الطيب
كلمة الطيب في اللغة صيغة مبالغة من الطيب الذي هو عكس الخبث، واسم...
العربية
المؤلف | هلال الهاجري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | القرآن الكريم وعلومه - التربية والسلوك |
يا الله! ما أجملَها من حياةٍ، أن يرى الرَّجلُ زوجتَه وأولادَه في صلاحٍ وفلاحٍ!، وما أجملَها من لحظاتٍ، عندما يعيشُ الرَّجلُ مع امرأةٍ عفيفةٍ مُطيعةٍ، وينعمُ بذُريَّةٍ بارَّةٍ وديعةٍ، لا يرى منهم إلا الحَسنَ من الأفعالِ، ولا يسمعُ منهم إلا الجميلَ من الأقوالِ، فيعيشُ في جنَّةِ الدُّنيا قبلَ أن يجتمعَ بهم في جنَّةِ الآخرةِ
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ الجوادِ الكريمِ، البَرِّ الرحيمِ، يتفضلُ على من يَشاءُ من عبادِه، واللهُ ذو الفضلِ العظيمِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، وأشهدُ أن سيدَنا ونبيَنا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه، آتاه الحكمةَ وجوامعَ الكلمِ، وعلمَّه ما لم يكن يعلمُ، وكانَ فَضلُ اللهِ عليه عظيماً، فاللهم صلِّ وسلمْ وباركْ على سيدِنا ونبيِنا محمدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ، وعلى من تبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.
أما بعد: فأوصيكم عبادَ اللهِ ونفسي بتقوى اللهِ، قالَ -سبحانَه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)[الفرقان:29].
يا أهلَ القرآنِ: تأملوا قليلاً في دعاءِ عبادِ الرَّحمنِ: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)[الفرقان:74]، فقرَّةُ العينِ هو استقرارُها وثباتُها ويكونُ ذلكَ بالأمانِ والطُّمأنينةِ، بعكسِ حالةِ العينِ في الخوفِ والقلقِ، فإنَّها تكونُ مُضطربةً مُتحرِّكةً لا يقرُّ لها قرارٌ، كما قالَ -تعالى-: (فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ)[الأحزاب:29].
وهل قُرةُ العينِ في الزوجةِ والولدِ، تكونُ في الدُّنيا أم الآخرةِ؟، سُئلَ الْحَسَنُ البَصْرِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: يَا أَبَا سَعِيدٍ، قَوْلُ اللَّهِ -تَعَالَى-: (هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ)، فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟، قَالَ: لَا، بَلْ فِي الدُّنْيَا، قِيلَ: وَمَا ذَاكَ؟، قَالَ: "الْمُؤْمِنُ يَرَى زَوْجَتَهُ وَوَلَدَهُ يُطِيعُونَ اللَّهَ".
يا الله! ما أجملَها من حياةٍ، أن يرى الرَّجلُ زوجتَه وأولادَه في صلاحٍ وفلاحٍ، وما أجملَها من لحظاتٍ، عندما يعيشُ الرَّجلُ مع امرأةٍ عفيفةٍ مُطيعةٍ، وينعمُ بذُريَّةٍ بارَّةٍ وديعةٍ، لا يرى منهم إلا الحَسنَ من الأفعالِ، ولا يسمعُ منهم إلا الجميلَ من الأقوالِ، فيعيشُ في جنَّةِ الدُّنيا قبلَ أن يجتمعَ بهم في جنَّةِ الآخرةِ، (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ* فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ* كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ* مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ* وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)[الطور:16-21]، فاكتمل النَّعيمُ في الجنةِ للمُتَّقينَ، باجتماعِ الأحبابِ من زوجةٍ وبنينَ.
يعلمُ العُقلاءُ أنَّ صلاحَ الزَّوجةِ والأولادِ، فيه السَّعادةُ والخيرُ في الدُّنيا ويومَ المَعادِ، فلا تجدُ أحدُهم إلا حريصاً على تحسينِ أخلاقِهم، مُنشغلاً بتقويمِ آدابِهم، مُنهمكاً بمتابعةِ أحوالِهم.
قد لا نعلمُ وسائلَ التَّربيةِ الصَّحيحةِ، وقد لا نُحسنُ أساليبَ المعاملةِ الفصيحةِ، ولم نحضرْ دورةً في كيفيةِ إعدادِ أُسْرَةٍ سعيدةٍ، ولم نقرأ كتاباً في إدارةِ المنزلِ بطريقةٍ رشيدةٍ، ولكنَّ الشيءَ الذي نعرفُه تجاهَ بيتِنا، هو الحُبُّ والخوفُ.
الحبُّ لهذه الزَّوجةِ الحنونةِ، ولهذه الذُّريةِ المصونةِ، وتمني كلَّ الخيرِ لهم والنَّجاحِ، هذا الحبُّ هو القاعدةُ التي يبني عليها الرَّجلُ معاملاتِه وكلامَه مع أهلِه، فيعلمونَ أنَّه يُحبُّهم فيحبونَه، وأنَّه ناصحٌ لهم فيُطيعونَه.
والخوفُ عليهم من كلِّ ما يُؤذيهم، حتى يعلموا أنَّ لهم راعٍ يحوطُهم ويحميهم، وأعظمُ الخوفِ، هو الخوفُ عليهم من طُرقِ الغوايةِ والعارِ، المُؤديةِ إلى طريقِ النَّارِ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)[التحريم:6].
اليوم مع الانفتاحِ الإعلامي ووسائلِ التَّواصلِ الاجتماعي، قد يُشاركُنا في التَّربيةِ القريبُ والبعيدُ، والصَّالحُ والطَّالحُ، والصَّديقُ والعدو، والمسلمُ والكافرُ، والنَّاصحُ والخادعُ، والخائنُ والأمينُ، شئنا أن أبينا، ألا ترونَ كم يقضي الأبناءُ والبناتُ على هذه الوسائلِ الخطيرةِ، ألا تتخيَّلونَ كميَّةَ المعلوماتِ التي تُخزِّنُها عقولُهم الصَّغيرةُ، فيشتكي الآباءُ والعُقلاءُ، كيفَ الخلاصُ من هذا البلاءِ؟
فنقول أولاً: الدُّعاءُ والالتجاءُ إلى ربِّ السَّماءِ، ليُصلحَ الزَّوجةَ والبناتِ والأبناءَ، فالقلوبُ بينَ أُصبعينِ من أصابعِه يُقلِّبُها كيفَ يشاءُ، وقد وعدَ من دعاهُ بإجابةِ الدُّعاءِ، ولذلكَ كانَ دُعاءُ عبادِ اللهِ الصَّالحينَ: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ)؛ الفُضيلُ بنُ عِياضٍ -رحمَه اللهُ- وهو من كِبارِ التَّابعينَ وساداتِهم، اجتهدَ في تَربيةِ ابنِه عليٍّ اجتهاداً كبيراً، وكانَ يَأملُ أن يكونَ صالحاً، فأحسَّ بصعوبةِ الأمرِ فدعا اللهَ -تَعالى- قائلاً: "اللهمَّ إنِّي اجتهدتُ أَن أُؤدبَّ عَلياً فلم أَقدرْ على تأديبِه، فأدِّبْهُ لي"، فأصبحَ علىُّ بنُ الفُضيلِ إماماً كأبيهِ في العِلمِ والزُّهدِ، حتى قَالَ ابنُ المباركِ -رحمَه اللهُ-: "خَيرُ النَّاسِ الفُضيلُ بنُ عِياض وخَيرٌ منه ابنُه علي"؛ فرحمَ اللهُ الجميعَ.
ثانياً: تنشئةُ البيتِ على العقيدةِ الصَّحيحةِ والأخلاقِ، حتى تكونَ شجرةُ الإيمانِ في قلوبِهم ثابتةَ السَّاقِ، وهكذا هي تربيةُ الحُكماءِ، (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)[لقمان:13]، فالتَّوحيدُ أولاً ولا شيءَ قبلَه، ثمَّ زرعُ مراقبةِ اللهِ -تعالى- في القوبِ ومعرفةُ أنَّه يعلمُ السِّرَ وأخفى، (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ)[لقمان:16]، فهما أتى عليهم في الحياةِ من شُبهاتٍ وشهواتٍ، ومهما زاغَ بهم الطَّريقُ من النُّورِ إلى الظُّلماتِ، فلا بُدَّ لهم يوماً من رجوعٍ إلى ربِّ الأرضِ والسَّماواتِ، ولسانُ حالِهم يقولُ:
إلهي رَجعتُ بذلِّ افتقاري | بخوفي بضَعفي بدَمعِ انكساري |
أحثُّ خُطايَ فِراراً وخَوفاً | ومِنكَ ولكنْ إليكَ فِراري |
ومن لي سِواكَ ليغفرَ ذَنبي | ويقبلَ يا ربُّ مني اعتذاري؟ |
ثالثاً: الصَّلاةُ وما أدراكَ ما الصَّلاةُ، هي عمودُ الدِّينِ وميزانُ الإيمانِ، متى دخلتْ البيتَ امتلأَ بالنُّورِ والأمانِ، من أقامَها كما أوصى اللهُ تعالى وأمرَ، كانت له وِقايةٌ من الفحشاءِ والمُنكرِ، (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ)[العنكبوت:45]، هي راحةُ قلوبِ المؤمنينَ، وهي قرَّةُ عينِ سيِّدِ المُرسلينَ، كما قالَ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ-: "وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ"، فمن أرادَ أن تقرَّ عينُه بعائلتِه السَّعيدةِ، فليأمرْهم بالصَّلاةِ ويصبرْ وسيرى نتائجَها الأكيدةَ، كما أوصى اللهُ نبيَّه -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)[طه:132]، ومدحَ بذلكَ إسماعيلَ -عليه السَّلامُ-: (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً)[مريم:55]، بل أوصى اللهُ بها عيسى -عليه السَّلامُ- وهو في المهدِ: (وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا)[مريم:13].
أحبُّ الصَّلاةَ وأَشتاقُها | وللنَّفسِ في الحبِّ أَشواقُها |
حَبـيبةُ قَلبي وقُرَّةُ عَيني | ومِعراجُ رُوحي وإشـراقُها |
بارَكَ اللهُ لي ولكم في الكتابِ والسُّنةِ، ونفعنا بما فيهما من الآياتِ والحكمةِ، أقولُ قَولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولجميعِ المسلمينَ والمسلماتِ من جميعِ الذنوبِ والخطيئاتِ، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنَّ ربي لغفورٌ رحيمٌ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أحمدُ ربي وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ.
أما بعدُ: أيُّها الأحبَّةُ: رابعُ ما يُوصى بهِ لقرةِ عينِ الرَّجلِ في زوجتِه وولدِه، هو الرِّفقُ في التَّربيةِ والتَّعاملِ، والصَّفحُ والمغفرةُ والتَّغافلُ، عن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ -رضيَ اللهُ عَنهُمَا- قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمْ نَعْفُو عَنِ الْخَادِمِ؟، فَصَمَتَ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ الْكَلَامَ، فَصَمَتَ، فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ، قَالَ: "اعْفُوا عَنْهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً"، فإذا كانَ هذا العفو عن الخدمِ والعُمَّالِ، فكيفَ يكونُ العفو عن الزَّوجةِ والعيالِ، قالَ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)[التغابن:14].
أَضِيءْ ببسمتكَ الجميلةِ منزلاً | أنتَ الأمينُ عليهِ والمسؤولُ |
كم بسمةٍ فَتحتْ مغالقَ أنْفسٍ | فالعطفُ فينا والحَنانُ حُقُولُ |
بالرِّفقِ يُفتَحُ كلُّ بابٍ مُغلَقٍ | وبهِ حزازاتُ النُّفوسِ تزولُ |
كُنْ أنتَ غيثَ الأهلِ حتى تَرتوي | منهم قلوبٌ بالرِّضا وعقولُ |
وخامساً وأخيراً، كونوا قُدوةً حسنةً لأهلِكم، فعن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ، أَنَّهُ قَالَ لأَبِيهِ: "يَا أَبَهْ؛ إِنِّي أَسْمَعُكَ تَدْعُو كُلَّ غَدَاةٍ: اللهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ"، تُعِيدُهَا ثَلاَثًا حِينَ تُصْبِحُ، وَثَلاَثًا حِينَ تُمْسِي، وَتَقُولُ: "اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، تُعِيدُهَا حِينَ تُصْبِحُ ثَلاَثًا، وَثَلاَثًا حِينَ تُمْسِي. قَالَ: نَعَمْ يَا بُنَيَّ، إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهِنَّ، فَأُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ"، وكما قِيلَ:
وينشأُ ناشئُ الفتيانِ فينا | على ما كانَ عوَّدَهُ أبوه |
أَسْأَلُ اللهَ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ أَنْ يُصْلِحَ بُيُوتَنَا وَزوَجْاَتِناَ وَأَوْلَادَنَا مِنْ بَنِينَ وَبَنَاتٍ، رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنا دِينَنا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنا وَأَصْلِحْ لَنا دُنْيَانا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنا وَأَصْلِحْ لَنا آخِرَتَنا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنا وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنا فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنا مِنْ كُلِّ شَرّ.
اَللَّهُمَّ انْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا، وَعَلِّمْنَا مَا يَنْفَعُنَا، وَارْزُقْنَا عِلْمًا يَنْفَعُنَا اللَّهُمَّ أَصْلِحْ وُلَاةَ أَمْرِنَا وَاهْدِهِمْ سُبُلَ السَّلَامِ، اللَّهُمَّ اجْمَعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ يَا رَبَّ العَالَمِينَ.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى نبيِّنَا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.