البحث

عبارات مقترحة:

الجميل

كلمة (الجميل) في اللغة صفة على وزن (فعيل) من الجمال وهو الحُسن،...

الوصية

العربية

المؤلف محمد بن محمد المختار الشنقيطي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المعاملات
عناصر الخطبة
  1. الوصية حفظ للحقوق وأداء للواجب .
  2. الوصية بثلث المال لغير الورثة .
  3. الوصية في الأقربين من غير الورثة أفضل .
  4. ذكر الديون والحقوق المترتبة على المرء في الوصية .
  5. التحلل من المظالم .
  6. الاستعانة في كتابة الوصية .
  7. إحسان الظن بالله حال الاحتضار .

اقتباس

يوصي المسلم بالصدقة من ثلث ماله فينظر أول ما ينظر إلى أقرب الناس إليه، لا يوصي للبعيد ويترك أرحامه وأقاربه، فإن ذلك من ضياع الخير على الإنسان؛ لأن أعظم ما يكون من الأجر أن يحسن الإنسان إلى أقرب الناس إليه، فالوصية للقرابة فيها أجران: أجر الصدقة عليهم، وأجر صلة الرحم التي يصل الله أهلها بوصله يُحسن إلى قرابته فينظر إلى أقربائه الذين لا يرثون؛ لأن الوصية لا تكون لوارث، فلا يجوز لمسلم أن يوصي لابنه أو لبنته، أو من يرثه؛ لأن...

الخطبة الأولى:

أما بعد:

فيا عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-؛ فمن اتقى الله جعل له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا.

عباد الله: ما من إنسان في هذه الدنيا إلا هو مفارق لها ومودع لأهلها، ولكن ينبغي على المسلم أن يعلم أن هناك حقوقًا وواجبات، وأن هناك فرائض وأمانات حمّله الله إياها وأوجب عليه أداءها لأهلها ومستحقيها.

عباد الله: شرع الله الوصية للمسلمين؛ لكي تؤدى بها الحقوق والواجبات، ويخرج المسلم من هذه الدنيا خفيف الحمل من التبعات والمسؤوليات.

الوصية -عباد الله- تكون للإنسان في حق نفسه، وتكون في حق أهله وولده، وتكون بحقوق الناس وما لهم عليه.

أما وصية الإنسان فإنه يوصي لنفسه بخير بعد وفاته، يُبقيه الله -جل وعلا- له حسنة باقية، يدر عليه أجرها ويبقي له ثوابها، فيوصي من ماله بصدقة أو بر أو إحسان، ويجعل ذلك لوجه الله -جل جلاله-، يحتسب ثوابه عند الله.

وجعل الله للمسلم قدر الثلث فيوصي بما دون ذلك من ماله، دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- وأرضاه وهو طريح الفراش في المرض في حجة الوداع فقال: يا رسول الله: لقد بلغ بي من الوجع ما ترى، وإن لي مالاً كثيرًا وليس لي إلا بنت، أفأوصي بثلثي مالي؟! قال: "لا". قال: أفأوصي بشطره؟! قال: "لا". قال: فبالثلث؟! قال: "الثلث والثلث كثير".

قال حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: لو أن الناس غضوا من الثلث؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الثلث والثلث كثير".

يعني لو أن الإنسان إذا أراد أن يوصي فلا يبلغ بوصيته الثلث؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عدّه كثيرًا ثم علل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبيّن السبب حينما منع سعدًا أن يوصي بأكثر ماله؛ قال له -عليه الصلاة والسلام- والخطاب للأمة كلها: "إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير لك من أن تذرهم عالة يتكففون الناس"، هذا المال الذي تركته إذا تركته لأولادك فصنت وجوههم عن ذل المسألة والفاقة إلى الناس فإن الله يأجرك على ذلك ويثيبك عليه وهم أقرب الناس منك وأولاهم بمعروفك وإحسانك.

عباد الله: يوصي المسلم بالصدقة من ثلث ماله فينظر أول ما ينظر إلى أقرب الناس إليه، لا يوصي للبعيد ويترك أرحامه وأقاربه، فإن ذلك من ضياع الخير على الإنسان؛ لأن أعظم ما يكون من الأجر أن يحسن الإنسان إلى أقرب الناس إليه، فالوصية للقرابة فيها أجران: أجر الصدقة عليهم، وأجر صلة الرحم التي يصل الله أهلها بوصله يُحسن إلى قرابته فينظر إلى أقربائه الذين لا يرثون؛ لأن الوصية لا تكون لوارث، فلا يجوز لمسلم أن يوصي لابنه أو لبنته، أو من يرثه؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا وصية لوارث".

يوصي بالمعروف والخير الذي يرى عظيم نفعه للمسلمين وعظيم أجره للمؤمنين، خاصة إذا كان من الصدقات الجارية كحفر الآبار، وبناء المساجد ونحو ذلك من سبل الخير، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، "ومن بنى لله مسجدًا ولو كمفحص قطاة بنى الله له قصرًا في الجنة".

يوصي الإنسان ويكتب وصيته، يحفظ بها حقوق أهله وأولاده، فإذا كانت للإنسان ذرية، وكانت الذرية ضعيفة وهم الأيتام والقصر والبنات والنساء الضعفة، إذا علم أنهم يتضررون من بعد موته وأنهم يحتاجون إلى من يتفقدهم ومن يحسن إليهم ويقوم عليهم، نظر إلى أقربائه، نظر الصالح الدّين الذي يأمنه ويرى فيه الخير والاستقامة والحفظ لحدود الله، فعهد بالأمانة إليه، حتى إذا لقي الله -جل جلاله- وسأله عن ذريته كان حافظًا غير مضيع، ينظر إلى أقرب الناس وأكثرهم محافظة على ولده من بعده، فيوصيه بتقوى الله -جل جلاله-، ويوصيه بحفظ أبنائه وبناته: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) [النساء:9].

قال العلماء: من كان له صبية أو أبناء وبنات صغار فيجب عليه أن يوصي إذا غلب على ظنه أنهم يضيعون من بعده، أو يكون له أقرباء يخشى عليهم من بعده أن يوذيهم عهد بهم إلى من يتقي الله فيهم، وذلك من حقوق الأولاد على الوالدين من بعد وفاتهم، فإن كان لهم أخ يحفظهم ويعرف فيه الدين والأمانة والرحمة عهد إليه وذكره الله -جل جلاله- في ذريته، فمن أعظم ما يكون البر أن يحسن الإنسان إلى أبناء وبنات الوالد، فذلك من أعظم البر وأحبه إلى الله -جل جلاله-.

فلابد للمسلم إذا كانت له ذرية من بعده أن يوصي إذا غلب على ظنه أنهم يضيعون، فإذا لم يجد الإنسان في قرابته من يعرف فيه الدين والأمانة والمحافظة عهد ولو إلى بعيد يُعرَف فيه ذلك، يُعرَف فيه الدين والأمانة والحفظ لحدود الله -جل جلاله-، وأمرَه أن يتقي الله في ذريته، وعهد إليه بالوصية وكيف يتصرف في أمرهم من بعد وفاته.

كذلك أيضًا يوصي المسلم لحق الناس، فإذا كانت حقوق الناس عليه كالديون ونحوها من الأمور التي تتعلق بها ذمم الناس وصى من بعده بأدائها وردها إلى أهلها؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله"، فلا يجوز للمسلم إذا كان عليه دين أن ينام ولو كان صحيحًا قويًا لا يجوز له أن ينام ليلته إلا ووصيته مكتوبة تحت رأسه، يكتب فيها القليل والكثير والصغير والكبير قبل أن يأتي يوم يحاسب فيه على الخردلة والقطمير والنقير، يكتب وصيته بحقوق الناس كاملة غير منقوصة، يؤديها إلى عباد الله وهو يخاف الله ويرجو بذلك النجاة بين يدي الله -جل جلاله-، فأمامه اليوم الذي تنشر فيه الدواوين وتنصب فيه الموازين؛ لكي يحاسب على مثقال خردلة: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) [الأنبياء:47].

ومن حقوق الناس التي يوصي بها: الديون، سواء كانت من النقدين أم كانت من غير النقدين، فيكتب: لفلان ابن فلان علي كذا وكذا، ويذكر اسمه ويذكر عنوانه ويحدد أوصافه إذا كان يعلم أو يغلب على ظنه أن الورثة من بعده يحتاجون إلى مثل هذا، يكتب بحقه إليه؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه".

كذلك أيضًا من حقوق الناس مظالمهم، فإذا علم أنه ظلم مسلمًا أو اغتصب أرضه أو أكل ماله أو آذاه في عرضه كتب لورثته من بعده أن يُخرجوا هذا الحق لصاحبه، وأن يتحللوا صاحب الحق من مظلمته قبل أن يفلس بين يدي الله؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "أتدرون من المفلس؟!"، قالوا: يا رسول الله: المفلس فينا من لا دينار له ولا درهم. قال: "إنما المفلس من يأتي يوم القيامة وقد شتم هذا، وأكل مال هذا، فيؤخذ من حسناته على قدر مظلمتهم، حتى إذا فنيت حسناته أخذ من سيئات صاحبه فوضعت عليه ثم أمر به فطرح في النار".

فيؤدي هذه الحقوق إلى أهلها؛ قال بعض السلف: حضرت الوفاة رجلاً من الصالحين فنادى أولاده وقال: تحللوا من جاري؛ فإن له حقًّا عندي. قالوا: يا أبانا: وما حقه الذي عندك؟! قال: إني أكلت طعامًا فأصابت يدي السمن والودك -أي الدهن- فأردت أن أغسل يدي فاحتجبت إلى التراب فحككت جدار جاري، فتحللوا لي منه.

حكّ جداره وأخذ الطين اليسير منه، يتحلل منه قبل أن يلقى الله -جل جلاله-، ومن خاف الله -جل جلاله- بصَّره الله بحقوق عباده وأخرجه من الدنيا خفيف الظهر خفيف الحمل من حقوق الناس.

حق الله إذا استغفر العبد غفره، وإذا استرحمه رحمه، وإذا سأله وهو الكريم أعطاه، ولكن حقوق العباد بالقصاص، والله لا يضيع حق العبد، ولا بد أن يأخذه كاملاً غير منقوص، فالسعيد من رزق التحلل من المظالم، إذا سب الناس أو شتمهم أو وقع في أعراضهم أو أكل أموالهم أو اغتصب أراضيهم خرج من الدنيا خفيف الحمل، فتحلل من أصحاب هذه المظالم وسألهم العفو وطيَّب خواطرهم ولو بإعطائهم شيئًا من الدنيا حتى يرضوا؛ حتى يكون ذلك أدعى لخفة حمله بين يدي الله -جل جلاله-.

عباد الله: مما ينبغي للموصي أن يكتب وصيته، فإذا كان عاجزًا عن الكتابة عهد إلى الأمين، وهو الكاتب العدل، فأمره أن يكتب، وعلى الذي علمه الله الكتابة أن يكتب، وأن لا يكفر نعمة الله إذا علمه من فضله: (فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلْ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً) [البقرة:282]. فيؤدي الحق كاملاً ثم إذا انتهى من كتابة هذا الحق أمر بعدلين، فقرأ الكتاب عليهما وقُرئت الوصية عليهما، ويعلمان ما فيها، وأشهدهما على ما كتب وكفى بالله شهيدًا وكفى بالله حسيبًا.

وإذا أراد المسلم أن يكتب وصيته فخير ما يوصي به تقوى الله -جل جلاله-، أوصِ أولادك وذريتك من بعدك أن يتقوا الله -جل جلاله-، وأعظم وصية وأجلها وأشرفها على الإطلاق الوصية بتوحيد الله -جل جلاله-، وصّى بها إبراهيم حينما حضره الموتُ، ووصى بها يعقوب ووصى بها الأنبياء، وصوا بلا إله إلا الله، وصوا بما أمر الله به من فوق سبع سماوات فأنزل من أجله كتبه، وأرسل من أجله رسله: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [البقرة:132].

اللهم ارحم ضعفنا واجبر كسرنا وأصلح أحوالنا وسدد أقوالنا.

اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة بما يرضيك عنا.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله ذي العزة والجلال والعظمة والكمال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يصرف الشؤون والأحوال، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى الآل، وعلى جميع من سار على نهجهم واهتدى بهديهم إلى يوم الدين.

أما بعد:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-.

عباد الله: إذا أحسّ أقرباء الإنسان بدنو أجل قريبهم فعليهم أن يتقوا الله -جل وعلا- فيه، عليهم أن يذكِّروه بحقوق عباد الله التي عليه، وعلى الأطباء أن يُنبهوا المرضى إذا دنا الأجل ولو بأسلوب غير مباشر؛ حتى يحتاط الإنسان لنفسه، ويحتاط لحقوق عباد الله عليه، فإذا أحسَّ الإنسان بدنو الأجل فعليه أن يحسن الظن بالله -جل جلاله-؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا يمت أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله"، والله عند حسن ظن عبده به، وليعلم المسلم أنه إذا حانت أمارات الموت ودنا الموت أنه سيقدم على رب حليم رحيم كريم، وأن الله سبحانه أرحم به من أهله وألطف به من خلقه، وعليه أن يُقبل مجيبًا داعي الله بقلب مطمئن ونفس منشرحة، مشتاقًا أشد من شوق الحبيب إلى حبيبه.

الله -جل جلاله- ينتزع حبيبه المؤمن من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ينتزع حبيبه المؤمن من مهانة الدنيا إلى كرامة الآخرة، ينتزع حبيبه المؤمن من عذاب الدنيا إلى رحمة الآخرة، قال -صلى الله عليه وسلم- لما مر بجنازة: "مستريح ومستراح منه" قالوا: يا رسول الله: ما المستريح وما المستراح منه؟! قال: "أما العبد المؤمن فيسترح من نكد الدنيا وتعبها إلى راحة الآخرة"، فأحسنوا الظن بالله -جل جلاله-، وإن خطرت في قلبكم رحمة من الله فاعملوا أن رحمة الله فوق ما تتصورون وفوق ما تظنون: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ) [البقرة:223].

ومن يقول: ستلقاني وأبشر، فالظن به حسن، وهو أهل أن يُحسن به الظن، فيحسن المؤمن ظنه بالله ولا تنقبض نفسه من الآخرة أبدًا؛ فالدنيا سجن المؤمن ولكنها جنة الكافر، والآخرة جنة المؤمن وسجن الكافر، وإذا دنا الموت من ولي الله وعلم الله ضعفه وعلم سبحانه أنه جاهل بما هو قادم عليه فأصابه الخوف والحزن أنزل الله من فوق سبع سماوات ملائكته معهم كفن من أكفان الجنة فيجلسون منه مد البصر، فإذا رآهم اطمأن قلبه وارتاحت نفسه واشتاق إلى لقاء الله، لو خُيِّر ساعتها بين أهله وولده والقدوم على الله لاختار القدوم على الله.

فيا عباد الله: إن الله فوق ما تتصورون وفوق ما تتخيلون من رحمة وإحسان وبر، وهو ألطف بالعبد من نفسه، فأحسنوا الظن بالله وتهيؤوا للقاء الله، وينبغي للمسلم مهما كان في صحة وعافية أن يخاف من الموت، فكم اخترم هادم اللذات ومفرق الجماعات من شباب في عز شبابهم ونضرة حياتهم وبهجتهم وسرورهم.

فيا عباد الله: تهيؤوا للقاء الله، وتجملوا بالطاعات والباقيات الصالحات.

وصلوا وسلموا على أشرف الخلق وسيد الكائنات، فقد أمركم الله -جل جلاله- بذلك فيما أنزل من آيات...