العظيم
كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...
العربية
المؤلف | ملتقى الخطباء - الفريق العلمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | أهل السنة والجماعة |
هناك فرق وجماعات كبيرة من المسلمين كانت لها صولة وجولة، قامت بتأسيس أفكارها ونظّرت لكثير من تصوراتها وآرائها بأسس عقلية بحتة، وقدمت العقل البشري على النص الشرعي، وردت كثيراً من أصول الدين ومعالمه بعقولها، كردها وتحريفها لصفات الرب -جل جلاله-، واعتراضها على أقداره، وعدم قبولها بكثير من أمور الآخرة والمعاد، بحجة أنها تتعارض مع العقل وتصادمه...
الخطبة الأولى:
الحمد لله المتفرد بوحدانية الألوهية، المتعزز بعظمة الربوبية، الذي أنشأ الخلق حين أراد بلا معين ولا مشير، وخلق البشر كما أراد بلا شبيه ولا نظير، فمضت فيهم بقدرته مشيئته، ونفذت فيهم بعزته إرادته، فألهمهم حسن الإطلاق، وركب فيهم العقول والألباب، فهم على طبقات أقدارهم يمشون، وعلى تشعب أخلاقهم يدورون، وفيما قضى وقدر عليهم يهيمون، و(كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ).
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده المجتبى، ورسوله المرتضى، بعثه بالنور المضي والأمر المرضي، فدمغ به الطغيان، وأكمل به الإيمان، وأظهره على كل الأديان، وقمع به أهل الأوثان، -صلى الله عليه وسلم- مَا دار في السماء فلك، وما سبح في الملكوت ملك، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
عباد الله: لقد خلق الله الإنسان وميزه عن سائر المخلوقات بالعقل، وأمرنا -سبحانه وتعالى- بالتفكر والنظر واستخدام العقول في حدود الطاقة البشرية والقدرة الإنسانية، حتى نتفكر في مخلوقاته، ونمعن النظر والتأمل في آياته، يقول الله -سبحانه وتعالى-: (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [البقرة : 242]، ويقول: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ) [الأنفال : 22].
من أجل هذا الغرض الأساس ركب الله العقل في الإنسان، وميزه به عن سائر المخلوقات، ولكن الناس في العقل ثلاثة أصناف: فريق ألغوا عقولهم وتركوها ولم يفكروا بها، وفريق آخر اغتروا بعقولهم وأعطوها أكثر مما هو مقرر لها، واستخدموها في أمور أكبر من حجمها، فتاهوا وضلوا أو تجننوا واختبلوا، وفريق ثالث هم الوسط بين هؤلاء وهؤلاء، وهم الذين استخدموا العقل فيما شرع لهم استخدام العقل فيه، وسلموا واستسلموا في الأمور التي هي فوق حدود الطاقة العقلية للإنسان.
ونحن اليوم نريد أن نتكلم عن الفريق الثاني: وهم المغترون بعقولهم، الذين يعطونها أكثر من حجمها، ويرفعونها فوق حدودها، وهؤلاء في الحقيقة لم يشكروا الله -سبحانه وتعالى- على هذه النعمة العظيمة نعمة العقل، وإلا فلو عرفوا قدر هذه النعمة وحقيقتها لما رأوا أن عقولهم وذكاءهم وفطنتهم تخول لهم التصرف فوق حد العقل وطاقته.
إن الذين يقدمون العقل على النقل، إذا توهمت عقولهم الصغيرة -التي يرون أنها عقول راجحة كبيرة- أن هناك تعارض بين العقل والنقل قامت بتقديم العقل على النقل، وردوا النصوص، وحرفوا الآيات والأحاديث؛ لأن عقولهم وشهواتهم لم تتقبلها.
تراهم يتضايقون من بعض نصوص الشريعة لأنها في نظرهم تخالف العقل، وإن قبلوها قبلوها بنوع من التردد والحرج وعدم التسليم لها، والتضايق من سماعها وروايتها، بل وفي كثير من الأحيان يصرحون بردها ومعارضتهم لها، ويقومون بتحريفها وتغيير معانيها، وتأويلها بتأويلات تتناسب مع أفكارهم وعقولهم، فشابهوا اليهود الذين ذكر الله عنهم في كثير من الآيات أنهم يحرفون الكلم عن مواضعه، (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا) [النساء : 46].
ربما يستغرب بعضنا ويتساءل: هل هناك من يقول بهذا أو يتفوه به من المسلمين؟ والحقيقة المرة هي أن هناك فرق وجماعات كبيرة من المسلمين كانت لها صولة وجولة، قامت بتأسيس أفكارها ونظّرت لكثير من تصوراتها وآرائها بأسس عقلية بحتة، وقدمت العقل البشري على النص الشرعي، وردت كثيراً من أصول الدين ومعالمه بعقولها، كردها وتحريفها لصفات الرب -جل جلاله-، واعتراضها على أقداره، وعدم قبولها بكثير من أمور الآخرة والمعاد، بحجة أنها تتعارض مع العقل وتصادمه، وهؤلاء هم المعتزلة والجهمية والأشاعرة والماتريدية وغيرهم.
واليوم خلفت منهم خلوف، وجاء منهم أقوام استلوا نفس الأفكار، وأخذوا نفس التصورات، وقالوا بما قالت به تلك الفرق من قبل، فردوا الشريعة، واعترضوا عليها، وزادوا على الأولين بعدم رضاهم حتى عن الحدود الشرعية والتعزيرات الإلهية، بحجة أن فيها شدة وغلظة، وأنها لا تتوافق مع العقل الحديث والواقع المعاصر، وهؤلاء هم من يسمون أنفسهم بالعقلانيين والعصرانيين والحداثيين والمتنورين، وهم في الحقيقة ضلال منحرفين.
عباد الله: إن هؤلاء الأقوام لم يصلوا إلى هذا الحد الشنيع من الاعتراض على النصوص وردها إلا لأنهم أعطوا العقل فوق حده، ولم يذعنوا ولم يستسلموا لله رب العالمين الذي أعطى كل شيء حده، وأراه قدرته، وأمره بقبول النصوص وتعظيمها وتقديسها، يقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [لقمان : 22]، ويقول: (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) [الزمر : 12].
لقد تاه هؤلاء وضلوا، وقاموا بمحاكمة النصوص إلى عقولهم، ووزنوها بميزانهم العقلي القاصر، وزالت هيبة الله وعظمته وهيبة كلامه من قلوبهم، وقاسوا شرع الله وأحكامه على خزعبلات أفكارهم وتنظيرات عقولهم، فما وافق عقولهم قبلوه، وما لم يوافق عقولهم أولوه أو حرفوه بما يوافق أهواءهم وعقولهم.
روى الترمذي عن الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ --صلى الله عليه وسلم-- بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ له: "كَيْفَ تَقْضِي. فَقَالَ: أَقْضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ. قَالَ: فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ --صلى الله عليه وسلم--. قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ --صلى الله عليه وسلم--. قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي. قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ --صلى الله عليه وسلم--"[الترمذي(1249)].
إن معاذاً -رضي الله عنه- قدم أولاً النص الشرعي على العقل البشري، فقال إنه سيحكم بين الناس أولاً بما في كتاب الله، فإن لم يجد حكماً في المسألة في كتاب الله ففي سنة رسول الله --صلى الله عليه وسلم--؛ لأن السنة شارحة للقرآن، وهناك أحكام كثيرة ذكرت في السنة ولم تذكر في القرآن، فإن لم يجد في هذين المصدرين ما يجيب به السائل أو يحكم به بين الخصمين اتجه إلى الحكم بينهم بالاجتهاد والنظر العقلي، المستنبط من أصول الشريعة وعمومياتها ومقاصدها، (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) [النساء : 83].
عجباً -والله- لهؤلاء الذين يقدمون عقولهم البشرية على النصوص الشرعية كيف يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟! وكيف يفضلون رأياً بشرياً على نص محكم منزل أنزله الله بوحي من عنده وألقاه على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-؟!.
كيف يقدمون آراءهم وعقولهم على نصوص الشريعة، وآراؤهم وعقولهم تتباين وتتفاوت وتختلف من شخص إلى آخر وتفكيرهم يتغير من عصر إلى آخر؟! فبأي عقل سيحكمون؟ وعلى رأي من منهم سينزلون ويتفقون؟! والله؛ لن يتفقوا على شيء، وسيظل الصراع والخلاف بينهم هو سيد الموقف، يقول الله -سبحانه وتعالى-: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء : 82].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم، واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.
عباد الله: هل يعلم هؤلاء الخبلاء -الذي يرون أنفسهم أعقل العقلاء- أن النص الشرعي الصحيح لا يمكن أبداً أن يتعارض مع العقل الصحيح؛ لأن الذي أنزل هذه النصوص هو إله حكيم عليم، ورب محيط خبير، هو الذي خلق العقول، وهو الذي أنزل هذه النصوص، وجعلها متوافقة تماماً مع العقل غير مخالفة له، وهي خير كلها، ولا يمكن أبداً أن تصطدم بالعقل أو تتعارض معه؛ لأن هذا ينافي حكمة الله -سبحانه وتعالى- وعلمه وخبرته.
فإذا توهموا أن هناك تعارض بين النص الشرعي والعقل؛ فهم إما أنهم لم يفهموا معنى النص وحقيقته، ولم يدركوا مقاصده وأبعاده، أو أن عقولهم معوجة منحرفة تفكر بعكس ما يفكر به العقلاء، وتتصور مالا يتصوره الحكماء، وهنا عليهم أن يتهموا عقولهم ويراجعوا أنفسهم، لا أن يتهموا النص أو يحرفوا معناه.
إن هؤلاء العقلانيين عليهم أن يتعظوا بمن سبقهم، وينظروا فيمن قال بقولهم ممن تقدمهم إلى القول بأقوالهم، ثم تركوها وتراجعوا عنها، وندموا ندماً شديداً على تضييع الأوقات في مثل هذه التفاهات والمعارضات والمصادمات للوحي المنزل من عند الله، فهذا الإمام الغزالي -رحمه الله- مات وصحيح البخاري على صدره نادماً ومتأسفاً على كل ما قاله من آراء كلامية وخزعبلات عقلية، وهذا الإمام الرَّازِيُّ، قَالَ فِي كِتَابِهِ الَّذِي صَنَّفَهُ فِي أَقْسَامِ اللَّذَّاتِ:
نِهَايَةُ إِقْدَامِ الْعُقُولِ عِقَالُ | وَغَايَةُ سَعْيِ الْعَالَمِينَ ضَلَالُ |
وَأَرْوَاحُنَا فِي وَحْشَةٍ مِنْ جُسُومِنَا | وَحَاصِلُ دُنْيَانَا أَذَى وَوَبَالُ |
فهل نسمح لأقوام في الدنيا أن ينكروا وجود الله، ويعترضون على إثبات ربوبيته، لأن عقولهم لم تستوعب ربوبيته؟ وهل نسمح لمن ينكر البعث أن ينكره بحجة أن إعادة الموتى من جديد أمر لا يقبله العقل؟ وهل نسمح لأحد أن ينكر وجود الجن، والملائكة، وقوم يأجوج ومأجوج، لأن العقل لا يتصور وجودهم ولا يستوعبه؟ وهل نسمح لأقوام أن ينكروا المعجزات والكرامات، بحجة أن عقولهم لم تتصورها؟ وهل نسمح لبدو أعراب لم يروا في العالم المعاصر شيئاً من التكنولوجيا والأجهزة الحديثة والمتطورة أن ينكروها بحجة أن هذا خيال ولا يمكن أن يدخل في العقل؟. هل هؤلاء الذين لا يؤمنون إلا بالمحسوسات والماديات والعقليات يستطيعون أن ينكروا وجود الهواء في الأجواء مع أنه لا يرى؟ أو ينكرون وجود الكهرباء في الأسلاك مع أنها لا ترى في داخلها؟.
إن على هؤلاء العقلانيين أن يعقلوا، ويدركوا أن العقل البشري ليس هو كل شيء، ولا يستطيع أن يدرك كل شيء، ولا يمكن له أن يصل إلى إدراك كل الأمور، والإحاطة بتفاصيل وحكم كل الأشياء، فليذعنوا وليسلموا وليستسلموا فهو -والله- خير لهم وأفضل، قبل أن يندموا على ذلك ندماً شديداً في الدنيا قبل الآخرة.
روى الإمام محمد بن نصر المروزي -رحمه الله- في كتابه [تعظيم قدر الصلاة] عن حَبِيبَ بْنَ أَبِي فَضَالَةَ الْمَالِكِيَّ، قَالَ: لَمَّا بُنِيَ هَذَا الْمَسْجِدُ مَسْجِدُ الْجَامِعِ قَالَ: وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ جَالِسٌ فَذَكَرُوا عِنْدَهُ الشَّفَاعَةَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا أَبَا نُجَيْدِ إِنَّكُمْ لَتُحَدِّثُونَا بِأَحَادِيثَ مَا نَجِدُ لَهَا أَصْلًا فِي الْقُرْآنِ فَغَضِبَ عِمْرَانُ وَقَالَ لِلرَّجُلِ: قَرَأْتَ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ وَجَدْتَ فِيهِ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ ثَلَاثًا وَصَلَاةَ الْعِشَاءِ أَرْبَعًا وَالْغَدَاةَ رَكْعَتَيْنِ وَالْأُولَى أَرْبَعٌ وَالْعَصْرَ أَرْبَعًا قَالَ: لَا، قَالَ: فَمِمَّنْ أَخَذْتُمْ هَذَا الشَّأْنَ؟ أَلَسْتُمْ عَنَّا أَخَذْتُمُوهُ وَأَخَذْنَاهُ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، أَوَجَدْتُمْ فِي ذَلِكَ في أَرْبَعِينَ دِينَارًا دِينَارٌ، وَفِي كُلِّ كَذَا وَكَذَا شَاةٍ، وَكُلُّ كَذَا وَكَذَا بَعِيرٍ كَذَا أَوَجَدْتُمْ هَذَا فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَعَنْ مَنْ أَخَذْتُمْ هَذَا الشَّأْنَ؟ أَخَذْنَاهُ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَخَذْتُمُوهُ عَنَّا هَلْ وَجَدْتُمْ فِي الْقُرْآنِ: (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) [الحج: 29] وَجَدْتُمْ: طُوفُوا سَبْعًا وَارْكَعُوا رَكْعَتَيْنِ خَلْفَ الْمَقَامِ أَوَجَدْتُمْ هَذَا فِي الْقُرْآنِ؟ عَنْ مَنْ أَخَذْتُمُوهُ أَلَسْتُمْ أَخَذْتُمُوهُ عَنَّا وَأَخَذْنَاهُ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ قَالَ: بَلَى، فَقَالَ: وَجَدْتُمْ فِي الْقُرْآنِ: لَا جَلْبَ، وَلَا جُنُبَ، وَلَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ عِمْرَانُ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "لَا جَلْبَ، وَلَا جُنُبَ، وَلَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ" أَسَمِعْتُمُ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ لِأَقْوَامٍ فِي كِتَابِهِ: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ) [المدثر: 42 - 44] حَتَّى بَلَغَ: (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) [المدثر: 48] قَالَ حَبِيبٌ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: فَأَنَا سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: " الشَّفَاعَةُ نَافِعَةٌ دُونَ مَا يَسْمَعُونَ ..." [ تعظيم قدر الصلاة للمروزي (1081)].