البحث

عبارات مقترحة:

المبين

كلمة (المُبِين) في اللغة اسمُ فاعل من الفعل (أبان)، ومعناه:...

الغفور

كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...

القصص والأمثال

القصص والأمثال: لفظتان تعرفهما العرب، وعليهما دار أغلب كلامهم، ولقد كثر استخدامهما في القرآن الكريم والسنة والنبوية. فالقصص يرجع إلى الثلاثي( قَصَصَ) وهو التتبع، قال تعالى: ﴿قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا﴾ (الكهف: 64) قال الجوهري: «والقصة: الأمر والحديث»"الصحاح"(ج3/ص1051). قال ابن الأثير: « والقاص: الذي يأتي بالقصة على وجهها، كأنه يتتبع معانيها وألفاظها»"النهاية في غريب الحديث لابن الأثير "(ج4/ص70). فالقصص تتبع الحكاية وسردها على وجهها. أما المثل فهو النظير فيما يشبهه، قال ابن فارس: « الميم والثاء واللام أصل صحيح يدل على مناظرة الشيء للشيء. وهذا مثل هذا، أي نظيره»"مقاييس اللغة لابن فارس"(ج5/ص296). «والمَثَلُ عبارة عن قول في شيء يشبه قولا في شيء آخر بينهما مشابهة، ليبيّن أحدهما الآخر ويصوّره"مفردات غريب القرآن للراغب»"(ص759). فالمثل تشبيه شيء بشيء يناظره فيها ببعض صفاته.

الأدلة

القرآن الكريم

القصص والأمثال في القرآن الكريم
اعتمد القرآن على القصص اعتماداً كبيراً، ونسبة القصص في القرآن تزيد عن أي موضوع آخر بنسبة كبيرة، ومما ورد من آيات تبين الغرض من القصص: قال الله تعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ (سورة القصص/3) وقوله تعالى: ﴿كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ۚ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا﴾ (سورة طه/99). أما بالنسبة لضرب المثل قال الله تعالى"﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾ (العنكبوت/43). وقال سبحانه: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾ (سورة إبراهيم/24)

السنة النبوية

القصص والأمثال في السنة النبوية
أكثر النبي من ذكر القصص، وذلك لما يعلمه من الأثر النفسي على الصحابة من سماع القصص، وقد وردت روايات كثيرة سميت بالقصص النبوي، قال رسول الله : «كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح، فجزع، فأخذ سكينا فحز بها يده، فما رقأ الدم حتى مات، قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة»"رواه البخاري"(3463). عن أبي سعيد الخدري_رضي الله عنه_يحدث عن النبي : " أن رجلا فيمن كان قبلكم، راشه الله مالا وولدا، فقال لولده: لتفعلن ما آمركم به أو لأولين ميراثي غيركم، إذا أنا مت، فأحرقوني - وأكثر علمي أنه قال - ثم اسحقوني، واذروني في الريح، فإني لم أبتهر عند الله خيرا، وإن الله يقدر علي أن يعذبني، قال: فأخذ منهم ميثاقا، ففعلوا ذلك به، وربي، فقال الله: ما حملك على ما فعلت؟ فقال: مخافتك، قال فما تلافاه غيرها»"رواه مسلم"(2757) أما الأمثال فقد كان النبي يكثر من ذكر الأمثال بل كان النبي صلى الله يستخدم الرسوم والخطوط يخطها في الأرض، والأشياء المتاحة بين يديه لضرب المثلومما ورد في الأمثال: عن عبد الله بن كعب، عن أبيه: عن النبي [ص: 115] قال: «مثل المؤمن كالخامة من الزرع، تفيئها الريح مرة، وتعدلها مرة، ومثل المنافق كالأرزة، لا تزال حتى يكون انجعافها مرة واحدة»"رواه البخاري" (5643). عن ابن عمررضي الله عنهماقال: «قال رسول الله : «إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي» فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله قال: هي النخلة». "روها البخاري"(61).

الإجماع

أجمعت الأمة من علماء وعوامّ على أن القصص الوارد في القرآن، وفي السنة النبوية، قصص حقيقية لأحداث وقعت، وليس فيها شيء من الخيال، سواء كان لحدث حصل أو سيحصل كما هي الأحداث يوم القيامة. بينما ربما يكون المثل مضروبا لشيء متخيل في الذهن، فمنه التمثيل الواقعي ومنه غير الواقعي. كقوله تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ (سورة االعنكبوت: 41).

العقل

للعقل مجال خصب في فهم الأمثال بخلاف القصص، فالقصص يحتوي على أمور يُسلّم لما فيها من معجزات فليس للعقل فيها مجال. أما المثل ففيه ممثالة بنظيره لتحصل المشابهة، فلابد من إعما ل العقل لفهم المثل، والانتفاع به. فمثلا في قوله تعالى: ﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ﴾ (البقرة: 17). فهذا مثل يحتاج إلى إعمال عقل، وربما يحتاج إلى شرح مفرداته، بخلاف القصة التي ليس فيها إلا التسليم.

معالم وإرشادات

استخدم المثل في القرآن كان على هيئتين: 1-بكسر الميم وسكون الثاء (مِثْل). 2-بفتح الميم والثاء(مَثَل) وكلاهما يعني الوصف، قال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾(الشورى: 12). أي ليس كوصفه شيء" انظر مفردات الراغب"(ص759). وقد أشار عبد الرحمن حبنكه إلى أن دخول الكاف على (مَثَلَ) و(مِثْل) يفيد معنى الوصف. "انظر الأمثال القرآنية لعبد الرحمن حبنكه"(ص21).

محاذير وتنبيهات

لابد لمتناول القصص والامثال من الانتباه واجتناب بعض المحاذير، وهي: عدم رواية مالم يصح، وما لم يثبت من القصص، وعدم الاعتماد على الإسرائيليات لتكميل الفجوات في القصص التي لم يُرد الله عز وجل لنا أن نطلع عليها، وذلك لأن هذه الفجوات لو كان فيها خير لأخبرنا بها ربنا سبحانه. في الجوانب الدعوية يجتنب التمثيل بالسوء، حتى لاينفر المدعو من الدعوة، بينما إذا كان حكاية حال دون أن يكون الكلام للمباشر فيجوز، كما ورد في قوله تعالى: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الأعراف: 176). الحذر من الاقتباس للتمثيل بما لايليق مع النص، كمن يشبه النهم في أكل الطعام، بقوله: (ومنهم من يمشي على بطنه).