البحث

عبارات مقترحة:

التواب

التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...

النصير

كلمة (النصير) في اللغة (فعيل) بمعنى (فاعل) أي الناصر، ومعناه العون...

المهيمن

كلمة (المهيمن) في اللغة اسم فاعل، واختلف في الفعل الذي اشتقَّ...

الاختبارات وشكر الله تعالى

العربية

المؤلف هلال الهاجري
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - الدعوة والاحتساب
عناصر الخطبة
  1. عاقبة جحود نعمة العافية والرخاء .
  2. عاقبة جحود نعمة المال .
  3. جحود نعمة الأولاد .
  4. اختبار العباد بالنعم .
  5. إقبال الطلاب على الله أثناء الاختبارات .

اقتباس

بينَ الحاجةِ والفقرِ، وهمومٍ تكسرُ الظهرَ، أطفالٌ يشتكونَ الجوعَ، وصاحبُ دَيْنٍ مفجوعٌ، وإيجارٌ قد حلَّ أوانُه، أصبحَ أسيراً بينَ أحزانِه، عندها تذكّرَ الغنيَ الرزاقَ، ومن له خزائنُ السماواتِ والأرضِ، فدعا وألحَّ وعاهدَ اللهَ عهداً غليظاً: (وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ)[التوبة: 75]. هنالك تغيَّرت أحوالُه، وكثُرت أموالُه، رزقَه اللهُ -تعالى- من ....

الحمدُ للهِ، يُطاعُ فيشكرُ، ويُعصي فيغفرُ، لا نُحصي ثناءً عليه، هو كما أثنى على نفسِه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً رسولُ اللهِ، أُبتليَ فصبرَ، وأنعمَ اللهُ عليه فشكرَ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ، ومن تبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.

أما بعد:

(وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا) [النساء: 131].

بينَ صفاءِ السماءِ، وسكونِ البحرِ، تجري السفينةُ في ريحٍ هادئةٍ، استرخى الرُّبّانُ، وأحسَ الناسُ بالأمانِ، فما أجملَه من منظرٍ بديعٍ: (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ)[يونس: 22].

وبينما هم على ذلك: (جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ)[يونس: 22].

ريحٌ تحملُ الرجالَ، وموجٌ كالجبالِ، اضطربَ الركابُ، وفقَدَ السيطرةَ القبطانُ، وأصبحت السفينةُ كالريشةِ في مهبِ الريحِ: (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ)[يونس: 22].

فلما تيَّقنَ الناسُ أنه لا يُنجيهم من هذا الضُرِ، إلا مَن يُجيبُ دعوةَ المضطرِ: (دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ)[يونس: 22].

عندها هدأتِ الريحُ، وتلاشت الأمواجُ، وعادَ الهدوءُ مُخيماً على المكانِ، فماذا كانَ؟: (فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ)[يونس: 23].

فعادوا إلى ما كانوا عليه، فعجيبٌ أنت أيها الإنسانُ: (وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا) [الإسراء: 67].

بينَ الآلامِ التي لا تُطاقُ، ومرضٌ جعلَ الحياةَ مُرةَ المذاقِ، وقفَ الأطباءُ أمامَه عاجزينَ، ويَئِسَ المريضُ إلا من رحمةِ ربِ العالمينَ، فهو يدعوه قائماً وقاعداً ومنطرحاً على سريرِه: (وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا)[يونس: 12].

وإذا باللِه علّامِ الغيوبِ، يستجيبُ دعاءَ المكروبِ، فيُكشفُ البلاءُ، ويُرمى الدواءُ، وتحلوا الحياةُ، فماذا كان؟: (فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [يونس: 12].

عجيبٌ أنت أيها الإنسانُ: (وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ)[الزمر: 8].

بينَ الحاجةِ والفقرِ، وهمومٍ تكسرُ الظهرَ، أطفالٌ يشتكونَ الجوعَ، وصاحبُ دَيْنٍ مفجوعٌ، وإيجارٌ قد حلَّ أوانُه، أصبحَ أسيراً بينَ أحزانِه، عندها تذكّرَ الغنيَ الرزاقَ، ومن له خزائنُ السماواتِ والأرضِ، فدعا وألحَّ وعاهدَ اللهَ عهداً غليظاً: (وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ)[التوبة: 75].

هنالك تغيَّرت أحوالُه، وكثُرت أموالُه، رزقَه اللهُ -تعالى- من حيثُ لا يحتسبْ، فأصبحَ حديثَ الزمانِ، ومن يُشارُ إليه بالبنانِ، فماذا كان؟: (فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ)[التوبة: 76].

عجيبٌ أنت أيها الإنسانُ: (فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [الزمر: 49]

بينَ اليأسِ والأملِ، ولهفةِ الزوجينِ وطولِ الأجلِ، يحلمونَ بصغيرٍ يملأُ عليهم البيتَ، سئموا من عقاقيرِ المعالجينَ، من أطباءَ ورقاةٍ وعطّارينَ، هنالك تذكروا أن: (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ)[الشورى: 49].

عندها: (دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) [الأعراف: 189].

فتوجهوا إلى الرحمانِ، ومن يُغيثُ اللهفانَ، فاستجابَ لهم ورزقَهم طفلاً جميلاً، تعلّقت به قلوبُ الوالدينِ، وأصبحَ لهم قرةَ العينينِ، فماذا كان؟: (فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)[الأعراف: 189].

عجيبٌ أنت أيها الإنسانُ: (وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ)[الروم: 33].

عبادَ اللهِ: إن نعمةَ اللهِ -تعالى- على عبادِه هو اختبارٌ، يخسرُ فيه اثنينِ من ثلاثةٍ، ومصداقُ ذلك في هذه القصةِ الحقيقيةِ؛ كما جاء في حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِنَّ ثَلاثَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا، فَأَتَى الأَبْرَصَ فَقَالَ: أَيُّ شيء أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَوْنٌ حَسَنٌ، وَجِلْدٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ، فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ وَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا.

قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الإِبِلُ، فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ، فَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا.

فَأَتَى الأَقْرَعَ فَقَالَ: أَيُّ شيء أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: شَعْرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا الَّذِي قَذِرَنِي النَّاسُ، فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ وَأُعْطِيَ شَعْرًا حَسَنًا، قَالَ فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟

قَالَ: الْبَقَرُ، فَأُعْطِيَ بَقَرَةً حَامِلاً، وَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا.

فَأَتَى الأَعْمَى فَقَالَ: أَيُّ شيء أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: أَنْ يَرُدَّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي فَأُبْصِرَ النَّاسَ، فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ. قَالَ فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْغَنَمُ فَأُعْطِيَ شَاةً وَالِدًا، فَأَنْتَجَ هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنَ الإِبِلِ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الْبَقَرِ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الْغَنَمِ.

ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ قَدِ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلا بَلاغَ لِيَ الْيَوْمَ إِلاَّ بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ بِهِ فِي سَفَرِي، فَقَالَ: الْحُقُوقُ كَثِيرَةٌ. فَقَالَ كَأَنِّي أَعْرِفُكَ أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ، فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللَّهُ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا وَرِثْتُ هَذَا الْمَالَ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ.

وَأَتَى الأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ هَذَا، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ.

وَأَتَى الأَعْمَى فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلا بَلاغَ لِيَ الْيَوْمَ إِلاَّ بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي؟ فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي فَخُذْ مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْتَ، فَوَ اللَّهِ لا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ بشيء أَخَذْتَهُ لِلَّهِ -عز وجل-، فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ فَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ".

أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم من كلِ ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحبُ ربنا ويرضى، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه، صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليه وعلى آلِه وأصحابِه ومن اهتدى بهداهم إلى يومِ الدينِ.

أما بعد:

فإذا جاءت الاختباراتُ، توّجهَ الطلابُ إلى ربِ الأرضِ والسماواتِ، فتمتلئ المساجدُ، ما بينَ راكعٍ وساجدٍ، دعاءٌ وخضوعٌ، وتذللٌ وخشوعٌ، وهذا واللهِ جميلٌ أن يعرفَ الأبناءُ الالتجاءَ في الأزماتِ إلى من في السماءِ: (قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ)[الأنعام: 63-64].

فمن دعا اللهَ - تعالى - خالصاً من قلبِه، فإن اللهَ -تعالى- يستجيبُ له ويُعطيه ما سألَ: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)[البقرة: 186].

ولكن ماذا بعدَ أن يُعطيَكم اللهُ -تعالى- ما تسألونَه؟ هل ستشكرونَه؟ فيصدقُ عليكم قولُ اللهِ -تعالى-: (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ)[إبراهيم: 7].

أم ستنسونَه؟ فيصدقُ عليكم قولُ اللهِ -تعالى-: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)[الحشر: 19].

اللهم وفِّق أبناءَنا الطلابَ وبناتِنا الطالِباتِ في اختِباراتِهم الدراسيةِ.

اللهم اكتُب لهم التوفيقَ والنجاحَ والسعادةَ والصلاحَ واعصِمهم من مُضِلاَّتِ الفتنِ يا ربَ العالمينَ.

اللهم أعِزَّ الإسلامَ وانصُرِ المسلمينَ، ودمِّر أعداءَ الدينِ، واجعل هذا البلد آمنًا مُطمئنًّا وسائرَ بلاد المُسلمين.

اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرِنا لما تحبُّ وترضى، وخُذ بناصِيته للبرِّ والتقوى.

اللهم إن لنا إخوانًا في الشامِ تسلَّطَ عليهم أعداءُ المِلَّة والسُّنَّة فدمَّروا بيوتَهم، وقتلُوا رجالَهم ونساءَهم وأطفالَهم، وانتهَكوا أعراضَهم.

اللهم عجِّل بهلاكِهم وهزيمتِهم يا قويُ يا عزيزُ يا ربَ العالمينَ.

اللهم أنزِل عليهم عذابَك ورِجزَك وسخَطَك إلهَ الحق يا رب العالمين.

اللهم انقطَع الرجاءُ إلا منك، وخابَت الظُّنونُ إلا فيك، وضعُفَ الاعتمادُ إلا عليك أنت ملاذُنا، وأنت عِياذُنا، وعليك اتِّكالُنا.

اللهم انصُر أهلَنا في الشامِ عاجلاً غيرَ آجِل.

اللهم انصُر أهلَنا في الشام عاجلاً غيرَ آجِل يارب العالمين.