القابض
كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...
العربية
المؤلف | عبد العزيز بن عبد الله السويدان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك |
ما هي المكاسب التي تجعلنا نحرص على المجالس الطيبة؟ وكيف نجاهد أنفسنا على شهود تلك المجالس؟ أما المكاسب، فكثيرة؛ منها: الذكر: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) [الذاريات: 55].
ومنها: اكتساب العلم والاتعاظ؛ يقول الإمام العلم أبو سليمان الداراني: "الأخ هو الذي يعظك برؤيته قبل كلامه، وقد كنت أنظر إلى...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70- 71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عن أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنِّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ؛ كَحَامِلِ الْمِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يَحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يَحْرِقَ ثَيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً" [رواه البخاري].
الناس شتى إذا ما أنت ذقتهم * * * لا يستوون كما لا يستوي الشجر
هذا له ثمر حلو مذاقه * * * وذاك ليس له طعم ولا ثمر
عن علقمة قال: "قدمت الشام فصليت ركعتين، ثم قلت: "اللهم يسر لي جليسا صالحا، فأتيت قوما فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء، حتى جلس إلى جنبي، قلت: من هذا؟ قال: أبو الدرداء، فقلت: إني دعوت الله أن ييسر لي جليسا صالحا فيسرك لي، قالوا: ممن أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قالوا: أو ليس عندكم ابن أم عبد، صاحب النعلين، والوسادة والمطهرة؟"-يقصد ابن مسعود- أليس فيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ -يقصد عمار بن ياسر- أو ليس فيكم صاحب سر النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يعلمه أحد غيره؟ -يقصد حذيفة-.
ومراد أبي الدرداء في ذلك: أنه فهم منهم أنهم قدموا في طلب العلم، فبين لهم أن عندهم من العلماء من لا يحتاجون معهم إلى غيرهم [الحديث رواه البخاري].
إن من نعم الله -أيها الإخوة- التي ينبغي أن تشكر: نعمة الجليس الصالح، نعمة المجالس الصالحة، المجلس الذي يجتمع فيه على الخير، أناس قصدوا الخير، المجلس الذي يتواصى فيه على الحق والصبر، وتسمو فيه النوايا، فيتجشم الحاضرون عناء اللقاء، لا لمصلحة دنيوية، ولا لأغراض، ولا لأهواء شخصية، وإنما هو لقاء صافي من أجل شيء من العلم، وزيادة الإيمان، وتبادل المعارف، ورؤية الأخوان الصالحين، تألفت قلوبهم على حب الله ورسوله.
إنها نعمة عظيمة، فما هي أحوال الناس أمام هذه النعمة؟
أيها الإخوة: إن الناس أمام هذه المجالس الصالحة أصناف؛ فصنف يتمناها ويتحسر لضياع عمره في مجالس أقل ما توصف أنها مجالس غفلة، ضحك كثير، وغيبة، وكلام لا نفع فيه.
عن أبي هريرة قال صلى الله عليه وآله وسلم: "ما اجتمع قوم في مجلس فتفرقوا ولم يذكروا الله -عز وجل- ويصلي على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلا كان مجلسهم ترة يوم القيامة" -أي حسرة عليهم-[رواه أحمد].
وعنه رضي الله عنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة يوم القيامة" [رواه أبو داود والحاكم].
إن عمر المسلم وقته كنز لا حدود لثمنه، ولن يدرك تفريطه في هذا الوقت إلا يوم القيامة، حين تكون هذه المجالس إما فرحة يستبشر بها، أو حسرة يتألم من ذكراها قلبه، ويعاتب عليها يوم الحساب، بل ويناله من إثمها ما يناله -نسأل الله السلامة والعافية-.
قد يغفل كثيرون عن قيمة المجالس الطيبة، فيرون أنها ثقيلة مملة؛ سأل المغيرة بن مخادش الأمام الحسن البصري، فقال: كيف نصنع بمجالسة أقوام يحدثوننا حتى تكاد قلوبنا تطير؟ -يعني من الخوف-، فقال الإمام: أيها الشيخ: "والله لئن تصحب أقواما يخوفوك حتى تدرك أمنا -أي يوم القيامة- خير لك من أن تصحب أقواما يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف".
ولقد حدث جعفر عن برقان عن ميمون، قال: قال لي ميمون: "قلي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكرهه".
قد يكره البعض قسوة العتاب، قد يشعر البعض بالخوف أو الإحباط.
أقول: الأمر ما زال بين يديك، فأقبل أقبل عليك.
الصنف الثاني من الناس: هم من أدركوا مجالس الخير، وعرفوا قدرها، فحرصوا عليها، ونظموا أوقاتهم وارتباطاتهم بحيث جعلوا لتلك المجالس وقتا خاصا لا يعتريه نقص ولا بدل.
ولربما كان لهذا الصنف مجالس أخرى غير مجالس الذكر، ولكنهم مع ذلك لا يمكن أن يفرطوا في مجلس الخير هذه؛ لأنهم فطنوا لقيمتها، ولسان حال أحدهم يقول لنفسه: كفاك من الدنيا وأشغالها، فلقد قسى القلب كثيرا فدعيني أكسب عملا صالحا فضلا عن الصلاة، وأحضر مجلس ذكر، فأرطب قلبي، وأكتسب شيئا من العلم، فلربما غفر الله لي بحسنة زائدة.
قال رجل للحسن البصري -رحمه الله-: "أشكو لك قسوة قلبي، فقال له: أدنو من مجالس الذكر".
أما الصنف الثالث: فلا هم كالصنف الأول الذين يتمنون هذه المجالس، إذ لم يستدلوا عليها، ويتحسرون على ضياع أعمارهم بين الحين والآخر، وهم كالصنف الثاني الذين فتح لهم هذا الباب العظيم من الخير، ففرحوا به فرحا شديدا، وولجوا فيه، وما فكروا في الخروج منه؛ لأنه في نظرهم مكسب لا يفرط فيه أبداً.
وإنما هم أولئك الذين أتيحت لهم فرصة المشاركة، فهي منهم في متناول اليد، وتأتيهم الدعوة تلو الدعوة، ومع ذلك يصرون على التفريط فيها، ويتفنن الشيطان في الصد عنها، وتخف خطاهم إلى كل مجلس إلا إلى مجلس الذكر، فخطاهم إليه ثقيلة، ولأدنى سبب، ولأهون عذر يغيبون عن ذلك المجلس.
أقول: إن لم يكن هذا تفريطا فما هو التفريط إذاً؟
جاء في الإحياء، قال داوود: "إلهي إذا رأيتني أجاوز الذاكرين إلى مجالس الغافلين، فكسر رجلي دونهم فإنها نعمة تنعم بها علي".
يقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "لولا ثلاث ما أحببت البقاء: لو أن أحمل على الخيل في سبيل الله، ومكابدة الليل، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقي أطايب التمر".
إن من أسباب محبة الفاروق للبقاء حيا: مجالسة الصالحين، والالتقاء بهم في الله وبالله، هذه هي قيمة مجلس الذكر عنده رضي الله عنه.
عن أبي إدريس الخولاني -رحمه الله- قال: "دخلت مسجد دمشق، فإذا فتى براق الثنايا، وإذا الناس معه، فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه، وصدروا عن رأيه، فسألت عنه، فقيل: هذا معاذ بن جبل، فلما كان من الغد هجرت -أي جئت إلى المسجد مبكراً- فوجدته سبقني بالتهجير، ووجدته يصلي فانتظرته، حتى قضى صلاته، ثم جئته من قبل وجهه، فسلمت عليه، ثم قلت: والله إني لأحبك في الله، أو إني لأحبك لله، فَقَالَ: أَللَّهِ؟ فَقُلْتُ: أَللَّهِ، فَقَالَ: أَللَّهِ؟ فَقُلْتُ: أَللَّهِ، فَقَالَ: أَللَّهِ؟ فَقُلْتُ: أَللَّهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِحُبْوَةِ رِدَائِي فَجَبَذَنِي إِلَيْهِ، وَقَالَ: أَبْشِرْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ -تبارك وتعالى- : "وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ" [حديث صحيح رواه مالك في الموطأ].
أسأل الله -تعالى- أن يجعل لي نصيبا من هذا الحديث.
أقول هذا القول، وأستغفر الله فاستغفروه؛ إنه بر رؤوف رحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اتبعه واهتدى بهداه.
أما بعد:
فما هي المكاسب التي تجعلنا نحرص على المجالس الطيبة؟ وكيف نجاهد أنفسنا على شهود تلك المجالس؟
أما المكاسب، فكثيرة؛ منها: الذكر: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) [الذاريات: 55].
ومنها: اكتساب العلم والاتعاظ؛ يقول الإمام العلم أبو سليمان الداراني: "الأخ هو الذي يعظك برؤيته قبل كلامه، وقد كنت أنظر إلى الأخ من أصحابي بالعراق فأنتفع برؤيته شهرا".
ومنها: الأجر العظيم للزيارة لله -تعالى-، لا لدنيا يصيبها، ولا لضحك، ولهو ولعب، ولا لطعام يأكله؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أن رجلا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللَّهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ -أي طريقه- مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ لَهُ الْمَلِكُ: وَأَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ أُسَلِّمُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَهَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لا، غَيْرُ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ -عز وجل-، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ لأُعْلِمَكَ أَنَّهُ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا حَبَبْتَهُ فِيهِ" [رواه مسلم].
وعن أبي هريرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا عاد المسلم أخاه أو زاره، قال الله -عز وجل-: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت في الجنة منزلا" [رواه أحمد].
فالله -تعالى- بجلاله العظيم يدعو لعبده الفقير دعاءا خاصا به هو؛ لأنه زار ذلك الأخ، إذا خرج من بيته ليزور أحدا فيه، يقول له: "طبت –أنت- وطاب ممشاك، وتبوأت في الجنة منزلا" فما أحوجنا إلى هذا الدعاء؟
ولقد صح في مسند أحمد من حديث معاذ قوله صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه: "حقت محبتي للمتزاورين في".
ومن المكاسب: وفاء الملتقين في جلال الله، إذ كل صاحب التقى بصاحب له بغير ذلك، لا سيما في المعصية كان عبئا وشرا على صاحبه يوم القيامة، قال تعالى: (الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [الزخرف: 67].
ومن المكاسب: نيل بركة المجلس وأصحابه؛ فعن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم: "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله -تعالى- تنادوا: "هلمّوا إلى حاجتكم" قال: "فيحفّونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا" قال: "فيسألهم ربهم -تعالى- وهو أعلم بهم: "ما يقول عبادي؟" قال: يقولون: "يسبّحونك ويكبّرونك ويحمدونك ويمجدّونك" قال: فيقول: "هل رأوني؟" قال: فيقولون: "لا والله ما رأوك" قال: فيقول: " كيف لو رأوني؟" قال: "يقولون: لو رأوك كانوا أشدّ لك عبادة، وأشد لك تحميداً وتمجيداً، وأكثر لك تسبيحاً" قال: "فيقول: "ما يسألوني؟" قال: يقولون: "يسألونك الجنة" قال: يقول: "هل رأوها؟"، قال: فيقولون: "لا والله يا رب ما رأوها" قال: يقول: "فكيف لو أنهم رأوها؟" قال: يقولون: "لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا، وأشد لها طلبا، وأعظم فيها رغبة؟" قال: فيقول: "فمم يتعوذون؟" قال: يقولون: "من النا" قال: يقول: "وهل رأوها؟" قال: فيقولون: "لا والله يا رب ما رأوها" يقول: "فكيف لو رأوها؟" قال: يقولون: "لو رأوها كانوا أشد منها فراراً، وأشد لها مخافة" قال: فيقول: "فأشهدكم أني قد غفرت لهم" قال: يقول ملك من الملائكة: "فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة" قال: "هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم"[رواه البخاري] أي يلحق بهم في الأجر ولو لم يكن معهم في أصل الذكر، كرامة لهم ولمجلسهم.
هذه هي مجالس الذكر والخير، تحفها الملائكة، وتتنادى إليها بعد أن تجاوزت غيرها من المجالس الكثيرة، وتمكث عندها، بل وتشهد لها عند الله -جل جلاله-.
ومن المكاسب: فرح العبد بمجلسه ذاك حين احتضاره؛ فقد روى عبد الله بن المبارك عن ليث عن مجاهد قال: "ما من ميت يموت إلا عرض عليه مجلسه، إن كان من أهل الذكر فمن أهل الذكر، وإن كان من أهل اللهو فمن أهل اللهو".
فحري بنا -أيها الإخوة-: أن نجاهد أنفسنا على التذلل لمجالس الخير، وعلى التواصي فيها على الحق والصبر، وليكن تعظيمنا لتلك المجالس وإجلالنا لها نابعا من إجلالنا لله -تعالى-، حيث أن الاجتماع فيها من أجله تبارك وتعالى، لا من أجل دنيا نصيبها، ولا من أجل أي مصلحة فردية.