الشكور
كلمة (شكور) في اللغة صيغة مبالغة من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...
العربية
المؤلف | صالح بن فوزان الفوزان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات |
إن الله -سبحانه- قد بيَّن أن العمل يكون صالحاً إذا توفر فيه شرطان: الشرط الأول: أن يكون هذا العمل صالحاً لوجه الله -تعالى-، ليس فيه شائبة شرك أو قصد لغير الله. والشرط الثاني: أن يكون العمل صواباً على سنّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وليس فيه بدعة، واتّباع لغير الرسول. وقد بيّن الله هذين الشرطين في...
الخطبة الأولى:
الحمد لله ربّ العالمين، خلق الموتَ والحياة ليبلُوَكم أيُّكم أحسنُ عملاً وهو العزيزُ الغفور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويُميت، وهو على كل شيء قدير.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله البشير النذير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلّم تسليماً.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، وأصلحوا أعمالكم يصلح الله عاقبتكم، ويعظّم مثوبتكم، قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا * أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا) [الكهف: 30- 31].
أيّ عاقل يؤمن بالله، ويسمع هذا الخبر الصادق لا يهتم بعمله، ويعتني بإصلاحه، ليحصل على هذا الوعد الكريم، من الرب الرحيم، الذي لا يخلف وعده، ولا يضيّع عبده، لكن متى يكون العمل صالحاً حتى يحوز صاحبه هذا الجزاء؟
إن الله -سبحانه- قد بيَّن أن العمل يكون صالحاً إذا توفر فيه شرطان:
الشرط الأول: أن يكون هذا العمل صالحاً لوجه الله -تعالى-، ليس فيه شائبة شرك أو قصد لغير الله.
والشرط الثاني: أن يكون العمل صواباً على سنّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وليس فيه بدعة، واتّباع لغير الرسول.
وقد بيّن الله هذين الشرطين في قوله تعالى: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 112].
فقوله تعالى: (أَسْلَمَ وَجْهَهُ) أي: أخلص عمله لله من الشرك.
وقوله: (وَهُوَ مُحْسِنٌ) أي: متّبعٌ للرسول بأن يكون هذا العمل مما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
وإذا توفر هذان الشرطان في العمل، كان هو العمل الأحسن الذي قال الله -تعالى- فيه: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) [الملك: 2].
قال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: (أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) "أخلصه وأصوبه، قيل: وما أخلصه وأصوبه؟ قال: أن يكون خالصاً لوجه الله، صواباً على سنّة رسول الله".
وكما أن الله بيّن هذين الشرطين في كتابه الكريم، فقد بيّنهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سنته المطهرة، بيّن الشرط الأول في قوله: "إنما الأعمال بالنِّيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى".
وبيّن الشرط الثاني بقوله: "مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ".
فهذان الحديثان يُكوِّنان أصلاً عظيماً من أصول الإسلام؛ الحديث الأول: ميزان للأعمال في باطنها، والحديث الثاني: ميزان للأعمال في ظاهرها، ففيهما الإخلاص للمعبود، والمتابعة للرسول.
وهذان شرط لصحة كل قول وعمل ظاهر وباطن، فمَن أخلص أعماله لله متبعاً في ذلك رسول الله فهذا الذي عمله مقبول، ومَن أخلّ بهذين الشرطين أو أحدهما فعمله مردود، ومهما أتعب نفسه لم يزده ذلك إلا بُعداً من الله، قال الله -تعالى- في هذا العمل: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا) [الفرقان: 23].
والنية معناها: قصد العمل تقرّباً إلى الله -تعالى-، وطلباً لمرضاته وثوابه، ويدخل في ذلك نيّة العمل، ونيّة المعمول له.
أما نية العمل؛ فلا تصحّ العبادة بأنواعها إلا بقصدها قصداً يميّز العبادة من العادة.
وأما نية المعمول له فمعناها: إخلاص العمل لله في كل ما يقول ويفعل، قال الله -تعالى-: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [الكهف: 110].
وقال تعالى: (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) [الزمر: 2- 3].
فمَن عمل عملاً من الأعمال التي يتقرّب بها إلى الله لا يريد به وجه الله، وإنما يريد به الرياء والسمعة، أو يريد به مطمعاً من مطامع الدنيا، فعمله حابط وهو معذب، وليس بمأجور، قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [هود: 15 - 16].
إن النيّة الصالحة، تبلغ الإنسان ما لم يبلغه عمله، فمَن نوى عملاً صالحاً، وشرع فيه، ولم يستطع تكميله كمّل الله له ثوابه وأجره، قال تعالى: (وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [النساء: 100].
وإن نوى العمل الصالح، ولم يستطع أداءه لعارض حال بينه وبينه، كتب الله له أجر ذلك العمل، كما في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً".
وفي الحديث الآخر: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه في إحدى الغزوات: "إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً، ولا قطعتم وادياً، إلا كانوا معكم حبسهم العذر".
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: "إلاَّ كانوا معكم" أي: في نيَّاتهم وقلوبهم، فلهم من الأجر مثل ما لإخوانهم الذين خرجوا في الغزو.
وفي الحديث الآخر: أن العبد إذا همَّ بالحسنة، فلم يعملها لعارض منعه، كتبت له حسنة كاملة.
والعبد يعامل بحسب نيّته، حتى في تعامله مع الناس، كما روى البخاري مرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "مَن أخذ أموال الناس يريد أداءها أدَّى الله عنه، ومَن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله".
فجعل النيَّة الصالحة، سبباً للرزق، وقضاء الدين، والنيَّة السيئة، سبباً للتلف والإتلاف.
وقد ذكر الله قصة أصحاب الجنة، وما عوقبوا به، بسبب نيتهم السيئة، فقال تعالى: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ * فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ * فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ) [القلم: 17 - 24].
وذلك أنه كان بأرض اليمن بستان لرجل فيه زروع ونخيل، كان يجعل للمساكين حظّاً منه عند الحصاد والصِّرام. فلما مات وصار البستان إلى أولاده قالوا: المال قليل والعيال كثير، ولا يسعنا أن نفعل كما كان أبونا يفعل، وعزموا على حرمان المساكين، فحرمهم الله منها بأن سلّط عليها ناراً أحرقتها، وذلك بسبب نيتهم السيئة، فقد تلفت بالليل قبل أن ينفذوا ما عزموا عليه في الصباح عقوبة لهم.
وكما أن مَن أخلّ بالإخلاص في العمل يُعاقب، ويُردّ عليه عمله، فكذلك مَن أخلّ بالمتابعة للرسول -صلى الله عليه وسلم- فعمل عملاً لم يشرِّعه الرسول، فإنه يعاقب بردّ عمله عليه، وحرمانه من الثواب، واستحقاقه للعقاب، لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".
أو "مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
فإنه يدل على أن كل بدعة أُحدثت في الدين ليس لها دليل من الكتاب والسنّة، فهي مردودة على صاحبها، سواء كانت من البدع القولية في الاعتقاد، كبدعة الخوارج والجهمية والمعتزلة والأشاعرة، وكبِدَع الأذكار الصوفية.
أو كانت من البِدَع العمليّة، كالتعبد لله بما لم يشرعه من العبادات المحدثة، كبدعة الاحتفال بالمولد النبوي، وغيره من المناسبات.
وكبِدَع القبوريين التي يفعلونها عند القبور، ومنها ما يصل إلى حد الشرك، ومنها ما هو وسيلة إلى الشرك.
قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-: "والأعمال قسمان:
عبادات، ومعاملات.
فأما العبادات، فما كان منها خارجاً عن حكم الله ورسوله بالكليّة، فهو مردود على عامله، وعامله يدخل تحت قوله تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ) [الشورى: 21].
فمن تقرَّب إلى الله بعمل لم يجعله الله ولا رسوله قربة إلى الله، فعمله باطل مردود عليه، وهو شبيه بحال الذين كانت صلاتهم عند البيت مُكاءً وتَصْدِية.
قال: وأما المعاملات، كالعقود والفسوخ، ونحوهما، فما كان منها مغيّراً الأوضاع الشرعية، كجعل حدّ الزنا عقوبة مالية، وما أشبه ذلك، فإنه مردود من أصله؛ لأن هذا غير معهود في حكم الإسلام، ويدل على ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للذي سأله: "إن ابني كان عسيفاً على فلان –أي: أجيراً عنده- فزنى بامرأته، فافتديت منه بمائة شاة وخادم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "المائة الشاة والخادم رَدٌّ عليك، وعلى ابنك مائة جلدة، وتغريب عام".
أيها المسلمون: بادروا بالأعمال، ما دمتم في زمن الإمهال، فإن الفرص لا تدوم، وصحِّحوا أعمالكم، وسدِّدوا مقالكم، بالاستقامة على الكتاب والسنّة.
أخلصوها من الشركيات، ومن الرياء والسمعة والمقاصد السيئة، وابنوها على الاتباع، واحذروا من الابتداع، واعلموا أن الناقد بصير، وأن الله بما تعملون خبير.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)[التوبة: 105].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ...
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وعد السائلين أن يُجيبهم، ووعد العاملين أن يثيبهم.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، كان أسرع الناس إلى فعل الخيرات، وأسبقهم إلى الطاعات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي المناقب والكرامات، وسلّم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، يقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) [محمد: 33].
أي: امتثلوا ما أمركم الله به، وما أمركم به رسوله، من فعل الطاعات، وترك المحرمات، ولا تبطلوا حسناتكم بالمعاصي، فهذا نهي عن كل سبب يوصل إلى بطلان الأعمال الصالحة، فإن الإنسان قد يعمل أعمالاً صالحة تتوفر فيها أسباب الصحة التي سبق بيانها، لكنه يسلّط عليها ما يبطلها من أقوال وأعمال سيئة.
فالصدقة يبطلها المنّ والأذى، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى) [محمد: 33].
والكلام المحرم، قد يبطل العمل، فقد يتكلم الإنسان بكلمة سيئة تحبط عمله، كما في الحديث الذي رواه مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أن رجلاً قال: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله -عزّ وجلّ-: مَن ذا الذي يتألى -أي يحلف- عليّ أن لا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت له وأحبطت عملك" قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته".
وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الرجل ليتكلّم بالكلمة ما يتبيّن فيها، يزلّ بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب".
والكلام المحرم، يدخل فيه الشرك، والقول على الله بلا علم، وشهادة الزور والسحر والقذف والكذب والغيبة والنميمة، وكلها آفات خطيرة قد تهلك الحسنات؛ لأن مظالم العباد يقتصّ لها يوم القيامة من أعمال الظالم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن كانت عنده مَظْلَمةٌ لأخيه من عرضه أو من شيء، فلْيتَحَلَّلْه منه اليومَ قبل أن لا يكون دينارٌ ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخِذَ منه بقدر مَظْلَمتِه، وإن لم يكن له حسناتٌ أخذ من سيئات صاحبة فحمل عليه" [رواه البخاري].
والحسد من أعظم الآفات التي تقضي على الأعمال الصالحة، فقد روى أبو داود عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، أو قال: العشب".
فحافظوا -أيها المسلمون- على أعمالكم مما يفسدها من الأفعال والأقوال السيئة، أو يحول نفعها إلى غيركم ويحرمكم منها من أصحاب المظالم الذين تتعدّون عليهم في أموالهم ودمائهم وأعراضهم. فإنهم لا بدّ أن يقتصّوا يوم القيامة من حسناتكم إذا لم تؤدّوا إليهم حقوقهم في الدنيا، أو تستحلّوهم منها.
فحافظوا على أعمالكم أكثر مما تحافظون على أموالكم من الضياع والسرقة.
واتقوا الله في أنفسكم، وقدّروا العواقب، وتفكروا في المصير.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله | إلخ |