الخبير
كلمةُ (الخبير) في اللغةِ صفة مشبَّهة، مشتقة من الفعل (خبَرَ)،...
العربية
المؤلف | خالد بن علي أبا الخيل |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - أهل السنة والجماعة |
فلهذا إذا رأيت من نفسك تقصيرًا في عبادةٍ ما: في تلاوةٍ، أو برٍّ، أو صدقةٍ، أو تبكيرًا إلى المسجد، أو عدم صلةٍ للرحم، أو نحو ذلك من العبادات الواجبة أو المحرمات التي تفعلها: كسماع الحرام، والنظر الحرام، والكلام الحرام، فاسأل الله أن يُعينك على طاعته، واسأل الله أن يُعينك على ترك معصيته، وأكثِر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الإله الحق المُبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد… فاتقوا –عباد الله- وتزودوا من تقواه ما دمتم على قيد الحياة، وتزودوا فإن خير زاد التقوى.
إخوة الإسلام: إن الله -عزَّ وجلَّ- شرَّف العبادة، وفضَّل أهلها، وعظَّم أجرها، وجعل لهم المنزلة العالية والدرجات الرفيعة في الدنيا والآخرة؛ ولهذا أثنى الله على أنبيائه، فقال: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)[الأنبياء:90].
وقال -سبحانه-: (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ)[الأنبياء:73].
ويُثني عليهم في كتابه فيقول -سبحانه-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا)[ص:45]، بل وأثنى الله على عباده المؤمنين الصالحين (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)[ص:83].
ومما زادني شرفًا وتيهًا | وكدت بأخمصي أطأ الثريا |
يا عبادي | وأن صيَّرت أحمد لي نبيًّا |
فالحمد الله الذي جعلنا من عباده المؤمنين، ونسأل الله الثبات على العبادة؛ حتى نلقاه إلى يوم الدِّين.
عباد الله: العبادة تعريفها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- هي: "اسمٌ جامع لكل ما يُحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة".
ثُمَّ الْعِبَادَةُ اسْمٌ جَامِعُ | لِكُلِّ مَا يَرْضَى الْإِلَهُ السَّامِعُ |
وهذا من أجمل من عرَّف العبادة هو شيخ الإسلام في رسالته العبودية، والعبودية والعبادة لها خُلِقنا عباد الله، فما خلق الله الجن ولا خلق الله الإنس إلا لحكمة، إلا لغاية، إلا لمهمةٍ عظيمة هي عبادته وحده لا شريك له كما قال -سبحانه-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات:56]، فلم يخلقهم ليستكثر بهم، ولا ليستقوي بهم، ولا ليستعِزَّ بهم، ولا ليغتني بهم حاشاه –سبحانه-! بل ما خلقهم إلى لحكمة، ولم يُرسل المرسلين إلا لهذه الحِكمة، أرسل الرُّسل وشرع الشرائع لعباده (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)[النحل:36].
(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا)[النساء:36].
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)[الأنبياء:25].
العبادة –أيها الأحبة- لها رُكنان لا تستقيم إلا بهما وهما: الإخلاص والمتابعة، فعبادةٌ تخلو من هذين الشرطين أو أحدهما فهي عبادةٌ باطلةٌ لا تُقبل (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)[هود:7] هو أخلصه وأتبعه.
واعلم بأن الأجر ليس بحاصلٍ | إلا إذا كانت له صفتانِ |
لا بد من إخلاصه ونقائه | وخلوه من سائر الأدران |
وكذا متابعة الرسول فإنها | شرطٌ بحكم نبينا العدنان |
فالإخلاص لله -عزَّ وجلَّ- بأن يكون العمل خالصًا لله لا يُراد به غير الله (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)[ البينة:5].
والمتابع على سُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدّ"، ولها أركانٌ ثلاثة فأركانها: المحبة، والخوف، والرجاء.
فالعبادة لا بُد لها من هذه الأركان الثلاثة، وهي: المحبة تعمل بالعبادة محبةً لله، وخوفًا من عقاب الله، ورجاءً لثواب الله.
وقد ذكر الله هذه الثلاثة في أوائل الفاتحة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[ الفاتحة:2]، فيها المحبة، (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)[الفاتحة:3]، فيها الرجاء (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)[الفاتحة:4]، فيها الخوف.
فمثلاً –عبد الله- تُصلِّي محبةً لله؛ لأن الله هو الذي أمرَك بها، وتخشى عقابه في تركها، وترجو ثوابه في فعلها.
العبادة -أيها الأحبة- مبناها على أمرين أساسيين وهما:
غاية المحبة مع غاية الذُّل والخضوع والانقياد لله -عزَّ وجلَّ- (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ)[الزمر:54]، (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الأنعام:162].
يقول ابن القيم -رحمه الله-:
وعبادةُ الرحمن غَايَةُ حُبِّهِ | مع ذُلِّ عابده هما قُطْبَانِ |
عليهما فلك العبادة دائرٌ | ما دار حتى قامت القطبانِ |
ومداره بالأمر أمرِ رسوله | لا بالهوى والنفسِ والشيطانِ |
فلا تعبدوا الله استكبارًا، إنما تعبدوا الله محبةً وذُلاً وخضوعًا له سبحانه وبحمده.
العبادة –عباد الله- والاستعانة، الله أكبر! قال الله -سبحانه-: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)[الفاتحة: 5]؛ إشارةً منه سبحانه أن العبادة تحتاج إلى إعانة، فليس هناك عبادة إلا ومعها إعانة، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمعاذٍ حينما وصَّاه، قال: "قُل دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ".
إِذَا لم يَكُنْ عَونٌ مِنَ اللهِ لِلفَتى | فَأَوَّلُ مَا يَجنِي عَلَيهِ اجتِهَادُهُ |
فلهذا إذا رأيت من نفسك تقصيرًا في عبادةٍ ما: في تلاوةٍ، أو برٍّ، أو صدقةٍ، أو تبكيرًا إلى المسجد، أو عدم صلةٍ للرحم، أو نحو ذلك من العبادات الواجبة أو المحرمات التي تفعلها: كسماع الحرام، والنظر الحرام، والكلام الحرام، فاسأل الله أن يُعينك على طاعته، واسأل الله أن يُعينك على ترك معصيته، وأكثِر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
الاستعانة والفتن، والعبادة والفتن –أيها الأحبة- الفتن تتلاحق، والفتن تموج موج البحار، فلا بُد للإنسان من عبادةٍ تُثبته أمام الأزمات، وعند النكبات؛ ولهذا النبي -صلى الله عليه وسلم- استيقظ ذات يومٍ، فقال: "لا إِلهَ إِلا اللَّه ويْلٌ لِلْعربِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتربَ مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الحُجُرَاتِ لِكَيْ يُصَلِّينَ".
وفي صحيح مسلم من حديث معقل بن يسار يقول -عليه الصلاة والسلام-: "عِبَادَةٌ في الهَرجِ كَهِجرَةٍ إِلَيَّ"، والهرج: كثرة القتل، فالعبادة في أوقات الفتن تُثبِّت الإنسان، بل من أعظم ما تُثبِّت الإنسان على مبدئه وأصوله، وقِيَمِه وأخلاقه.
العبودية نوعان:
عبوديةٌ عامة وهي: لجميع البشر المؤمن منهم والكافر، كما قال -سبحانه-: (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) (مريم:93-94).
والعبودية الخاصة: عبودية العقيدة والتوحيد فلا يُعبد إلا الله، ولا يُسأل إلا الله، ولا يَستغيث إلا بالله، ولا يخاف إلا الله، ولا يرجو إلا الله، ولا يُحب إلا الله، فلا يعبد الأوثان والأصنام والقبور والهوى والدنيا، إنما عبادته لله وحده لا شريك له (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[الذاريات:56].
والعبودية لا تنتهي ما دام الإنسان على قيد الحياة، فقد قال الله لنبيه: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)[الحجر:99].
فالإنسان يواصل العبادة ما دام على قيد الحياة مستمرًّا مواصلاً متصلاً منتقلاً من عبادةٍ إلى عبادة؛ فلهذا عباد الله يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ"؛ فلم يجعل لانقطاع العمل إلا الموت.
ومن صرف شيئًا من العبادة لغير الله، مَن دعا غير الله، أو سأل غير الله، أو خاف غير الله، أو ذبح لغير الله، أو نذر لغير الله، أو استعان أو توكل على غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، فقد أشرك بالله الشرك الأكبر، قال -سبحانه-: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ)[المؤمنون:117].
وَصَرْفُ بَعْضِهَا لغَيْرِ اللهِ | شِرْكٌ وَذَاكَ أقْبَحُ الْمَنَاهِي |
ثم –أيها الشاب- هنيئًا لك، هنيئًا للشاب العابد، هنيئًا للشابة العابدة عند تلاطم الفتن، وتلاحق المحن، هنيئًا لمن كان عابدًا لله قائمًا بما أوجب الله تاركًا لما نهى الله، فاسمع إلى ما يقوله رسول الله: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ –وذكر منهم- شَابٌّ نَشَأ فِي عِبَادَةِ الله"؛ هنيئًا لكم أيها الشباب، فعلى دينه فاستقيموا، وعلى طاعته فامتثلوا، وعلى قِيَمِكم وأخلاقكم تمسكوا، وبتوحيد ربكم عظِّموا، وللقيام بما أوجب الله -عزَّ وجلَّ- عليكم امتثلوا.
أسأل الله لي ولكم التوفيق والهداية، والصلاح والاستقامة.
قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على فضله وامتنانه، وبعد…
عباد الله: العبادة والثبات، العبادة وكثرتها، العبادة -عباد الله- لا حصر لها، ومن جميل تراجم النووي في رياض الصالحين قوله -رحمه الله-: باب كثرة طُرق الخير، والحمد لله الذي جعل العبادات متنوعة، وجعل الطاعات مختلفة، فهذه صلاة، وهذا ذِكر، وهذا صيام، وهذه صدقة، وهذه صِلة، وهذا بِر، وهذه قراءة، وهكذا تنوعٌ واختلافٌ الإنسان يأخذ منها بقدر الإمكان، فخُذ أيها العبد من عبادات ربك ما يُنير لك الطريق، واحرص كل الحرص أن تكون مُلمًّا بأكبر قدر من العبادة، فمن عمل صالحًا فلنفسه، وهذا هو المسارعة والمسابقة والمنافسة للدار الآخرة.
ولهذا ذات يوم النبي عليه الصلاة والسلام قال لأصحابه: "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا؟" فقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: "مَنْ شيَّع مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟" قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: "مَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟"، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قال: "مَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟" قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، فَقَالَ: "مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ".
فلهذا -عباد الله- من فضل الله ورحمته تنوع العبادة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه اجعل لك جزءًا من العبادة يوميًّا، كالقراءة مثلاً، والذِّكر لك نصيب، والبِر لك كذا، وصلة الرحم، والصدقة، وزيارة المرضى وتشييع الجنائز، والإحسان إلى الناس، وحسن الخُلق ونحو ذلك من العبادات العظيمة وإن شئت ردحًا من أنواع العبادات فاقرأ باب ما سبق ذكره في رياض الصالحين باب كثرة طُرق الخير، فكل تسبيحةٍ صدقة، وكل تحميدةٍ صدقة، وكل تهليلةٍ صدقة، وكل تكبيرةٍ صدقة، بل وكفّك الشرّ عن الناس صدقةٌ منك على نفسك.
أيها الأحبة: العبادة لها لذة، ولها طعم، ولها حلاوة يجدها الإنسان في قرارة نفسه، فقد جاء في الصحيحين: "ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ، وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ" وفي صحيح مسلم "ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ".
الله أكبر! ما ألذ العبادة! ما أحسن العبادة! ما أجمل العبادة! ما أجمل الطاعة لله -عزَّ وجلَّ-!
فَلَيْتَكَ تَحْلُو، وَالحَيَاة ُ مَرِيرَة ٌ | وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ |
وَلَيْتَ الّذي بَيْني وَبَيْنَكَ عَامِرٌ | وبيني وبينَ النَّاس خرابُ |
إذا صَحَّ منك الودّ فالكُلُّ هَيِّنٌ | وكُلُّ الذي فَوقَ التُّرابِ تُرابِ |
يقول ابن المنبِّه: "كل لذة لها لذةٌ واحدة إلا العبادة لها ثلاثةُ لذات:
اللذة الأولى: في فعلها.
اللذة الثانية: في تذكرها.
اللذة الثالثة: إذا أُعطيت ثوابها".
وأخيرًا لا سعادة، ولا أُنس، ولا ريادة إلا بالعبادة.
استمع إلى مقالة شيخ الإسلام ابن تيمية التي ذكرها عنه تلميذه ابن القيم في مدارج السالكين:
مَنْ أراد السعادة الأبدية | فليلزم عتبة العبودية |
وقال -رحمه الله-: أسعد الناس أعبدهم؛ ولهذا أُحيلك أخيرًا إلى رسالةٍ لطيفة وفي بابها فريدة لشيخ الإسلام ابن تيمية اسمها: رسالة العبودية.
وصلوا وسلموا...