الفتاح
كلمة (الفتّاح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من الفعل...
عن حُصَيْنِ بن وَحْوَحٍ رضي الله عنه: أن طلحة بن البَراء رضي الله عنه مَرِضَ، فَأتَاهُ النبي ﷺ يَعُودُهُ، فقال: «إني لا أَرَى طلحة إلا قد حَدَثَ فيه الموت، فآذِنُونِي به وَعَجِّلُوا به، فإنه لا ينبغي لجِيفَةِ مسلم أن تُحْبَس بين ظَهْرَانِيْ أهله».
[ضعيف.] - [رواه أبو داود.]
مرض طلحة بن البَراء رضي الله عنهما، فَأتَاهُ النبي ﷺ يزوره في مرضه. ثم أخبر ﷺ أنه رأى عليه علامات الموت، ثم أمرهم أن يخبروه بموته؛ لأجل الصلاة عليه، وقال: إذا تيقنتم موته، فأسرعوا في تجهيزه والصلاة عليه ودفنه، فإنه لا يحسن أن تبقى جُثَّة المسلم بين أهله؛ لأن المسلم عزيز مكرم، فإذا استحال جَيفة ونَتَنًا، استقذرته النفوس ونفرت عنه الطباع، فيهان، فينبغي أن يُسرع في تجهيزه؛ ليبقى على عزته.
يَعُودُهُ | يزُوره. |
حَدَثَ فيه الموت | ظهر فيه علامة الموت، وذلك: بالشروع في النَّزْع. |
آذِنُونِي | أعلموني به. |
الجِيفَة | جُثَّة الميت. |
بين ظَهْرَانِيْ أهله | أي: بينهم. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".