفتنة في الدين ينام مسلم ويصبح يكره الدين.
والحين احنا بفضل ربي مقبلين على شهر تصفد فيه الشياطين وتربط فيه بسلاسل، الملائكة تربطها، فهذه فرصة الـ بيشرب خمر يتوب،، الـ بيزني يتوب، الـ بيأكل ربا يتوب، الـ يقطع الرحم يتوب من عام لعام تأتينا...
شهر رمضان ضربت سيف على الشيطان هذا الله يقول: (أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور: من الآية63].
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ) وهنا أدخل معنا النساء حتى لا تقول المرأة الرجل معنيٌ فقط (إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً) [الأحزاب: من الآية36].
هذه الآيات كلها تصحب في معنى طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه ثم لنستمع إليه وهو بين أصحابه كالنجوم يحيطون به كالقمر المنير وهو يحدثهم هذا الحديث العجيب الذي جعلهم كلهم يتساءلون...
قال صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى" ، فلما قال: "من أبى"، تعجبوا من هذا الذي لا يريد الدخول مع الرسول، ومن يأبى يا رسول الله؟، قال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى".
ثم استمع إلى القرآن العظيم وهو يحمل الأمة مسئولية الحواس ,الله سبحانه جعل الحواس لطاعته ولعبادته (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات:56] وهذه الحواس منها السمع والبصر، ومنها اللسان... إلخ.
ويجب أن تسخرها لعبادة الله رب العالمين، ويبين الهَ حاسة السمع كيف أن الإنسان إذا جاءته الذكرى يلقي السمع فيلتقط من جهاز الاستقبال عند ذلك يحل الاطمئنان والنور، قال سبحانه: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) [قّ:37] (لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ )، كل الناس لهم قلب، ليس القلب الدموي، إنما القلب الإيماني النور الرباني (نور على نور) ، هذا القلب هو قلب الفطرة، ماذا عندهم؟ عندهم سمع، إذا غفل القلب يلقي السمع ربما تؤثر فيه الموعظة وبدأ يتلقى بالسمع فيحيا القلب لهذا الله فصل (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) .
أيها الأحباب الكرام:
الرسول صلى الله عليه وسلم ما ترك أمراً من أمور الحلال أوالحرام أو الخير أو الشر إلا بينه لأمته حتى يتركوا الشر ويعملوا الخير.
قال هذا الحديث من يرويه؟ حذيفة بن اليمان كاتم سر الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما ترك شيئاً إلى قيام الساعة إلا ذكره والخطبة هذه امتدت اليوم كله، يعني صلى بهم الفجر وقام خطب، والظهر وقام خطب، ثم العصر خطبة عظيمة ذكر الفتن وأصحاب الانقلابات وأصحاب الطرق والبدع، لهذا حذيفة يقول: "علمه من علمه، وجهله من جهله".
أيها الأحباب:
والرسول صلى الله عليه وسلم جاء من صفاته في القرآن أنه رحمة (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء:107] فإذا تكلمت هذه الرحمة علينا أن نقول سمعنا وأطعنا فهذا شعارنا أمام الله وأمام الرسول صلى الله عليه وسلم.
وبعد هذه المقدمة والتمهيد السريع أريد أن أبين حكماً من أحكام النبي صلى الله عليه وسلم والتي حرم فيها أمراً مظم الناس اليوم يستحلونه أو يتهونونه، وهذا الاستحلال وهذا التهاون ألهاهم عن القرآن وعن الذكر وعن الطاعة وجعل النفاق ينبت في قلوب الناس بأشكال وألوان، وحرك البنات الغافلات، والأولاد الغافلين حركهم إلى التفكير الخاطئ والتفكير بالرذيلة، وأصبح الواهم منهم في ليله وفي نهاره، والله يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً) [الأحزاب:41].
أصبح الناس لا يعرفون من هذه الآية شيء إلا من رحم الله من يوم ما يفتح عينيه يدندن ويردد كلمات الأغاني ومنهم إذا تدخل الحمام والحمام فيه شياطين... كيف تطردهم من الحمام؟ عندما تدخل برجلك الشمال وتقول: "بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث" إذا قلت هذا طرد الله الشياطين من الحمام، لكن إذا ما قلت هذا ودندن في الحمام بدأت الشياطين تذكره المطرب الفلاني، والمطربة الفلانية، ويجلس في البانيو بالساعات يغني ويصد الأصوات، أي قلب بعد ذلك في الحمام مع الشياطين يغني يتلقى الصلاة والذكر لا يمكن أبداً.
سيواصل الوصلة في السيارة، ومن السيارة إلى عمله ما يستطيع يصبر لأن هناك شياطين توسوس.
والرسول صلى الله عليه وسلم ماذا قال في هذه القضية الخطيرة؟ الموسيقى والغناء، أخرج البخاري من حديث أبي مالك الأشعري رجحه الإمام بن حجر في الفتح قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليكنن –اللام التوكيد والقسم- لكنن أقوام يستحلون الحر" –الزنا- وهذا حديث الآن في قوانين ودساتير جميع الدول الإسلامية باستثناء السعودية حسب علمي بأن الدستور والقوانين في جميع الدول العربية تقول: "إذا زنى رجلٌ بامرأة وكان الطرفان راضيان المرأة راضية والرجل راضٍ، والمرأة لم يكن لها زوج، وحدث هذا برضاها، الجريمة تتحول من جريمة إلى زنا إلى واقعة زنا".
شوف الفرق بين التعبير والنصوص واقعة وهذه الواقعة لها عقوبة بسيطة حبس بسيط، غرامة بسيطة، وإذا كان لها زوج وهذا الزوج تنازل عن حقه فإن هذا التنازل أيضاً يحولها من جريمة واقعة، ويخرجون جميعاً برءاء، أين حق الله؟ ذهب!!، أين حق الرسول صلى الله عليه وسلم؟، أين حق القرآن؟، وحق الأمة الإسلامية؟ هُدر!!، فلهذا عندما أخبر صلى الله عليه وسلم بهذه الحقيقة لم يعبث بهذا الخبر معظم الدساتير والقوانين تفعل ذلك الآن "يستحلون الحرّ" كرمكم الله الفرج، يستحلونه، لماذا قال صلى الله عليه وسلم يستحلونه؟ يعني يطلع واحد يقول: الزنا حلال، لا ولكن يحتالون عليه بأسماء أخرى، يقولون: حرية شخصية، ما شأنك؟ ولهذا سموا هذه العلاقة حرية شخصية، الخمور مشروبات روحية، وهكذا.
هذه الأسماء لا يغير من حقيقة المسمى، الكفار عبدوا الأحجار لكن سموها آلهة، هل سارت آلهة؟ لا هي أحجار، لهذا الله يقول: (إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ ) [النجم: من الآية23] ما هي آلهة.
لهذا عندما يصبح الزنا حرية شخصية هل معنى ذلك أنه حلال؟ الخمر مشروبات روحية تنعش روحك، وتخشع مثل ما تبكي من القرآن والصلاة روحية اشربوا لها الخمر وهي مشروبات شيطانية.
قال: "والحرير" وكما تعلمون الحرير حرام على رجال أمة محمد صلى الله عليه وسلم مع الذهب، وقال: "الخمر والمعازف"، أربعة أمور تستحل: "الحر والحرير، والخمر، والمعازف"، والمعازف الأخيرة هذه آلات الطرب والموسيقى ومعنى قوله: يستحلون معناها أنها حرام وإلا كيف يستحل كان حرام واستحله، ثم وضعها جانباً إلى الزنا ومع الحرير وهو ثابت تحريم الزنا والخمر بالقرآن والحرير ثابت تحريمه بالحديث والمعازف ثابت تحريمها بالحديث صراحة، بالحديث، اثنان تحرم بالقرآن واثنان تحرم بالحديث –تعادل- هذا الحديث صحيح أخرجه الإمام البخاري.
ثم الحديث الثاني... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله حرم على أمتي الخمر والميسر والمزر والكوب-الطبل- والغبيراء، وزادني صلاة الوتر".
كذلك هذا الحديث جاء في مسند الإمام أحمد، قال سفيان قلت لعلي بن هزيمة ما الكوب قلت: الطبل.
نلاحظ أن هذه الأحاديث تجمع بين أمور غالباً ما تكون في مكان واحد شرب الخمر والغناء والموسيقى والبنات والزنا والميسر والقمار، سبحان الله...
من بني إسرائيل واحد عابد جاء في حديث أنه خُيّر بين أن يقتل أو يزني أو يشرب الخمر،فقال: أفعل أهونها فشرب الخمر، فلما سكر زنا وقتل.
الحديث الثالث: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة عند نعمة وعند فرحة" وفي رواية "نغمة ورنه عند مصيبة".
الحديث الرابع: عن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم: "يمسخ قوم من هذه الأمة في آخر الزمان قردة وخنازير، قالوا يا رسول الله أليس يشهدون أن لا إله إلا الله ومحمد رسول الله، قال: بلى ويصومون ويحجون، قالوا فيما بالهم؟ قال: اتخذوا المعازف والدفوف والقينات -البنات الراقصات- فباتوا على شربهم ولهوهم وقد مسخوا قردة وخنازير".
وهذا الحديث يهدد كل الذين يسافرون للفساد إلى بنكوكك أو تيلاند، أو إلى الدول الأخرى للبحث عن الطرب واللهو في الملاهي والفجور، فإن الله يهددهم والرسول صلى الله عليه وسلم يهددهم يمسون شيئاً ويصبحون شيء آخر، يمسون يصومون يحجون يصلون ويذكرون الشهادتين، ثم يذهبون للملاهي مع المعازف والقينات والدفوف، قال ثم يبيتوا على ذلك في لهوهم فيتحولون إلى قردة وخنازير.
فلهذا انتبهوا خطورة عظيمة هذا تهديد.
حديث آخر يخبر أنهم تحت علم جبل كبير في البر.
ولكن الله يمهل العباد.
الحديث الخامس: قال صلى الله عليه وسلم: "في هذه الأمة خسف للأرض، ومسخ –التحويل من خلق إلى خلق-، وقذف حجارة تنزل من السماء قال رجل من المسلمين ومتى ذلك؟ قال: إذا ظهرت القينات" أي: المغنيات، وبكل أشكال وألوان، بعد ذلك ننتظر الرضى والبركة من الله تبارك وتعالى، وكما قال تعالى: (فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ) [النمل:48].
حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم إني إسألك بصفاتك العلا وأسمائك الحسنى عدم الفساد للأمة.
وجاء في تفسير قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ) [لقمان: من الآية6].
أخرج ابن أبي شيبه بإسناد صحيح عن ابن مسعود قال: "لهو الحديث، قال هو والله الغناء" ذكره الشوكاني في نيل الأوطار.
وجاء في تفسير قوله تعالى: (وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ) [النجم:61] قال ابن عباس وهو حبر هذه الأمة وبحر العلم وترجمان القرآن ماذا فسر كلمة سامدون " وهم مغنون، وهي الغناء بلغة أهل اليمن" في قبيلة حمير، ولذلك تقول القبيلة أسمّد لنا أي غنّي لنا.
يعني الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لكفار قريش: أنا أقرأ عليكم القرآن عند الكعبة وأنتم تطبلون وتغنون تغضون بالغناوى على القرآن.
وجاء في الأثر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "الغناءُ ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع".
وقال الفضيل ابن عياض "الغناء رقية الزنا " و رقية الشيء هي مقدمات الزنا، الغناء... ماذا يقصدون من كلمات الأشرطة.
وجاء في الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما: "الدف حرام، والمعازف والكوب -طبل- والمزمار حرام".
وجاء في الأثر عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أن ابن عمر مر عليه قوم محرمون وفيهم رجل يتغنى فقال، ألا لا استمع الله لكم، يدعو عليهم ابن عمر ما دام فيهم واحد يُغني "ألا آلة تنبيه".
وجاء في الأثر عن ابن عباس جاء رجل فقال: ماذا تقول في الغناء حلال أم حرام، يعني في القرآن مذكور.
أرأيت الحق والباطل يوم القيامة، أين يكون الغناء؟ قال الرجل: يكون مع الباطل، قال ابن عباس : اذهب فقد أفتيت نفسك.
أيها الأحباب الكرام:
وهذه الآلات أصبحت من الكثرة بحيث يختلط على الناس بحيث لا يعروفن الحلال من الحرام، والرسول صلى الله عليه وسلم يأذن إلا بالدف ألا وهو الطار، وفي العرس وفي العيد والذي يكون فيه بنات صغار لم يبلغوا الحيض عند العروس "الحريم" لكي يشهروا الزواج، لما يسمعوا أن بنتهم عروس، وكذلك العيد حتى تخالفوا اليهود والنصارى، ونبين أن في عيدنا فسحة كذلك كان يسمع الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول حتى يعلم أهل الكتاب أن في ديننا فسحة ولكن لم يأذن فيه للرجال، ولم يكن ذلك من سمة الصحابة.
وفي عهد عمر بن الخطاب ظهر مولود لا هو ذكر ولا أنثى فهذا أمسك الطار وغنى فبلغ الأمر إلى عمر فقال أحضره، فلما أحضروه فأمسك عمر الطار وضربه على رأسه وقال هذا علاج من يفعل ذلك، أمتنا أمة جهاد وعبادة وطاعة، أمر بذلك عمر لأن جيوشه كانت تضرب مشارق الأرض ومغاربها وترفع راية لا إله إلا الله.
اليوم المسألة انحصرت في الطار، فرق الجاز جاكسون المغني أشكال وألوان وأنواع، يقول المستمعون إنها مسيطرة عليهم، أموال طائلة تصرف وأولاد صاروا غافلين لا يفكرون في طاعة ولا في دين نادراً...
حتى إنني في يوم جاب لي واحد شريط وقال: يا شيخ سامحني ولكن اسمع فيه موسيقى، قلت: الموسيقى حرام، قال: اسمع هذا لحن أوروبي فيه موسيقى على طريق ترتيل القرآن، وفيه قرآن تسمعه من بعيد، قلت صحيح، قال: اسمع الشيخ المنشاوي وهو يقرأ آخر المائدة، كلام عيسى عليه السلام مع الله ( أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي) [المائدة: من الآية116] من بيعد في الشريط البداية كأن واحد في الصحراء، عواصف هواء وبعدين صوت موجات، وبعدين القرآن ثم عيسى يتكلم في الصحراء مع الله ثم تدخل موسيقى عجيبة بلحن تركي ممزوجة بأوروبي، قبلها جيتار حاد ثم كأنه واحد يقرأ القرآن، آلات تركي.... المعزفة البيانو، الصفارة، الصاجات الراقصات كذلك هم يقول نستخدم الطبل في الحرب.
كذلك الطنبور مثل العود ولكنه صغير... إلخ.
الآن في المدارس والنوادي مدسوسة، أين أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي مرت فينا؟ من يذكرها، أصبحت فتنة.
أيها الكرام:
حافظوا على أولادكم الإنسان ليس بماله ولا سيارته إنما بإيمانه يبقى.
أسألك أن تحفظ أعراضنا، نعوذ بك من الغناء وشروره، وآلات المعازف، ونعوذ بك من أصوات الشياطين، اجعلنا من الذاكرين وفي الذاكرين.
اجعل القرآن ربيع صدورنا ونور قلوبنا، اللهم إنا نشهدك ونشهد حملة عرشك بأننا نُحل ما أحلُه رسوله صلى الله عليه وسلم ونحرم ما حرمه رسولك صلى الله عليه وسلم على ذلك نحيا وعلى ذلك نموت.