البحث

عبارات مقترحة:

الحميد

(الحمد) في اللغة هو الثناء، والفرقُ بينه وبين (الشكر): أن (الحمد)...

المهيمن

كلمة (المهيمن) في اللغة اسم فاعل، واختلف في الفعل الذي اشتقَّ...

الغني

كلمة (غَنِيّ) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (غَنِيَ...

يوم عرفة

العربية

المؤلف ملتقى الخطباء - الفريق العلمي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الحج -
عناصر الخطبة
  1. التعريف بيوم عرفة وبيان منزلته .
  2. فضائل يوم عرفة .
  3. الأعمال المستحبة يوم عرفة للحاج .
  4. الأعمال المستحبة في عرفة لغير الحاج. .

اقتباس

في يوم عرفة يقف الحجيج على أقدامهم شُعْثًا غُبرًا فيرفع الله مكانتهم، ويُسْبِلون في الموقف دمعتهم فتُقَالُ عثْرتُهم، وتُرفَع أكفُّهم فتُغفَر زلَّتُهم، وتَنْكِسر نفوسهم فيباهي به ربهم. يجمعهم صعيد واحد، ويميزهم لباس ...

الخطبة الأولى:

 

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب:70-71]، أما بعد:

 

عباد الله: إن الله -تعالى- خلق الخلق وهو أعلم بحالهم، ففاضل بين من يشاء منهم، واختار منهم ما يشاء؛ فخلق الملائكة واختار منهم جبريل -عليه السلام-، وخلق بني آدم واختار منهم الأنبياء، ثم اختار منهم محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، وخلق الأماكن واختار منها المساجد، واختار منها مكة البيت الحرام، وخلق الأزمان واختار منها بعض الليالي والأيام؛ فاختار من الليالي ليلة القدر، ومن الأيام يوم عرفة؛ (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)[القصص:68].

ويوم عرفة: هو اليوم التاسع من ذي الحجة. وسُمي بذلك لوقوف الحجيج على جبل عرفة. وفي سبب تسمية الجبل بهذا الاسم أقوال ذكرها أهل العلم، وأشهرها ما قاله الضحاك -رحمه الله-: "أن آدم -عليه السلام- لما أُهبط إلى الأرض وقع بالهند، وحواء بجدّة، فجعل يطلبها وهي تطلبه، فاجتمعا عند هذا الجبل؛ فسمى عرفات". وقيل: إن جبريل كان يُري إبراهيم -عليهما السلام- المناسك، فيقول: عَرَفْتُ، عَرَفْتُ، فسميت عرفات، وقيل: لأن الناس يعترفون في هذا اليوم على الموقف بذنوبهم.

 

أيها المؤمنون: إن يوم عرفة عظَّمَه الله وفضَّله، وأعلى مكانته وشرَّفَه؛ فهو أحد أيام الأشهر الحرم، وأحد أيام العشر المباركة، وأعظم أيام الحج، فهو رُكنه الأعظم، والحج الأكبر. وهو يوم التجليات الإلهية، والفيوضات الربانية.

وفيه يقف الحجيج شُعْثًا غُبرًا فيرفع الله مكانتهم، ويُسْبِلون في الموقف دمعتهم فتُقَالُ عثْرتُهم، وتُرفَع أكفُّهم فتُغفَر زلَّتُهم، وتَنْكِسر نفوسهم فيباهي بهم ربهم. يجمعهم صعيد واحد، ويميزهم لباس واحد، ويلهجون بشعار واحد، ويتوجهون لرب واحد. تجردوا من كل رابطة إلا رابطة الإيمان، فلا تميز للغني عن الفقير، ولا استعلاء لِمَلِكٍ ولا أمير، بل يقفون في حالة هي أشبه بيوم يقوم الناس لرب العالمين.

أَرى الناسَ أَصنافًا وَمِن كُلِّ بُقعَةٍ

إِلَيكَ انتَهَوا مِن غُربَةٍ وَشَتاتِ

تَساوَوا فَلا الأَنسابُ فيها تَفاوُتٌ

لَدَيكَ وَلا الأَقدارُ مُختَلِفاتِ

وفي هذا اليوم العظيم أتم الله لهذه الأمة الملّة، وأكمل النعمة، فقد جاء يهودي إلى الفاروق عمر فقال: "يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا نَزَلَتْ مَعْشَرَ الْيَهُودِ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، قَالَ: وَأَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[المائدة:3]؛ فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعَرَفَاتٍ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ"(متفق عليه).

وما رُئِيَ الشيطان أحقر ولا أصغر منه في مثل هذا اليوم؛ ففي الحديث: "مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ؛ وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ، وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ"(رواه مالك مرسلًا). وكيف لا يزداد حَنَقُهُ وهو يرى ذنوبًا تُغفر، وعثَراتٍ تَقَالُ، وخطايا يُتجاوَزُ عنها؟ وكيف لا يَغُصُّ بحسرته وهو يرى جبل الرحمة قد آوى إليه من أتاه، يحملهم ويحيطون به، وكأنه أب رحيم، أو أم رؤوم.

وعرفة هو اليوم الذي يدنو الملك فيه من خلقه، فيباهي بهم ملائكته، ويغفر ذنوبهم، ويعتق من النار رقابهم؛ فعن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟"(رواه مسلم)، وهل أرادوا إلا الرضا؟ وهل راموا إلا المغفرة؟

قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-: "ويوم عرفة هو يوم العتق من النار، فيعتق الله -تعالى- من النار من وقف بعرفة ومن لم يقف بها من أهل الأمصار من المسلمين؛ فلذلك صار اليوم الذي يليه عيدًا لجميع المسلمين في جميع أمصارهم، من شهد الموسم منهم ومن لم يشهده؛ لاشتراكهم في العتق والمغفرة يوم عرفة".

ويوم عرفة هو اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على آدم وذريته، فعن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أَخَذَ اللهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ -يَعْنِي عَرَفَةَ- فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا، قَالَ: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ)[الأعراف: 172- 173]"(رواه أحمد وصححه الحاكم).

وهو اليوم المشهود الذي أقسم الله به، بقوله: (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)[البروج: 3]، وقد فسره النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "اليَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ"(رواه الترمذي وحسنه الألباني). والعظيم لا يقسم إلا بعظيم.

ويوم عرفة من أعياد المسلمين؛ ففي الحديث: "يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ"(رواه أبو داود وصححه الألباني).

فلِله ذاكَ الموقفُ الأعظمُ الذي

 كموقفِ يومِ العَرْضِ بلْ ذاكَ أعظمُ

ويدْنُو بهِ الجبّارُ جَلَّ جلالُهُ

يُباهِي بهمْ أمْلاكَه فهو أكرَمُ

يقولُ عِبادِي قدْ أتونِي مَحَبَّةً

وَإنِّي بهمْ بَرٌّ أجُودُ وأرْحَمُ

فأشْهِدُكُمْ أنِّي غَفَرْتُ ذنُوبَهُمْ

وأعْطيْتُهُمْ ما أمَّلوهُ وأنْعِمُ

فبُشراكُمُ يا أهلَ ذا المَوقفِ الذِي

به يَغفرُ اللهُ الذنوبَ ويَرحمُ

 

أيها المسلمون: إن يوم عرفة يأتي على الناس وهم على قسمين: قسم اختارهم الله لحج بيته، فأتوه من كل فج عميق، وقوم لم يستطيعوا أن يكونوا من ضمن الحجيج وهم السواد الأعظم من هذه الأمة؛ فالحاج له أحكام يقوم بها يوم عرفة، وأوجبها: الوقوف بعرفة، فهو الحج الأكبر، وركنه الأعظم، من فاته هذا الوقوف فقد فات عنه الحج؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "الْحَجُّ عَرَفَةُ، فَمَنْ جَاءَ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ لَيْلَةَ جَمْعٍ فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ"(رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني).

وعلى الحاج أن ينشغل بالدعاء في هذه البقعة المباركة التي يتجلى فيها الرب، فيشمل نفسه وغيره من المسلمين؛ فهو يوم اختراق الحجب بسهام الدعاء، وتنزُّلِ الرحمات، وإجابة الدعوات.

فلا تفتر لسان الحاج في هذا اليوم عن الدعاء، ولا تجفُّ عن الذكر التهليل والتكبير، ولا يشغل نفسه بأي عارض قد يُعكّر عليه صفو يومه، ولأجل ذلك مُنِعَ عنه الصيام؛ لئلا يضعف جسمه، أو يلين عودُه، فيفرّط في عبادة، أو يتكاسل عن طاعة في اليوم المشهود.

فيا غبن من ينفرط عليه عِقْدُ يومه هباءً، وتتناثر ساعاته تفريطًا، فينشغل عن مناجاة ربه بكلام خلقه، ويستعيض عن تصوير حالته لمولاه بتصوير أصحابه ونفسه، ويترك الاتصال بالله لأجل الاتصال بالخلق، فلا همّ له إلا التصوير هنا وهناك؟!

فلنحفظ في هذا اليوم الجوارح إلا عن طاعة، ولنستغله في العبادة؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ، وَبَصَرَهُ، وَلِسَانَهُ، غُفِرَ لَهُ"( أحمد شاكر مسند أحمد إسناده صحيح).

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم.

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسّلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:

 

أيها المؤمنون: ونحن نرى مشهد الحجيج على جبل عرفات قد ابيضت بهم أرجاؤه، وتسربلت بإحرامهم أطرافه، في منظر يأخذ بالألباب. ومنّا أناس شاركوهم الموقف؛ فأجسادهم عندنا وقلوبهم واقفة بجبل الرحمة، إنما حبسهم العذر، وقيَّدهم العجز عن الوصول لمهوى الأفئدة؛ فما كان للمسلمين أن يحجوا كلهم في زمن واحد؛ تخفيفًا ورحمة، فإنما الحج فرض في العُمُر لا فرض في كل عام.

ولهؤلاء وأمثالهم؛ يقول ابن رجب -رحمه الله-: "من فاته في هذا العام القيام بعرفة، فلْيَقُم لله بحقه الذي عَرَفَه، ومن عجز عن المبيت بمزدلفة فلْيَبِتْ عزمُه على طاعة الله وقد قرَّبه وأزْلَفَه، ومن لم يمكنه القيام بأرجاء الخَيْفِ فلْيَقم لله بحق الرجاء والخوف، ومن لم يَقْدِرْ على نحر هديه بمنى فليذبح هواه هنا وقد بلغ الْمُنَى، ومن لم يصِلْ إلى البيت لأنه منه بعيد، فليقصد رب البيت فإنه أقرب إلى من دعاه ورجاه من حبل الوريد".

وإن الله -جل جلاله- جعل لنا أعمالًا نشارك فيها الحجيج يوم عَرَفة؛ فشُرع لنا التكبير من صبيحة يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق، وترطيب اللسان بالتهليل والتعظيم لله -تعالى-؛ فهو خير ما يتحرك به اللسان، قال -صلى الله عليه وسلم-: "خَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"(رواه الترمذي وحسّنه الألباني).

ولنا صيام يوم عرفة؛ فإنه يكفِّر ذنوب سنتين ماضية وقابلة، فقد سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عنه فقال: "يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ"(رواه مسلم).

ويجب أن ينشغل المسلمون في يوم عرفة بكثرة الدعاء والالتجاء؛ فإن "خَيْرَ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ"، فهم أحوج ما يكونون لطَرْقِ أبواب السماء دون ملل، وإرسال الدعوات دون كلل. ويكثرون من عبادة الله وطاعته، وذكره وشكره، والسعي في قضاء حوائج الفقراء والمساكين، وصلة الأرحام، وبر الوالدين. فلا يرون بابًا من أبواب الخير مفتوحًا إلا وَلَجُوهُ، ولا مجالًا للطاعة إلا تنَافَسُوهُ، فهو يوم ليس له عوض، ووقْتٌ إذا فاتَ ليس له بدل.

اللهم وفقنا لخير الأعمال، ويسّر لنا القيام بأفضل الطاعات، واستغلال الأوقات والنفحات، واغفر لنا ولجميع المسلمين يا رب العالمين.

وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه..