العربية
المؤلف | عبد الله بن عبد الرحمن البعيجان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات - الصيام |
قد أقبَل عليكم شهرُ رمضان، أفضلُ الأوقات، وأعظمُ مواسم الطاعات، شهرُ عبادةٍ وتوبةٍ واستغفارٍ، شهرُ طاعةٍ وإنابةٍ وانكسارٍ، شهرُ عزوفٍ عن الدنيا وإقبالٍ على الآخرة، شهرُ عزوفٍ عن الشهوات والملذَّاتِ، وإقبالٍ على العبادة والطاعات، فجدِّدوا العهدَ مع الله، وحاسِبوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبوا...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله الذي آنَس بطاعته وحشةَ القلوب، وطمأَنَها بذِكْرِه؛ (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)[الرَّعْدِ: 28]، فضَّل بعضَ الأزمان والأوقات، وخصَّها ببعض العبادات والطاعات، وهَدَانا للإيمان، ونسأله أن يبلغنا رمضان.
أشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا وتبجيلًا، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وكفى به إمامًا ودليلًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعدُ: فإن خير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عبادَ اللهِ: طاعةُ اللهِ خيرُ مغنَم ومكسَب، ورضاه خير ربح ومطلَب، والجنة حُفَّتْ بالمكاره، وحُفَّتِ النارُ بالشهوات، (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ)[آلِ عِمْرَانَ: 185]؛ فاتقوا اللهَ فيما أمَر، وكُفُّوا عمَّا نهى عنه وزجَر؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[الْحَشْرِ: 18].
معاشر المسلمين: إن الإنسانَ مفتونٌ بشهوات الدنيا وملذاتها، منغمسٌ في زخرفها وزينتها، مستغرِقٌ في همومها ومشاغلها، كما قال تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ)[الْحَدِيدِ: 20]، قد أغفَلَتْ عن ذِكْرِ اللهِ، وألهَتْ عن يوم المعاد؛ (وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ)[الزُّخْرُفِ: 35]، ألَا إنَّ الدنيا حلوةٌ خَضِرَةٌ، وإن الله مستخلِفُكم فيها فينظرُ كيف تعملون؛ فاتقوا الدنيا، فإن أولها عناء، وآخِرَها فَناءٌ، حلالُها حسابٌ، وحرامُها عقابٌ، مَنْ صحَّ فيها سقم، ومَنْ حَرِصَ ندم، ومن استغنى فيها فُتِنَ، ومن افتقر فيها حَزِنَ، ومن سعى إليها فَتَنَتْهُ، ومَنْ نظَر إليها أغمَّتْه، ومَنِ اعتَبَر بها بَصَّرَتْهُ؛ (فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ)[لُقْمَانَ: 33].
عبادَ اللهِ: قد أقبَل عليكم شهرُ رمضان، أفضلُ الأوقات، وأعظمُ مواسم الطاعات، شهرُ عبادةٍ وتوبةٍ واستغفارٍ، شهرُ طاعةٍ وإنابةٍ وانكسارٍ، شهرُ عزوفٍ عن الدنيا وإقبالٍ على الآخرة، شهرُ عزوفٍ عن الشهوات والملذَّاتِ، وإقبالٍ على العبادة والطاعات، فجدِّدوا العهدَ مع الله، وحاسِبوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبوا؛ (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[الزُّمَرِ: 54-58].
أيها المسلمون: استقبِلوا شهرَ رمضان استقبالَ الفرحين بفضل الله ونعمته، الراجين لمغفرته ورحمته، لا استقبال العابثين المستهتِرين المستهزئين بحرمته؛ (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يُونُسَ: 58]، استقبِلوا شهرَ رمضان بما يستحقُّه من التعظيم والهيبة والتوقير، فإنه بذلك جدير؛ (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ)[الْحَجِّ: 30]، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الْحَجِّ: 32]، استقبِلوا شهرَ التوبة بالتوبة، وشهرَ الجود بالجود، وشهر القرآن بالقرآن، وشهر الدعاء بالدعاء، وشهر الطاعة بالطاعة، وشهر الرحمة بالرحمة.
معاشرَ المسلمين: إن إدراك شهر رمضان نعمة تستوجب الشكر والاستعداد، والجد والاجتهاد، فعن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يومًا وقد حضر رمضان: "أتاكم شهر بركة يغشاكم الله فيه، فتنزل الرحمة، وتُحَطُّ الخطايا، ويَستجيب فيه الدعاء، ينظر اللهُ إلى تنافُسِكم، ويباهي بكم ملائكته، فأَرُوا اللهَ من أنفسكم خيرًا؛ فإن الشقي مَنْ حُرِمَ فيه رحمةَ اللهِ -عز وجل-"(أخرجه الطبراني).
فحريٌّ بالمسلمين أن يبادِروا ويتنافسوا فيه على طاعة الله، فيا باغي الخير أقبِلْ، ويا باغيَ الشرِّ أَقْصِرْ.
هنيئًا لمن أدركه رمضانُ فاغتنَم فرصتَه، فكان من المقبولينَ الفائزينَ، ويا حسرةَ المضيِّعِينَ له، ويا حسرة المضيِّعين إذا حلَّ بهم الندمُ على التفريط فيه، حين لا ينفع الندمُ، ألَا أرغَم اللهُ أنفَ امرئ أدرَك رمضانَ فلم يُغفَر له، فأبعَدَه اللهُ، ألَا أرغَم اللهُ أنفَ امرئٍ أدرَكَ رمضانَ فلم يُغفَر له، فأبعَدَه اللهُ، ألَا أرغَم اللهُ أنفَ امرئٍ أدرَك رمضانَ فلم يُغفَر له، فأبعَدَه اللهُ.
عبادَ اللهِ: النفس تحتاج إلى رياضة وتدرُّج ومقدمات، والسمو والارتفاع يحتاج إلى سُلَّم ومُمَهِّدات، وأفضل ما يستعان به على الطاعة، ويُستَقبَل به رمضانُ هو التوبة وتجديد العهد مع الله بحزم وعزم وإقبال، فإن التخلص من أثقال الذنوب محفِّز على الجِدِّ وحُسْنِ العملِ، ومُعِينٌ على الثبات وتزكية النفس وإصلاح الخلل، قال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النُّورِ: 31].
التوبة هي وسيلة النجاح، وسبب الفَلَاح، وبداية الإصلاح؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)[التَّحْرِيمِ: 8].
عبادَ اللهِ: أحسِنوا الظنَّ بالله، وإيَّاكم واليأسَ من رحمة الله، وإيَّاكم والقنوطَ من التوبة؛ فقد جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أَرَأَيْتَ رَجُلًا عَمِلَ الذُّنُوبَ كُلَّهَا، فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهَا شَيْئًا، وَهُوَ فِي ذَلِكَ لَمْ يَتْرُكْ حَاجَةً وَلَا دَاجَةً إِلَّا أَتَاهَا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: "فَهَلْ أَسْلَمْتَ؟" قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: "نَعَمْ، تَفْعَلُ الْخَيْرَاتِ، وَتَتْرُكُ السَّيِّئَاتِ، فَيَجْعَلُهُنَّ اللهُ لَكَ خَيْرَاتٍ كُلَّهُنَّ"، قَالَ: وَغَدَرَاتِي وَفَجَرَاتِي؟ قَالَ: "نَعَمْ" قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ حَتَّى تَوَارَى"(أخرجه الطبراني).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)[الْفُرْقَانِ: 70].
بارَك اللهُ لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أيها المسلمون: إن الشيطانَ عدوٌّ لكم فاتخِذوه عدوًّا، وإنه لَيبذل وسعَه في مواسم الخير وفضائل الأوقات؛ لِيُضِلَّ الناسَ عن الهدى، ويَحُولَ بينَهم وبينَ نفحات الرحمة والمغفرة، ويصدهم عن طاعة ربهم، ويُفَوِّت عليهم الخيرَ الكثيرَ، فالكيِّس مَنْ دان نفسَه وحاسَبَها، وعَمِلَ لِمَا بعدَ الموتِ، والعاجزُ مَنْ أَتْبَعَ نفسَه هواها، وتمنَّى على الله الأمانيَّ؛ فحاسِبوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبُوا، وَزِنُوهَا قبلَ أن تُوزَنُوا، فإنه أهونُ في الحساب غدًا أن تُحاسِبوا أنفسَكم اليومَ، وتَزَيَّنوا للعرضِ الأكبرِ؛ (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)[الْحَاقَّةِ: 18].
عبادَ اللهِ: احذروا من الغفلة؛ فإنها داء عضال، ومقت ووبال، تقطع الصلة بين العبد وربه، فلا يشعر بإثمه، ولا يُلقِع عن وزره، ولا يتوب من ذنبه، فلا يعرف معروفًا، ولا يُنكِر منكَرًا، تمرُّ به مواسمُ الخير وفضائلُ الأوقات وهو في سُبات الغفلة لم ينتبه، يُبصر فلا يَعتَبِر، ويُوعظ فلا ينزجر، ويُذَكَّر فلا يَدَّكِر، قال تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ)[الْأَعْرَافِ: 205].
وبعد عبادَ اللهِ: فالعمر يسير، والزمان قصير، وما مضى فات، وكل ما هو آتٍ آتٍ، فلا مجال للتفريط في العمر، وهو كله لحظة امتحان واختبار، وإياكم والتقصير فيه والانتظار، وبهذا العمر اليسير يستطيع الإنسان أن يشتري الخلود الدائم في الجنان، والبقاء الذي لا ينقطع في الزمان، وفي المقابل فإن مَنْ فرَّط في العمر وقَع في الهلاك والخسران، فينبغي للعاقل أن يَعرِف قدرَ عُمُرِه، وأن ينظر لنفسه في أمره، فيغتنم ما يفوت استدراكُه، فربما بتضييعه هلاكُه؛ فاللهَ اللهَ دونكم شهر رمضان، فيه تُحَطُّ الرحالُ، وتُعَلَّق الآمالُ، فاجتهِدوا في الأعمال، وأصلِحوا الحالَ يُصلِح اللهُ لكم المآلَ، (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[الْمُزَّمِّلِ: 20].
اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، يا بديع السموات والأرض، يا منَّان يا منَّان، نسألك أن تبلِّغَنا رمضانَ، اللهم بلِّغْنا رمضانَ، وأَعِنَّا فيه على الصيام والقيام، وتقبَّلْه منا يا ربَّ العالمينَ، اللهم أَعِنَّا على ذِكْرِكَ وشكرِكَ وحُسْنِ عبادتِكَ، اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، ، واجعَلِ اللهمَّ هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًّا وسائرَ بلادِ المسلمينَ، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِحْ أئمتَنا وولاةَ أمورنا، اللهم وفِّق وليَّ أمرنا خادمَ الحرمينِ الشريفينِ بتوفيقِكَ، وأيِّدْهُ بتأييدِكَ، اللهمَّ وفِّقْه ووليَّ عهدِه لما تحب وترضى، يا سميع الدعاء.
اللهم آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وَقِنَا عذابَ النار، اللهم إنَّا نعوذ برضاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وبمعافاتِكَ مِنْ عقوبتِكَ، وبكَ منكَ لا نُحصي ثناءً عليكَ، أنتَ كما أثنيتَ على نفسكَ.
وصلِّ اللهم وسلِّمْ على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.