الله
أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...
العربية
المؤلف | باحثو مركز أصول |
القسم | موسوعة الشبهات المصنفة |
النوع | صورة |
اللغة | العربية |
المفردات | الإيمان بالرسل |
مضمونُ السؤال:
النبوَّةُ - مِن وجهةِ نظرِ السائلِ - تَرجِعُ إلى الخيالِ الإنسانيِّ، وتعتمِدُ عليه اعتمادًا كليًّا، بل الخيالُ هو العاملُ الأكثرُ تأثيرًا فيها،
والنبيُّ - مِن وجهةِ نظرِ السائلِ - لا يتلقَّى شيئًا محدَّدَ المعنى والمَعالِمِ مِن الله؛ فلا يَسمَعُ كلامًا مِن خارجٍ، ولا يَرَى ملَكًا حقيقيًّا مِن خارجٍ أيضًا،
وإنما هو خيالٌ في الكلامِ والرؤية.
مختصَرُ الإجابة:
إن البراهينَ دلَّت دَلالةً قاطعةً على أن النبوَّةَ التي جاء بها النبيُّ ^، والوحيَ الذي نزَلَ عليه -: لا يُمكِنُ أن يكونَا نابِعَيْنِ مِن داخلِه، أو ناشِئَيْنِ مِن تجربتِهِ الخاصَّة،
وإنما الوحيُ هو حقيقةٌ نازلةٌ عليه مِن عندِ الله:
فالقرآنُ تضمَّن معارفَ وعلومًا يستحيلُ أن يتحصَّلَ عليها أيُّ شخصٍ بقوَّةِ عقلِه، وحِدَّةِ ذكائِه، ويستحيلُ أن تكونَ نتيجةَ حالةٍ نفسيَّةٍ يَعيشُها النبيُّ ^.
والقرآنُ الكريمُ ليس فيه صدًى للأحداثِ الأليمةِ التي مرَّت بحياةِ النبيِّ ^، مما يَنْفي أن يكونَ الوحيُ مصدرُهُ نَفْسُ النبيِّ ^.
ومقتضى القولِ بأن الوحيَ مصدرُهُ نَفْسُ النبيِّ ^: أن يُوحَى إليه في الأحوالِ التي تأخَّر الوحيُ فيها عنه.
كما أن المعجِزاتِ الحسِّيَّةَ المعلومةَ عند المسلِمين واليهودِ والنصارى، لا تَقْتضيها قُوَى النفوس.
وبعد ذلك كلِّه يُقالُ أيضًا: إن دراسةَ تاريخِ وملابَساتِ النبوَّاتِ، ينقُضُ دعوى أن مَصدَرَها الخيالُ الإنسانيّ، كما أن حُسْنَ عاقبةِ النبيِّ ^ والأنبياءِ جميعًا تُبطِلُ دعوى أن يكونَ الوحيُ خَيَالًا إنسانيًّا.
هذا التصوُّرُ للنبوَّةِ والوحيِ منافٍ للحقيقةِ القطعيَّة، ومتناقِضٌ مع البراهينِ الظاهرةِ البيِّنة، ومتضمِّنٌ لانحرافاتٍ استدلاليَّةٍ ومنهجيَّةٍ عميقة؛
فمصدرُ الوحيِ في التصوُّرِ الإسلاميِّ، ومَنبَعُهُ الوحيدُ، ومنطلَقُهُ وابتداؤُهُ: إنما هو مِن اللهِ تعالى، لا مِن أحدٍ سواه.
ودعوى هؤلاءِ المعاصِرين مأخوذةٌ مِن كلامِ ابنِ سِينا وغيرِهِ مِن الفلاسفةِ؛ الذين قالوا: إن خواصَّ النبوَّةِ ثلاثٌ - كما ذكَرها عنهم ابنُ تيميَّةَ -:
الأُولى: أن تكونَ للنبيِّ قوَّةٌ قدسيَّةٌ؛ وهي قوَّةُ الحدسِ، وهي قوَّتُهُ العلميَّة، وأنه أَذْكى مِن غيرِهِ، وأن العلمَ عليه أيسَرُ منه على غيرِه؛ بحيثُ يحصُلُ له مِن العلمِ بسهولةٍ ما لا يحصُلُ لغيرِهِ إلا بكلفةٍ شديدة.
الخاصَّةُ الثانيةُ: قوَّةُ التخييلِ والحِسِّ الباطنِ؛ وهي قوَّتُهُ الإراديَّة؛ بحيثُ يتمثَّلُ له ما يَعلَمُهُ في نفسِهِ؛ فيَراهُ ويَسمَعُه؛ فيَرَى في نفسِهِ صُوَرًا نُورانيَّةً، هي عندهم ملائكةُ الله، ويَسمَعُ في نفسِهِ أصواتًا،
هي عندهم كلامُ اللهِ؛ وذلك مِن جنسِ ما يحصُلُ للنائمِ في منامِه، ومِن جنسِ ما يحصُلُ لبعضِ أهلِ الرياضةِ، ومِن جنسِ ما يحصُلُ لبعضِ الممرورين الذين يُصرَعون،
ويقولون: إن ما أخبَرَتْ به الرسُلُ مِن أمورِ الربوبيَّةِ، واليومِ الآخرِ، إنما هو تخييلٌ وأمثالٌ مضروبةٌ، لا أنه إخبارٌ عن الحقائقِ الخارجيَّةِ على ما هي عليه.
الخاصَّةُ الثالثةُ: أن تكونَ له قوَّةٌ نَفْسانيَّةٌ يتصرَّفُ بها في هَيُولَى العالَمِ؛ وهي القدرةُ والقوَّةُ التي في نفسِه؛ كما أن العائنَ له قوَّةٌ نَفْسانيَّةٌ يؤثِّرُ بها في المَعِينِ،
ويزعُمُون أن خوارقَ العاداتِ التي للأنبياءِ والأولياءِ، هي مِن هذا النمَط.
وأصلُ أمرِ هؤلاءِ: أنهم لا يُثبِتون لصانعِ العالَمِ مشيئةً واختيارًا وقدرةً بها يَقدِرُ على تغييرِ العالَمِ وتحويلِهِ مِن حالٍ إلى حالٍ، بل وأئمَّتُهم لا يُثبِتون علمَهُ بتفاصيلِ أحوالِ العالَمِ،
بل منهم مَن يقولُ: لا يَعلَمُ شيئًا، ومنهم: مَن يقولُ: لا يَعلَمُ إلا نفسَهُ، ومنهم مَن يقولُ: يَعلَمُ الجزئيَّاتِ على وجهٍ كلِّيٍّ؛ وهذا اختيارُ ابنِ سينا، وهو أجوَدُ أقوالِهم مع تناقُضِ هذا القولِ وفسادِه.
وجوابُ هذه الشبهةِ يحتاجُ إلى بيانِ الأدلَّةِ الدالَّةِ على صحَّةِ التصوُّرِ الإسلاميِّ للنبوَّة، وبيانُ ذلك تفصيلًا مِن وجوهٍ:
1- القرآنُ تضمَّن معارفَ وعلومًا يستحيلُ أن يتحصَّلَ عليها أيُّ شخصٍ بقوَّةِ عقلِه، وحِدَّةِ ذكائِه، ويستحيلُ أن تكونَ نتيجةَ حالةٍ نفسيَّةٍ يعيشُها النبيُّ ^:
فقد اشتمَلَ القرآنُ على أخبارٍ تفصيليَّةٍ عن الأممِ والجماعاتِ والأنبياء، والأحداثِ التاريخيَّةِ السابقةِ على زمانِهِ ^ بمُدَّةٍ زمنيَّةٍ بعيدةٍ في أغوارِ التاريخ، ولم يعاصِرِ النبيُّ ^ تلك الأحداثَ، ولم يتعلَّمْها في حياتِه.
ومِن تلك المعارفِ: بعضُ الأرقامِ الحسابيَّةِ، وبعضُ الأعدادِ الدقيقةِ؛ كمُدَّةِ لُبْثِ نُوحٍ في قومِه، ومدَّةِ لُبْثِ أهلِ الكهفِ في كهفِهم، وكذلك تضمَّن القرآنُ أسماءً تفصيليَّةً للرجالِ والأممِ والقبائل، وكلُّ هذه الأمورِ لا يُمكِنُ الوصولُ إليها عن طريقِ قوَّةِ الذكاءِ، ولا سَعَةِ المخيِّلةِ، ولا عن طريقِ التجربةِ الحياتيَّةِ اليوميَّة.
2- القرآنُ الكريمُ ليس فيه صَدًى للأحداثِ الأليمةِ التي مرَّت بحياةِ النبيِّ ^، مما يَنْفي أن يكونَ الوحيُ مصدرُهُ نَفْسُ النبيِّ ^:
فمِن الأمورِ الظاهرةِ في القرآنِ: اختفاءُ شخصيَّةِ النبيِّ ^:
ففي أكثرِ الأوقاتِ: لا يذكُرُ القرآنُ شيئًا عنها، ويتجرَّدُ تمامًا مِن الإشارةِ إليها، وعندما يُورِدُ شيئًا عن ذاتِهِ ^، فإنما يذكُرُهُ لكي يحكُمَ على نفسِه، أو يَضبِطَ سلوكَه، أو يسيطِرَ عليه.
وفيما يتعلَّقُ بأفراحِهِ وأحزانِهِ، فإننا نَعلَمُ كم كان حزنُهُ لوفاةِ أبنائِهِ وأصدقائِهِ وأصحابِهِ؛ حتى أُطلِقَ «عامُ الحُزْنِ» على السَّنَةِ التي مات فيها عمُّهُ أبو طالبٍ، وزوجتُهُ خديجةُ، وفقَدَ بفقدِهما العَوْنَ المعنويَّ الذي كان يسانِدُهُ، ومع ذلك كلِّه: لا نجدُ في القرآنِ أيَّ صدًى لهذه الأحداثِ الأليمة، وهي مِن أشدِّ ما يؤثِّرُ في النفوسِ البشَريَّة.
فلو كان القرآنُ يتأثَّرُ بحالةِ النبيِّ ^ النفسيَّةِ، أو العقليَّةِ، أو كان لحِدَّةِ ذكائِهِ - أو لطبيعةِ حياتِهِ اليوميَّةِ، أو لقوَّةِ مخيِّلتِهِ - أثرٌ فيما جاء به مِن الوحيِ -: لظهَرَ ذلك جليًّا في القرآنِ، وخاصَّةً في مِثلِ تلك الأحوالِ الاستثنائيَّة؛ فعدمُ وجودِ مثلِ تلك الآثارِ دليلٌ على أن مشاعِرَ النبيِّ ^ ودواخلَهُ ليست مصدرًا للوحيِ، وليس لها أثرٌ فيه، وإنما هو حقيقةٌ نازلةٌ عليه مِن السماء.
3- مقتضى القولِ بأن الوحيَ مصدرُهُ نفسُ النبيِّ ^: أن يُوحَى إليه في الأحوالِ التي تأخَّر الوحيُ فيها عنه:
فإن الوحيَ الذي كان يَنزِلُ على النبيِّ ^ لم يكن خاضعًا لعلمِهِ، ولا لقدرتِهِ، ولا لإرادتِهِ، ولا لاختيارِهِ، ولا لرغبتِه؛ فلم يكن توقيتُ نزولِ الوحيِ، أو تحديدُ مكانِهِ وحالتِهِ، خاضعًا لعلمِ النبيِّ ^، ولا لقدرتِهِ، ولا لإرادتِهِ، ولم يكن ملبِّيًا لمطالبِهِ وحاجاتِهِ في وقتِ الاحتياج؛ فقد ابتُلِيَ بأن رُمِيَ في عِرْضِهِ ^، وهو مِن أعظمِ البلاءِ الذي يُمكِنُ أن يُصابَ به الإنسانُ، وكذلك سُئِلَ أسئلةً، فلم يَعرِفْ جوابَها، وكذلك مرَّت به وقائعُ لم يَعرِفْ فيها الحُكمَ، ومع ذلك: لم يَنزِلْ عليه الوحيُ إلا متأخِّرًا.
فلو كان الوحيُ خاضعًا لقوَّةِ مخيِّلةِ النبيِّ ^، أو لتجرِبتِهِ الشخصيَّةِ، أو لحِدَّةِ ذكائِهِ، أو لرغبتِهِ -: لبادَرَ النبيُّ ^ إلى الدفاعِ عن زوجتِهِ مباشَرةً، أو لأجاب على تلك الأسئلةِ مباشَرةً؛ دَفْعًا للحرَجِ عن نفسِه.
وفي بعضِ الأحوالِ: يأتي الوحيُ في لَحَظاتٍ تدُلُّ حالُهُ على أنه لم يكن مستعِدًّا له، ولا منتظِرًا، ولا طالبًا.
وكلُّ هذه الشواهدِ: تدُلُّ على أن النبيَّ ^ ليس له تأثيرٌ في الوحيِ؛ لا مِن جهةِ مشاعِرِهِ وعواطِفِه، ولا مِن أيِّ جهةٍ أخرى، وإنما هو متلقٍّ له، ومبلِّغٌ له عن اللهِ فقطْ.
ولذلك أمثلةٌ كثيرةٌ؛ مثلُ: عِتَابِ الوحيِ له في الإذنِ للمنافِقين في غزوةِ العُسْرةِ، وقصَّةِ زينبَ بنتِ جَحْشٍ وزيدِ بنِ حارثةَ رضيَ اللهُ عنهما، وغيرِ ذلك.
4- لا ريبَ أن المعجِزاتِ الحسِّيَّةَ المعلومةَ عند المسلِمينَ واليهودِ والنصارى، لا تقتضيها قُوَى النفوس:
فالنبوَّةُ ليست منحصِرةً في القرآنِ فقطْ، وإنما هي حالةٌ مركَّبةٌ مِن تشريعاتٍ، ومعجزاتٍ كونيَّةٍ وحسِّيَّة، وأحوالٍ أخلاقيَّةٍ ونفسيَّةٍ مختلِفةٍ، واجتماعُ كلِّ هذه الأمورِ يستحيلُ أن يكونَ حاصلًا بسببِ قوَّةِ المخيِّلةِ، أو حِدَّةِ الذكاءِ، أو عن طريقِ التجرِبةِ الإنسانيَّة.
فمِن المعلومِ: أن النبيَّ ^ في أثناءِ نبوَّتِهِ جاء بمعجِزاتٍ كونيَّةٍ كثيرةٍ؛ كانشقاقِ القمَرِ، وخروجِ الماءِ مِن بينِ أصابعِهِ، وتكثيرِ الطعامِ، وشفاءِ بعضِ الأمراضِ، وغيرِها مِن الأحوالِ الخارجةِ عن المعهودِ البشَريّ.
والإتيانُ بمِثلِ هذه الأمورِ يستحيلُ أن يكونَ ناتجًا عن التجرِبةِ الحياتيَّة، أو عن قوَّةِ المخيِّلة، أو حِدَّةِ الذَّكاء.
5- دراسةُ تاريخِ وملابَساتِ النبوَّاتِ، ينقُضُ دعوى أن مَصدَرَها الخيالُ الإنسانيّ:
فالدارسُ لنبوَّةِ محمَّدٍ ^ يجدُ أنها أُحيطَتْ بأمورٍ وأحداثٍ قبلَ النبوَّةِ وأثناءَها، تدُلُّ دَلالةً ظاهرةً على أن الوحيَ الذي نزَلَ إليه لم يكن مصدرُهُ نفسَ النبيِّ ^، ولا مشاعِرَهُ، ولا عقلَهُ، ولا تجرِبتَهُ، وإنما هو حقيقةٌ مستقِلَّةٌ عن ذاتِه، نازِلةٌ إليه مِن اللهِ في السماءِ:
فقَبْلَ مولدِهِ ^: حدَثتْ واقعةُ الفِيلِ، التي حَمَى اللهُ بها الكعبةَ، وأظهَرَ بها شرَفَ بيتِهِ المعظَّم، وكذلك: ما حصَلَ مِن الحوادثِ حين مولدِهِ ^، وكذلك: إخبارُ الكُهَّانِ بأمورِهِ وصفاتِه، وما صارت الجِنُّ تُخبِرُهم به مِن نبوَّتِه -: كلُّ ذلك أمورٌ خارجةٌ عن عِلمِهِ وإرادتِهِ وقدرتِه.
وكذلك: ما أخبَرَ به أهلُ الكتابِ، وما وُجِدَ مكتوبًا عندهم؛ مِن إخبارِ الأنبياءِ المتقدِّمين بنبوَّتِهِ ورسالتِهِ ^، وأمرِ الناسِ باتِّباعِه، وانتظارِ أولئك له -: كلُّها أمورٌ خارجةٌ عن عِلمِهِ وإرادتِهِ وقدرتِه.
فهذه الحوادثُ تدُلُّ على أن النبوَّةَ التي نزَلتْ على النبيِّ ^ لم تكن راجعةً إلى تجرِبتِهِ الحياتيَّة، ولا إلى قوَّةِ مخيِّلتِه، وإنما هي اصطفاءٌ واختيارٌ إلهيّ، وإعدادٌ وترتيبٌ ربَّانيّ؛ ولهذا تهيَّأت لها كلُّ الظروفِ والأحوالِ المناسِبة.
6- حُسْنُ عاقبةِ النبيِّ ^ - بل الأنبياءِ جميعًا - تُبطِلُ دعوى أن يكونَ الوحيُ خَيَالًا إنسانيًّا:
فلو كان الذي جاء به النبيُّ ^ نتيجةَ مرَضٍ نَفْسيٍّ أو عصَبيٍّ، أو كان نابعًا مِن عواطفِهِ الخاصَّةِ به، فلماذا أقَرَّ أعداؤُهُ له في آخِرِ الأمر؟! ولماذا اتَّبعوهُ وهم يَعلَمون بحالِهِ وبكلِّ تفاصيلِ حياتِه؟!
ولا يَصِحُّ أن يُقالَ: إن اتِّباعَهم له كان خوفًا مِن السيفِ والقتل؛ فإن كثيرًا منهم أسلَمَ قبلَ انتصارِ النبيِّ ^ على أهلِ مكَّةَ، وكان كثيرٌ منهم يُمكِنُهُ الهرَبُ إلى بلدانٍ أخرى، أو يُمكِنُهُ الرجوعُ عن الإسلامِ بعد موتِ النبيِّ ^، ولكنَّ أهلَ مكَّةَ والطائفِ - وهم أعلَمُ الناسِ بحالِ النبيِّ ^ - لم يقَعْ ذلك منهم، ومَنِ ارتدَّ مِن العرَبِ لم يَرتَدَّ لأنه يتَّهِمُ النبيَّ ^ فيما جاء به، وإنما ارتدُّوا عصبيَّةً وأنَفةً.
خاتِمةُ الجواب - توصية:
إن دعوى أن المعجزاتِ أثرٌ للقُوَى النفسيَّةِ للنبيِّ: دَعْوى أثارها الفلاسفةُ المنتسِبون إلى الإسلام، فنَجِدُ جوابًا عنها في كُتُبِ أهلِ العِلمِ؛ كـ «كتابِ النبوَّاتِ» لابنِ تيميَّةَ؛
كما أنها مِن الدعاوى التي تبنَّاها فلاسفةُ النهضةِ الأوروبيَّةِ الحديثة؛ مثلُ إِسبِينُوزا، كما نجدُ تفسيراتٍ مقارِبةً لدى بعضِ علماءِ مدرسةِ تحليلِ اللاشعورِ النفسيَّة، وهي مما اعتمَدهُ المستشرِقون،
وتلقَّفه عنهم الحَداثيُّون العرَب، وقد ذهَبَ بعضُ الفضلاءِ، وهو الدكتورُ محمَّد عبد الله دِرَاز رحمه اللهُ في كتابِهِ المهمِّ: «النَّبَأِ العظيم»، إلى أن حقيقةَ هذه الشبهةِ إنما هو رأيُ مُشرِكي قُريشٍ الجاهليِّين القديمُ،
لكنْ جاء المستشرِقون وأتباعُهُمُ اليومَ به باسمٍ جديد.