العزيز
كلمة (عزيز) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وهو من العزّة،...
العربية
المؤلف | عبد الله بن محمد الطيار |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الصيام |
جاءكم شهر رمضان؛ أعظم الشهور وأكرمها، وسيد الشهور وأحسنها. تهب فيه نسائم العتق والرحمة، وتستيقظ فيه قلوب الغافلين من الإعراض والغفلة، ويزداد الناس فيه شوقاً إلى طلب الجنة.. هو شهر عظَّمه الله، وأعلى قدره، وأعطى فيه ما لم يعط في شهر غيره. من صامه وقامه إيماناً بموعود الله، واحتساباً لما عند الله من الأجر، غُفر له ما تقدم من ذنبه.. شهر اختصه الله -تعالى- بالجزاء فيه بنفسه...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي بلغنا رمضان، ويسر لنا فيه الصيام والقيام وتلاوة القرآن، الحمد لله الذي امتن علينا بالعفو والعافية في النفس والأهل والولدان. أحمده تعالى حمدا كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ويرضى، وهو الكريم المنان.
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أكرم أمة الإسلام بخير الشهور وأفضلها، وأعطى فيه المسلمين أعالي الأجور وأثمنها، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، كان يستقبل رمضان وهو فرح مسرور، لعلمه بما فيه من عظيم الفضل وجزيل الثواب والأجور، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر: الآية 18].
عباد الله: جاءكم شهر رمضان؛ أعظم الشهور وأكرمها، وسيد الشهور وأحسنها. تهب فيه نسائم العتق والرحمة، وتستيقظ فيه قلوب الغافلين من الإعراض والغفلة، ويزداد الناس فيه شوقاً إلى طلب الجنة. (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة:185].
* هو شهر عظَّمه الله، وأعلى قدره، وأعطى فيه ما لم يعط في شهر غيره. من صامه وقامه إيماناً بموعود الله، واحتساباً لما عند الله من الأجر، غُفر له ما تقدم من ذنبه، قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، وقال: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، وقال: "وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (متفق عليه).
* شهر اختصه الله -تعالى- بالجزاء فيه بنفسه، قال -صلى الله عليه وسلم-: قال الله: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ" (رواه البخاري).
* شهر تُفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، ويصفد فيه مردة الشياطين والجان، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ" (متفق عليه).
وهو شهر العتق من النيران، قال -صلى الله عليه وسلم-: "وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة" (رواه الترمذي)، ومن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز.
وهو شهر الصبر، لأن فيه حبس النفس عن شهواتها وملذاتها ومحبوباتها لله -جل وعلا-، وجزاء الصبر الجنة، قال -تعالى-: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد: 23، 24].
* وهو شهر الجود والإحسان؛ لأن فيه إخراجَ الزكاة، وتفطيرَ الصائمين، والصدقةَ على المحتاجين، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِنَّ جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- كَانَ يَلْقَاهُ، فِي كُلِّ سَنَةٍ، فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ" (رواه البخاري ومسلم).
* وهو شهر تكفير الذنوب والسيئات، قال -صلى الله عليه وسلم-: "..ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" (رواه مسلم).
* وهو شهر الدعاء، والدعاء من أجلِّ العبادات وأحبها إلى الله، ودعاء الصائم مستجاب، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم" (رواه أحمد).
فضَّله الله -جل وعلا- بليلة هي خير من ألف شهر. قال -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [القدر: 3]، العمل الصالح فيها خيرٌ من العمل في ألف شهر، والمحروم من حُرم خيرها. فطوبى يا عباد الله لمن أجاب فيه ربه وأصاب، وويل لمن ردَّ النعمة وطُرد عن الباب.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ارتقى المنبر فقال: "آمين، آمين، آمين" فقيل: يا رسول الله ما كنت تصنع هذا؟ فقال: "قال لي جبريل: رغم أنف عبد دخل عليه رمضان فلم يغفر له فقلت: آمين، ثم قال رغم أنف عبد ذكرتَ عنده فلم يصل عليك فقلت: آمين، ثم قال رغم أنفُ عبدٍ أدرك والديه أو أحدَهما فلم يدخل الجنة فقلت: آمين" (رواه ابن خزيمة، وابن حبان، والبيهقي في الكبرى، والطبراني، وقال الألباني: حسن صحيح).
عباد الله: اعلموا أن الصيام في رمضان خاصة له فوائد كثيرة وعظيمة، ومن ذلك:
أولاً: كسر النفس وإذلالها، فإن شِبَعها وريَّها ومباشرتَها لشهواتها تحملها على الأشر والبطر والغفلة والكبر، والتقصير في الطاعة.
ثانياً: أنه يضيق مجاري الدم عند العبد والتي هي مجاري الشيطان، فتسكن تلك الوساوس وتنكسر ثورة الشهوة والغضب، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ" (رواه البخاري).
ثالثاً: تخليةُ القلبِ للفكر والذكرِ وتدبرِ آيات القرآن، وهي من أجمل اللحظات التي يمر بها العبد وينال بها مرضات الربِّ جل وعلا.
رابعاً: معرفة الغني بقدر نعمة الله عليه عندما يُمنع من نيل الشهوات التي كان يملكها وتحصل له المشقة، فيوجب له ذلك شكرَ الله، ورحمةَ إخوانه الفقراء والمساكين.
عباد الله: من أراد أن يفتح الله له أبواب الخير ونيلَ الرحمة والمغفرة والعتق من النار فعليه أن يستقبل الشهر بما يأتي:
أولاً: أن يُقبل على التوبة بصدق، وإخلاص، وندم، وعزم على عدم العودة لما كان عليه من الذنوب والمعاصي، وأن ينيب إلى ربه وأن يجاهد نفسه؛ حتى يتعرض لنفحات الله ورحماته, ألم يقل الله جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [التحريم: الآية 8].
ثانياً: أن يتحلل العبد من جميع المظالم وخاصة فيما بينه وبين العباد؛ بأن يطلب ممن ظلمهم المسامحة والصفح والعفو، فإن فعلوا فالحمد لله، وإلا فعليه أن يرد تلك المظالم إلى أصحابها, لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ مِنْ أَخِيهِ، مِنْ عِرْضِهِ أَوْ مَالِهِ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ حِينَ لَا يَكُونُ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، وَإِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ، أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ، أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَجُعِلَتْ عَلَيْهِ" (رواه أحمد).
ثالثاً: أن يعالج العبد قلبه من أمراض الغل والحقد والحسد والكبر، وأن يصفيه من علائق الدنيا وشهواتها وملذاتها، وأن يقبل على عبادة ربه، وأن يحرص على بذل الخير للناس, فقد سئل -صلى الله عليه وسلم-: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "كُلّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ". قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ. فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: "هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ. لاَ إِثْمَ فِيهِ وَلاَ بَغْيَ وَلاَ غِلَّ وَلاَ حَسَدَ" (رواه ابن ماجه).
رابعاً: أن يقبل بحب وإخلاص وجد واجتهاد على العبادات التي أمر بها, وأن يحرص على مجاهدة نفسه في ذلك، وليكن على يقين بأن ما يقدمه اليوم سوف يجده غدا عند لقاء ربه، قال -صلى الله عليه وسلم-: "وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ" (رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: الآيات 183 ، 184].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا أيها المؤمنون والمؤمنات اتقوا الله -تعالى-، واعلموا أن شهر رمضان نعمة عظيمة، وفرصة جليلة للإقبال على العبادة والتعرض لنفحات الله -تعالى-، ونيل الرحمة، والعتق من النار.
فكم من نفس عاشت معنا رمضان الماضي كانت تصوم وتقوم وتتصدق وتزكي، وهي الآن مرتهنة بأعمالها تحت الثرى، ومن عاش اليوم لا يدري ما يطرأ له غدًا، فبادروا باستغلال تلك الغنيمة العظيمة كي تفوزوا وتفلحوا. وعليكم بضبط الوقت، ووضع البرنامج المناسب لحفظ هذا الشهر، ونيل الأجر العظيم.
ومما يتأكد أن يفعله المسلم أيضاً في هذا الشهر غير ما ذكرنا ما يلي:
1- المحافظة على الصلوات المفروضة في جماعة المسلمين، والحرص على صلاة التراويح، وخاصة في المساجد التي يُختم فيها القرآن كاملاً.
2- الإقبال على قراءة القرآن وتلاوته وتدبره وحفظه, وإن استطاع ختم القرآن في هذا الشهر مرة أو مرتين أو أكثر من ذلك فهو خير له عند ربه.
3- الحرص على إخراج الزكاة لمستحقيها في بداية هذا الشهر، لسد حاجة الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات من المسلمين.
4- الإكثار من الصدقة، فكم فرجت من همٍّ، ونفست من كربٍ، ورفعت من بلاءٍ، وكذا الحرص على تفطير الصائمين، فمن فطر صائماً فله مثل أجره لا ينقص من أجر الصائم شيئاً.
5- الحرص على صلاة القيام في الثلث الأخير من الليل من بداية رمضان، وفي العشر الأواخر منه، فهو وقت تنزل الرب -جل وعلا-، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ شَطْرُهُ، نَزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ"، فلا تحرموا أنفسكم من هذا الوقت المبارك عسى أن تنالوا سؤلكم وتحصلوا على جائزة ربكم بدخول الجنة.
6- الإكثار من ذكر الله فهو الحصن الحصين للعبد من شياطين الإنس والجان، ولما يترتب عليه من الأجر والثواب العظيم.
7- الإكثار من الدعاء وخاصة عند الإفطار، فدعوة الصائم لا ترد، وليكن ذلك أمام الأبناء ليتعودوا على ذلك، وتتعلق قلوبهم بربهم جل وعلا.
8- أن يقوم الآباء بتدريب أولادهم على التصدق وإفطار الصائمين، وإعلامهم بأن ما يقدمونه هو من فضل الله -تعالى-، وأن ثمرته يجدها المسلم في العاجل والآجل .
9- الحرص على تربية الأولاد التربية الصالحة، وإبعادهم عن الصحبة السيئة، فهم ثمرة الفؤاد وقرة العين، وحبذا لو تم عمل برنامج عملي لهم ينتفعون من خلاله بأوقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع والخير، كالاجتماع على ختم القرآن، واصطحابهم إلى بيوت الله لأداء صلاة التراويح.
10- الحرص على أداء العمرة في هذا الشهر، فهي تعدل حجة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.
11- البعد عن الغيبة والنميمة، والكذب، والقيل والقال، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "الصيام جُنّة فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إنيّ صائم" (رواه البخاري)، وقال أيضاً: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" (رواه البخاري).
فحري بنا معاشر المسلمين أن نعرف لهذا الشهر حقه, وأن نقدره حق قدره، وأن نغتنم أيامه ولياليه، عسى ربنا أن يغفر لنا فيه ذنوبنا، وأن نفوز بجنته ورضوانه، فننال السعادة في الدنيا والآخرة.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56].