المتين
كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...
العربية
المؤلف | عبد العزيز بن عبد الله السويدان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الصيام |
نستشعر استقبال رمضان بعجيبِ ما يسبغه على قلوبنا في أيامه ولياليه من إرادة حب الخير، والحرص على العبادة، مما لا نشعر به في شهور أخرى، وكيف لا؟ والشياطين مسلسلة، وأبواب الجنة مُشرعة، وأبواب النيران مغلقة، ومنادٍ ينادي من أول ليلة فيه: "يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر".
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلّ له، ومَن يُضْلِلْ فلا هاديَ له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
والله إنها لمنة عظيمة من الله -تعالى- إذا يسر للعبد بلوغ شهر رمضان، اللهم بلغنا شهر رمضان، وأعنا على حسن صيامه وقيامه.
معاشر المسلمين: ينبغي أن نجدد ونؤكد على حقيقة مكانة هذا الشهر، شهر رمضان، في قلوبنا؛ هل فعلا ندرك قيمته؟ هل ندرك قيمته بكونه الشهر الذي أنزل فيه القرآن؟ القرآن دستور الأمة ونور بصيرتها: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة:185].
فلندرك قيمته بما يحويه من ليلة مباركة هي خير من ألف شهر، ليلة فيها من الفضل ما لا يكاد يصدقه العقل، ولقد جاء في السنن من حديث أبي هريرة، قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ".
هل ندرك قيمته بمضاعفة الحسنات خلاله أضعافا مضاعفة؟ كما في المسند من حديث أبي هريرة بسند صحيح قوله -صلى الله عليه وسلم-: "يقول الله -عز وجل-: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَهُوَ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، إِنَّمَا يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي، فَصِيَامُهُ لي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، كُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَهُوَ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ".
وفي رواية صحيحة في سنن النسائي: "ما من حسنة عملها ابن آدم إلا كتب له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به".
ثم بعد هذا: هل نحن مخلصون في التهيؤ لاستقباله؟ استقباله هو وحده دون ما يصاحبه من أشياء تقليدية مرتبطة به، أطعمة خاصة أو برامج في التليفزيون أو مسلسلات خصصت من أجله.
فالإخلاص باستقباله يقتضي أن نلغي هذه المصاحبات من مشاعرنا ومن نفوسنا في شوقنا له، وأن نخلص الشوق للشهر وحده بمزاياه الرفيعة دونما يصاحبه من أشياء أو سلوكيات بشرية، فنستشعر استقباله بما يتيحه لنا مثلا من فرصة في الصبر على الطعام، والصبر عبادة لا حد لأجرها: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر:10].
نستشعر استقبال رمضان بعجيبِ ما يسبغه على قلوبنا في أيامه ولياليه من إرادة حب الخير، والحرص على العبادة، مما لا نشعر به في شهور أخرى، وكيف لا؟ والشياطين مسلسلة، وأبواب الجنة مُشرعة، وأبواب النيران مغلقة، ومنادٍ ينادي من أول ليلة فيه: "يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر".
نستشعر استقباله بما نرجو الله -تعالى- فيه من مغفرة وصفح وتجديد عهد معه -سبحانه-؛ فهو شهر التوبة والعتق من النار في كل ليلة من لياليه، نسأل الله من فضله، كما جاء ذلك في حديث أبي هريرة في صحيح الترغيب من قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة".
أيها الإخوة: أمامنا بضعة أيام كي نراجع حقيقة المكانة التي يحتلها هذا الشهر في قلوبنا، وإذا عظمت مكانته في قلوبنا بحقٍّ أدركنا فضل الله -تعالى- علينا بتبليغنا إياه، وأي فضل يضاهي تبليغنا شهر رمضان؟.
فمِن حديث طلحة بن عبيد الله في صحيح سنن ابن ماجه أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيٍّ -يعني من قبيلة بلي- قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَكَانَ إِسْلامُهُمَا جَمِيعًا، فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْ الآخَرِ، فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَكَثَ الآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ.
قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ -يعني في الرؤيا- بَيْنَا أَنَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِهِمَا، فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنْ الْجَنَّةِ فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الآخِرَ مِنْهُمَا -أي: سمح للذي مات في الآخر أن يدخل الجنة قبل من مات في الجهاد-، ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ: ارْجِعْ؛ فَإِنَّكَ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ -أي: لم يأن لك أن تدخل الجنة لأنه لم ينته عمرك بعد-.
فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ، فَعَجِبُوا لِذَلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ فَقَالَ: "مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ؟"، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَادًا ثُمَّ اسْتُشْهِدَ وَدَخَلَ هَذَا الآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً؟"، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَ؟"، وهو الشاهد هنا، "وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ؟" قَالُوا: بَلَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ".
فكم يخسر المؤمن من عدم إدراكه رمضان إذاً! أسأل الله أن يبلغنا إياه.
أيها الإخوة: من المعلوم أن كل ضيف يقدم عليك تستعد له، تستعد لاستقباله بتهيئة النفس، ونوع اللباس ونوع المكان والطعام والشراب؛ فكيف نعد لمقدم ضيف من أعز الضيوف، "رمضان"؟.
أول ما تهيئ لاستقبال رمضان "قلبك"؛ لأن قلبك محل التقوى، والغاية من الصوم إصلاح القلب وإيجاد التقوى، فكأن أول ما نعده لاستقبال شهر الصوم هو القلب، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183].
فكيف نعد القلب لاستقبال رمضان؟:
أولا: بإلزام القلب بالتوبة النصوح، وتفريغه من أي عارض يعترض طريق التوبة ويعترض طريق التقوى إليه، فالمعاصي معترضات في طريق التقوى، فلنتب إلى الله -تعالى- من كل ذنب قبل رمضان فإن أحسن زينة نستقبل فيها الشهر زينة التقوى، قال -تعالى-: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) [الأعراف:26]؛ فلباس التقوى خير لباس وخير زينة، وما أجمل أن يكون القلب حين استقبال رمضان صافيا زكيا!.
ثانيا: رمضان فعل وترك، أما الفعل: فرمضان شهر مبارك؛ لأنك فيه في فعل دائم للطاعات ولله الحمد، فما دمت صائما طوال النهار فأنت في عبادة تستغرق يومك كله، فإذا اجتمع إلى ذلك قراءة القرآن والصلاة وفعل الخير ليل نهار فسل الله القبول.
وأما الترك: ففي رمضان ترك للشهوات المباحة فترة الصيام... ومن أجل هذا الترك للشهوات المباحة الذي هو عبادة بذاته ينبغي استقبال الشهر بتوطين النفس على الرضا بذلك الترك.
ولقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الصوم في شعبان استعدادا وتهيئة للنفس لاستقبال رمضان، فرمضان فيه كسر للعادات، وامتناع عن المألوفات؛ لكن استشعار بركة الشهر تنسي المؤمن الحرمان، وتبدله بالسرور يفيض على قلبه، ويبعث على انشراح النفس باستقباله.
معاشر الإخوة: رمضان شهر تلين فيه النفوس وترتدع عن الأشر والبطر والفواحش، وبالتالي نستقبله -ثالثا-: بتطهير النفس من الضغينة والغل، فالقلب الصافي النقي طينة خصبة للخير، ينبت فيها الخير بسهولة، القلب الصافي النقي بديع في استقباله مواسم الخير، بخلاف القلب المشحون العكر.
فلنطهر قلوبنا، ولنتسامح ونصفح على كل معتدٍ على حظ من حظوظ أنفسنا ومصالح دنيانا دون ضياع للحق، وعلينا بنسيان أخطاء الآخرين في حقنا؛ لله -تعالى- لا لشيء آخر، ولقد قال -تعالى-: (وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [الشورى:40]، وقال: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [الشورى:43]، وقال -جل من قائل-: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران:133-134].
معاشر الإخوة: إن من المؤسف حقا جرأة كثير من الصحف على فتح صفحاتها للدعاية، تجد الدعاية تملأ الصفحة، الدعاية لبرامج ومسلسلات أهل الإفساد التي يخصصون شهر العبادة لعرضها.
واستقبال المؤمنين للشهر يخالف استقبال العصاة والمنافقين، فيا سبحان الله! كيف يخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بما سيجري من كيد المفسدين بتخريب أجواء شهر رمضان، بتخريب أجواء شهر العبادة!.
ففي المسند، من حديث أبي هريرة بإسناد صحيح، قال -عليه الصلاة والسلام-: "ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان، ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان، وذلك لما يعد المؤمنون فيه من القوة للعبادة وما يعد فيه المنافقون من غفلات الناس وعوراتهم، هو غنم للمؤمن يغتنمه الفاجر".
وفي رواية البيهقي: "هو غُنم للمؤمن, ونقمة للفاجر".
يعني أن المنافقين يستعدون في شهر رمضان لإيذاء المسلمين في دنياهم وتتبع عوراتهم أثناء غفلتهم، وكأن ذلك غنيمة اغتنموها، وهي في الحقيقة شر لهم، لو كانوا يعلمون.
فما أدق هذا الوصف في حق بعض أهل الفن والإعلام الذين يغتنمون موسم الطاعة لصد الناس عن سبيل ربهم وفتنتهم عن طاعة الله -عز وجل-! فهم قطاع الطريق إلى الله، تراهم يتحينون هذا الشهر، يستعدون من أشهر قبله للوقوف أمام توبة الناس وإنابتهم وتحقق التقوى في قلوبهم، يقفون أمام ذلك بأفلام العشق وبرامج اللهو ومسلسلات الحب، فيعكسون مقاصد دين الله، ويحولون موسم العبادة إلى موسم اللهو، والمشاهد المحرمة، والعبث، وسوء الخلق، والفكاهة الذميمة.
ولا شك في أن هؤلاء -على تفاوت بينهم- وزرهم مضاعف؛ لأنهم ضلوا في أنفسهم، وصدوا غيرهم عن سبيل الله، وقطعوا الطريق على التائبين. نعوذ بالله من ذلك!.
في صحيح الجامع من حديث أنس، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه! وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه!".
فحذارِ منهم! حذارِ من لصوص القلوب! ولنبتعد عن تلك الترهات، ولنفوّت على المفسدين أغراضهم وكسبهم المالي على حساب الصائمين.
معاشر الإخوة: استقبال رمضان ليس كاستقبال أي شهر، فينبغي أن نراجع منهجنا في استقباله.
أسأل الله -تعالى- أن يعيننا على الإحسان في ذلك، وأستغفر الله فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من سار على نهجه واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن رمضان يأتينا هذا العام وإخواننا في الشام في محنتهم، وإخواننا في مصر في اضطراب، وأيضا في فلسطين وبورما والأحواز وغيرها من بلاد الموحدين من أهل السنة.
وفي رمضان يكون الدعاء أقرب للإجابة إذا أخلص العبد وصدق، فنحن نستقبل الشهر وفي قلوبنا شوق إلى استثمار الدعاء فيه لأنفسنا ولإخواننا المضطهدين في بقاع الأرض...
هكذا -معاشر الإخوة- نستقبل رمضان، هكذا يقترب منا رمضان ببركته ورزقه الذي أودعه الله -تعالى- فيه .
فيا له من لقاء حميم مع شهر باركه الكريم! فأسأل الله -تعالى- أن يكون لقاء ماتعا، وأن يبلغنا شهر رمضان، إنه قريب مجيب سميع الدعاء.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين...