البر
البِرُّ في اللغة معناه الإحسان، و(البَرُّ) صفةٌ منه، وهو اسمٌ من...
العربية
المؤلف | مراد كرامة سعيد باخريصة |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | السيرة النبوية |
هنا اكتملت المأساة، وعظم الخطر، ووصلت الأمور إلى منتهاها، وبلغ الخوف بالمسلمين كل مبلغ؛ لأن يهود بني قريظة يعيشون وسط المدينة، وليس بينهم وبين المسلمين شيء. بدأ اليهود فعلاً بمناوشة المسلمين وحربهم في وقت كان فيه المسلمون حول الخندق، مشغولين بصد تلك الأحزاب والجموع، وهذا معناه: أن ينقسم الجيش الإسلامي إلى...
الخطبة الأولى:
عباد الله: هذا اليوم هو آخر يوم من شهر شوال.
شهر شوال وقعت فيه غزوة كبرى، ومعركة عظمى، أنزل الله -سبحانه وتعالى- فيها سورة كاملة، سماها باسم هذه الغزوة؛ إنها غزوة الأحزاب التي وقعت سنة خمس من الهجرة.
إن هذه المعركة لم تكن معركة حربية مباشرة، وإنما كانت حرب أعصاب، لم يجرِ فيها قتال، ومع ذلك بلغ فيها الخوف بالناس مبلغه، وزاغت فيها القلوب والأبصار، وظن الناس فيها بالله الظنونا، فكانت من أحسم المعارك في الإسلام، حيث أيقن الكفار بعد هذه الغزوة أنه لا يمكن أبداً لأي أحد أن يطفئ نور الله، أو يقضي على دين الإسلام، بل قال الرسول -عليه الصلاة والسلام- بعد هذه الغزوة: "الآن نغزوهم ولا يغزونا" أي أن الحرب ستتحول بعد هذه المعركة من الدفاع إلى الهجوم.
رأى اليهود أن الأيام تجري لصالح المسلمين، وأن نفوذهم يتمدد، وسلطانهم يتوسع، فقاموا يعدون العدة لمؤامرة جديدة، وغدر جديد، وذلك بتوجيه ضربة للمسلمين، تكون ضربة قاضية لا حياة للمسلمين بعدها.
لم يستطع هؤلاء الجبناء أن يوجهوا الضربة بمفردهم، فخرج عشرون رجلاً من كبار زعمائهم، يحرضون القبائل على حرب الإسلام، ويحثونهم على القضاء على المسلمين، ويعدونهم بتقديم الغالي والرخيص في سبيل ذلك، فوافقت كل القبائل التي نزلوا عليها.
وافقت قريش، ووافقت غطفان، وكنانة، وبنو فزارة، وبنو سليم، وبنو مرة، وبنو أسد، وأشجع وغيرهم ممن نجح اليهود في ضمهم إلى تحالف الشر، من أجل القضاء على الإرهاب الإسلامي، وضربه ضربة قاصمة.
وما هي إلا أيام حتى اجتمع حوالي عشرة الآلاف مقاتل من كل القبائل، واتجهوا بجموعهم وأحزابهم، وقضهم وقضيضهم، نحو مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
إنهم جموع هائلة، وأعداد كبيرة جداً، تفوق عدد كل المسلمين الموجودين في المدينة، بمن فيهم النساء والأطفال والشيوخ، ولو بلغ هؤلاء إلى أسوار المدينة فجأة، فإن خطرهم على المسلمين لن يقاس، خاصة وأنهم جاءوا بغيظهم وحنقهم، يريدون استئصال شأفة المسلمين، وإبادتهم عن بكرة أبيهم.
ولكن القائد الأعلى للجيش الإسلامي نبينا -صلى الله عليه وسلم- لم يكن غافلاً عن تحركات الأعداء، فقد كان صلى الله عليه وسلم واضعاً أصابعه على نبضات قلوب أعدائه، يعلم تحركاتهم، ويتحسس أخبارهم، ويجري اتصالاته مع استخباراته في كل وقت وحين.
علم النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا الزحف الخطير، والجيش العرمرم الذي تحرك نحو المدينة، فعقد صلى الله عليه وسلم مجلساً استشارياً عاجلاً، تناول فيه الخطة العسكرية المناسبة للدفاع عن المدينة.
وبعد مناقشات طويلة جرت بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبين أركان حربه، وقادة ألويته؛ اتفق المسلمون على قرار بديع، قدمه الصحابي الجليل سلمان الفارسي -رضي الله عنه وأرضاه- قال سلمان: يا رسول الله إنا كنا في فارس إذا حوصرنا خندقنا، فأعجب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بهذه الخطة الحكيمة، التي لم تكن معروفة لدى العرب من قبل.
أسرع النبي -صلى الله عليه وسلم- في تنفيذ الخطة، وأمر كل عشرة رجال أن يحفروا أربعين ذراعاً، فقام المسلمون بجد ونشاط يحفرون الخندق، ومعهم رسولهم -صلى الله عليه وسلم- يشاركهم الحفر، وهو يقول:
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة | فاغفر للأنصار والمهاجرة |
فرد الصحابة -رضي الله عنهم- على رسولهم -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا له:
نحن الذين بايعوا محمدا | على الجهاد ما بقينا أبدا |
وأخذوا يرتجزون الأشعار في أثناء حفرهم للخندق، ويحدون بها بأصواتهم العذبة الجميلة.
كان الجو بارداً، والجوع شديداً، والعمل دؤوبا ومستمراً، ولم يذق المسلمون ذوقاً للطعام ثلاثة أيام متتالية، حتى قال أنس -رضي الله عنه-: "كان أهل الخندق يؤتون بملء كفي من الشعير، فيصنع لهم بإهالة سنخة، توضع بين يدي القوم، والقوم جياع، وهي بشعة في الحلق ولها ريح منتن".
واشتكى بعضهم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شدة الجوع، ورفعوا عن بطونهم، فإذا هي معصوبة بحجر، فكشف لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بطنه الشريفة، وهي مربوطة بحجرين.
رأى جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- هذا المشهد المبكي لحال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وما أصابه من الجهد والجوع، فذبح بهيمة، وأمر زوجته أن تطحن صاعا من شعير، ثم التمس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سراً أن يأتي في نفر من أصحابه، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- بدعوة أهل الخندق كلهم، وكانوا ألف نفر، فخاف جابر واحترج، إلا أنهم أكلوا جميعاً من ذلك الطعام وشبعوا، وبقيت برمة اللحم تغط به كما هي، وبقي العجين يخبز كما هو، معجزة وكرامة، وبركة من بركات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
في تلك الأثناء وبينما المسلمون يحفرون الخندق، اعترضتهم صخرة كبيرة، لا تنفع منها المعاول، فاشتكوا ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاء وأخذ المعول، فقال: "بسم الله" ثم ضرب ضربة، وقال: "الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأنظر قصورها الحمر الساعة"، ثم ضرب الثانية فقطع آخر، فقال: "الله أكبر، أعطيت فارس، والله إني لأبصار قصر المدائن الأبيض الآن" ثم ضرب الثالثة، فقال: "بسم الله"، فقطع بقية الحجر، فقال: "الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني".
اكتمل الحفر حسب الخطة المرسومة قبل أن يصل الجيش الوثني إلى المدينة، فلما وصلوا بجموعهم وقواتهم، تفاجئ المنافقون وضعفاء النفوس بهذا الجمع الهائل، وخافوا أن يتجاوزوا الخندق، ويصلوا إليهم، وأخذوا يقولون: يعدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقصور كسرى وقيصر، وأحدنا لا يستطيع أن يبول، ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا، فأنزل الله: (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا)[الأحزاب: 12].
(وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [الأحزاب: 22].
خرج الجيش الإسلامي في ثلاثة الآلاف مقاتل، وتحصنوا حول الخندق الذي كان يحول بينهم وبين الكفار، وكان شعارهم: "حم لا ينصرون".
تفاجأ المشركون بالخندق، وقالوا: مكيدة لا تعرفها العرب، فقرروا أن يضربوا على المسلمين الحصار، وأخذوا يدورون حول الخندق، علهم أن يجدوا فيه نقطة ضعف، أو مكاناً يستطيعون التسلل منه، إلا أن المسلمين كانوا لهم بالمرصاد، يضربون بسهامهم ونبالهم كل من حاول الاقتراب منه، أو عبوره، أو دفنه.
ضاق فرسان قريش وشجعانها من هذا الحصار والانتظار، فقرروا الاقتحام، وتيمموا مكاناً ضيقاً من الخندق، فاقتحموه، وعبروا منه، فخرج إليهم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ومعه رجال فوارس أشداء، فأخذوا عليهم الثغرة التي دخلوا منها، فطلب عمرو بن ود الخزاعي من علي -رضي الله عنه- المبارزة والمواجهة وجهاً لوجه، وقام بذبح فرسه، وضرب وجهه، تحدياً وتجبراً، فانتدب له علي -رضي الله عنه- فصاوله وجاوله، حتى قتله، فلما صرع وخر ميتاً انهزم أصحابه، وفروا هاربين، وبلغ بهم الخوف والرعب كل مبلغ، حتى أن أحدهم ترك رمحه، وهرب منهزماً.
استمر المسلمون في صد عدوهم عن المحاولات اليائسة لعبور الخندق، وانشغلوا بالمكافحة الشديدة في صدهم وردهم، حتى اضطر المسلمون في يوم من الأيام إلى تأخير صلاة العصر عن وقتها، فصلاها النبي -صلى الله عليه وسلم- حين كادت الشمس تغرب، ثم دعا عليهم، فقال: "ملأ الله قبورهم وبيوتهم ناراً كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس".
وفي هذه المراماة أصيب سعد بن معاذ -رضي الله عنه- بسهم في ذراعه، فانفجر منه الدم، فدعا الله أن يبقيه حتى يجاهدهم، وقال: "اللهم إن بقي في الحرب شيء فابقني حتى أجاهدهم فيك، وإن وضعت الحرب فافجر ذراعي، واجعل موتتي فيها: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) [الأحزاب: 23].
الخطبة الثانية:
بينما كان المسلمون يواجهون هذه الشدائد العظام على جبهة المعركة، انطلق كبير مجرمي اليهود "حيي بن أخطب" إلى يهود بني قريظة الذين كان بينهم وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلح، فحرضهم على نقض الصلح، وخرم الاتفاق، والمشاركة في هذه الحرب الظالمة، ومازال بهم يعدهم ويمنيهم، ويرعد لهم ويبرق، حتى قام يهود بني قريظة بنقض العهد، والمشاركة في الحرب.
هنا اكتملت المأساة، وعظم الخطر، ووصلت الأمور إلى منتهاها، وبلغ الخوف بالمسلمين كل مبلغ؛ لأن يهود بني قريظة يعيشون وسط المدينة، وليس بينهم وبين المسلمين شيء.
بدأ اليهود فعلاً بمناوشة المسلمين وحربهم في وقت كان فيه المسلمون حول الخندق، مشغولين بصد تلك الأحزاب والجموع، وهذا معناه أن ينقسم الجيش الإسلامي إلى قسمين:
قسم يدافع عن المدينة حول الخندق، وقسم يذهب إلى المدينة نفسها، ليصد هجمات يهود بني قريظة، ويحمي النساء والأطفال الذين بقوا في المدينة.
وصل خبر نقض العهد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعة من أصحابه ليتأكدوا من صحة الخبر، وقال لهم: "انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا، فإن كان حقاً فألحنوا لي لحناً فيه" -أي قولوا لي خبرهم سراً، ولا تجهروا به، حتى لا يفت في عضد الجيش الإسلامي، أو يزداد الخوف في نفوس بعضهم- وإن كانوا على الوفاء بالعهد فأجهروا به للناس فلما دنوا منهم وجدوهم على أخبث ما يكونون بل أخذوا يجاهرون بالسب والعداوة والنيل من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالوا من رسول الله لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد.
إنه خطر رهيب، وموقف محرج جداً، يقفه المسلمون، كان أمامهم جيش عرمرم، وخلفهم هؤلاء الغادرين، ونسائهم وذراريهم على مقربة من هؤلاء، في غير منعة وحفظ.
فهنا زاغت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر من شدة الخوف: (إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا) [الأحزاب: 10-11].
فوق هذا الانفجار الكبير الهائل انفجرت جبهة أخرى داخل الجيش الإسلامي نفسه؛ إنها جبهة النفاق، الذين قالوا: (يَا أَهْلَ يَثْرِبَ -يعني يا أهل المدينة- لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا) [الأحزاب: 13].
أرادوا أن يتركوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجيشه، ويذهبوا إلى أهليهم وذراريهم، وقالوا: إن بيوتنا عورة، ليس فيها أحد، يدافع عن نسائنا وأطفالنا.
تقنع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بثوبه، وتلثم به من شدة الحرج، واضطجع صلى الله عليه وسلم، ومكث طويلاً مضطجعاً، حتى اشتد على الناس البلاء، ثم نهض مكبراً ومبشراً، يقول: "الله أكبر، أبشروا يا معشر المسلمين بفتح الله ونصره"، وبعث عدداً من الصحابة إلى المدينة ليحرسوها، لئلا يؤتى الذراري والنساء على غرة، وعرض صلى الله عليه وسلم على الصحابة أن يصالح غطفان على أن يعطيهم ثلث ثمار المدينة، مقابل أن ينصرفوا بقومهم من بين جيش المشركين، إلا أن الصحابة لم يوافقوا على هذا الرأي، فصوب النبي -صلى الله عليه وسلم- رأيهم، وقال: "إنما هو شيء أصنعه لكم لما رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة".
وفي تلك الأثناء هيأ الله رجلاً من بني غطفان أسلم في تلك الساعة، فرده النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى قومه، وقال له: "خذلهم ما استطعت، فإن الحرب خدعة" فخذلهم، وشق صفهم، حتى دبت الفرقة بين صفوفهم، وكان المسلمون يدعون الله، فيقولون في دعائهم: "اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا، اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، سريع الحساب، اهزمهم وزلزلهم".
فسمع الله دعاء رسوله -صلى الله عليه وسلم-، واستجاب له، وأرسل عليهم جندياً من جنوده، أرسل عليهم ريحاً صرصراً باردة، فجعلت تقوض خيامهم، وتنكس قدورهم، وألقى الله الرعب في قلوبهم، وأرسل الملائكة يزلزلون قلوبهم وأفئدتهم، فانهزموا وولوا هاربين، فأرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- إليهم حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-، فوجدهم قد تهيأوا للرحيل، فأنزل الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا)[الأحزاب: 9-11].