البحث

عبارات مقترحة:

الودود

كلمة (الودود) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) من الودّ وهو...

المتكبر

كلمة (المتكبر) في اللغة اسم فاعل من الفعل (تكبَّرَ يتكبَّرُ) وهو...

الأول

(الأوَّل) كلمةٌ تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

المنة في حفظ النعمة

العربية

المؤلف خالد بن علي أبا الخيل
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك
عناصر الخطبة
  1. نعمة الإسلام وكيفية شكرها .
  2. كيفية حفظ نعمة العقل طرق .
  3. حفظ نعمة الوقت.
  4. سبل شكر نعمة المال .
  5. نعمة الأمن .
  6. كيفية حفظ نعمة الأكل وشكر الله عليها .
  7. شكر نعمة اللباس والكساء .
  8. أمور يجب اجتنابها في البيع والشراء .
  9. نعمة الأولاد والمساكن .
  10. سبل شكر نعم التعليم والتقنية والتواصلات الاجتماعية .
  11. نعمة بعثة رسول الله وكيفية شكر الله عليها .
  12. بدع ومحدثات نهاية العام .

اقتباس

من النعم وأجل المنن: نعمة بعثة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ)[آل عمران: 164].ومن شكر الله: العمل بهذه السنة، وتطبيقها على كل أحد، والرضا بها، والتسليم والانقياد لها، ونشرها، والذب عنها، وحب أهلها، وأن لا يعبد الله إلا بما جاء به رسول الله، وتلكم قاعدة في شهادة أن محمدا رسول الله. ومن المحدثات ونحن على عتبات نهاية العام: ما نسمع ونقرأ سواء رسائل نصية، أو مكالمات هاتفية؛ ك...

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي وعد الشاكرين بالشكر مزيدا، وجعل الشكر للنعمة حافظا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له حمدا وثناءً، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اختار الله له الثمار المستطابة من عظمة الصحابة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه.

أما بعد:

فاتقوا الله -عباد الله- فهي الوقاية والجنة في الدنيا والسلامة والنجاة في الأخرى.

معشر المسلمين: مضى معنا في جمعتنا الماضية الكلام عن الشكر وطرقه، وفي جمعتنا هذه الحفاظ على النعم وسبله.

فأجل النعم: نعمة الإسلام، وطريق الحفاظ على هذه النعمة التمسك بها ظاهرا وباطنا، ولاءً وبراءَ، تجنيدا وتوحيدا، العمل بشرائعه، والقيام بأركانه، وأخلاقه، والاعتزاز والافتخار به.

والحذر مما ينقصه، أو يفسده، أو ينقده محبة أهله، وبغض أعدائه، والاستسلام له انقيادا وقبولا، وعملا وتسليما، وإفراده سبحانه إخلاصا وذلا وخضوعا.

ومن النعم: العقل، والحافظ عليه مما يفسده، أو يخل به؛ كالمخدرات والدخان، والمسكرات والشبهات والضلالات؛ حفاظا عليه من القنوات الفاسدة، والمقاطع الكاسدة.

ومن حفظه: أن العقل تابع للكتاب والسنة، وليس مسموعا، فلا يقدم عقل على نقل، فتجد من اتبع هواه، وآثر دنياه، يقدم عقول البشر على كلام سيد البشر، فيضرب بالنصوص عرض الحائط، مسايرة للواقع، أو متابعة للحضارة، أو تأثرا بدول الكفر والخسارة.

وكذا الجوارح؛ كالسمع والبصر واللسان، من وسائل حفظها لا تسمع حراما، ولا ترى حراما، ولا تلفظ حراما.

شكرها باستعمالها في المباحات والواجبات والمستحبات، وصرفها في الخيرات والطاعات.

أما نعمة الوقت، فحفظه يحتاج إلى مزيد عناية أن يصرف المرء وقته فيما يعود عليه نفعه، فلا يضيعه في القيل والقال، والسهرات طوال الليل.

ومن شكره استثماره في العمل الصالح، وترك الذنوب والقبائح.

ومن النعم -أمة العطاء والكرم-: نعمة المال، وما يناله الإنسان في وظائف، أو أعمال.

فشكره صرفه في طاعة الكبير المتعال، وليحذر صرفه في الحرام؛ كالربا، والإسراف، وأكل أموال الناس بالباطل، والغش، والكذب، والخيانة.

أو التساهل في الأعمال الوظيفية والمرتبات الحكومية، أو الأعمال التجارية، أو الوصايا، وأكل أموال اليتامى والمساكين، أو تأخير رواتب العمال، أو المماطلة في البيع والشراء، والأخذ والإعطاء.

ومن ذلكم: البطون، وما تحويه من الأكلات والمشروبات، فاحذر أن يتغذى جسمك بالحرام، وبطنك بالحرام، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، وملبسه حرام، ومشربه حرام، ومطعمه حرام، وغزي بالحرام، فأنى يستجاب له.

وأيما جسد نبت من سحت وحرام وسرقات وخيانات وآثام، فالوعيد الشديد حليفه، وعدم قبول دعائه، فصلاح مطعمه سبب لصلاح قلبه، وما فسد قلب إلا بفساد الطعام.

ومن النعم: الأمن والراحة والطمأنينة والاستراحة، وضدها الترويع والاختلاف، والزعزعة والإجحاف، والقلق والخوف، والإفساد المعنوي؛ كالمعاصي، أو الحسي كالتخريب.

فالشكر لها بالإيمان المثبت لها، والاجتماع والتلاحم على الحق وبها فبقدر الإيمان يكون الأمان.

ومن النعم: نعمة الأكل والمطعم، فمن شكرها التسمية عليها، والحمد بعد الانتهاء منها، وصيانتها من الضياع، والإتلاف وإصلاحها وتنقيتها، ومن ثم إطعامها والصدقة بها ولو كان جزءا يسيرا: "اتقوا النار ولو بشق تمرة".

ولعق الطعام من سنة سيد الأنام.

أما ما يفعله بعض الناس من وضع الفائض في الزبائل والقمائم، ورمي الباقي في حاويات المخلفات، فليس من شكرها.

وكذا ما يفعله بعض الناس إلى ذهب إلى المنتزهات، وأكل ما شاء من المأكولات تركها ورمى بها في الحاويات، أو تركها في مكانها بحجة أن فيها من يحملها، وينظف المكان.

والبعض يأكل ويشرب تبذيرا وإسرافا، مباهاة وافتخارا، ولهذا تجد الحديث: "طعامنا أفضل من طعامك!".

وكذا ما يبقى في المطاعم والوجبات السريعة، والأكلات السيارة، ترمى ولو كانت يسيرة.

وانظر إلى الجلسات الشبابية، والمنتزهات العائلية، فحبذا الاقتراح على وضع حاويات خاصة في المنتزهات والجلسات والحدائق؛ عونا للناس على شكر النعمة.

هذا ولا ينسى فئام من الناس حفظوا النعمة، وصانوها من الضياع، فيلتقطون صغار الطعام، ووضعها في أماكنها المناسبة، أو إطعامها إن كانت صالحة، والجمعيات الخيرية لديها أرقام هاتفية، لمن فاض منه الطعام لأخذه، وحفظه وإصلاحه وإطعامه.

وكثيرا من قصور الأفراح -بحمد الله- لها اتصال بها.

وهناك -عباد الله- من البيوتات المحتاجة، ما لو أن المرء أصلح وأطعم وتصدق وأكرم؛ لنال الأجر والكرم.

وكذا ما يوجد في أسواق الفواكه والخضار من وضع بقايا ذلك في النفايات، ووطئها في الأرجل والسيارات.

وقد قامت بعض الجهات المختصة بوضع صناديق مخصوصة لما استغني عنه، وهذا جهد مشكور.

ومما ينبغي أن يذكر بقايا الطعام عند غسل الأواني، والانتهاء من الطعام، فينبغي الاحتراز والانتباه،

ووضع حاويات تمنع جري الطعام، وجمعه وإطعامه للبهائم، أو وضعه في حاويات الطعام.

ومن النعم -عباد الله-: اللباس والكساء للرجال والنساء، اللباس الشرعي دون إسبال للرجال، ولباس الحشمة للنساء والعفاف والستر، فلا تظهر الأعضاء، ولا يكون شفافا ترى منه الأعضاء، أو تقصير يظهر منه الساق، ويرى أو أعبية مخصرة مربوطة، ونقابات فاتنة مفتونة.

ومن حفظ النعمة في البيع والشراء: أن يجتنب البائع ما حرم الله ورسوله، فيعين على الباطل وأكله، وعلى المشتري أن لا يشتري الحرام فيسوقه لأهله.

وليحذر أصحاب التجارات والبضائع والمحلات من بيع وشراء وتوريد المحرمات، فيعين على الإثم والعدوان والمنكرات.

ولهذا -أيها الإخوة- تجدون قلة البركات، ونزع الخيرات، في الأموال والتجارات، وما سبب ذلك إلا البيوعات المحرمة.

ومن حفظ النعم في الأولاد: رعايتهم وتربيتهم، وتعليمهم وتأديبهم، مراقبة نحو الصلوات، والقيم والأخلاق والجلساء والرفقاء، وقايتهم من المعاصي، وتحذيرهم من معصية الله ورسوله.

أما تركهم وما يعملون، والتساهل معهم وما يفعلون، وإهمالهم وما يشعرون، فليس من شكره سبحانه، فأنتم عنهم مسئولون.

ومن النعم: نعم المساكن، وشكر الله عليها، وذكر المؤمن فيها، فلا يليق بالمرء أن يكون سكنه محلا للمحرمات والفضائيات، والغناء والمنكرات، بعيدة عن هدي الرسول وسنته، والعبادة وطاعاته.

ولهذا تجد بعض البيوتات تفرقا واختلافا، زعزعة وانشقاقا، وللشيطان مأوى وصيانة، لقلة الطاعة، وانتشار المعصية، وضعف الإيمان، والبعد عن الأوراد والأذكار، وتوحيد الرحمان.

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمد الشاكرين، وصلى الله وسلم على سيد الشاكرين، وإمام المتقين.

ومن النعمة -عباد الله-: نعمة التعليم والقراءة، ومن أوجه عدم شكر الله: التعلم لغير الله، أو للدجال والممارات.

وكذلك رمي المقررات والملخصات في الطرقات، أو الزبائل والحاويات، وفيها السنة والآيات.

والواجب وضع صناديق خاصة، وحاويات منفردة، وجمع ذلك لدفنه، أو إحراقه، ومثل ذلك؛ كالجرائد والصحف والمجلات المحتوية على الآيات والأحاديث، أو الأذكار، وكتب العلماء ينبغي أن تصان لما تشتمل على ذكر الله أو آية، أو سنة.

وكذا: نعمة القلم، فإياك أن تكتب ما تندم عليه، وما تحاسب عليه، من كذب وغش وتدنيس، وتغريب وإفساد.

ومن نعم الله: نعمة التقنية والتواصلات الاجتماعية؛ كالواتس، والتويتر، والفيسبوك، والجوالات الذكية، والمنتديات المختلفة، والرسائل الجوالية.

فسبيل شكرها صرفها، واستعمالها في الأمور النافعة، والمجالات الخيرية، والأمور المباحة.

أما أن تكون محلا للغيبة والنميمة والكذب، والإشاعة والتزوير، والخيانة، والصور الخليعة، والمعاكسات والاتصالات المحرمة، فهذا من كفرها لا من شكرها.

ومن النعم: نعمة المركوبات والسيارات، فشكر الله عليها حمده سبحانه عليها، وعدم إيذاء الآخرين في طرقاتهم، والتفحيط والتهور في القيادة، وقطع الإشارة، وترويع المارة، وسد الطرقات، وإتلاف المركوبات.

ومن النعم وأجل المنن: نعمة بعثة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ)[آل عمران: 164].

ومن شكر الله: العمل بهذه السنة، وتطبيقها على كل أحد، والرضا بها، والتسليم والانقياد لها، ونشرها، والذب عنها، وحب أهلها، وأن لا يعبد الله إلا بما جاء به رسول الله، وتلكم قاعدة في شهادة أن محمدا رسول الله.

ومن المحدثات ونحن على عتبات نهاية العام: ما نسمع ونقرأ سواء رسائل نصية، أو مكالمات هاتفية؛ كتوحيد الدعاء في آخر العام، والصيام آخر العام، والأمر بالاستغفار والتصافح والعفو عما بدر وكان، أو التهنئة في العام الجديد، أو التعزية في العام الماضي.

ومن ذلك: اعتقاد طي الصحف لهذا العام، وليس على هذا دليل.

ومن المحدثات: الاحتفال برأس العام؛ كدخول عام وخروج عام، لا يشرع له عمل من الأعمال.

وكذا لا يشرع توديع العام بخطبة، أو مقال، أو كلام.

والواجب صيانة للسنة، وقمع للبدعة، رد هذا عبر الرسائل، وتنبيه المرسل والسائل بالحكمة، وحسن الدلائل، لتكون عونا على رد البدعة، وحفظ السنة، وعدم إرسال ما يرسل إليك مثل هذه الرسائل.

فالخلاصة -أيها الإخوة- أنه لا يصح في هذا الباب شيء من العبادات والتحولات.

هذا، وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينصر دينه، وأن يعلي كلمته، وأن يجعلني وإياكم من أنصار دينه وشرعه.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعدائك أعداء الدين.