البحث

عبارات مقترحة:

الجميل

كلمة (الجميل) في اللغة صفة على وزن (فعيل) من الجمال وهو الحُسن،...

التواب

التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...

المبين

كلمة (المُبِين) في اللغة اسمُ فاعل من الفعل (أبان)، ومعناه:...

السرية والعلنية

أسلوب دعوي يهدف إلى اختيار الوقت المناسب للدعوة، ولكل مرحلة أسسها، فالسريّة لها تقوم عليها، والعلنية كذلك. وهي نهج نهجه الأنبياء جميعا، قال تعالى: ﴿ثم إني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا﴾(نوح: 7،8)

الأدلة

القرآن الكريم

السرية والعلنية في القرآن الكريم
لم يرد في القرآن تصريح بالدعوة السرية، غير قول نوح عليه السلام في أساليبه التي اتخذها مع قومه فقال: ﴿ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا(7)ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا﴾(نوح: 7، 8). أما الدعوة العلنية فقد ورد فيها قوله تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾(الحجر: 94)

السنة النبوية

السرية والعلنية في السنة النبوية
نقلت كتب السير قول عبد الله بن مسعود أنه قال: «ما زال النبى- - مستخفيا حتى نزلت ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ﴾(الحجر: 94). فجهر هو وأصحابه»" المواهب اللدنية بالمنح المحمديةللقسطلاني"(ج1/ص134). اتخذ النبي دارا يلتقي فيها بأصحابة ويعلمهم فيها القرآن، وهي دار الأرقم بن أبي الأرقم كانت هذه الدار في أصل الصفا بعيدة عن أعين الطغاة ومجالسهم، فاختارها رسول الله - - ليجتمع فيها بالمسلمين سرًا، فيتلوا عليهم آيات الله ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وليؤدي المسلمون عبادتهم وأعمالهم، ويتلقوا ما أنزل على رسوله وهم في أمن وسلام، وليدخل من يدخل في الإِسلام ولا يعلم به الطغاة من أصحاب السطوة والنقمة"انظر الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية لمحد بن طه"(78). فعن عثمان بن عبد الله الأرقم عن جده الأرقم وكان بدريًا«وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم آوى في داره عند الصفا حتى تكاملوا أربعين رجلًا مسلمين وكان آخرهم إسلامًا عمر بن الخطاب رضي الله عنهم فلما كانوا أربعين خرجوا إلى المشركين»"رواه الحاكم في المستدرك"(6130)

العقل

الحكمة تقتضي أن ينوع الداعي في أسلوب الحكمة، حتى يكون لكلامه وقعا على السامع، ولقد كان من حكمة النبي- - أن بلغ دين الله بالسر حتى يتمكن من تعليمهم مانزل من القرآن دون معارضة من أحد، فلما كثر عددهم واشتدوا في الدين جهر بالدعوة بأمر الله سبحانه. قال عمار بن ياسر: لقيت صهيب بن سنان على باب ((دار الأرقم)) ورسول الله فيها فقلت له: ما تريد؟ فقال لي: وما تريد أنت؟ فقلت: أريد أن أدخل على محمد فأسمع كلامه، فقال لي: وأنا أريد ذلك، فدخلنا عليه، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا، ثم مكثنا يوما على ذلك حتى أمسينا ثم خرجنا، ونحن مستخفون، وكان إسلام عمار وصهيب بعد بضع وثلاثين رجلا كما سلف.

معالم وإرشادات

على الداعية الذي يعيش في بلاد تضيق عليه في نشر دينه أن ينتهج في دعوته منهج النبي__فيبدأ دعوته سراً كما استمرت الدعوة السرية ثلاث سنوات، ولكن ليس واجباً عليه أن يستمر ثلاث سنوات، ربما أكثر وربما أقل من ذلك. لابد للداعية أن يلتقي بمن يدعوهم سراً فيتخذ داراً بعيدة عن أعين الناس كدار الأرقم بن أبي الأرقم حتى يستطيع الاجتماع بمن يعلمهم، أصول دينهم، وأهمها القرآن والتوحيد والصلاة. وإن أمكن في هذه الأيام عن طريق وسائل التواصل، وقد استغل الدعاة هذه الوسائل فدخل العديد منهم في دين الله أفواجاً. كان من نتائج الدعوة السرية أن تمكن الصحابة من الانتشار في مكة ودعوة أفاضلهم والمقربين منهم، فهذا أبوبكر الصديق في اليوم الذي أسلم فيه يدخل معه الإسلام خمسة من العشرة المبشرين بالجنة، وهم عثمان بن عفان، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف. في الدعوة السرية حماية للمستضعفين، فقد كان المستضعفون لا عشائر لهم في مكة تحميهم من طغاة أقوياء المشركين، فكان العذاب ينزل عليهم بلا شفقة ولا حنان ولا خوف من أحد، إذ ليس لهم منعة ولا قوة غير قوة الله الواحد القهار، فكانت قريش تعذبهم بالرمضاء في وسط النهار. فهذا عمار وصهيب، قال عمار بن ياسر: لقيت صهيب بن سنان على باب ((دار الأرقم)) ورسول الله فيها فقلت له: ما تريد؟ فقال لي: وما تريد أنت؟ فقلت: أريد أن أدخل على محمد فأسمع كلامه، فقال لي: وأنا أريد ذلك، فدخلنا عليه، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا، ثم مكثنا يوماً على ذلك حتى أمسينا ثم خرجنا، ونحن مستخفون، وكان إسلام عمار وصهيب بعد بضع وثلاثين رجلا كما سلف"انظر في سبيل العقيدة الإسلامية لعبد اللطيف السلطاني"(ص150). عندما جهر النبي__

محاذير وتنبيهات

يحذر الداعية في الدعوة السرية كل ماينغص على المدعويين قبول الدعوة، فلاينشغل بانتقاد الأشخاص والمناهج المطروحة في الساحة الدعوية. فقط يربي العقيدة فيهم ويعلمهم كتاب الله، ويشرحه لهم، أو يترجمه لهم ويعلمهم إن كانوا أعاجم الصلاة. الجهر بالدعوة لايعني الغلظة وحمل السلاح، بل هو الصبر والثبات، واحتساب الأجر، فالنبي- - لم يحمل السلاح إلا بعد هجرته للمدينة، وقد كانت المرحلة المكية كلها تأمر بالصبر والعفو والصفح، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ (الحجر: 85)