البحث

عبارات مقترحة:

الظاهر

هو اسمُ فاعل من (الظهور)، وهو اسمٌ ذاتي من أسماء الربِّ تبارك...

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

الأول

(الأوَّل) كلمةٌ تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

واجبنا مع بدء العام الدراسي

العربية

المؤلف سليمان بن حمد العودة
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - الدعوة والاحتساب
عناصر الخطبة
  1. وصايا للطلاب .
  2. وصايا للمعلمين .
  3. وصايا للمدراء .
  4. وصايا لأولياء الأمور .
  5. أهمية مناهج التعليم .

اقتباس

أيها المعلمون والمرشدون وأيتها المعلمات والمرشدات.. وحين تتوافد عليكم هذه المجموع المتجددة من الطلبة والطالبات، فماذا أعددتم لهم وبم تستقبلونهم؟ كيف وما ستعلمونهم؟ إنهم أمانة في أعناقكم فقدروا الكلمة التي تقولونها وزنوا الحركة قبل أن تتحركوها. واعلموا أن الدارسين والدارسات يسمعون بأعينهم أكثر من سماعهم رآذانهم.. نعم إنها القدوة لا يكفي بها مجرد الكلام.. بل تحتاج إلى ممارسة الأفعال، والعلم ليس مجرد نصوص تحفظأيها المعلمون والمرشدون وأيتها المعلمات والمرشدات.. وحين تتوافد عليكم هذه المجموع المتجددة من الطلبة والطالبات، فماذا أعددتم لهم وبم تستقبلونهم؟ كيف وما ستعلمونهم؟ إنهم أمانة في أعناقكم فقدروا الكلمة التي تقولونها وزنوا الحركة قبل أن تتحركوها. واعلموا أن الدارسين والدارسات يسمعون بأعينهم أكثر من سماعهم رآذانهم.. نعم إنها القدوة لا يكفي بها مجرد الكلام.. بل تحتاج إلى ممارسة الأفعال، والعلم ليس مجرد نصوص تحفظ

الحمد لله رب العالمين يقلب الليل والنهار، وتتعاقب بإذنه الأمم والأجيال، وكل يوم هو في شأن، له الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجعون. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مالك الملك، وما بكم من نعمة فمن الله، وإذا مسكم الضر فإليه تجأرون وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخيرته من خلقه، الأمين على وحيه، والشافع المشفع للأمة، صاحب الحوض المورود وسيذاد عنه أقوام أحوج ما يكونوا إليه، وحين يسأل عنهم نبي الرحمة ويقول أمتي أمتي.. يجاب إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.

اللهم ألهمنا العلم بسنته، وارزقنا الثبات على الحق الذي جاء به، حتى نلقاك ربنا وأنت راض عنا.

اتقوا الله -معاشر المسلمين- في سركم وعلانيتكم وإياكم أن يطلع الله في قلوبكم، خلاف ما تتحدث به ألسنتكم فالله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وسويداء القلب صمام الأمان.. إذا صلحت المضغة صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله..، وغداً تبلى السرائر، وتكشف الخبايا، والناجون هم الصادقون المتقون (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة:119].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71].

عباد الله ابتدأ العام الدراسي، والمسافة بين امتحانات الفصل الماضي، وبدء الدراسة في هذا الفصل الحالي وإن كانت قصيرة في عمر الزمن.. فهي طويلة في حساب المكاسب والخسائر.

أجل لقد غنم فيها قوم وغبن آخرون.. كانت مكاسب لمن اغتنموها بالجد وعمل الصالحات، والقراءة النافعة ونحوها من أعمال قد لا يتوفر الوقت لها أثناء موسم الدراسة.. أما الصنف المغبون فهم أولئك المفرطون لطاقاتهم، القاتلون لأوقاتهم، هؤلاء ظنوا الإجازة سهراً وصخباً، وخيل لهم أنهم يعيشون أحلى الليالي مع برامج ساقطة وعبر شاشات وقنوات هابطة ثم انقشع الصبح وإذا بالسراب خادع.. وانتهت اللذة وهيجت الشهوة.. واستحكمت الغريزة، فعاش المشاهد لحظات الحسرة والندامة، والصريع الأكبر من قادته هذه المشاهد إلى اقتراف المحرم، فاخترق الحمى، وتجاوز الخطوط الحمراء!!

معاشر الطلبة والطالبات: عدتم إلى مقاعد الدراسة، والعود أحمد إن شاء الله.. فكيف بدأتم هذا العام.. هل جددتم إخلاص النية لله في طلب العلم، وهل اتخذتم من الإجازة محطة للتقوية والترويح البريء، الذي يسهم في تقبلكم للمعلومة المفيدة، هل تحتاجون إلى من يذكركم أدب طلب العلم، وهل تمارسون الأدب مع معلميكم وزملائكم وهل تتذكرون يوم أن تسعود كل صباح إلى أماكن الدراسة قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة" وتستحضرون تقوى الله في طلبكم العلم والله يقول: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّه) [البقرة: الآية 282].

أخي الطالب أختي الطالبة ما نوع الزملاء والأصدقاء الذين تختارونهم لرفقتكم أثناء الدراسة وخارجها، هل هم من النوع الذي يعينكم على الخير، ويساهم في تذليل المصاعب ويشجع على الطموح؟ أم هم من النوع الذي يجركم إلى الوراء كلما حاولتم الصعود إلى الأمام، ويدعوكم إلى الرذيلة، ويسخر من الفضائل والمكارم.. ألا ففروا من المجذوم فراركم من الأسد.. واحرصوا على الجليس الصالح فهذا إن لم تبتع منه، أحذاك من رائحته الطيبة.. ويكفيك أنه محل وصية نبي الهدى والرحمة.. وأنت خبير بالفرق بين حامل المسك ونافخ الكير.. واختر لنفسك ما تشاء!!

أيها المعلمون والمرشدون وأيتها المعلمات والمرشدات.. وحين تتوافد عليكم هذه المجموع المتجددة من الطلبة والطالبات، فماذا أعددتم لهم وبم تستقبلونهم؟ كيف وما ستعلمونهم؟ إنهم أمانة في أعناقكم فقدروا الكلمة التي تقولونها وزنوا الحركة قبل أن تتحركوها. واعلموا أن الدارسين والدارسات يسمعون بأعينهم أكثر من سماعهم رآذانهم.. نعم إنها القدوة لا يكفي بها مجرد الكلام.. بل تحتاج إلى ممارسة الأفعال، والعلم ليس مجرد نصوص تحفظ.. ولكنها الممارسة والتطبيق العملي الذي يجعل من النصوص أشكالاً تتحرك، وأشخاصاً تترجمها إلى واقع عملي فتنساب في أذهان الدارسين والدارسات ويتيسر عليهم هضمها والاستفادة منها.

أيها المدرسون والمدرسات مهنتكم من أعز المهن، وقد قيل: كاد المعلم أن يكون رسولاً، فجملوها بالإخلاص، واحموها بالجد والمتابعة ومهما كان نوع رقابة البشر عليكم، فضعوا رقابة الله دائماً نصب أعينكم وتذكروا دائماً قوله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [قّ:18]. اعلموا أن الغرس الذي تغرسونه اليوم سيثمر غداً، ولا يكن شبح الامتحان همكم الوحيد، أو معوقاً لرسالتكم التربوية النبيلة، واستثمروا فرص النشاط اللامنهجية التي تبعث بها إداراتكم إليكم، وبأخلاقكم العالية ومعاملتكم الطيبة تصلوا إلى قلوب الطلاب قبل أن تصل كلماتكم إلى أسماعهم.

أيها المدراء الفضلاء: أنتم على رأس المسؤولين في مدارسكم فكونوا عند حسن الظن بكم، وما أجمل الرئيس يجمع بين الحزم والحلم، وبين الضبط الإداري والمرونة في التطبيق، شجعوا المدرس والطالب المجد، وخذوا بأيدي الكسالى وساهموا في صعودهم أعلى، وليكن أسوأ ما عندكم آخر سهم في جعبتكم، عالجوا الأخطاء بحكمة، وإياكم والتساهل بعلاج الأخطاء أو الانحرافات فور وقوعها.. حتى لا تتسع دائرتها، ويتعاظم خطرها، اجمعوا بين اليقظة والثقة، وليكن لكم جولات ولقاءات متتابعة، انصفوا المظلوم، وخذوا على أيدي الظالم.. وأشركوا البيت في مهمتكم، وتعاونوا ورجالات الحي في كل ما يحقق النجاح لرسالتكم، شكلوا من المدرسة أسرة صالحة بمعلميها وطلابها وإدارييها.. واجعلوا من تقوى الله، والإخلاص لله سنداً يمدكم الله بعونه، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، ويجعل الله من أمره يسراً.

ومثل ذلك يقال للمديرات الفاضلات.. وكل بحسبه.

معاشر الأولياء: أنتم شركاء للمدرسة في مسؤوليتها.. ولا ينتهي دوركم عند تأمين اللوازم المدرسية للطلبة والطالبات.. وإيقاظهم في الصباح ولا ينبغي أن يكون آخر عهدكم بالمدرسة تسجيلهم فيها.. لا بد من متابعة الأبناء والبنات والسؤال عن حالهم وزيارة المدرسة بين الفينة والأخرى للسؤال عن الأبناء والمساهمة في رأي أو اقتراح مفيد لعموم الدارسين.

معاشر الأولياء: كم هو مؤلم أن تجحد عناية من الأسرة لجانب من جوانب الطلبة، وترى إهمالاً في جوانب آخرى.. وقولوا لي: بربكم هل أدى الأمانة من حرصه على استيقاظ ابنه للدراسة مقدم على حرصه على الصلاة.. وتحسره على فوته الدراسة أشد من تحسره على فوت وقت الصلاة.. إنها مماراسات خاطئة يحس الطلبة والطالبات فيها بنوع من التناقض بين ما درسوه في المدرسة وما يجدونه في المنزل.. فعظموا أمر الله – معاشر الأولياء – في نفوس الناشئة، ومروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع.. وإياكم وإشغالهم بمشاهد يطول سهرهم عليها فيأتون للمدارس وما بهم قدرة على التركيز والتحصيل وإن كانت هذه المشاهد محرمة فالأمر أدهى وأمر.

معاشر الأولياء: تشكو المدارس من ضعف قوامة بعض البيوت على أبنائهم وبناتهم. وتلك مصيبة دواء عضال ولا سيما إذا كان منشأه قلة الاهتمام والانشغال بأمور الدنيا.. وكل ذلك له آثاره على ضعف الطلبة والطالبات دراسياً.. وانحرافهم – لا قدرة الله – خلقياً فتنبهوا لذلك معاشر الأولياء، وتذكروا دائماً قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم:6].

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين خلق فسوى وقدر فهدى وأخرج المرعى فجعله غثاء أحوى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، بيده مقاليد السموات والأرض، وهو وحده الممسك لهما أن تزولا.. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ترك الناس على المحجة البيضاء.. فتفرقت ببعضهم السبل – لضعف في الثبات على طريق الهدى.. أو لغلبة الهوى – الموفق من عصمه الله من الفتن.. وسار على طريق محمد ومن بسنته اقتفى.. اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.

أيها المسلمون: المباني الدراسية ذات شأن في العملية التعليمية، فتهيئة المكان المناسب، وتوفير وسائل التبريد والتدفئة – ووجود ساحات ينطلق فيها الطلاب يروحون عن أنفسهم، وتوفر المعامل اللازمة لتدريب الطلبة، ووجود مكتبة عامرة يأوي إليها الطلاب والطالبات وينهلون من علومها، ويستعيرون منها مالاً يسعفهم وقت المدرسة بقراءته.. إلى غير ذلك من أمور تسهم في مسيرة العملية التعليمية بحيوية وراحة ونشاط.

أما المناهج الدراسية فهي والطالب المقصودة أساساً بالتعليم ولهما يوفر المعلمون والمعلمات، ومن أجلهما تنشأ المباني وتوفر المعامل.. وتنفق النفقات ولذا فحري بنا معاشر المدراء والمعلمين والأولياء والطلبة.. أن نوليها من العناية ما تستحق، وأن نهتم مع جهات الاختصاص دائماً في مزيد العناية بها وتطويرها للأفضل.

ومحور التطوير ينبغي أن يقوم على الأصول والثوابت وأن يبرز الهوية، ويصون القيم، وأن يقدر تأريخ الأمة في فترات عزها ويسعى لتحقيقه، ويسبر أغوار ضعف الأمة ويجنب الناشئة سلوكه كما ينبغي أن تقوم المناهج كذلك على استثمار وسائل التقنية الحديثة، وطرق التربية النافعة وأن تصل الطالب بماضيه ولا تفصله عن حاضره، وأن تبني هذه المناهج في الدارسين قوة العلم واليقين، والقدرة على تحدي ومنافسة الآخرين، بسلاح العلم والثقافة وأن تخرج أجيالاً قادرة على التفكير، مستعدة للعطاء، نافعة لنفسها وللمجتمع من حولها.

أجل إن المناهج الدراسية بإلزاميتها للجميع قادرة على رفع مستوى الأمة، إذا توفر لها مخططون مخلصون، يرون مواقع الضعف فيعالجونها.. ومواقع القوة الغائبة عن النشء فيعيدونها عبر المناهج بالوسائل المختلفة.

وإذا كان زماننا زمان صراع حضاري وعقائدي بين الأمم فإن من علائم إخلاص ووعي المعنيين بالمناهج.. اعتبار هذا التحدي والتركيز على المنطلقات العقدية والفكرية الصحيحة في بناء المناهج وصياغتها، وتوزيع التخصصات فيها، وحجم الساعات المقدرة لكل منها.

وعلينا -مدراء، ووكلاء ومعلمين، ومرشدين، وطلبة نابهين- أن نسهم بالرأي والمشورة، من خلال تجاربنا وتدريسنا أو إشرافنا أو اطلاعنا على هذه المواد، وبوركت الأمة المتناصحة فيما بينها، وبوركت الجهود المبذولة من هنا وهناك والقرار في النهاية لأولي الأمر و العلم والاختصاص كان الله في عونهم وسدد على طريق الخير خطاهم، وجنبهم الزلل وأقال عثرتهم، ونفع الأمة بجهودهم.

أيها المسلمون: بقيت همسة لطيفة، فقد تشتد ظروف الحياة على بعض الدارسين أو الدارسات.. وقد يشق عليهم توفير ما يستطيع نظراؤهم توفيره.. فهل يجد هؤلاء من المدرسة رعاية خاصة وبطريقة مناسبة، لا تجرح شعورا ولا تقلل قدراً.. لكنها تحسن وتبر وتتخذ من المدرسة جسراً للمحبة والوصال والنصحية. بل وما أجمل المدرسة تكون مصدر إشعاع لأهل الحي تعين الضعيف،وتقوم المنحرف، وتعلم الجاهل، وتبصر الأسرة المحتاجة لسلوك الطريق القويم.

إنها رسالة المدرسة التربوية المتكاملة، ينبغي أن يحس بها ويعمل لها العاملون المخلصون. والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً وما فتئ المسؤولون في التعليم يقولون: إن من الخسارة ألا يستفاد من المباني المدرسية إلا بضع ساعات، ومن هنا جاء تأكيدهم على افتتاح مراكز الأحياء، وافتتاح المراكز الرمضانية في المدارس.. فهل نستفيد من المدارس بأكبر حجم ممكن – اللهم اهدنا لليسرى.