البحث

عبارات مقترحة:

الرحمن

هذا تعريف باسم الله (الرحمن)، وفيه معناه في اللغة والاصطلاح،...

المصور

كلمة (المصور) في اللغة اسم فاعل من الفعل صوَّر ومضارعه يُصَوِّر،...

الغفور

كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...

كلكم راع

العربية

المؤلف أسامة بن عبدالله خياط
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الدعوة والاحتساب
عناصر الخطبة
  1. على كل راع مسئولية عظيمة وأمانة جسيمة .
  2. التوبة النصوح وشروطها .
  3. كيفية وقاية النفس والأهل والأولاد من النار .
  4. التعاون على البر والتقوى من صفات المؤمنين .

اقتباس

وأما وقاية الأهل والولد أبناء وبنات وكل من استرعاه الله أمره فبالأمر والنهي وبالتعليم والتوجيه، وبالتأديب والمراقَبة والمتابَعة والتفقُّد لأحوالهم وأحوال مَنْ يصحبون ومن يجالسون في نهج من الحكمة جامع بين الحزم والعزم، وبين الحِلْم والرفق والأناة، مستعمِلًا كلَّ مسلك فيما يلائمه...

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي أنزل على عبدِه الكتابَ، وجعَلَ فيه النجاةَ لمن اتقى ربه وأناب، أحمده -سبحانه-، دلَّ عبادَه على طريق جنَّتِه، وجعلها مفتَّحة لهم الأبواب، وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، يخلق ما يشاء ويختار، ويتوب -سبحانه- على مَنْ تاب، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، وخِيرته مِنْ خَلْقِه، النبي المصطفي الأواب، اللهم صلِّ وسلِّمْ على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه، صلاةً وسلامًا دائمينِ إلى يوم البعث والنشور والجزاء والحساب.

أما بعد: فاتقوا الله -عبادَ اللهِ- بفعل ما أَمَرَ، وباجتناب ما نهى عنه وزَجَرَ من المحرمات والخطايا والسيئات، واشكروه على نِعَمِه السابغاتِ شُكْرًا بالقلب بمحبته وتعظيمه والخوف منه، وبرجائه وإخلاص العمل له، والإنابة إليه والتوكل عليه، وشكرًا باللسان؛ ثناءً عليه -سبحانه- وإكثارًا من ذِكْره واستغفاره والدعوة إلى سبيله، وتلاوة كتابه وتعليم الناس أحكام دينه، وتحذيرهم أسباب غضبه وموجبات عقوبته، وشكرًا بالعمل بأداء ما أوجَبَ عليكم من واجبات وما افترضه من فرائض، وَفْقَ ما شرعه -سبحانه- وباتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

عبادَ اللهِ: إنَّ أجَلَّ صفات المؤمنين قدرًا وأعظم سجايا المتقين المخلصين من عباد الله التي امتازوا بها على مَنْ سواهم من الكافرين المكذبين بآيات الله -عز وجل- ورُسُله ما آتاهم ربهم من حياة القلب، وسمو الروح ورهافة الحس ما يجعلهم حين يسمعون الله -تعالى- يناديهم في محكم كتابه بصفة الإيمان (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)[الْبَقَرَةِ: 104]، يُقْبِلُونَ على هذا النداء بآذان صاغية، وقلوب خاشعة، وعقول واعية؛ لأنهم يستيقنون أنه خير يؤمرون به، أو شر يُنْهَوْنَ عنه.

ولقد كان من نداءات الرحمن لأهل الإيمان في القرآن قولُه -عز اسمه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)[التَّحْرِيمِ: 6]، وإنه -يا عباد الله- لَنداء ما أعظمه وما أعظم ما جاء فيه من تقرير بيِّن لمسئولية كل امرئ عن نفسه وعمَّن استرعاه الله من الأهل والولد والأقربين، تلك المسئولية الشخصية والعائلية التي تُوجِبُ عليه كمالَ الحرص على أن يجعل بينَه هو وهم وبينَ النارِ وقايةً تَقِيهِ وتقيهم عذابَها يومَ القيامةِ، فكما أن كل إنسان ألزمَه اللهُ طائِرَه في عنقه؛ أي: ما عمل من خير وشر، فيكون ملازما له، مجزيًّا به، محاسَبًا عليه، يجده يوم القيامة بين يديه منشورا في كتاب أمام ناظريه، فهو أيضا مسئول عمَّن ولَّاه اللهُ أمرَه، وأسند إليه رعايتَه، من أهله وولده، كما أخبر بذلك رسول الهدى -صلوات الله وسلامه عليه- بقوله في الحديث الذي (أخرجه الشيخان في صحيحهما) عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسئول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بَعْلِها وولده، وهي مسئولة عنهم، والعبد راعٍ على مال سيده، وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".

فهي -إِذَنْ- مسئوليةٌ جسيمةٌ، وأمانة عظيمة، تقتضي مِنْ كلِّ مؤمن بالله -تعالى- مُوقِن بلقائه، مصدِّق بجزائه وحسابه وثوابه وعقابه، أن يعمل على وقاية نفسه وَمَنِ استرعاه اللهُ من أهل وأبناء وبنات وأقارب أن يقيهم من كل ما يفضي به وبهم إلى دخول النار يوم القيامة والاصطلاء بحرها والتردي في عذابها، وهي وقاية تتحقق بإلزام النفس والأهل والولد بالاستجابة لله وللرسول -صلى الله عليه وسلم- بامتثال الأوامر واجتناب النواهي متخذًا لنفسه أقوى مُعِينٍ، وأجلَّ واقٍ يقيه من عذاب الله بتوحيده -سبحانه-، وإفراده بالعبادة وحدَه؛ دعاءً وصلاةً وركوعًا وسجودًا، وصيامًا وزكاةً وحَجًّا ونذرًا وذبحًا وحَلِفًا ومحبةً وخوفًا ورجاءً وتوكُّلًا، وإنابةً وخضوعًا وإخباتًا وخشوعًا، بأدائها وأداء كل ما تعبَّده اللهُ به خالصًا له -سبحانه-، موافِقًا لِمَا شرعه وأَذِنَ به، متابِعًا فيه رسولَه -صلى الله عليه وسلم-، وباجتناب أعظم المعاصي وأشدها وأقبحها مآلا؛ وذلك هو الشرك به -سبحانه- بصرف أي نوع من أنواع العبادة لغيره -عز وجل-، فإنه الذنب الذي لا يغفره اللهُ لمن مات عليه، كما قال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)[النِّسَاءِ: 48].

وبالتوبة النصوح من جميع الخطايا والسيئات، امتثالا لأمره -سبحانه- بقوله: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النُّورِ: 31]، وبقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا...)[التَّحْرِيمِ: 8] الآيةَ، ولن تكون هذه التوبة نصوحا إلا بالإقلاع عن المعصية، وبالندم الصادق على اقترافها، وبالعزم الجازم على عدم العودة إليها، وبِرَدِّ المظالمِ والحقوقِ إلى أهلها، إن تعلقت بحقوق العباد، فإذا قرن هذه التوبة بكمال مراقبة ومحاسبة لنفسه ودوام تلاوة لكتاب ربه بتدبُّر وتفكُّر وبتقرُّب إليه بالنوافل بعد الفرائض ومصاحَبة للأخيار الأبرار الذين يُذَكِّرُونَهُ حين يَنْسَى، ويُعِينُونَهُ حين يَذْكُرُ، وبمحبة الخير للمؤمنين وكفِّ الأذى عنهم والإحسان إليهم بكل دروب الإحسان ومنه النصح لهم، وتحذيرهم غوائل العُلُوِّ على الله بالعتو عن أمره، والإيساف له الذي قال فيه -سبحانه-: (فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ)[الزُّخْرُفِ: 55]، والإيساف له الموجِب لانتقامه وأليم عقابه، إنه إذا قرن التوبة النصوح بهذه الخصال الشريفة كان مَبْلَغُ نُجْحِه في وقاية نفسه النار عظيما.

وأما وقاية الأهل والولد أبناء وبنات وكل من استرعاه الله أمره فبالأمر والنهي وبالتعليم والتوجيه، وبالتأديب والمراقَبة والمتابَعة والتفقُّد لأحوالهم وأحوال مَنْ يصحبون ومن يجالسون في نهج من الحكمة جامع بين الحزم والعزم، وبين الحِلْم والرفق والأناة، مستعمِلًا كلَّ مسلك فيما يلائمه؛ إذ الحكيم من يضع الأشياء في مواضعها، ويلبس لكل حال لَبُوسَها فيما يحل ولا يحرم، ويُحمد ولا يعاب، فهو كالطبيب الذي يعرف الداء فيصف له ما يناسبه من دواء، بالمقدار الذي يقتضيه وفي الزمن الذي يستلزمه، مُدْرِكًا أن ما جاء من توجيه نبويّ كريم في شأن الجليس الصالح والجليس السوء في قوله -صلوات الله وسلامه عليه-: "مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد، لا يعدمك من صاحب المسك إما أن تشتريه أو تجد ريحه، وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة".

هذا التوجيه يعمُّ كلَّ مجالس سواء أكانت مجالسته بالطريقة المباشرة المعتادة، أم كانت عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها؛ مما جاء به الإعلام الجديد مما هو أكثر شيوعًا واستخدامًا وأقوى تأثيرًا وأخطر مآلا وعقبى، فمن أعرض عن هذا واتبع هواه وعصى ربه ومولاه وفرَّط فيمن استرعاه فذلك الذي خَسِرَ في دنياه وأخراه، حين خان ما أُسنِدَ إليه من أمانة الرعاية لمن تحت ولايته، وأضاع ما حُمِّلَ من أمر إصلاحهم وإرشادهم وسلوك سبيل الاستقامة بهم، وخسر أيضا حين أعقبهم ذلك تجافيًا عنه، وبُغْضًا له، وتجَهُّمًا فغدوا خصومًا له، وأعداء عِوَضًا عن أن يكونوا أصفياء له وأولياء، هنالك تعظُم مصيبتُه وتشتدُّ حسرتُه، وتبقى على الأيام ندامتُه.

فاتقوا الله -عباد الله- واتخِذُوا من الطاعة لربكم بامتثال ما أمر وبالانتهاء عما نهى عنه وزجر، سبيلًا تبلغون به رضوانَه، وحاجِزًا يقيكم النار وبئس القرار.

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسُنَّة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، إنه كان غفارا.

الخطبة الثانية:

الحمد لله ولي المتقين، أحمده -سبحانه- حمد الشاكرين الذاكرين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، رب السموات السبع وما بينهما ورب الأرضين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، سيد الأولين والآخرين، وقدوة خَلْق الله أجمعين، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحابته الأبرار الأطهار المخبتين، والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا عبادَ اللهِ، قال الإمام أبو بكر بن العربي -رحمه الله- في بَسْط مدلول قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)[التَّحْرِيمِ: 6]، معناه: اصرفوا، تحقيقه: اجعلوا بينكم وبينها وقاية، ومثله قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة" (أخرجه البخاري ومسلم -رحمهما الله- في صحيحيهما). قال: فعلى الرجل أن يُصلح نفسَه بالطاعة ويُصلح أهلَه إصلاحَ الراعي للرعية، ففي صحيح الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راعٍ وهو مسئول عن رعيته، والرجل راعٍ وهو مسئول عن رعيته... الحديثَ".

وعن هذا عبَّر الحسنُ في هذه الآية بقوله: "يأمرهم وينهاهم"، وقد روى عمر بن شعيب عن أبيه عن جَدِّه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "مُرُوا أبناءَكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفَرِّقوا بينَهم في المضاجع" خرَّجه جماعةٌ، وهذا لفظ أبي داود بإسناد صحيح).

وكذلك قال: "يخبر أهله بوقت الصلاة، ووجوب الصيام، ووجوب الفطر؛ مستنِدًا في ذلك إلى رؤية الهلال، وقد (روى مسلم -رحمه الله- في صحيحه) عن عروة عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل فإذا أوتر قال: "قومي فأوتِرِي يا عائشةُ"، (وروى أبو داود والنسائي في سننهما، وأحمد في مسنده بإسناد صحيح) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأتَه فصَلَّتْ، فإن أَبَتْ نَضَحَ في وجهها الماء، رَحِمَ اللهُ امرأةً قامت من الليل فَصَلَّتْ وأيقظَتْ زوجَها فصلَّى، فإن لم يقم نَضَحَتْ في وجهه الماءَ"، ومنه قوله -عليه الصلاة والسلام-: "أَيْقِظُوا صَوَاحِبَ الحُجَرِ أو صواحب الحُجُرات؛ يعني أمهات المؤمنين -رضوان الله عليهن-؛ أي: لصلاة الليل، قال: ويدخل هذا في عموم قوله -تعالى-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[الْمَائِدَةِ: 2]".

ألا فاتقوا الله -عباد الله- وصلوا وسلموا على خاتم النبيين، وإمام المرسلين، ورحمة الله للعالمين، فقد أُمرتم بذلك في الكتاب المبين؛ حيث قال رب العالمين: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].

اللهم صلِّ وسلِّم على وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم عن خُلفائه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الآلِ والصحابةِ والتابعين، وعن أزواجِه أمهاتِ الْمُؤمنينَ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزةَ الدين، ودمِّر أعداءَ الدين، وسائِرَ الطُّغاةِ والمُفسِدين، وألِّفْ بين قلوب المسلمين، ووحِّدْ صُفُوفَهم، وأصلِح قادَتَهم، واجمَع كلمَتَهم على الحق يا رب العالمين.

اللهم انصُر دينكَ وكتابكَ، وسُنَّةَ نبيِّك محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وعبادكَ المؤمنين المُجاهِدين الصادقين.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِحْ أئمَّتنا ووُلاةَ أمورِنا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين، ووفقه لما تحب وترضى يا سميع الدعاء، اللهم وفقه وولي عهده إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين وإلى ما فيه صلاح العباد والبلاد، يا من إليه المرجع يوم المعاد.

اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر.

اللهم إنا نسألُك فعلَ الخيرات، وتركَ المُنكَرات، وحُبَّ المساكين، وأن تغفِرَ لنا وترحمَنا، وإذا أردتَّ بقومٍ فتنةً فاقبِضنا إليك غيرَ مفتُونين.

اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وتحوُّل عافيتِك، وفُجاءة نقمتِك، وجميع سخَطِك يا رب العالمين.

اللهم أحسِن عاقبَتنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذابِ الآخرة.

اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئت يا رب العالمين، اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئت يا رب العالمين، اللهم اكفِنا أعداءَك وأعداءَنا بما شئت يا رب العالمين، اللهم إنا نجعلُك في نحور أعدائِك وأعدائِنا، ونعوذُ بك من شُرورهم، اللهم إنا نجعلُك في نحورِهم، ونعوذُ بك من شُرورهم، اللهم إنا نجعلُك في نحورِهم، ونعوذُ بك من شُرورهم.

اللهم انصر جنودنا على كافة الجبهات، اللهم انصرهم نصرا عزيزا، اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم، وعن أيمانهم ومن خلفهم، ومن أمامهم، اللهم اكتب أجر الشهادة لقتلاهم، اللهم اكتب أجر الشهادة لقتلاهم، اللهم اكتب أجر الشهادة لقتلاهم، اللهم اشف جرحاهم، اللهم اشف جرحاهم، اللهم اشف جرحاهم، اللهم انصر بهم دينك وأعل بهم كلمتك، اللهم انصر بهم دينك وأعل بهم كلمتك، اللهم انصر بهم دينك وأعل بهم كلمتك.

اللهم اشف مرضانا، وارحم موتانا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا.

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201].

وصلِّ اللهم وسلِّم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبِه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.