القبر

أهداف المحتوى:


  • التعرف على هول القبر وفظاعته .
  • استشعار ظلمة القبر، وضمته، وفتنته .
  • الاستدلال على نعيم القبر وعذابه .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن القبر
  • عن هانئ مولى عثمان قال: كان عثمان إذا وقف على قبر بَكى حتى يَبُلَّ لحيته، فقيل له: تَذْكُر الجنة والنار فلا تَبكي وتبكي مِن هذا؟ فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ القبرَ أولُ مَنْزِل من منازل الآخرة، فإنْ نجا منه فما بعده أيسر منه، وإنْ لم ينجُ منه فما بعده أشد منه». شرح وترجمة الحديث
  • عن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: ولم أشهده من النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكن حدَّثنيه زيد بن ثابت، قال: بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- في حائط لبني النَّجَّار، على بَغْلة له ونحن معه، إذ حادَت به فكادت تُلْقيه، وإذا أقبُر ستة أو خمسة أو أربعة -قال: كذا كان يقول الجريري- فقال: «مَن يعرف أصحاب هذه الأقبُر؟» فقال رجل: أنا، قال: فمتى مات هؤلاء؟ قال: ماتوا في الإشراك، فقال: «إن هذه الأمة تُبْتَلى في قبورها، فلولا أن لا تَدَافنوا لدعوتُ اللهَ أنْ يُسْمِعَكم من عذاب القبر الذي أسمع منه» ثم أقبل علينا بوجهه، فقال: «تعوَّذوا بالله من عذاب النار» قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار، فقال: «تعوَّذوا بالله من عذاب القبر» قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر، قال: «تعوَّذوا بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بَطَن» قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بَطَن، قال: «تعوَّذوا بالله من فتنة الدَّجَّال» قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدَّجَّال. شرح وترجمة الحديث
  • عن ابن عمر-رضي الله عنهما-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «هذا الذي تحرَّكَ له العرشُ، وفُتِحَتْ له أبوابُ السماءِ، وشَهِدَه سبعون ألفًا من الملائكة، لقد ضُمَّ ضَمَّةً، ثم فُرِّجَ عنه». شرح وترجمة الحديث

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
المادة الأساسية
  • (القبر ):هول القبر وفظاعته : روى هانئ مولى عثمان بن عفان، قال كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى، حتى يبل لحيته، فقيل له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟ فقال : إنّ رسول الله ﷺ قال : «إنَّ القبرَ أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينجُ منه فما بعده أشد منه » قال : وقال رسول الله ﷺ : «ما رأيتُ منظرًا قط إلا القبر أفظع منه » [الترمذي : 2308] ولما كان ما بعد القبر أيسر منه لمن نجا فإن العبد المؤمن إذا رأى في قبره ما أعد الله له من نعيم يقول : ربِّ عجِّل قيام الساعة، كيما أرجع إلى أهلي ومالي، والعبد الكافر الفاجر إذا رأى ما أعد الله له من العذاب الشديد فإنه يقول على الرغم مما هو فيه من عذاب : ربِّ لا تُقم الساعة، لأن الآتي أشدُّ وأفظع .
    ظلمة القبر : ماتت امرأة كانت تَقُمُّ المسجد في عهد الرسول ﷺ، ففقدها الرسول ﷺ، فأخبروه أنها ماتت من الليل، ودفنوها، وكرهوا إيقاظه، فطلب من أصحابه أن يدلوه على قبرها، فجاء إلى قبرها فصلى عليها، ثم قال : «إن هذه القبورَ مملوءةٌ ظلمةً على أهلِها، وإن الله عزَّ وجل ينوِّرها لهم بصلاتي عليهم » [مسلم : 956].
    ضمة القبر : عندما يوضع الميت في القبر فإنه يضمه ضمة لا ينجو منها أحد كبيرًا كان أو صغيرًا، صالحًا أو طالحًا، فقد جاء في الأحاديث أن القبر ضمَّ سعد بن معاذ، وهو الذي تحرك لموته العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفًا من الملائكة، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال : قال رسول الله ﷺ : «هذا الذي تحرَّك له العرش، وفُتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفًا من الملائكة، لقد ضم ضمة، ثم فرج عنه » [النسائي : 2055].
    فتنة القبر : إذا وُضع العبد في قبره جاءته ملائكة على صورة منكرة، ففي سنن الترمذي : (إذا قبر الميت – أو قال : أحدكم – أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما : المنكر، وللآخر : النكير، فيقولان، ما كنتَ تقولُ في هذا الرجلِ؟ فيقول ما كان يقولُ : هو عبدُ الله ورسوله، أشهدُ أن لا إلهَ إلا الله، وأن محمدًا عبدُه ورسولُه .. وإن كان منافقًا، قال : سمعتُ الناسَ يقولون قولًا، فقلتُ مثله، لا أدري » [الترمذي : 1071].
    أحاديث عذاب القبر ونعيمه متواترة : تواترت الأخبار عن رسول الله ﷺ في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلًا، وسؤال الملكين، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به، ولا نتكلم في كيفيته، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته، لكونه لا عهد له به في هذه الدار، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول، بل إن الشرع قد يأتي بما تحار فيه العقول، فإن عودة الروح إلى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا، بل تعاد إليه إعادة غير الإعادة المألوفة في الدنيا .
    وأنكرت الملاحدة ومن تمذهب بمذهب الفلاسفة من الإسلاميين عذاب القبر، وقالوا : ليس له حقيقة، وأنكره أيضًا الخوارج وبعض المعتزلة، وهؤلاء كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه .
    (صفة عذاب القبر ونعيمه ):ذكر الرسول ﷺ في حديث البراء بن عازب أن الملائكة تسأل العبد المؤمن في قبره فيحسن الإجابة وعند ذاك : «ينادي منادٍ من السماء : أن صدقَ عبدي، فأفرِشوه من الجنةِ، وألبسوه من الجنةِ، وافتحوا له بابًا إلى الجنة، قال : فيأتيه من رَوحِها وطِيبها، ويُفسَحُ له في قبرِه مدَّ بصرِه، قال : ويأتيهِ رجلٌ حسنُ الوجهِ حسنُ الثيابِ، طيِّبُ الريحِ، فيقول : أبشر بالذي يسرُّك، أبشِر برضوانٍ منَ الله، وجنات فيها نعيم مقيم، هذا يومُك الذي كنتَ توعد، فيقول له : وأنتَ فبشَّرك الله بخير، مَن أنت؟ فوجهُك الوجه الذي يجيء بالخيرِ، فيقول : أنا عملُك الصالح، فوالله ما علِمتُك إلا كنت سريعًا في طاعةِ اللهِ، بطيئًا في معصيةِ الله، فجزاك الله خيرًا .
    ثم يُفتح له باب من الجنة، وبابٌ من النار، فيقال : هذا منزِلُك لو عصيتَ الله، أبدلَك الله به هذا، فإذا رأى ما في الجنة، قال : ربِّ عجِّل قيامَ الساعةِ، كيما أرجع إلى أهلي ومالي، فيقال له : اسكن ».
    وذكر صلوات الله عليه وسلامه أن العبد الكافر أو الفاجر بعد أن يسيء الإجابة  «ينادي منادٍ في السماءِ أن كذَبَ، فافرِشوا له منَ النارِ، وافتحوا له بابًا إلى النار، فيأتيه من حرِّها وسمومِها، ويُضيَّق عليه في قبرِه، حتى تختلفَ فيه أضلاعُه، ويأتيه رجلٌ قبيحُ الوجهِ، قبيحُ الثيابِ، مُنتن الريحِ، فيقول : أبشِرْ بالذي يسوءُك، هذا يومك الذي كنتَ توعد، فيقول : وأنت فبشَّرك الله بالشرِّ، مَن أنتَ؟ فوجهُك الوجهُ الذي يجيء بالشرِّ .
    فيقول : أنا عملُك الخبيثُ، فواللهِ ما علِمتُك إلا كنت بطيئًا عن طاعةِ الله، سريعًا إلى معصيةِ الله، فجزاك الله شرًّا، ثم يُقيِّضُ الله له أعمى أصمَّ أبكمَ في يده مرزبَّة، لو ضرب بها جبل كان ترابًا، فيضربُه حتى يصيرَ بها ترابًا، ثم يعيدُه كما كان، فيضربه ضربةً أخرى، فيصيح صيحة يسمعه كل شيءٍ إلا الثقلين، ثم يُفتَح له باب من النار، ويمهَّد من فرش النار . فيقول : رب لا تُقم الساعة ».(من أسباب عذاب القبر ):1/ عدم الاستتار من البول .2/ النميمة .3/ الكذب، وهجر القرآن، والزنا، والربا .4/ حبس المدين في قبره بدينه .5/ الذي يأخذ القرآن ويرفضه، ومن ينام عن الصلاة المكتوبة .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • الحرص على ما ينفع في الدار الآخرة، والاستعداد للقبور .
  • الحرص على الأعمال الصالحة والطاعات، وترك المناهي والمنكرات .
  • قصر الأمل في الدنيا، وعدم الاغترار بها .
  • الحذر كل الحذر من أسباب عذاب القبر .

المحتوى الدعوي: