الحليم
كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...
أفعال العباد خلق لله، وكسب لهم؛ ومعنى ذلك أنها لا تضاف إليهم حقيقة، بل مجازًا، وعادةً؛ لأنهم لا تأثير لقدرتهم فيها، وإنما توجد أفعالهم عند قدرتهم لا بقدرتهم، فنفعها لهم، وضررها عليهم، وهي في مآلها جبرية خالصة؛ لأنها تنفي أي قدرة للعبد، أو تأثير . والكسب لفظه ورد في قوله تعالى : ﱫﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﱪالبقرة :286، ﱫﰃ ﰄ ﰅ ﰆﱪ الروم:41، وقوله : ﱫﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﱪالشورى :30، وقوله عَزَّ وَجَلَّ : ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﱪفاطر :45. وقيل في الرد على نظرية الكسب، وبيان بطلانها : أن النصوص الشرعية قد دلت على خلق الله لأفعال العباد، وإثبات القدرة لهم عليها، ونسبتها لهم حقيقة، واستحقاقهم المدح، والذم، والثواب، والعقاب وفقاً لها . وأن القول بالكسب بهذا المعنى قول حادث بعد انقضاء القرون الثلاثة المفضلة، فلم يعرف القول به إلا في زمن الأشعري . وأن القول بالكسب بهذا المعنى قول متناقض؛ إذ القائل به لا يستطيع أن يوجد فرقاً بين الفعل الذي نفاه عن العبد، والكسب الذي أثبته له، ولهذا فإن حقيقته القول بالجبر . وأن القول بالكسب بهذا المعنى قول غير معقول؛ إذ لا حقيقة له، ولا حاصل تحته، ولذا شنع أعداء الأشاعرة به عليهم، وعده بعض الأشاعرة عقدة تورّط فيها أصحاب الأشعري . وأن القول بالكسب بهذا المعنى مبني على أصلين باطلين، قال بهما الأشعري، وجمهور أصحابه، والتزموا ما يراد عليهما، وهما القول بأنّ الفعل هو المفعول، والخلق هو المخلوق، وأن قدرة العبد لا يكون مقدورها إلا مقارناً للفعل لا خارجاً عنه . وأن كبار أعلام الأشاعرة اضطربت أقوالهم في الكسب، وذهب كلّ منهم إلى رأي، وفرّ إلى قول، فمنهم من نحا إلى التّصريح بحقيقة المذهب، وهو الجبر .
الجمع والتحصيل، تقول: كسبت مالا، واكتسبته كسبا واكتسابا، أي: جمعته وحصلته. وأصله: الطلب والسعي، يقال: كسبت الشيء، أي: طلبته، ومنه سمي طلب الرزق كسبا واكتسابا. ويأتي الكسب بمعنى الشيء المكتسب، وجمعه: مكاسب. ويطلق أيضا على الجرح، أي: فعل الشيء بالجارحة، والكواسب: الجوارح من الإنسان والطير. ومن معانيه أيضا: العزم، والتصرف، والاجتهاد، والعمل، والفعل.
يطلق مصطلح (كسب) في العقيدة، باب: توحيد الأسماء والصفات، وباب: الإيمان بالرسل عند الكلام على النبوة، ويراد به: الاجتهاد والسعي في تحصيل الشيء. ويطلق أيضا في العقيدة، باب: الدعاء، وفي الفقه في كتاب البيوع وغيره، ويراد به: الفعل الذي يعود على صاحبه بالمال، ويقسمونه إلى حلال، وحرام، ومشتبه فيه. وقد يطلق أيضا في كتاب العتق، باب: المكاتبة، ويراد به: المال أو الربح.
كسب
ما يعمله الإنسان باختياره لجلب نفع أو دفع ضر.
كل ما يصدر عن العبد من القلب أو اللسان أو الجوارح من خير أو شر فهو باختياره وإرادته، وليس هو مجبورا على شيء؛ وليس هو خالق لأفعاله؛ لأن العبد بجسمه وصفاته وأفعاله مخلوق لله، والرب سبحانه أعطاه مشيئة وقدرة؛ فإن استعملهما في جلب الخير وترك الشر كان ممدوحا، وإن استعملهما في عكس ذلك كان مذموما. فمثلا: إذا صلى العبد وصام فهو المصلي الصائم حقيقة، وإذا عصى فهو العاصي حقيقة؛ لأن له إرادة وقدرة. وأفعال العباد ينظر إليها من وجهين: 1- ما يتعلق بالله، وهو أن الله خالق أفعال العباد، وهذا لا خلاف فيه بين أهل السنة والأشاعرة. 2- ما يتعلق بالعبد، وهذا ما خالف فيه الأشاعرة أهل السنة، فأهل السنة قالوا: العبد فاعل حقيقة وله قدرة ومشيئة حقيقيتان، وأما الأشاعرة ففسروا الكسب بتفسير مبتدع خلاصته: نفي تأثير قدرة العبد، وأنه ليس فاعل حقيقة، وإنما الفاعل حقيقة هو الله، فانتهى معنى الكسب عندهم إلى معنى الجبر.
الجمع والتحصيل، تقول: كسبت مالا، واكتسبته كسبا واكتسابا، أي: جمعته وحصلته. وأصله: الطلب والسعي، ويأتي بمعنى الشيء المكتسب، وفعل الشيء بالجارحة.
السعي في طلب الرزق، والمعيشة.
* تهذيب اللغة : (10/148)
* المحكم والمحيط الأعظم : (6/726)
* لوامع الأنوار البهية : (1/291)
* القضاء والقدر : (ص 190)
* القضاء والقدر : (ص 313)
* تحرير ألفاظ التنبيه : (ص 244)
* التوقيف على مهمات التعاريف : (ص 281)
* شفاء العليل : (ص 52)
* عقيدة السلف أصحاب الحديث : (ص 74)
* مختار الصحاح : (ص 269)
* لسان العرب : (1/716)
* تاج العروس : (4/144) -