الغفور
كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...
العربية
المؤلف | حسان أحمد العماري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - المهلكات |
إن عالمنا العربي والإسلامي يئن في هذه الحقبة من الزمان من ويلات الحروب والصراعات والخلافات بين أبنائه، فسُفكت لأجل ذلك الدماء ودُمرت المدن والقرى وتشرد الآلاف، وأهينت كرامة الإنسان، وأصبح التوجس والخوف والحزن والقلق صفة ملازمة لكثير من أبناء هذه الأمة؛ بسبب ما آلت إليه أوضاعها.. فهنيئاً لمن خرج من الدنيا ولم يتلطخ بدم مسلم، وهنيئاً لمن خرج من الدنيا ولم يحمل مسلماً على ظهره يأتي به يوم القيامة، هنيئاً لمن خرج من الدنيا وقد سلم المسلمون من لسانه ويده، هنيئاً لمن فارق الدنيا ولم يقترف جريمة يسفك بها دم مسلم...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الحليم الغفار، النافذ قضاءه بما يجري من الأقدار، يدني ويبعد ويُشقي ويُسعد، وربك يخلق ما يشاء ويختار، أحمده سبحانه وأشكره على جزيل إنعامه وعطاءه المدرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يكور النهار على الليل، ويكور الليل على النهار، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبدالله ورسوله، البشير النذير، والمصطفى المختار.
يا خير من دفنت في الترب أعظمه | فطاب من طيبهن القاع والأكمُ |
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه | فيه العفاف وفيه الجود والكرمُ |
أنت الحبيب الذي ترجى شفاعته | عند الصراط إذا ما زلت القدمُ |
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الأبرار وأصحابه الأخيار من المهاجرين والأنصار والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: عباد الله: شكا أهل سمرقند إلى عمر بن عبد العزيز أن قائده قتيبة بن مسلم دخل سمرقند غدراً دون دعوة أحد إلى الإسلام ولا منابذة ولا إعلان.. وأطرق الخليفة العظيم الذي أمر خطباء منابره بأن يذكِّروا الناس كل جمعة بقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].
ثم دعا بورقة كَتب عليها سطرين وختمها ثم دفعها إلى القوم ؛ ليذهبوا بها إلى قاضي سمرقند، وحمل القومُ الورقةَ متشككين أتفعل هذه الورقة شيئاً مع قائد عظيم مثل قتيبة؟ لكن القاضي استدعى قتيبة وفهم منه أنه دخل المدينة دون دعوة إلى الإسلام أو طلب الجزية فقال: يا قتيبة ما بهذا أمرنا رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، يا قتيبة نحن حملة رسالة ودين ولسنا محتلين. يا قتيبةَ جيش محمد جيش صدق وعهد ووفاء ..
يا قتيبة جيش محمد ليس جيش احتلال ولا جيش إبادة ولا عدوان، جيش محمد لا يبيد الحياة ولا الأحياء، جيش محمد يا قتيبة لا يعطي العهد للأبرياء الآمنين، ثم يحصدهم بالرشاشات أو يذبحهم ذبح النعاج، جيش محمد لا يضع المسدسات في رؤوس الأطفال ليفجرها ..
جيش محمد لا يغير على المدنيين ولا على المستشفيات والمساجد ولا يقتل العزل والنساء والأطفال .. جيش محمد يا قتيبة إذا وعد وفَّى وإذا حدَّث صدق، وإذا ائتمن أدى الأمانة ولو لقي في ذلك الأهوال والحتوف ..
يا قتيبة : حكمتُ بخروج المسلمين من البلد وأن يُرَدَّ إلى أهله ويُدْعَوا إلى أحكام الإسلام، ولم يصدق أحد أن هذا سيحصل، ولكن ما مضت إلا ساعات فإذا بالجوِّ يرتجف من صليل السلاح .. جيش قتيبة ينسحب .. فصرخوا جميعًا: أن أدركوا جيش محمد وقولوا لقتيبةَ أن يعود.. يا جند محمد ما شهدت الأرض مثل عدلكم ورحمتكم، عودوا إلينا، وإنا لنشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ...
أيها المؤمنون/ عباد الله: لقد كانت رسالة الإسلام .. رسالة حياة وبناء وإنتاج وتعمير لا رسالة هدم وتدمير، وإن من أعظم ما جاءت به بعد توحيد الله: حفظ النفوس، وصيانة الأعراض، وحماية الحقوق، واحترام إنسانية الإنسان، وحماية حقه في الحياة، فسنّت الشرائع والأحكام التي تكفل ذلك، فحرمت إزهاق الأرواح وسفك الدماء دون وجه حق ورتبت على ذلك أشد العقوبات.. قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقّ) [الإسراء 33] .. وقال تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [النساء: 93] ..
وجعل -سبحانه وتعالى- التعدي على حياة هذا الإنسان من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم والذنوب التي تورد صاحبها المهالك في الدنيا والآخرة .. يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: قال: "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً"، قال: وقال ابن عمر: "إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حل" (البخاري: 6862)..
ويقول عليه الصلاة والسلام: "كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافراً أو الرجل يقتل مؤمناً متعمداً" (رواه أحمد: 16849، وصححه الألباني) ..
بل جعل -سبحانه وتعالى- قتل المسلم وسفك دمه من عظائم الأمور يقول -عليه الصلاة والسلام-: "قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا" (صحيح الجامع: 4361)..
لذلك ينبغي لكل مسلم أن يدرك هذه الحقيقة فيحفظ نفسه ويحفظ حياة الآخرين من حوله رجالاً ونساءً, صغاراً وكباراً ومدنيين أو عسكريين, مسلمين أو كفار مستأمنين ومعاهدين .. يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يجيء المقتول متعلقاً بالقاتل يوم القيامة وأوداجه تشخب دمًا بين يدي الله فيقول: يا رب! سل هذا فيما قتلني؟ حتى يدنيه من العرش" (صحيح الجامع: 8031).
فماذا ستكون الإجابة؟ أمن أجل دنيا فانية ولذة عابرة وهوى متبع يقع المسلم في مثل هذه الجريمة .. قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ: "ثَبَتَ النَّهْي عَنْ قَتْلِ الْبَهِيمَة بِغَيْرِ حَقّ وَالْوَعِيد فِي ذَلِكَ، فَكَيْف بِقَتْلِ الْآدَمِيّ" (فتح الباري: 19 / 299).
عباد الله: لقد عظّم الله حق الحياة الإنسانية، وشرع من الأحكام ما يكفل وجودها وبقاءها على أكمل وجه وأحسنه، فلا يجوز لأي إنسان مهما كان .. سواء كان حزباً أو جماعة أو قبيلة، أو فرداً أو نظاماً أو دولة أن يعتدي على حق الحياة لإنسان آخر دون وجه حق، أو تحت تأويلات باطلة أو اعتقادات خاطئة أو مبررات واهية أو نزوات شيطانية .. لا يجوز ذلك ..
بل لقد جعل الله قتل نفس واحدة بغير حق، كقتل الناس جميعاً، وإحياءها كإحياء الناس جميعاً، فقال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) [المائدة: 32]..
قال ابن عباس: المعنى: "من قتل نفساً واحدة، وانتهك حرمتها، فهو مثل من قتل الناس جميعاً. ومن ترك قتل نفس واحدة، وصان حرمتها، واستحياها، خوفاً من الله، فهو كمن أحيا الناس جميعاً". (الجامع لأحكام القرآن 6/147) ..
وإذا كان هذا الوعيد الشديد في قتل نفس واحدة فكيف بنسف البيوت والمدن والقرى، وهدمها على رؤوس أصحابها، وقتل من فيها من النساء والصبيان، وهدم المساجد وتفجيرها بمن فيها من المصلين وتفخيخ الأسواق والشوارع بمن فيها من المارة الآمنين ..
فأين تعاليم الدين في حياتنا؟! وأين كرامة الإنسان التي أمرنا بالمحافظة عليها؟! وأين تقدير النفس الإنسانية التي خلقها الله بيده ونفخ فيها من روحه .. لقد مرت جنازة والنبي -صلى الله عليه وسلم- جالس مع أصحابه فيقف احترامًا وتقديرًا لها فقال أحد الصحابة: إنها جنازة يهودي يا رسول الله فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أليست نفسًا" (البخاري 1250) ..
يا لهذه العظمة وهذا السمو وهذه الإنسانية وهذا الصفاء والنقاء والطهر في حياة رسولنا وقدوتنا -صلى الله عليه وسلم-.. فلنحذر من مخالفة أمره حتى لا تغرق سفينة المجتمع بالدماء المعصومة فتكون لعناتها في الدنيا والآخرة ..
عن أبي هريرة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده، لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيم قَتَل، ولا المقتول فيم قُتل" (رواه مسلم) ..
فهنيئاً لمن خرج من الدنيا ولم يتلطخ بدم مسلم، وهنيئاً لمن خرج من الدنيا ولم يحمل مسلماً على ظهره يأتي به يوم القيامة، هنيئاً لمن خرج من الدنيا وقد سلم المسلمون من لسانه ويده، هنيئاً لمن فارق الدنيا ولم يقترف جريمة يسفك بها دم مسلم .. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار" (صحيح سنن الترمذي للألباني: 1398) ..
فكل من أعان وساهم واشترك وأشار أو كتب أو صرح، ولو بشطر كلمة، وأثار الخلافات، وأجّج الفتن، وشق الصف، فسُفكت لأجل ذلك الدماء فهو مشارك في الجريمة آيسٌ من رحمة الله في الدنيا والآخرة؛ إلا أن يتداركه الله بتوبة نصوح..
فأين نحن من هذه التوجيهات الربانية .. لقد نسينا وتساهلنا في تطبيق قيم ديننا وشغلنا بالدنيا، فكثرت الصراعات والمشاكل وحلت العداوة والبغضاء وضاقت علينا الحياة وتجرأ المسلم على أخيه المسلم طمعاً في مغنم أو تحقيقاً لهوى في النفس أو إرضاءً لرغبات وتنفيذا لطلبات أعداء هذا الدين الذين يتربصون به ..
وأصبحنا في كثير من الأحيان نهدم الدين باسم الدين، ونمزق الوطن باسم الوطنية، ونزرع التفرقة ونوجد الخلافات باسم المصلحة، ويقتل المسلم أخاه المسلم ويدمر الحياة باسم الواجب والمسئولية...
إننا بحاجة في ظل هذه الأوضاع إلى توبة نصوح نراجع فيها تمسكنا بديننا وأخلاقنا وقيمنا وعلاقتنا بربنا والناس من حولنا .. توبة تشمل المجتمع كله.. أفراداً وأحزاب وجماعات وحكامًا ومحكومين، لعل الله أن ينظر إلينا برحمته فيرفع مقته وغضبه عنا ويصلح ما فسد من أحوالنا، قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) [الأعراف: 96-99] ..
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ..
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه
الخطبة الثانية:
عباد الله: إن عالمنا العربي والإسلامي يئن في هذه الحقبة من الزمان من ويلات الحروب والصراعات والخلافات بين أبنائه، فسُفكت لأجل ذلك الدماء ودُمرت المدن والقرى وتشرد الآلاف، وأهينت كرامة الإنسان، وأصبح التوجس والخوف والحزن والقلق صفة ملازمة لكثير من أبناء هذه الأمة؛ بسبب ما آلت إليه أوضاعها، ولعل ذلك ابتلاء وتمحيص لها، وقد تكون بذنوب ومعاصٍ ارتكبتها، أو حقوق وواجبات تنصلت عنها .. قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) [الشورى:30] وقال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41].. وقال سبحانه : (ألم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت: 1-2]..
وإن كثرة الفتن وحلول المصائب وحدوث الصراعات، واختلاف الناس وتجرؤ بعضهم على بعض وذهاب المعروف والخير من حياة الناس؛ ليدفع بالمسلم لأن يكون عظيماً بقيامه بعمل يكون سبباً في إحقاق الحق، وتآلف القلوب وتراحم الناس فيما بينهم، وإصلاح ذات البين، فتُحفظ الدماء والأموال والأعراض، وتتنزل رحمة الله وعنايته ولطفه على الأمة والمجتمع ..
فإذا لم يكن كذلك فليحذر أن يكون عمله أو قوله سببًا في ترويع مسلم أو سفك دمه أو أخذ ماله وهتك عرضه .. فكونوا رحمكم الله مفاتيح للخيرات، مغاليق للشرور والآفات قال -عليه الصلاة والسلام-: "إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه"(حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة:1332) ..
فتوبوا إلى الله وأحسنوا العمل، وكونوا مشاعل هداية ومعاول بناء في مجتمعاتكم وأمتكم ... اللهم ارحمنا رحمة تهدي بها قلوبنا وتصلح بها أحوالنا وتسدد بها أعمالنا.. اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ما فسد من أحوالنا واحقن دمائنا واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين..
هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على معلم البشرية، المبعوث بالحنيفية، خير من قام بالمسئولية، كما أمركم بذلك ربكم رب البرية، فقال تعالى قولاً كريماً: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56]، والحمد لله رب العالمين.