البر
البِرُّ في اللغة معناه الإحسان، و(البَرُّ) صفةٌ منه، وهو اسمٌ من...
العربية
المؤلف | مسفر بن سعيد بن محمد الزهراني |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التاريخ وتقويم البلدان |
إن يوسف قال لأخيه: إني أنا أخوك الذي تنشده وتهتف باسمه وتتلهف لرؤيته، تقلبت بي الأيام، ولقيت من كيد إخواننا ألوانًا، وتحملت من غدرهم أحزانًا وأسقامًا، وابتليت بعدهم بمحنة، وأصبت بفتنة، ولكني صبرت وجاهدت حتى أبدلني الله كما ترى من النعيم والغنى والعز، فاكتم عن إخوتك الخبر، واحجب عنهم هذا السر ..
الحمد لله الذي منَّ على يوسف بالنجاة من كل ابتلاء، وأمده بالعلم والحكمة والملك والعز، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- وأطيعوه.
واستكمالاً لهذه القصة العظيمة المؤثرة نقول وبالله التوفيق: إن يوسف قال لأخيه: إني أنا أخوك الذي تنشده وتهتف باسمه وتتلهف لرؤيته، تقلبت بي الأيام، ولقيت من كيد إخواننا ألوانًا، وتحملت من غدرهم أحزانًا وأسقامًا، وابتليت بعدهم بمحنة، وأصبت بفتنة، ولكني صبرت وجاهدت حتى أبدلني الله كما ترى من النعيم والغنى والعز، فاكتم عن إخوتك الخبر، واحجب عنهم هذا السر، عندما قرّت عين بنيامين وسكنت أحزانه وانجلى همه، وغدا يتقلب في نعيم أخيه وعزه، وينعم بكرمه وعطفه.
ولما انقضت أيام الضيافة وأجمعوا على الرحيل عمل لهم يوسف مكرًا، حيث أمر غلمانه أن يجهزوهم بجهازهم، وأن يدسوا السقاية -أي الصواع، وعاء جُعل للكيل- في رحل بنيامين، ولما أرادوا الخروج إذا بصوت يناديهم: أنيخوا ركائبكم، وأنزلوا متاعكم، فما أنتم إلا سارقين، فدهشوا وذهلوا، فأقبلوا إلى المنادي: ما هذا الذي تقول؟! وما هذه الفرية التي ترمينا بها؟! قال: لقد فقدت صُواع الملك، وإنا لنشك أن تكونوا سرقتموه وأخفيتموه، فارجعوا عما عزمتم عليه، ومن جاء به له حمل بعير، وأنا ضامن لكم بهذا الشرط.
عندها قال إخوة يوسف: (قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ) [يوسف:73]، فقال لهم المنادي: فإن وجدناه عندكم!! فقالوا: إن لنا شرعًا ودينًا وذمة وعهدًا، فمن وجدتموه في رحله فخذوه أسيرًا عندكم عبدًا لكم، ذلك هو شرعنا، وهذا هو عهدنا، وإنا على يقين من براءة ذمتنا وطهارة أعراقنا.
وطابت نفس يوسف لهذا العهد، واستراح لهذا الرأي، إذ لم يكن في شرع الملك في مصر ما يجيز له أن يحجز السارق أو يتحكم فيه، ولكن الله مكّن له فيما أراد عن طواعية من إخوته، فبدأ يفتش أوعيتهم وعاءً وعاءً، حتى انتهى إلى وعاء بنيامين، فوجد السقاية في باطنه، فاستخرجها منه، وأشهرها في وجوههم، وذهلوا ودهشوا وأطرقوا حياءً وخجلاً.
عند ذلك قال لهم يوسف: عليكم بالشرط، والشرط أملك، فدعوا هذا الذي وجدنا عنده الصواع نتحكم فيه ونأخذ حقنا منه، قالوا: أيها العزيز: إن له أبًا شيخًا كبيرًا متعلقًا به، قد أخذ علينا عهدًا أن نحافظ عليه ونرده إليه، وها نحن أولاده عشرة بين يديك، (فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ) [يوسف 78 :79].
ولما يئسوا من قبول العزيز لشفاعتهم خلصوا إلى أنفسهم يتشاورون، قال يهوذا: ألم تعلموا أن أباكم أخذ عليكم عهدًا بأن تأتوه بأخيكم!! فما نقول له اليوم؟! وها نحن قد فقدنا الأخ وحنثنا باليمين!! إن جُرح يوسف في كبد أبيكم لم يندمل، وإن دموعه من عينيه لم تنقطع، ونحن قد جنينا في الأولى، وها نحن أولاده نجني في الثانية، فقال: (فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ * ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ * وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) [يوسف80 :82] .
وذهب التسعة إلى أبيهم، وخلفوا كبيرهم يهوذا، وتفقد يعقوب بنيامين فلم يجده فيهم، فكأن طائرًا طار من قلبه، أو كأن قطعة انفصلت عن كبده، ثم قال بصوت حزين: ما صنعتم بأخيكم وما فعلتم بأيمانكم؟! فقصوا عليه قصصهم، وحدثوه بحقيقة أمرهم، فتولى عنهم وقال: (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) [يوسف:83]، لقد فقدت يوسف من قبل، واليوم أفقد بنيامين وأفقد يهوذا (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [يوسف:83] .
وتساورت يعقوب الهموم، وتشعبته الأحزان، وأقضت مضجعه الكروب، ولم يعد يجد متنفسًا لهمه، أو سلوة في ألمه، إلا ساعتين: ساعة يفرغ فيها إلى ربه يصلي ويسجد ويتعبد ويتهجد، مستلهمًا فيها الصبر، مستنجدًا بالإيمان واليقين، وساعة يخلص فيها إلى نفسه ويقضي حق الذكرى لولديه، ثم يستنجد بالدمع ويستروح بالبكاء، فتسح جفونه وتفيض دموعه، فمن الصلاة والذكر كان يستلهم صبرًا وإيمانًا، ومن ساخن الدمع كان يلقى راحة واطمئنانًا، وما زال يبكي حتى ابيضت عيناه من الحزن وهزل جسمه وتضمر وجهه، وأصبح كعود الخلال -الذي يخلل الأسنان- من الضعف، وفي يوم أهلّ عليه أحد أبنائه في مخدعه، فوجده قد انتهى من صلاته ودعواته، ثم أخذ يولول ويتوجع ويبكي ولديه ويقول: يا أسفى على يوسف، بصوت وجيع، وهم كبير، فهاله ما رأى، ودعا إخوته ليروا معه كيف يتلوى والدهم يعقوب، وكيف يتألم لبلائه، وقال واحد من أبنائه: أي أبانا: أنت رسول عظيم، ونبي كريم، عليك يهبط الوحي، ومنك نتلقى الهُدى والإيمان، فلماذا تهلك نفسك: (تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ) [يوسف:85] ، أي مريضًا مشرفًا على الهلاك، قال يعقوب: إن لومكم يبعث شقائي، ويثير كامن دائي، وما دون رؤية يوسف أن تسكن لوعتي، ويوسف وإن كان أكله الذئب في زعمكم هو حي يتنفس الهواء وتظله الخضراء، وهذا إحساس كامن في نفسي، ولكنني لا أدري أي وادٍ سلك، فهذا الذي يثير حزني، وما أحراكم إن أردتم أن تزيلوا عني الهم إلا أن تضربوا في الأرض باحثين متحسسين عن يوسف وأخيه، غير يائسين من رحمة الله: (إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف:87].
قال ذلك وإخوة يوسف يعرفون ذلك في قرارة نفوسهم، ويوافقون والدهم في سرائرهم، فهم الذين ألقوه في البئر، فما يمنع أن كان قد نجاه الله، ولكن أين هو بعد كل هذه السنين؟! فأين يذهبون يبحثون عنه؟! ولكنهم يعرفون مكان بنيامين، فليذهبوا إلى العزيز في مصر وليتوسلوا عنده، فلعلهم يرجعون به إلى أبيهم، فتخف بعض أحزانه.
فهبطوا مصر مرة ثالثة، وآمالهم بين الخيبة والرجاء، ووقفوا بين يدي العزيز ترهقهم ذلة، قالوا: ها قد رجعتنا الأيام إليك، وقد جئناك ببضاعة قليلة، فالعيش صعب، فإن شئت تصدقت علينا، وإن أحسنت إلينا بعد ذلك بتسريح أخينا فإنك بذلك تكون قد أرفأت لوالده دمعًا، وخففت عن أبيه شيئًا من أحزانه، هُنا ما كان من يوسف -عليه السلام- إلا ليعلن لأخوته عن نفسه، ويكشف لهم عن حاله، وأن يصفح بكرمه عن إساءتهم، ليريهم الصفح والكرم والعفو والغفران.
فذكّرهم بما حدث منهم مع يوسف في صغره، وكيف وسوس لهم الشيطان أن يكيدوا ليوسف وأخيه؛ حيث ألقوا يوسف في البئر، وتصنعوا مع أخيه صنوف الكيد والإيذاء، ألقيتم يوسف في البئر رغم توسله ودموعه، فلم يجد في قلوبكم رحمة، بل ألقيتموه وحيدًا ضعيفًا، ليقدر الله فيه ما يشاء.
عند ذلك تخالجهم الشك في أمره، وداخلهم الريب في حقيقة حاله، إنه ليذكر أشياء وقعت، مَنْ أعلمه بها؟! إن ما يذكره لا يعرفه أحد من الناس حتى أخيه بنيامين، أمور لا يعرفها إلا يوسف، فأخذوا يتوسمون فيه، عند ذلك صاح واحد منهم يقول: (أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ)، فأجاب سريعًا، وأشار إلى بنيامين: نعم (أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) [يوسف:90].
نكمل -بمشيئة الله- في الخطبة الثانية.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وبما قص علينا فيه من قصص وأحكام وعبر وعظات، وبسنة نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله يفيض برحمته على من يشاء، وأشهد أن لا إله إلا الهن وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله-، وأطيعوه فيما أنزل على رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-.
عباد الله: إكمالاً لهذه القصة المؤثرة جدًّا قصة يوسف -عليه السلام- نقول وبالله التوفيق: إن يوسف لما أخبر إخوته بأمره، وعرفهم بنفسه، امتقعت ألوان وجوهم، واضطربت مشاعرهم، وتلجلجوا في الحديث، وتمنوا كما يقال لو انشقت الأرض وابتلعتهم، ولكن يوسف -عليه السلام- كان أكرم نفسًا من أن يطيل خوفهم واضطرابهم، وأوسع صدرًا من أن يكافئهم بإساءتهم، فهم مهما عملوا من كيد ومكر فهم إخوته، فقال لهم: (لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:92].
أما يعقوب -عليه السلام- فقد كان في أشد حزنه بعد كل هذه السنين من الحزن وكبر السن والآلام، وأشدها آلام فراق يوسف ومِْن بعده أخيه بنيامين، ذهب إلى مصلاه يومًا فصلى وذكر الله ثم بكى ما شاء الله أن يبكي، وفجأة دخل إلى نفسه شعور غريب، حيث شعر بانشراح في أعماق نفسه، فعندما أحس بذلك قال بملء قلبه وجوارحه: (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ) [يوسف:94] ، وما كان يعقوب خاطئًا في إحساسه، فقد فصلت القافلة عن مصر تحمل قميص يوسف الذي يحمل البُشرى ويرد على يعقوب نعمة البصر والحياة بقدرة الله تعالى.
وقطعت العير طريقها، وجاء البشير فألقى القميص على وجه يعقوب، فإذا بصره قد عاد، ورشده قد ثاب، وقصوا عليه قصتهم، وحدثوه بما كان من أمرهم، ثم طلبوا إليه المغفرة والرضوان، قال يعقوب: لست أملك من أمركم شيئًا، ولكني أستغفر لكم ربي، إنه هو الغفور الرحيم، أعدوا إبلكم للسفر إلى مصر، وهيا بنا إلى ساحة العزيز، وعندما وصلوا إلى مصر، إلى يوسف، وقال الله تعالى في ذلك: (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ * وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [يوسف96 :100].
وعنى بأبويه هُنا والده وخالته زوجة أبيه؛ لأن والدته راحيل توفيت وهي نفساء بأخيه بنيامين كما تذكر كتب التاريخ.
فما كان من يوسف -عليه السلام- إلا أن حمد الله وشكره، فقال -عليه السلام- داعيًا الله -عز وجل-: (رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يوسف:101].
ثم امتن الله -عز وجل- على رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- بعد أن قصّ عليه كل أحداث هذه القصة، قال الله -عز وجل- له: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ) [يوسف:102]، ثم يختم الله -عز وجل- السورة الكريمة بقوله: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [يوسف:111].
عباد الله: ها نحن نختم الحديث عن قصة نبي الله يوسف -عليه السلام-، وقد كان ذلك في أربع خطب، وإن قراءتها وتدبر معانيها وقراءة تفسيرها أعظم مما ذكرنا، فاقرؤوها مع كل ما جاء في كتاب الله، واهتموا أشد الاهتمام بسنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أن نكون قد أعطينا فكرة عنها للعبرة والعظة.
وصلوا وسلموا -عباد الله- على خاتم رسل الله نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.