عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «إن الله تعالى فرضَ فرائِضَ فلا تُضَيِّعُوها، وحدَّ حُدودًا فلا تَعْتَدُوهَا، وحرم أشياء فلا تَنْتَهِكُوها، وسكتَ عن أشياءَ رحمةً لكم غيرَ نسيانٍ فلا تَبْحَثُوا عنها».
[ضعيف.] - [رواه الدارقطني والحاكم والبيهقي وقال: موقوف.]
شرح الحديث :
قسَّم ﷺ الأحكام إلى فرائض وحدود ومحرمات وحذر من إتيان المحرمات، وانتهاك الحدود، وإضاعة الفرائض، وذكر قسما أخيرا وهو المسكوت عنه من الأشياء، وما سُكت عنه فلا يسأل عنه في زمن الوحي خشية أن يحرم أما الآن فكل فعل قد استقر حكمه في الشرع.
معاني الكلمات :
فرائض |
وهي ما أوجبه الله على عباده، وألزمهم القيام به. |
فلا تضيعوها |
بالترك أو التهاون فيها، بل قوموا بها كما فرض عليكم. |
وحد حدودا |
وهي جملة ما أذن الله في فعله، سواء كان على طريق الوجوب أو الندب أو الإباحة. |
فلا تعتدوها |
فلا تجاوزوا ما حد لكم من الواجبات والمباحات فتقعوا في المحرمات. |
فلا تنتهكوها |
لا تتناولوها ولا تقربوها. |
وسكت عن أشياء |
وسكت عن أشياء فلم يحكم فيها بوجوب ولا حل ولا حرمة. |
رحمة لكم |
بعدم تحريمها حتى يعاقب على فعلها، وعدم إيجابها حتى يعاقب على تركها. |
غير نسيان |
لأحكامها قال تعالى: (لا يضل ربي ولا ينسى). |
فلا تبحثوا عنها |
لا تفتشوا عنها، لأن ذلك ربما يفضي إلى التكليف الشاق. |
فوائد من الحديث :
-
وجوب الإيمان بالشرع.
-
إثبات أن الأمر لله -عزّ وجل- وحده.
-
الشرع أمر ونهي وإباحة.
-
وجوب المحافظة على فرائض الله -عزّ وجل-، مأخوذ من النهي عن إضاعتها، فإن مفهومه وجوب المحافظة عليها.
-
الله -عزّ وجل- حد حدودًا، بمعنى أنه جعل الواجب بينًا والحرام بينًا.
-
تحريم تعدي حدود الله، لقوله: "فَلاَ تَعتَدوهَا".
-
لا يجوز تجاوز الحد في العقوبات، فالزاني مثلًا إذا زنا وكان بكرًا فإنه يجلد مائة جلدة ويغرّب عامًا، ولا يجوز أن نزيد على مائة جلدة، ونقول يجلد مائة وخمسين مثلًا، فإن هذا محرم، وكذلك لا يجوز النقص عنه.
-
وصف الله عزّ وجل بالسكوت، هذا من تمام كماله -عزّ وجل-، أنه إذا شاء تكلم وإذا شاء لم يتكلم.
-
يحرم على الإنسان أن ينتهك محارم الله عزّ وجل، لقوله: "حَرَّمَ أَشيَاء فَلا تَنتَهِكُوهَا".
-
ما سكت الله عنه -في غير العبادات- فلم يفرضه، ولم يحده، ولم ينه عنه فهو الحلال.
-
لا ينبغي البحث عما سكت الله تعالى عنه ورسوله -صلى الله عليه وسلم- في زمن الوحي، أما الآن فيبحث عنه لمعرفة حكمه.
-
إثبات رحمة الله -عزّ وجل- في شرعه، لقوله: "رَحمَةً بِكُم"، وكل الشرع رحمة.
-
انتفاء النسيان عن الله -عزّ وجل-، لقوله "غَيرَ نسيَان".
-
إثبات كمال العلم لله -عز وجل-.
المراجع :
-التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثًا النووية، مطبعة دار نشر الثقافة، الإسكندرية، الطبعة: الأولى، 1380 هـ.
-شرح الأربعين النووية، للشيخ ابن عثيمين، دار الثريا للنشر.
-فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين، دار ابن القيم، الدمام المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1424هـ/2003م.
-الفوائد المستنبطة من الأربعين النووية، للشيخ عبد الرحمن البراك، دار التوحيد للنشر، الرياض.
-الأربعون النووية وتتمتها رواية ودراية، للشيخ خالد الدبيخي، ط.
مدار الوطن.
-الجامع في شروح الأربعين النووية، للشيخ محمد يسري، ط.
دار اليسر.
-سنن الدارقطني، تحقيق: شعيب الارنؤوط وآخرون، نشر: مؤسسة الرسالة، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1424هـ - 2004م.
-المستدرك على الصحيحين، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، نشر: دار الكتب العلمية – بيروت، لبنان، الطبعة: الأولى، 1411هـ – 1990م.
-السنن الكبرى للبيهقي، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الثالثة، 1424هـ - 2003م.
مفردات ذات علاقة :
ترجمة هذا الحديث
متوفرة باللغات التالية