أحمد بن حنبل –رحمه الله -

أهداف المحتوى:


  • التعرف على سيرته، ومعرفة مكانته العلمية والفقهية .
  • التعرف على عبادته، وزهده، وورعه .

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • (أحمد بن حنبل– رحمه الله -):
المادة الأساسية
  • (أحمد بن حنبل - رحمه الله -) هو : أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس الشيباني . كنيته : أبو عبد الله . مولده : وُلِد أحمد بن حنبل في ربيع الأول في بغداد سنة أربع وستين ومائة، ومات والده شابًّا، له نحو من ثلاثين سنة، وعاش أحمد يتيمًا، وقامت أمُّه على تربيته .
    طلبه للعلم ورحلاته العلمية : كانت بغداد في ذلك العصر حاضرة العالم الإسلامي، تزخر بأنواع المعارف والفنون المختلفة، وكانت أسرة أحمد بن حنبل توجهه إلى طلب العلم، وفي سنة   179هـ بدأ ابن حنبل يتَّجه إلى الحديث النبوي، فبدأ يطلبه في بغداد عند شيخه هُشَيم بن بشير الواسطي حتى توفي سنة   183هـ، فظل في بغداد يطلب الحديث حتى سنة   186هـ، ثم بدأ برحلاته في طلب الحديث، فرحل إلى العراق والحجاز وتهامة واليمن، وأخذ عن كثير من العلماء والمحدثين، وعندما بلغ أربعين عامًا في سنة   204هـ جلس للتحديث والإفتاء في بغداد، وكان الناس يجتمعون على درسه حتى يبلغ عددهم قرابة خمسة آلاف . (أبرز شيوخه وتلاميذه ): من أشهر شيوخه عبد الرزاق بن همام الصنعاني، والإمام الشافعي . ومن أشهر تلاميذه ولداه عبد الله وصالح، والأثرم، والحربي .
    فقهه وأصول مذهبه : إن أصول الاستنباط التي اتبعها أحمد بن حنبل وبنى فتاويه عليها، ثم صارت أصولًا للمذهب الحنبلي وأصحابه من بعده هي : القرآن الكريم، والسنة النبوية، وفتوى الصحابي، والإجماع، والقياس، والاستصحاب، والمصالح، والذرائع .
    وقد ذكر ابن القيم أن الأصول التي بنى عليها الإمام أحمد فتاويه خمسة وهي : أولًا :  النصوص، فإذا وجد النص أفتى بموجبه، ولم يلتفت إلى ما خالفه، ولذلك قدم النص على فتاوى الصحابة .
    ثانيًا :  ما أفتى به الصحابة ولا يُعلم مخالف فيه، فإذا وجد لبعضهم فتوى ولم يعرف مخالفًا لها لم يتركها إلى غيرها، ولم يقل إن في ذلك إجماعًا بل يقول من ورعه في التعبير : (لا أعلم شيئًا يدفعه ).
    ثالثًا :  إذا اختلف الصحابة تخير من أقوالهم ما كان أقربها إلى الكتاب والسنة، ولم يخرج عن أقوالهم، فإن لم يتبين له موافقة أحد الأقوال حكى الخلاف ولم يجزم بقول، قال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ : قيل لأبي عبد الله : (يكون الرجل في قومه فيُسأل عن الشيء فيه اختلاف )، قال : (يفتي بما وافق الكتاب والسنة، وما لم يوافق الكتاب والسنة أمسك عنه ).
    رابعًا :  الأخذ بالحديث المرسل والحديث الضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه، وهو الذي رجحه على القياس، وليس المراد بالضعيف عنده الباطل ولا المنكر ولا ما في روايته متهم بحيث لا يسوغ الذهاب إليه . قال ابن قدامة : مراسيل أصحاب النبي ﷺ مقبولة عند الجمهور .
    خامسًا : القياس، فإذا لم يكن عند الإمام أحمد في المسألة نص، ولا قول الصحابة أو واحد منهم، ولا أثر مرسل أو ضعيف؛ ذهب إلى القياس فاستعمله للضرورة كما قال ابن القيم، وقد رُوي عن الإمام أحمد أنه قال : «سألت الشافعي عن القياس فقال : إنما يُصار إليه عند الضرورة . وقول أحمد بالقياس واعتباره حجة في الأحكام الشرعية يتمشى مع منهجه السلفي، واتباع الصحابة رضوان الله عليهم على وجه الخصوص، فقد استعملوا القياس .
    محنته – رحمه الله -، وثباته فيها : أعظمُ مِحنة وفتنة تعرَّض لها الإمام أحمد - رحمه الله - هي مِحنةُ خَلْق القرآن، استطاع المعتزلةُ خلالها التسللَ إلى قلْب المأمون، وأقنعوه بمسلكهم الفلسفيِّ في التفكير الذي نتج عنه إنكارُ صفات الخالق - سبحانه وتعالى - ومِن بينها صِفة الكلام، ومِن ثَمَّ دعوة المأمون العلماء إلى القول بخَلْق القرآن .
    وأراد المأمون أن يحملَ النَّاس على ذلك، إلاَّ أنَّ الإمام أحمدَ بن حنبل - رحمه الله تعالى - أبى واستعصم، وثَبَت على الحقّ، في الوقت الذي تراجع فيه كثيرٌ من أهل العِلم عن قول الحقّ .
    فتصدَّى لهذا التيار الإمامُ أحمد بن حنبل  - رحمه الله تعالى - وابتلي في هذه المِحنة، فَثَبَت على نَهْج الكتاب والسُّنة، وما عليه سلف الأمَّة في التوحيد والصفات وإنزال القرآن، حتى أوذيَ وامتُحن، فصبر وصابر، ولم يتزحزحْ عن قول الحقِّ، حتى رُبِط موقفُه في محنته بموقف الصِّدِّيق - رضي الله عنه . يقول عليُّ بن المديني : لقد أعزَّ الله الإسلام برجلين : بأبي بكر يوم الفتنة، وبأحمد بن حنبل يوم المِحْنة . ثناء العلماء عليه : قال الشافعي : (خرجت من بغداد وما خلَّفت بها أحدًا أورع ولا أتقى ولا أفقه من أحمد بن حنبل ). وقال : (أحمدُ إمامٌ في ثمان خصال : إمام في الحديث، إمام في الفقه، إمام في اللغة، إمام في القرآن، إمام في الفقر، إمام في الزهد، إمام في الورع، إمام في السنة ).
    وقال أبو عمير عيسى بن محمد الرملي : (رحمه الله، عن الدنيا ما كان أصبره ! وبالماضين ما كان أشبهه ! وبالصالحين ما كان ألحقه ! عرضت له الدنيا فأباها، والبدع فنفاها ).
    وفاته - رحمه الله -: توفي – رحمه الله - وقت الضحى من يوم الجمعة في الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة   241هـ، وهو ابن سبع وسبعين سنة، ودُفن بعد العصر .
    انتشار مذهبه : لم يُقدَّر لمذهب أحمد أن ينتشر كما انتشرت المذاهب الأخرى، فهو أقلها انتشارا، ولم يخرج من حدود العراق إلا بعد القرن الرابع، وانتشر في الشام، وبلاد نجد، ثم في عموم الدولة السعودية واتخذته الدولة مذهبا رسميا، وكذلك له انتشار في الكويت، وفي إمارات الخليج العربي .رحم الله الإمام أحمد رحمة واسعة، وجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة، مع النبيِّين والصِّدِّيقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقًا .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • نعرف لأحمد بن حنبل– رحمه الله - مكانته في الإسلام، وفضله .
  • نقتدي به، ونتمثل سيرته، ونعلمها أبناءنا، ومن تحت أيدينا .
  • ننشر سيرته في العالمين .
  • نترحم عليه، وندعو الله أن يجزيه عنا وعن الإسلام والمسلمين خيرا .

المحتوى الدعوي:



العنوان اللغة
أحمد بن حنبل العربية