القدير
كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...
يرد مصطلح (أفعال العباد) في علم العقيدة في عدة أبواب، منها: باب: الفرق والمذاهب، عند الكلام عن القدرية والجبرية والأشاعرة وغيرهم، وفي باب: توحيد الأسماء والصفات، عند بيان صفة الكلام لله تعالى. ويطلق في باب: توحيد الألوهية، عند الكلام عن حقيقة توحيد الألوهية، ويراد به: عبادات الناس وطاعاتهم التي يتقربون بها إلى الله تعالى كالصلاة والزكاة والذبح والدعاء وغير ذلك من العبادات.
الأعمال والأقوال الصادرة من البشر.
أفعال العباد: من الأصول المهمة في باب الإيمان بالقدر، وهي كل ما يصدر من البشر من عمل، كالقيام والقعود والحركة والسكون، أو قول من كلام ونحوه، سواء كان خيرا كالطاعات وسائر العبادات، أو شرا كسائر المعاصي والسيئات. والعباد فاعلون حقيقة، والله خالق أفعالهم، ولا يقولون هي نفس أفعال الله تعالى، والعبد هو المؤمن والكافر، والتقي والفاجر، والمصلي والصائم، وللعباد قدرة على أعمالهم، ولهم إرادة، والله خالق قدرتهم وإرادتهم، فالذي قام بالرب عز وجل علمه وقدرته ومشيئته وتكوينه، والذي قام بعباده هو فعلهم وحركاتهم وسكناتهم. ومسألة أفعال العباد عند اهل السنة والجماعة مبنية على ثلاثة أسس، وهي: 1- الإيمان بأن الله سبحانه هو الخالق لكل شيء من الأعيان والأوصاف والأفعال وغيرها، وأن مشيئته تعالى عامة شاملة لجميع الكائنات، فلا يقع منها شيء إلا بمشيئة ووفق علمه. 2- الإيمان بأن للعباد قدرة وإرادة تقع بها أفعالهم، وأن قدرة العبد لها تأثير كتأثير سائر الأسباب، وأن العباد فاعلون حقيقة لهذه الأفعال بمحض اختيارهم، وأنهم يستحقون عليها الجزاء؛ إما بالمدح والمثوبة، وإما بالذم والعقوبة. 3- التسليم بالقدر دون جدال ومراء، ودون السؤال عنه بكيف ولماذا؛ لأن القدر سر من أسرار الله تعالى.
* درء تعارض العقل والنقل : (8/405)
* مجموع فتاوى ابن تيمية : (8/487)، و (12/98)
* شرح العقيدة الطحاوية : (2/639)
* شفاء العليل : (ص 84)
* الملل والنحل : (1/51)
* منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية : (1/321)
* مجموع فتاوى ابن تيمية : (8/93)
* شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة : (3/534)
* منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية : (2/298)
* شفاء العليل : (ص 52)
* شرح العقيدة الواسطية للعثيمين : (2/210)
* شرح العقيدة الطحاوية : (2/639)
* شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة : (3/534)
* عقيدة السلف أصحاب الحديث : (ص 75)
* وسطية أهل السنة بين الفرق (رسالة دكتوراة) : (ص 374) وما بعدها - التحفة السنية شرح منظومة ابن أبي داود الحائية : (ص 74) -
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".