البحث

عبارات مقترحة:

الودود

كلمة (الودود) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) من الودّ وهو...

الواسع

كلمة (الواسع) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَسِعَ يَسَع) والمصدر...

الدنيا ظل زائل

العربية

المؤلف مازن التويجري
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الزهد
عناصر الخطبة
  1. تزين الدنيا لخطابها .
  2. الدنيا دار امتحان وبلاء للمؤمن والكافر .
  3. هوان الدنيا على الله .
  4. عباد الدنيا والشهوات .
  5. زهد النبي –صلى الله عليه وسلم- في الدنيا .
  6. طلب الرزق مطلب شرعي .

اقتباس

إنها ليست امرأة مستهترة بدينها وقيمها قد باعت حياءها وعفتها، ليست الأموال والدراهم، ليست المقصود القصور والدور، ليست أغنية ماجنة، أو فلم ساقط، ليس المعني أجهزة الدمار وهتك العفة والحياء، لست أقصد تلك المجلة التي تتاجر بالخنى والفسق، أو ذلك الكاتب الذي لم يحترم قلمه، ولم يقدر الكلمة قدرها، فسخر عباراته لحرب الإسلام وأهله..كلا، كلا، بل المقصود كل ما ذُكر وغيره، إنها...

الخطبة الأولى:

ها هي ذا تقبل من بعيد، متزينة متعطرة تتخطى صفوف الرجال قبل النساء، قد بلغت في الجمال منتهاه، وفي الحسن غايته، ومع هذا تتبرج وتتلون، تتعرض للغادي والرائح، تتفنن في الإغواء والتزيين.

والعجب! أنها عمياء! ولكن عيناها تقذف بشرر كالسحر، بل هو أعظم.

خرساء! ولكن تقاسيم وجهها تنبئ عن عبارات الفتنة وشعارها: هيت لك، فكم من هائم في حبها، ومغرور بعرضها، وغارق في لجج الهيام والصبابة؟.

لا غرو، فهي تملك دخول كل بيت دون إذن، أو قرع باب، إنها تسكن العقول، وتعانق سويداء القلوب، تسعى ويجري الناس خلفها، تشاركهم المأكل والمشرب، تخاطبهم إن تحدثوا، وتشغل تفكيرهم إن صمتوا، هي حديث القوم وسمير مجالسهم، تنام معهم، وتستيقظ بيقظتهم.

إنها ليست امرأة مستهترة بدينها وقيمها قد باعت حياءها وعفتها، ليست الأموال والدراهم، ليست المقصود القصور والدور، ليست أغنية ماجنة، أو فلم ساقط، ليس المعني أجهزة الدمار وهتك العفة والحياء، لست أقصد تلك المجلة التي تتاجر بالخنى والفسق، أو ذلك الكاتب الذي لم يحترم قلمه، ولم يقدر الكلمة قدرها، فسخر عباراته لحرب الإسلام وأهله..

كلا، كلا، بل المقصود كل ما ذُكر وغيره، إنها الدنيا، الدنيا بشهواتها وشبهاتها وملذاتها؛ أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، وإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء".

ولقد تباين الناس، واختلفت مشاربهم في الحرص على الدنيا وملذاتها، فمن شغوف بها، يجمع حطامها، ويلهث ورائها، فالمهم عنده: أن أعيش، أُأَمن مستقبلي، لم يزل يضرب في الأرض، مشارقها ومغاربها، سهلها ووعرها.

يجمع المال، ليس المهم أمن حرام كان أم حلال؟ ولكن المهم أن أحوزه وأملكه، وإن كان فيه سخط الرب وغضبه ومقته، يبيع دينه بعرض من الدنيا زائل، لا بأس أن يكذب، أن تملق في سبيل وصول مصلحة، أو جلب نفع..

ها هو في كل يوم يتنازل عن أخلاقه ومبادئه لهثًا وراء دنيًا دنية.

أخرج مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إذا فتحت عليكم فارس والروم، أي قوم أنتم، قال عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-: نقول كما أمرنا الله، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أو غير ذلك تتنافسون، ثم تتحاسدون ثم تتدابرون أو نحو ذلك، ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض؟!".

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك لأصحاب الأتقياء الأنقياء، يخاطب فيه ذلكم الجيل الفريد، الذي تربى في مدرسة النبوة، وعايش الوحي والتنزيل.

أين هؤلاء اللاهون وراء الدنيا من إرشاد الحبيب -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- والأمة بعده، قال: أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنكبي، فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل".

وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك"[أخرجه البخاري].

أو ما علم سكارى الدنيا، وأسارى الغفلة حقيقتها، وأنها كالسراب يتبعه المسافر، يلاحق، يجري خلفه، يظن أنه مدركه، وهو كلما اقترب منه ابتعد، وابتعد، حتى يتوارى ويغيب.

مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالسوق، داخلاً من بعض العالية، والناس كنفته، فمر بجدي أسك ميت، فتناوله، فأخذ بأذنه، ثم قال: "أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال: أتحبون أنه لكم؟ قالوا: والله لو كان حيًا، كان عيبًا فيه أنه أسك، فكيف وهو ميت؟! فقال: فوالله للدنيا أهون على الله هذا عليكم"[رواه مسلم].

نعم، إن هذه الدنيا التي نتنافس عليها في نظر الخبير بها -صلى الله عليه وسلم-، في نظر حبيبك وقدوتك، في نظر المعصوم المؤيد بالوحي من السماء، إنها في ميزان خليل الرحمن أهون على الله من هوان جدي أسك صغير الأذنين في نظر بني البشر.

روى الترمذي وصححه وابن ماجة من حديث سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء".

وأخرج مسلم عن المستورد بن شداد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه، وأشار -بالسبابة- في اليم فلينظر بم يرجع".

جرّب وتدبّر، أدخل أصبعك في البحر مرة، وانظر بم يرجع، إنها قطرات معدودة تعلق به سرعان ما تتوارى وتضمحل.

وليس الحديث -أيها المبارك- للتسلية، أو ضربًا من الخيال، إنه حقيقة حكاها من لا ينطق عن الهوى إنه هو إلا وحي يوحى.

ماذا ستقول -أيها العاقل- لو مررت برجل يقبل نقوده ويتمسح بها؟ أي دهشة ستحتويك؟ وأي استغراب سيملئ فؤادك وأنت تراه يسجد لها ويعظمها، ما ستقول عنه؟ بل ماذا سيقول عنه الناس؟

إنه وبلا شك سيوصم بعبارات الحُمق والغباء، وسيرمى بتهمة الجنون والهوس.

إننا لم نره حسًا ملموسًا، وواقعًا مشاهدًا.

ولكننا نرى في كل يوم، بل في كل لحظة، صورة طبق الأصل لذلكم المشهد، نراه في شوارعنا وأسواقنا، نسمعه يتخلل حديث القوم، نقرؤه في صفحات الجرائد والمجلات، تنطق به أقلامهم وأخبارهم، فهل هم عبدوا المال حقيقة أم لا؟.

وهل هؤلاء هم السعداء، أم أنهم أدركوا من التعاسة جزءً ليس باليسير.

عذرًا، فليس ثمة جواب، ولكن خذ الجواب ممن جاء بالهدى والنور، أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تعس عبد الدينار، والدرهم، والقطيفة، والخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط".

إلى ما نهرق للدنيا مبادئنا

إلى ما نهدي لها أغلى القرابين

يسدُ أطفالنا بالخبز جوعتهم

ونحن بالمال في نفخ وتسمين

نسعى ونلهث للأموال تحسبنا

نُعدها لفراش اللبن والطين

إن قلت بالمال جنوا ما وفيت ففي

جنوننا ضيعة للعقل والدين

صح المجانين مما مسنا فغدوا

هم الأصحاء في دنيا المجانين

أما أهل الكياسة والعقول، فقد فقهوا قول ابن مسعود -رضي الله عنه-: "الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا علم له".

استنوا بسنة نبيهم -عليه السلام-، ورأوا من أعظم الغبن بيع ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، في أبد لا يزول ولا ينفذ، بصبابة عيش، إنما هو كأضغاث أحلام، أو كطيف زار في المنام، مشوب بالنقص، ممزوج بالغصص..

إن أضحك قليلاً، أبكى كثيرًا، وإن سر يومًا أحزن شهورًا، آلامه تزيد على لذاته، وأحزانه أضعاف أضعاف مسيراته..

إن من الناس من رأى أن الدنيا ظل زائل، رآها حقيرة دنية، ولو كانت غنيمة وربحًا، لحاز منها المصطفى -صلى الله عليه وسلم- القدر الذي لا ينبغي لأحد سواه.

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: نام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حصير فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله، لو اتخذنا لك وطاء؟! فقال: "ما لي وللدنيا! ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها".

وروى مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "إن كنا آل محمد -صلى الله عليه وسلم- لنمكث شهرًا ما نستوقد بنار، إن هو إلا التمر والماء".

وخطب النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: ذكر عمر ما أصاب الناس من الدنيا، فقال: "لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يظل اليوم يلتوي ما يجد دقلاً يملأ به بطنه"[رواه مسلم].

نبي الأمة وقائدها، حبيب الرحمن وخليله، خير من وطئ الثرى، المبشر بروح وريحان، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، يلتوي ما يجد رديء التمر يملأ به بطنه.

وروى مسلم عن عتبة بن غزوان -رضي الله عنه- قال: "ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لنا طعام إلى ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا".

وأخرج كذلك في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، فقال: "ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟!" قالا: الجوع يا رسول الله! قال: "وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما، قوموا" فقاموا معه، فأتى رجلاً من الأنصار، فلما رآهم، قال: الحمد لله، ما أجد اليوم أكرم أضيافًا مني، فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال: كلوا من هذه، وأخذ المُدية فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إياك والحلوب" فذبح لهم، فأكلوا من الشاة، ومن ذلك العذق وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-: "والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم".

أي نعيم بأبي أنت وأمي يا رسول الله، آهٍ لو اطلعت علينا، دور وقصور، خدم وحشم، نأكل من الطعام أطيبه، ونشرب من الشراب أعذبه!.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)[الحديد: 20].

وبينما يرى الناس أهل الأموال والثراء، فتظن القلوب أن أولئك هم أهل السعادة والراحة وتتوالى الزفرات والآهات.. آهٍ.. لو كنت مثلهم، لو اغتنيت كما اغتنوا..

اسمع إلى المقياس الحقيقي لحال الدنيا والغنى المزعوم فيها، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم، هل رأيت خيرًا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسًا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم، هل رأيت بؤسًا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط"[أخرجه مسلم].

فيم الركون إلى دار حقيقتها 

كالصيف في سنة والظل من مُزَن

دار الغرور ومأوى كل مُرزيةٍ

ومعدن البؤس واللواء والمحنِ

الزور ظاهرها والعذر حاضرها

والموت آخرها والكون في الشطن

تُبيد ما جمعت تُهين من رفعت

تضر من نفعت في سالف الزمن

النفس تعشقها والعين ترمقها

لكون ظاهرها في صورة الحسن

سحّارة تحكم التخييل حتى يُرى

كأنه الحقُّ إذ كانت من الفتن

إن الإله براها كي يميز بها

بين الفريقين أهل الحمق والفِطَن

وأخيرًا: لا بد أن يقال: إن السعي في طلب الرزق لا يدل ابتداءً على التعلق بالدنيا وملذاتها، بل هو مطلب شرعي، أمر الشارع الحكيم به، فلقد باع النبي -صلى الله عليه وسلم- واشترى، وكان ثلة من أصحابه -رضوان الله عليهم- أصحاب مال وجاه.

وهكذا تتوالى العصور لتشهد على هذه الحقيقة، فكم من تاجر وغني، قد وسع الله عليه، كان مثلاً في الصلاح والتقى والإمامة، أولئك أقوام كانت الدنيا في أيديهم ولم تكن في قلوبهم.

روى ابن ماجة عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من كانت الدنيا همّه، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة".

واسمعوا إلى كتاب ربنا يحكي قصة أهل الدنيا المتمسكين بها، الذين لم يرعوا حق الله فيها، متمثلة في شخص قارون: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ)[القصص:71-82].