البحث

عبارات مقترحة:

التواب

التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...

الحسيب

 (الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...

المقيت

كلمة (المُقيت) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أقاتَ) ومضارعه...

هنيئا لنا بشهر رمضان

العربية

المؤلف حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الصيام
عناصر الخطبة
  1. بلوغ هذا الشهر نعمةٌ كُبرى .
  2. السعادة الكُبرى تكمُنُ في المُبادَرة إلى الخيرات .
  3. رمضان مدرسةٌ كُبرى لبناء صفة التقوى .
  4. تربية الإنسان على العطاء والسَّخاء. .

اقتباس

إن الفلاحَ الأتمَّ، وإن السعادةَ الكُبرى تكمُنُ في المُبادَرة إلى الخيرات، والمُسابقَة إلى الطاعات، ونيل رِضا ربِّ الأرض والسماوات؛ فلقد كان رسولُنا - صلى الله عليه وسلم - جوادًا كريمًا في حقوق ربِّه وحقوق الخلق، وكان - صلى الله عليه وسلم - أجودَ ما يكونُ في رمضان، فلرسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أجودَ بالخير من الرِّيح المُرسَلة. ألا وإن من الخُسران ومن الغَبن المُبين: أن يُضيِّع الإنسانُ أوقاتَ الشهر سُدًى، كيف وبعضُنا يُضيِّعُها في معاصِي الله - جل وعلا -؟!...

الخطبة الأولى:

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُبارَكًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه، وعلى آله وأصحابِه.

أما بعد، فيا أيها المسلمون:

أُوصِيكم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا -؛ فمن اتَّقاه وقاه، وأسعدَه ولا أشقاه، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد، فيا أيها المسلمون:

هنيئًا لنا جميعًا بشهر رمضان، جعلَه الله شهرَ بركةٍ وخيرٍ وأمنٍ وسلامٍ علينا وعلى المسلمين.

معاشر المُسلمين:

إن بلوغ هذا الشهر نعمةٌ كُبرى، ومنَّةٌ عُظمَى من المولَى - جل وعلا -. كيف لا، وهو تُكفَّر فيه السيئات، وتُغفَرُ فيه الزلاَّت، وتُحطُّ فيه الخطايا؛ يقول - صلى الله عليه وسلم -: "من صامَ رمضان إيمانًا واحتِسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه" (متفق عليه).

ويقول - صلى الله عليه وسلم -: "من قامَ رمضان إيمانًا واحتِسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه"، "ومن يقُم ليلةَ القدر إيمانًا واحتِسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه".

فالمُوفَّق من يسعَى إلى نيلِ رِضَا ربِّه - جل وعلا -، ليفوزَ بالدرجات العُظمى، ويسعَد دُنيًا وأخرى، فنبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا جاء رمضان فُتِّحت أبوابُ الجِنان، وغُلِّقَت أبوابُ النيران، وصُفِّدَت الشياطين"؛ (متفق عليه).

إخوة الإسلام:

إن الفلاحَ الأتمَّ، وإن السعادةَ الكُبرى تكمُنُ في المُبادَرة إلى الخيرات، والمُسابقَة إلى الطاعات، ونيل رِضا ربِّ الأرض والسماوات؛ فلقد كان رسولُنا - صلى الله عليه وسلم - جوادًا كريمًا في حقوق ربِّه وحقوق الخلق، وكان - صلى الله عليه وسلم - أجودَ ما يكونُ في رمضان، فلرسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أجودَ بالخير من الرِّيح المُرسَلة. ألا وإن من الخُسران ومن الغَبن المُبين: أن يُضيِّع الإنسانُ أوقاتَ الشهر سُدًى، كيف وبعضُنا يُضيِّعُها في معاصِي الله - جل وعلا -؟!

رقِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المنبَر، فقال: "آمين"، ثم قال: "آمين"، ثم قال: "آمين". فلما سُئِل، كان من جوابِه - صلى الله عليه وسلم - قال: "قال لي جبريلُ: رغِم أنفُ امرئٍ دخلَ عليه رمضان فلم يُغفَر له فأبعدَه الله، فدخلَ النار، قُل: آمين، فقلتُ: آمين".

أيها المسلمون:

إن رمضان مدرسةٌ كُبرى لبناء صفة التقوى للمولَى - جل وعلا -. فلنكُن على هذه الصفة في كل وقتٍ وحينٍ، لاسيَّما في هذا الشهر العظيم، يقولُ ربُّنا - جل وعلا -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183].

شهرُ رمضان شهرُ مدرسةٍ لتربية النفوس، وتزكِية الأخلاق، لتكون في كل زمنٍ وحينٍ مُجانِبةً كلَّ زورٍ وباطلٍ ولغوٍ، يقول - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه الجماعة -، قال: "فإذا كان صومُ يوم أحدكم فلا يرفُث ولا يصخَب، فإن شاتَمَه أحدٌ أو قاتَلَه فليقُل: إني امرُؤٌ صائِم".

وفيما رواه البخاري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من لم يدَع قولَ الزور والعملَ به والجهلَ، فليس لله حاجةٌ في أن يدَعَ طعامَه وشرابَه".

رمضان مدرسةٌ عظيمةٌ لتربية الإنسان على العطاء والسَّخاء، وعلى البذل والجُود لكل مُحتاجٍ ومسكين، يقول - صلى الله عليه وسلم -: "ومن فطَّر فيه صائِمًا كان له مثلُ أجره".

فعلينا جميعًا أن نستغلَّ هذا الشهر في المُبادَرة إلى الطاعات، والمُسابقَة إلى القُرُبات. جعلَنا الله وإياكم مُوفَّقين.

أقول هذا القول، وأستغفرُ الله لي ولكم من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

أحمدُ ربي وأشكرُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه.

أما بعد، فيا أيها المسلمون:

إن من أفضل الأعمال في هذا الشهر: تلاوةَ القرآن بتدبُّر وتعقُّل وتمعُّن، بما يسوقُك للعمل في هذه الحياة؛ ليرضَى عنك ربُّ الأرض والسماوات، يقول - جل وعلا -: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 29، 30].

ونبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - كان يُدارِسُه جبريلُ القرآنَ في رمضان، فلقد صارَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - تسعَ رمضانات كان يُدارِسُه جبريلُ فيها القرآن، وفي آخر سنةٍ من عُمره عرَضَ عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - القرآنَ مرتين.

أيها المسلمون:

فقد قال علماؤُنا أهلُ التفسير: "إن الله - جل وعلا - جاء في ثنايا آيات الصوم بقولِه: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186]. قال أهلُ التفسير: "وفي هذا إشارةٌ إلى أن ينبغي للعبدِ أن يُكثِر من الدعاء في هذا الشهر".

وهذا ما أشارَ إليه - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم .."، وذكرَ منهم: "الصائِم حين يُفطِر". وفي روايةٍ حسَّنها بعضُ أهل العلم: "والصائِم حتى يُفطِر".

فينبغي لنا أن نجتهِد في هذا الشهر بالدعاء، بخيرَي الدنيا والآخرة، وأن نستغِلَّ جُزءًا من أوقاتِنا في الدعاء لأمَّتنا التي أصابَها ما أصابَها من البلاء والمِحَن؛ فالاهتِمامُ بأمور المُسلمين من خِصال المُتَّقين المُؤمنين.

ثم إن اللهَ - جل وعلا - أمرَنا بأمرٍ عظيمٍ، ألا وهو: الصلاةُ والسلامُ على النبيِّ الكريم.

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا وحبيبِنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين، وعن الآل والصحابةِ أجمعين، وعن التابِعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

اللهم بارِك لنا في رمضان، اللهم سلِّمنا لرمضان، وسلِّم لنا رمضان، وتقبَّله منا يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم فرِّج همومَ أمَّتنا، اللهم فرِّج همومَ أمَّتنا، اللهم ارفَع البلاءَ عنها يا رحمن رحيم، اللهم ارفَع عنها البلاء، اللهم ارفَع عنها البلاء، واكشِف عنها المصائِب يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم احفَظ المُسلمين في كل مكانٍ، اللهم احفَظ المُسلمين في اليمن، واحفَظهم في سُوريا، واحفَظهم في ليبيا، واحفَظهم في مصر وتونس، واحفَظهم في ميانمار يا ذا الجلال والإكرام، اللهم احفَظهم في أفغانستان، وفي فلسطين، وفي كل مكانٍ يُصيبُهم البلاءُ يا حي يا قيوم.

اللهم اغفِر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلِمات، الأحياء منهم والأموات.

اللهم اغفِر لموتى المسلمين، اللهم اغفِر لموتى المسلمين، اللهم أنزِل عليهم رحمتَك ورِضوانك، اللهم أنزِل عليهم رحمتَك ورِضوانك، اللهم أنزِل عليهم رحمتَك ورِضوانك.

اللهم آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار.

اللهم وفِّقنا لكل عملٍ صالِحٍ ترضَى به عنَّا، اللهم وفِّقنا لكل عملٍ صالِحٍ ترضَى عنَّا في هذه الحياة يا رب العالمين.

اللهم ارحمنا برحمتِك، اللهم نفِّس كُرُبات المسلمين، اللهم نفِّس كُرُبات المسلمين، اللهم فرِّج همومَهم، اللهم ارفَع بلواهم، اللهم اقضِ دَين المَدينين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضَى المسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضَى المسلمين.

اللهم وفِّق خادمَ الحرمين لما تُحبُّه وترضاه، اللهم أيِّده بتأييدك.

اللهم وفِّقنا لكلِّ ما تُحبُّه وترضاه يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم ولِّ على المسلمين خيارَهم، اللهم ولِّ على المسلمين خيارَهم، اللهم جنِّبهم شِرارَهم، اللهم جنِّبهم شِرارَهم، اللهم واكفِهم شرَّ الأشرار، وكيدَ الفُجَّار، ومكرَ الماكرين، وكيدَ الأعداء، يا ذا الجلال والإكرام، إنك على كل شيء قدير.

اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم اسقِنا، اللهم اسقِنا يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اسقِنا يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم.

عباد الله: اذكروا الله ذِكرًا كثيرًا، وسبِّحوه بُكرةً وأصيلاً.