البحث

عبارات مقترحة:

الرزاق

كلمة (الرزاق) في اللغة صيغة مبالغة من الرزق على وزن (فعّال)، تدل...

الوارث

كلمة (الوراث) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَرِثَ يَرِثُ)، وهو من...

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

خطبة عيد الفطر

العربية

المؤلف رشيد بن إبراهيم بو عافية
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات صلاة العيدين
عناصر الخطبة
  1. أهمية التقوى وفضائلها .
  2. إن الدين عند الله الإسلام .
  3. لا إسلامَ بلا عقيدة وتوحيد .
  4. السير على منهج الأنبياء والصحابة .
  5. سرعة مرور الزمن .
  6. هنيئا لكم أيها الصائمون القائمون المقبولون .
  7. بعض أداب العيد .
  8. موعظة خاصة بالنساء .

اقتباس

ثم اعلموا -رحمكم الله- أنهُ لا إسلامَ بلا عقيدة وتوحيد، فأساسُ هذا الدين كلمةُ التوحيد "لا إله إلا الله"، هي مفتاحُ الجنة وثمنُها، أفضلُ ما قاله الذاكرون، لا يقبلُ الله عملاً من الأعمال ما لم يكن صاحبُهُ ناطقًا بها بلسانه، مؤمنًا بها بجنانه، منقادًا لها بجوارحه وأركانه، على حقيقة هذه الكلمة يوزَنُ الإنسُ والجنُّ والأفرادُ والجماعات والأمم، فمن وَفَّى بحقيقة ما تدل عليه كان من الناجين الصادقين، ومُكِّنَ لهُ في....

الحمد لله ربّ العالمين، لا إله إلا هوَ وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وأعزَّ جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.

الحمدُ لله العظيم رب العرش الكريم، هدانا للإيمان، ووفقنا لإدراك رمضان في العام، وسهَّلَ لنا قيام لياليه مع الأنام، فله الحمدُ أوَّلاً و آخرًا، ظاهرًا وباطنَا.

اللهم لكَ الحمدُ بكلِّ نعمةٍ أنعمت بها علينا، لك الحمدُ بالأهل والمال والمعافاة، بسطتَ رِزقنا، وكبَتَّ عدُوَّنا، وأظهرتَ أمننا، وستَرْتَ عَيْبَنا، وجمعتَ فرقتَنَا، ومن كلِّ ما سألناكَ ربَّنا أعطيتنا، فلكَ الحمدُ حمدًا كثيرا طيبا مباركا فيه كما تحب وترضى.

ثم أما بعد:

فالله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.

معشر المؤمنين: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -جل وعلا-، فهي وصيتُهُ سبحانه للأوَّلين والآخرين: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ)[النساء: 131].

تقوى الله -تعالى- خيرُ زادٍ يُدَّخَرْ، قال تعالى: (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) [البقرة: 197].

هي أفضل لباس يُزَيِّنُ ما بطن وظهر، قال تعالى: (وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْر) [الأعراف: 26].

هي سببُ النجاة من البلاء والضُّر، قال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[الطلاق2-3].

هي سببُ الخيرات والبركات، قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض) [الأعراف: 96].

فاتقوا الله -عبادَ الله- واجعلوا التقوى شعارَكم، في الليل والنهار، في السر والعلانية، في السَّفر والحَضر، في الشباب والمشيب، في أنفسكم وأهليكم والناس أجمعين.

أيها الإخوةُ المسلمون: اعلموا -رحمكم الله- أنَّ الدين عند الله الإسلام، فهو الدِّينُ الذي لا يقبلُ اللهُ دينًا سواه من الإنسِ والجِن سواء، هو النَّاسِخُ لكلِّ دينٍ قبله، وهو الحاكمُ على كلِّ شريعةٍ سواه، من ابتغى العزَّةَ في غير دينِ اللهِ أذَلَّهُ الله –تعالى-، ومن ابتغى الهدايةَ في غيرِ منهجِهِ أضَلَّهُ وأخزاه؛ كما قال اللهُ -تعالى-: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِين)[آل عمران: 85].

ثمَّ إنَّهُ لا فرقَ في هذا الدين بين عربي وأعجمي، ولا بين أبيض وأسود، ولا طويل وقصير، ولا غنيّ وفقير، ولا وضيعٍ وَوَزير إلا بالتقوى، دِينٌ قيّمٌ قائمٌ على الحقائقِ والبراهين، لا على النِّسَبِ والعناوينْ، الناسُ فيهِ كلُّهم أمام التكليف والحساب سواء، لا يتميزون بأجناسٍ ولا ألوان، ولا مراتبَ ولا سلطان، إلا من أتى الله بقلب سليم وبرهن عليه بالعمل الصالح، قال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: "يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ألا هل بلغت"[صحيح الترغيب 2963].

قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عُبَيَّةَ الجاهلية وتعاظُمَهَا بآبائها، فالناس رجلان: رجل بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب "[صحيح الجامع: 7867)].

فالله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.

ثم اعلموا -رحمكم الله- أنهُ لا إسلامَ بلا عقيدة وتوحيد، فأساسُ هذا الدين كلمةُ التوحيد "لا إله إلا الله"، هي مفتاحُ الجنة وثمنُها، أفضلُ ما قاله الذاكرون، لا يقبلُ الله عملاً من الأعمال ما لم يكن صاحبُهُ ناطقًا بها بلسانه، مؤمنًا بها بجنانه، منقادًا لها بجوارحه وأركانه، على حقيقة هذه الكلمة يوزَنُ الإنسُ والجنُّ والأفرادُ والجماعات والأمم، فمن وَفَّى بحقيقة ما تدل عليه كان من الناجين الصادقين، ومُكِّنَ لهُ في الأرض ولو بعد حين، ومن تركَ هذا الأصل الأصيل كان من الخاسرين المُبعَدين، وإن ادَّعى ألفَ دعوى ولبسَ لنا ألفَ لَبُوس.

و"لا إله إلا الله" هي الكلمةُ التي لا تقبلُ القِسمةَ ولا التبعيض؛ لأنَّ معناها: لا معبودَ بحق إلا الله –تعالى-، واللهُ هوَ الحقُّ -سبحانه-، فهو وحده المستحق للعبادة والخضوع لا ربَّ سواهُ ولا إله غيرُه، فمن صرفَ شيئًا من العبادات بجميع أنواعها لغير الله فقد قَسَّمَ ولم يُوَحّد، قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِين * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِين)[الزمر: 64- 66].

وقال سبحانه على لسان يوسف -عليه السلام-: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّار)[المائدة: 82].

وقال سبحانه: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)[الكهف: 110].

الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا.

ثم اعلموا -رحمكم الله- أنّ أفضل الخلق بعد الأنبياء والرسل -عليهم السلام- أبو بكرٍ وعُمَر، وعثمانَ وعلي، وسائرُ صحابةِ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وزوجاتهِ أمَّهات المؤمنين، هم قُدوتنا وأسوتنا، وعلى منهجهم نسير ونقتفي، فاعرفوا لهم حقَّهم، وتمسَّكوا بهديهم فإنَّهم على الصراط المستقيم.

نظر اللهُ -تعالى- في قلوب العباد، فوجد قلبَ محمد -صلى الله عليه وسلم- خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم-، فوجد قلوبَ أصحابِهِ خيرَ قلوبِ العباد، فجعلهم وزراء لنبيّه -صلى الله عليه وسلم-، من أحبَّ هؤلاءِ القوم فبحُبّ الله والنبيّ والإسلامِ أحبَّهم، ومن أبغضهم أو سبَّهم أو انتقصَ من قدرهم فَبِبُغضِ الله والنبي والإسلامِ أبغضهم وسبَّهم، وإن ادَّعى على حبّ الله ألفَ دعوى ولَبِسَ لنا ألفَ لبوس؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أبي بكر وعمر: "هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين، يا علي لا تخبرهما".

وقالَ صلى الله عليه وسلم: "لا تسبّوا أحدًا من أصحابي، فإنّ أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه".

وقالَ صلى الله عليه وسلم: "من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".

وقال الإمام أحمد -رحمه الله-: "إذا رأيت أحدا يذكر أحدا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسوء فاتهمه على الإسلام".

الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا.

معشر المؤمنين: هكذا الدنيا تمر كما مر رمضان؛ تمضي سريعاً، وتنقضي أيامها جميعاً، ينسى الطائع فيها مشقة الطاعة لكن أجرها محفوظ في صحيفته، وينسى العاصي لذة المعصية، لكن وزرها مدونٌ في صحيفته، وها هو ذا شهرُ رمضان مرَّ بنا كطيفِ خَيالْ، كنَّا بالأمس نتحدَّث عن استقبال هذا الشهر العظيم، والموسم الجليل الكريم، وأنذرنا أنفسنا قُرب انصرافه ورحيله، وها نحن اليوم نشهدُ الرحيل والوداع، والعمرُ كذلك، وقصَّةُ الحياة كذلك، وما يتذكَّر إلا أولوا الألباب، قال الله -تعالى-: (أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِين * ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُون * مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُون)[الشعراء: 205-207].

رمضان كان موسِمًا للرحمة والمغفرة والعتق من النار: ليله معمور، ونهاره مبرور، كم من جُهودٌ بُذِلت، وأجسادٍ تعِبت، وقُلوبٍ وجِلت، وأَكُفٍّ رُفِعت، ودُموعٍ ذَرَفَت، وعبرَاتٍ سُكِبت، ما أجملها من ذكرياتْ، وما أرَقَّها من صفحاتْ، لو كانت في جميعِ الأحوال والأوقات.

نسأل الله الثبات على الحق حتى الممات.

الخطبة الثانية:

الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا.

أيها الإخوةُ في الله: هنيئاً للوجوه التي وجهت وجهها لله، ويا سعداً للبطون التي جاعت في سبيل الله، ويا لَبُشْرَى أكباد ظمئت طلباً لرضوان الله، ويا فوز أقدامٍ انتصبت قائمةً لله، وحرَّم الله عيوناً على النار فاضت من خشية الله: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)[يونس: 58].

يخرج اليوم المسلمون إلى الصلاة لربهم حامدين معظمين، وبنعمة الله في إتمام الفريضة مغتبطين، ولخيره وثوابه راجين وطالبين، يسألون فيه الرب -تعالى- قبولَ الأعمال، وغسلَ الأوحال، وإعادة هذا اليوم السعيد وهم في أحسن حال.

في هذا اليوم العظيم يرجع كل مسلم بما كتب الله له وقدر، فالمحسنون يجدون في صحائفهم العز والفوز والكرامة والعتق من النار، والمفَرّطون يجدون فيها الخيبة والخزي والندامة- نعوذ بالله من الخزي والندامة- في صحيح الترغيب والترهيب عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن جبرائيل -عليه السلام- أتاني فقال: من أدركه شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين، فقلت آمين".

نسأل الله -تعالى- القرب والرضا والكرامة، ونعوذ بالله من الطرد والبعد والمهانة.

الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا.

اعلموا -معشر المؤمنين-: أنَّ من أعظم الخصال في هذا اليوم إظهارُ البشر والسعادة والسرور، في النفوس والبيوت وفي كل مكان، إذ الأعيادُ أيامٌ يظهرُ فيها الفرح والبشر والمرح بما لا معصية فيه لله -تعالى- فقد كان الأولاد يلعبون في الأعياد ويمرحون؛ في المتفق عليه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنّيان وذلك في يوم عيد- بما تقاولت الأنصار يوم بُعاث-، فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا بكر –دعهما- إنَّ لكلّ قوم عيدًا، وهذا عيدُنا".

ومن خصال هذا اليوم السعيد: التهنئة والمصافحة والوئام، وهذه عادةٌ حسنة تلتئمُ بها العلاقات، وتجلب المودة وتزيل البغضاء من القلوب والصدور؛ فعن جبير بن نفير قال: "كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك".

وعن محمد بن زياد قال: "كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب -صلى الله عليه وسلم- فكانوا إذا رجعوا يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك".

واعلموا -حفظكم الله- أن تخصيص هذا اليوم بزيارة القبور لا أصل له في الشرع، وخاصة مع ما تشهده المقابر في هذا اليوم من المنكرات والفضائح والمعاصي والاختلاط والسفور، فإنه لا يجمل بالمؤمن العفيف والمؤمنة العفيفة أن يُكثًر سَواد العاصين لله -تعالى- في المقبرة، ويشهد منزلا يعصى فيه ربنا - تعالى-.

الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا.

اعلموا أن الشيطان كان في رمضان خائبا مأسورا، فهو يريد أن يثأر بعد رمضان وبجعل الأعمال هباء منثورا، ادحضوه بالتوبة والإيمان، والصدق والإحسان يرجعُ خائبا مكسورا.

فيا أيها الأخ المسلم الذي نزلت ضيفًا على بيتِ الله -تعالى- في شهر رمضان، يا من عوَّدت جوارحك الطاعة والاستقامة في رمضان؛ اتَّقِ اللهَ –تعالى- الذي أكرمكَ في جملةِ من أكرم في هذا الشهر العظيم، إيَّاكَ أن تنتكسَ بعد رمضان، وإياك أن تتركَ الصلاة بعد خروج رمضان، فإنَّهُ الإفلاسُ بعد الغنى، والخرابُ بعد البنَاء، قال صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما يحاسب به العبد المسلم يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح له سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله".

وقال صلى الله عليه وسلم: "إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" [رواه مسلم].

الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا.

من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم العيد أن يذكر النساء بعد الرجال، تعميما للخير والفائدة، فأقول للأخت المسلمة:

اتق الله -تعالى- أختي المسلمة، واحفظي حدود الله وحقوق العباد، واعلمي أن أفضل زينة للمرأة التقوى والعفاف والصلاح، لا يغرنك ما يفعله بعض النساء من السفور والتبرج ورفع الصوت والبصر.

حافظي على الصلوات، وإياك ومزاحمة الرجال في الأسواق والشوارع والحافلات، انتبهي إلى جلبابك فإنه رأس مال الحياء، تأكدي من أنه ساتر لجميع البدن، وأنه ليس لباس زينة يجلب الأنظار، وأنه واسع فضفاض غير ضيق ولا شفاف، وأنه غير مبخر بالعطور والروائح.

حافظي على أحكام الطهارة والوضوء والغسل والعبادات، وتعلميها واسألي عنها، ولا يمنعنك الحياء أن تسألي عنها، فإن خير النساء من لم يمنعهن الحياء من تعلم أمور دينهن.

بادري إلى قضاء أيام الصيام، ولا تتركيها حتى يأتي عليك رمضان، ونسأل الله -تعالى- أن يفتح على كل أخت مسلمة أبواب السعادة والراحة والهناء في الدنيا والآخرة، وأن يرزقهن الذرية الصالحة، والأزواج المؤمنين، والصبر والإيمان واليقين؛ إنه نعم المولى ونعم المجيب.

الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.

اللهم تقبل صلاتنا وصيامنا وقيامنا، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب.

اللهم اجعل عيدنا سعيدًا، وعملنا صالحًا رشيدًا، وأعدْ علينا هذا العيد باليُمن والبركات، والهداية والخيرات يا أرحم الرَّاحمين.

معشر المؤمنين: تقبل الله مني ومنكم، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.