البحث

عبارات مقترحة:

الشهيد

كلمة (شهيد) في اللغة صفة على وزن فعيل، وهى بمعنى (فاعل) أي: شاهد،...

القدير

كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...

الخبير

كلمةُ (الخبير) في اللغةِ صفة مشبَّهة، مشتقة من الفعل (خبَرَ)،...

فضائل أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-

العربية

المؤلف أسامة بن عبدالله خياط
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات أعلام الدعاة - أهل السنة والجماعة
عناصر الخطبة
  1. صيانة النفس عن الإيذاء خلق عظيم .
  2. إيذاء الصحابة هو أعظم أنواع إيذاء المؤمنين .
  3. إيذاء أم المؤمنين عائشة إيذاء للنبي نفسه .
  4. من فضائل أم المؤمنين .
  5. من حقوق النبي -عليه السلام- على أمته .

اقتباس

ولا ريب أن من أعظم الإيذاء للمؤمنين والمؤمنات إثمًا، وأشدّه ضررًا: ذلك الذي تُسلَّط سهامُه على من اصطفاه الله واجتباه لنصرة دينه، وصحبة نبيه، وحفظ كتابه، والذَّوْد عن حياضه، وتبليغ شرعه من آله الطاهرين، وأصحابه الطيبين، وأزواجه أمهات المؤمنين -رضوان الله عليهم أجمعين-، وهو إيذاءٌ تتابَعَت حلقاته، وتعدَّدت صوره في ماضي الأيام وحاضرها حتى بلغ مداه اليوم في عدوانٍ سافرٍ ..

 

 

 

 

الحمد لله الهادي إلى صراطٍ مستقيم، أحمده سبحانه على إحسانه القديم وفضله العَمِيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الإله الحق المبين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبدُ الله ورسوله إمام المتقين وخاتم النبيين، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه الغُرِّ الميامين، والتابعين ومن سلك سبيلهم إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-، واذكروا وقوفكم بين يديه (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء: 88، 89].

أيها المسلمون: صَون النفس عن الإيذاء، والتجافي بها عن التجنِّي، وحجزها عن العدوان، خُلُقٌ رفيع، ومنقبةٌ عظيمةٌ لأُولي الألباب الذين يستيقنون أن عاقبة الإيذاء للمؤمنين بُهتانٌ وإثمٌ مبين يحتمله صاحبه، وينوء بثِقَله، ويذِلُّ ويخزى بمآله يوم يُعرَضُ على ربه، كما قال سبحانه: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) [الأحزاب: 58].

ولا ريب أن من أعظم الإيذاء للمؤمنين والمؤمنات إثمًا، وأشدّه ضررًا: ذلك الذي تُسلَّط سهامُه على من اصطفاه الله واجتباه لنصرة دينه، وصحبة نبيه، وحفظ كتابه، والذَّوْد عن حياضه، وتبليغ شرعه من آله الطاهرين، وأصحابه الطيبين، وأزواجه أمهات المؤمنين -رضوان الله عليهم أجمعين-، وهو إيذاءٌ تتابَعَت حلقاته، وتعدَّدت صوره في ماضي الأيام وحاضرها حتى بلغ مداه اليوم في عدوانٍ سافرٍ جعل سيرة الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق أم المؤمنين حبيبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها وعن أبيها-، جعل منه ساحةً له، متجاهلاً ذلك التحذير النبوي الوارد في حديث أم سلمة -رضي الله عنها- حين قالت له -عليه الصلاة والسلام-: إن الناس يتحرَّون بهداياهم يوم عائشة، فمُرهم فليدوروا معك حيث دُرْت، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تُؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل عليَّ الوحي وأنا في لحافِ امرأةٍ منكنّ غيرها".

وكيف لا يكون إيذاؤها -رضي الله عنها- إيذاءً له -صلى الله عليه وسلم- وقد كانت أحبَّ الناس إليه؟!

كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: أيُّ الناس أحب إليك يا رسول الله؟! قال: "عائشة"، قال: فمن الرجال؟! قال: "أبوها". وكفى بهذا فضلاً وشرفًا عظيمًا.

وهي التي اختارها الله تعالى زوجًا لنبيه -صلى الله عليه وسلم-، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان في "صحيحيهما" عنها -رضي الله عنها- أنها قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أُريتُكِ في المنام ثلاث ليال، جاء بكِ الملكُ في سَرَقةٍ من حرير، فيقول: هذه امرأتك، فأكشِفُ عن وجهكِ فإذا أنتِ فيه، فأقول: إن يكُ هذا من الله يُمضِه"، ورؤيا الأنبياء وحيٌ لا شك فيه.

وهي زوجُه في الدنيا والآخرة، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي في جامعه بإسنادٍ جيدٍ عنها -رضي الله عنها- أن جبريل جاء بصورتها في خِرقة حرير خضراء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: هذه زوجتك في الدنيا والآخرة.

وفي "مستدرك الحاكم" بإسنادٍ صحيحٍ عنها -رضي الله عنها- أنها قالت: قلتُ: يا رسول الله: مَن مِن أزواجك في الجنة؟! قال: "أما إنكِ منهنّ".

وقد أخبرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بسلام جبريل -عليه السلام- كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان في "صحيحيهما" عنها -رضي الله عنها- أنها قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا عائشة: هذا جبريل، وهو يقرأ عليكِ السلام"، قالت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا نرى يا رسول الله؟!


وبيَّن -صلى الله عليه وسلم- فضلها على النساء بقوله: "كمُل من الرجال كثير، ولم يكمُل من النساء إلا: آسية امرأةُ فرعون، ومريم ابنةُ عمران، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"
. أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما".

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- لكمال محبته لها، وعظيم منزلتها عنده يُعينها على التمتُّع بما تحب من المباحات، كما جاء في "الصحيحين" عنها -رضي الله عنها- أنها قالت: لقد رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بالحراب في المسجد، وإنه ليسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقف من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف. وفي رواية: حتى أكون أنا التي أسأَم. وفي روايةٍ للنسائي: وما بي حبُّ النظر إليهم، ولكني أحببتُ أن يبلغ النساءَ مقامه لي ومكاني منه.

وقد كان من بركتها على الأمة أن كانت -رضي الله عنها- سببًا لنزول آية التيمم، كما جاء في "الصحيحين" عنها -رضي الله عنها- قالت: "خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء -أو بذات الجيش- انقطع عِقدي، فأقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء، فأتى الناسُ أبا بكر -رضي الله عنها- فقالوا: ما ترى ما صنَعَت عائشة؟! أقامت برسول الله وبالناس وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، قالت: فعاتبني أبو بكر، فقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرُّك إلا مكان النبي -صلى الله عليه وسلم-، حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم، فتيمَّموا، فقال أُسيد بن حُضَيْر: ما هذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر، قالت: فبعثنا البعير التي كنتُ عليه فوجدنا العِقد تحته".


وفي روايةٍ للإمام أحمد في "مسنده" قالت: "يقول أبي حينما جاء من الله الرخصة للمسلمين: والله ما علمتِ يا بُنيَّة، إنكِ لمباركة، ماذا جعل للمسلمين في حبسِكِ إياهم من البركة واليُسْر".

وكان لها -رضي الله عنها- في الإحسان إلى الخلق، والبِرِّ بهم، وبذل المعروف لهم أروع الأمثال، فقد أخبر عروة بن الزبير أن معاوية -رضي الله عنه- بعث مرةً إليها -رضي الله عنها- بمائة ألف درهم، فواله ما أمسَت حتى فرَّقَتها، فقالت لها مولاتها: "لو اشتريتِ لنا بدرهم لحمًا، فقالت: أما قلتِ لي؟!".

وعن عطاء بن رباح -رحمه الله- أن معاوية بَعَث إلى عائشة -رضي الله عنها- بقِلادةٍ بمائة ألف، فقسَمَتها بين أمهات المؤمنين.

وقد كانت مع كثرة فضائلها -رضي الله عنها- تخشى الثناء وتتّقيه، فقد أخرج البخاري في "صحيحه" أن ابن عباس -رضي الله عنهما- استأذن على عائشة وهي مغلوبة -أي: بمرض الموت- فقالت: أخشى أن يُثنِي عليَّ، فقيل: ابن عمّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم–، ومن وجوه المسلمين، قالت: فائذنوا له، فقال: كيف تجدينكِ؟! فقالت: بخيرٍ إن اتقيت. قال -رضي الله عنه-: فأنتِ بخيرٍ إن شاء الله، زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يتزوَّج بكرًا غيركِ، ونزل عُذرُكِ من السماء، فلما جاء ابن الزبير قالت له: جاء ابن عباس وأثنى عليَّ، وودِدتُ أني كنتُ نسيًا منسيًّا.

ومما جعل الله في حياتها -رضي الله عنها- من البركة: هذا العلم الكثير الذي رَوَته عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وذلك الفقه الغزير الذي حمَله الناس عنها، وحسبُها -رضي الله عنها- مع هذه الفضائل الكثير ما حدَّثَت به فقالت: تُوفِّي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيتي وفي يومي وليلتي، وبين سَحْري ونَحْري.

ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواكٌ رطْب، فنظر إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى ظننتُ أنه يريده، فأخذتُه، فمضغتُه، ونفضْتُه، وطيَّبتُه، ثم دفعتُه إليه، فاستنَّ به كأحسن ما رأيته استنَّ قط، ثم ذهب يرفعه إليَّ فسقطت يدُه، فأخذتُ أدعو له بدعاءٍ كان يدعو به له جبريل، وكان هو يدعو به إذا مرِض، فلم يدعُ به في مرضه ذاك، فرفعه بصره إلى السماء وقال: "في الرفيق الأعلى"، وفاضَت نفسه -صلى الله عليه وسلم-، فالحمد لله الذي جمع بين ريقه وريقي في آخر يومٍ من الدنيا. أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" بإسنادٍ صحيح.

وإنها لمناقب وفضائل ما أعظمها وما أقربها، وإنها لخليقةٌ بإشاعتها، جديرةٌ بإذاعتها بين الناس أجمعين قيامًا بحق أم المؤمنين -رضي الله عنها-، ونُصرةً لها، ودفعًا للبُهتان عنها، وحَذَرًا من إيذاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها، فقد توعَّد سبحانه من اقترف هذا الإثم المبين، فقال -عزَّ من قائل-: (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [التوبة: 61].

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

الخطبة الثانية:

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فيا عباد الله: إن من حقوق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أمته:

التوقير والإجلال لمن وقَّرَه وأجلَّه، والمحبة لمن أحبَّه، فإنه -صلى الله عليه وسلم- لا يحب إلا طيبًا، كما قال ابن عباس -رضي الله عنهما- لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- حين دخل عليها في مرض موتها قال: "كنتِ أحبَّ نساء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يكن يُحب إلا طيبًا، سقَطَت قِلادتُك ليلة الأبواء، وأصبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلقُطها، فأصبح الناس وليس معهم ماء، فأنزل الله: (فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا) [النساء: 43]، فكان ذلك من سببكِ، وما أنزل الله بهذه الأمة من الرخصة، ثم أنزل الله تعالى براءتكِ من فوق سبع سماوات، فأصبح ليس مسجدٌ من مساجد الله يُذكَر فيها الله إلا كانت براءتُكِ تُتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار، قالت: دعني عنك يا ابن عباس، فوالله لودِدتُ أني كنتُ نسيًا منسيًّا". أخرجه البخاري في "صحيحه".

وإنا لنقول مع أُسَيْد بن الحُضَيْر -رضي الله عنه، وكان أحد النقباء- لما قال لها: "جزاكِ الله خيرًا، فوالله ما نزل بكِ أمرٌ قطّ تكرهينه إلا جعل الله لكِ فيها خيرًا".

وإن من آثار الجناية عليها -رضي الله عنها- والإيذاء: هذا الغضب الذي استثاره، وذلك الحرص والتنادي إلى نصرتها، والذَّبِّ عن ساحتها، وإشاعة فضائلها، وبيان مناقبها، ودراسة فقهها، ونشر علومها، وفي هذا من الخير ما لا يُحيط به وصف، ولا يأتي عليه العَدُّ والبيان.

فاتقوا الله -عباد الله-، واعرفوا لهذه الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق، حبيبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدرها، وارعوا حقّها وحقوق سائر أمهات المؤمنين، وآله وصحابته أجمعين، تكونوا عند ربكم من الفائزين بجنات النعيم.

واذكروا على الدوام أن الله تعالى قد أمركم بالصلاة والسلام على خاتم رسل الله: محمد بن عبد الله، فقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الآل والصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا خير من تجاوز وعفا.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزة الدين، ودمِّر أعداء الدين، وسائر الطغاة والمفسدين، وألِّف بين قلوب المسلمين، ووحِّد صفوفهم، وأصلِح قادتهم، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين.

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- وعبادك المؤمنين المجاهدين الصادقين.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليَّ أمرنا، وهيِّئ له البِطانة الصالحة، ووفِّقه لما تحب وترضى يا سميع الدعاء.

اللهم وفِّقه ونائبَيْه وإخوانه إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين، وإلى ما فيه صلاح العباد والبلاد، يا من إليه المرجع يوم المعاد.

اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذاب الآخرة.

اللهم اكفِنا أعداءك وأعداءنا بما شئتَ يا رب العالمين، اللهم اكفِنا أعداءك وأعداءنا بما شئتَ يا رب العالمين، اللهم اكفِنا أعداءك وأعداءنا بما شئتَ يا رب العالمين، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادُنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموتَ راحةً لنا من كل شر.

اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفُجاءة نقمتك، وجميع سخطك.

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحبَّ المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإذا أردتَ بقومٍ فتنةً فاقبضنا إليك غير مفتونين.

اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا.

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].

وصلِّ اللهم وسلِّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.