البحث

عبارات مقترحة:

الحميد

(الحمد) في اللغة هو الثناء، والفرقُ بينه وبين (الشكر): أن (الحمد)...

المبين

كلمة (المُبِين) في اللغة اسمُ فاعل من الفعل (أبان)، ومعناه:...

المتين

كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...

الجهاد

شرع الله الجهاد حفظًا لدين الله ولتبقى كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، وهذا يكون الجهاد في بعض الأحيان فرضاً عاماً دون تعيين، وتارة يتعين على بعض الأشخاص، بحسب الحاجة والمصلحة، وهذا كله مبين في النصوص الشرعية بضوابطه وقيوده.

التعريف

التعريف لغة

الجهاد: بذل الوسع والطاقة، واستفراغ ما في الوسع من قولٍ أو فعلٍ، يقال: جاهد يجاهد، مجاهدةً وجهاداً: الذي بذل طاقته في تحصيل شيءٍ ما، والأصل فيه، الجُهد: وهو الوسع والطاقة، وقيل: الجَهْد: وهو المشقة، أو المبالغة. انظر " لسان العرب " لابن منظور (1 /708)، " المحكم والمحيط الأعظم " لابن سيده (4/153)

التعريف اصطلاحًا

الجهاد: هو بَذل الوُسع واستفراغه في قتال أعداء الله؛ لإعلاء كلمةِ الله عزَّ وجلَّ. انظُر "المُلخَّص الفقهي" للفوزان (1 /459).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

الجهاد في اللغة بذل الوُسع والطاقة مطلقاً، وفي الاصطلاح بذل الوسع والطاقة في سبيل الله تعالى من أجل قتال أعداء الله، وبهذا يكون المعنى الاصطلاحي أخص وبينهما العموم والخصوص المطلق.

الحكم التكليفي

الحالة الأولى: يكون فرض الكفاية، فإن قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقي. ولذلك صور: 1- أن ينهض إليه قوم يكفون في جهادهم سواءً متبرعين أو برواتب، أي: مستعدين بحيث تحصل المنعة والحماية بهم إن قصدهم العدو. 2- أن يكون في الثغور - وهي أطراف البلاد - من هو مستعِد لدفع العدو. 3- أن يبعث الإمام في كل سنة جيشاً يغزو العدو في بلادهم. الحالة الثانية: يكون فرض عين ، وذلك: 1 - إذا حضر الرجلُ صفَّ القتال تعين عليه. 2 - إذا حاصر المسلم عدوٌّ تعيّن عليه أن يدافع عن نفسه. 3 - إذا حاصر بلدَه العدو. الحالة الرابعة: إذا كان النفير عاماً، أي: إذا استنفر الإمامُ الناس، ودعاهم إلى الجهاد، لم يجز لأحد أن يتخلف عن النفير إلا لحاجة لمن يحتاج إليه لحفظ أهل أو مال أو مكان. الحالة الثالثة: يسن الجهاد بتأكد إذا وجد من يكفي في الجهاد. الحالة الرابعة: يحرم؛ إذا خرج دون إذن الوالدين المسلمين. انظر "الحواشي السابغات على أخصر المختصرات" للقعيمي (317).

الأسباب

1- حماية الثُّغور من غزو الأعداء. 2- دفع العدو إذا دخل البلد. 3- طلب العدو في بلده، ونشر الإسلام. انظر "نيل المآرب بشرح دليل الطالب" للتغلبي (1 /319).

الفضل

- إن الجهاد هو التِّجارة الرَّابحة، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصف: 10 - 13]. - قد ثَبَتَ فَضلُ الجهاد في أحاديث كثيرةٍ تُثبِتُ فضلَه، وما أعدَّهُ الله تعالى للمجاهدين في سبيله: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: «تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إلَّا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ، وتَصْدِيقُ كَلِمَاتِهِ، بِأنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أوْ يُرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ مَعْ مَا نَالَ مِنْ أجْرٍ أوْ غَنِيمَةٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! مَا مِنْ كَلْمٍ، يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ، اللَّهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ حِينَ كُلِمَ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ مِسْكٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَوْلَا أَنْ يَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَبَدًا، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ، وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً، وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَوَدِدْتُ أَنِّي أَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ». أخرجه البخاري (3123).

الصور

من صُورِ الجِهاد: 1- حماية الحدود، وتحصينها. 2- دفع العدو وإخراجه من البلد. 3- طلب العدو في بلده لنشر الإسلام. 4- تحميس الجيش بالشعر، والخطابة. 5- إعداد الجنود وتدريبهم. 6- صناعة الأسلحة وتطويرها. 7- تعلم الخطط والعلوم القتالية. انظر "مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى" للرحيباني (2 /504).

الأقسام

1- جهاد القلب: فهو بغض الكفار في الله، وعداوتهم في الله عز وجل، فمَن أحب في الله وعادى في الله فقد ذاق طعم الإيمان وحلاوته، ولا يمكن أن ينال العبد ولاية الله سبحانه حتى يحب بحب الله، ويبغص ببغض الله، فإذا فعل ذلك فإنه ينال حلاوة الإيمان، ويجد طعم الإسلام الذي أسلم به لله عز وجل ظاهراً وباطناً. 2- جهاد اللسان: وهذا أعظم ما يكون، وأكمل ما يكون من العلماء العاملين والأئمة الصديقين، الذين هم هداةٌ مهتدون، يقولون ﴿بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ [الأعراف: 159] ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ﴾ [الأحزاب: 39]، فأعداء الله يحتاجون إلى جهاد الكلمة، ومما يدخل في جهاد الكلمة جهادُ الشعراء وقولُ الشعر، وتأليفُه ونَظْمُه لنصرة دين الله وإعزازه، ورفع كلمة الله عز وجل، وشحذ الهمم إلى مرضاة الله، وتقوية الإيمان في القلوب. 3- جهاد الجوارح والأركان: يكون بالبدن، وبالسلاح، وصنع الأسلحة. انظر "الشرح الممتع على زاد المستقنع" لابن عثيمين (8 /5).

الأركان

1- المجاهدِ: وهو المسلم. 2- المجاهدَ: وهم الكفار. انظر "الروض الندي شرح كافي المبتدي" للبعلي (ص198).

الفروض

1- يجب على الحاكم إذا سار إلى الجهاد أن يتعاهد الرجال والخيل. 2- ويجب أن يمنع ما لا يصلح للحرب من الرجال والخيل. 3- ويجب أن يمنع الذي يثبط غيره عن الغزو وينفّر عنه. ويمنع الذي يحدث بقوة العدو وضعف المسلمين. 4- يجب على الجيش طاعة الحاكم، والصبر معه في اللقاء وأرض المعركة. انظر "الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل" للحجاوي (2 /2).

الشروط

وشروط من يجب عليه الجهاد: 1- أن يكون ذكرًا، أما جهاد الأنثى هو أداء العمرة والحج. 2- مكلفًا: وهو البالغ العاقل، فلا يجب على الصغير والمجنون. 3- مسلمًا. 4- صحيحًا: وهو السالم من المرض الشديد، والعور والعمى، لقوله تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ﴾ [الفتح: 17]. 5- أن يجد من المال ما يكفيه ويكفي أهله في غيبته. 6- أن يجد مركبًا يحمله إذا كانت المسافة مسافة قصر. انظر "المبدع في شرح المقنع" لبرهان الدين بن مفلح (3 /281).

السنن

1- يسن توديع المجاهدين. 2- ويسن استقبالهم عند مجيئهم. 3- يسن الرباط في الثغور - وهو حراسة الحدود -، وأقل الرباط ساعة، وتمام الرباط أربعون يومًا. 4- ويعقد الحاكم لهم الألوية والرايات، ويبعث العيون ليتعرف حال العدو. انظر "شرح منتهى الإرادات" للبهوتي (1 /617)

المكروهات

يكره لمن أراد الرباط في الثغر المخيف أن ينقل أهله معه إلى الثغر. انظر "كشاف القناع عن متن الإقناع" للبهوتي (3 /38).

مسائل وفروع

- حكم الفرار من المعركة: 1- حرام: إذا كان العدو عددهم ضعفين أو أقل من المسلمين، فلا يجوز الفرار ولو خاف الموت، وهو من الكبائر، إلا إذا كان الفرار: - لينتقل من مكان ضيق إلى مكان واسع، ومن مكان منخفض إلى عالي. - أو لينضم إلى فئة أخرى من المسلمين ليقاتل معها. 2- الجواز: إذا كان العدو عددهم يزيد على المسلمين بضعفين، فيجوز الفرار. - أناس لا يجوز قتلهم في الجهاد: لا يجوز قتل الصبي، والمرأة، والخنثى، والراهب، والشيخ المسن، والمريض، والأعمى الذي لا رأي لهم في الحرب، ولم يقاتلوا أو يحرضوا على المسلمين. انظر "المجلّى" للأشقر (236/2).

مذاهب الفقهاء

أجمع العلماء على أنَّ الجهاد فرض كفايةٍ، وخالف عبد الله بن الحسن في ذلك فقال هو تطوُّع. وأجمعوا أنه لا يخرج إلا بإذن والديه إلا في النفير العام، وأجمعوا على أن الجهاد يفترض على المجاهدين الأحرار فقط، وأجمعوا على أن الذين يحاربون جميع المشركين واختلفوا في إذن الوالدين المشركين، وفي إذن الغريم، والجمهور على جوازه. - اختلفوا في أمان العبد وأمان المرأة فالجمهور على جوازه، وكان ابن الماجشون وسحنون يقولان: أمان المرأة موقوف على إذن الإمام. وقال أبو حنيفة: لا يجوز أمان العبد إلا أن يقاتل. - اختلفوا في أهل الصوامع المنتزعين عن الناس، والعميان والزمنى والشيوخ الذين لا يقاتلون، والمعتوه والحراث والعسيف؛ فقال مالك: لا يقتل الأعمى ولا المعتوه ولا أصحاب الصوامع، ويترك لهم من أموالهم بقدر ما يعيشون به. وكذلك لا يقتل الشيخ الفاني عنده. وبه قال أبو حنيفة وأصحابه. وقال الثوري والأوزاعي: لا تقتل الشيوخ فقط. وقال الأوزاعي: لا تقتل الحراث. وقال الشافعي في الأصح عنه: تقتل جميع هذه الأصناف. انظر" بداية المجتهد " (2 /143- 146)

المواد الدعوية