الحليم
كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...
العربية
المؤلف | مراد كرامة سعيد باخريصة |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | السيرة النبوية - الحج |
أما تعلقه بربه في الزهد عن الدنيا والإقبال على الآخرة فحدِّث ولا حرج؛ إذ كان -صلى الله عليه وسلم- أزهد الناس حجّ على رحل رثّ وقطيفة لا تساوي أربعة دراهم، وعندما لبَّى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتلبية قال بعدها: "لبيك إن العيش عيش الآخرة"، وفي رواية "إنما الخير خير الآخرة". وكان له -صلى الله عليه وسلم- ناقة واحدة فقط في حجته عليها زاده ومتاعه ولم يكن له ناقة خاصة فيها الزاد والمتاع، بل وفوق هذا كله أردف معه على راحلته أسامة بن زيد والفضل بن العباس -رضي الله عنهما-، وهذا قمة التواضع والزهد.
الخطبة الأولى:
إن الحج فريضة شرعية ومناسبة عمرية يُنفق فيه الحاج ماله، ويترك عياله، ويبذل جهده وينتقل من بلده إلى بلد آخر لا يعرف ظروفه ولم يألفه، وأجواء لم يتعايش معها، ويتكبد في ذلك مشاق السفر ومتاعب الترحل، وهموم النزول والتنقل في مواقف مزدحمة في الزمان والمكان.
(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) [الحج: 27- 28].
نريد في هذه الخطبة أن نتحدث عن أحوال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحج نأخذ فيها أحواله مع ربه وأحواله مع أهله في حجته الشهيرة الوداعية التي سميت بحجة الوداع.
أما أحواله مع ربه فقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- في حجه عظيم الصلة بربه قوي الارتباط به كثير العبودية له مكثراً من الانكسار والتذلل والخضوع بين يديه سبحانه.
لقد امتثل نبينا -صلى الله عليه وسلم- في حجه على تحقيق قول الله -سبحانه وتعالى- (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)، فكان مخلصاً لله في كل شيء موحداً له وحده في كل عبادة.
ففي التلبية كان يفرد الله وحده بالتوحيد والإخلاص فيقول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك"، ثم قال -صلى الله عليه وسلم- متمماً للتوحيد والإخلاص ومذكراً به "اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة، وقرأ -صلى الله عليه وسلم- في ركعتي الطواف بسورتي الإخلاص والكافرون تحقيقاً للتوحيد وامتثالاً له.
ومن أجلّ مظاهر التوحيد والإخلاص التي حققها -صلى الله عليه وسلم- في حجته دعاؤه يوم عرفة بالتوحيد فكان يقول: "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
وكان -صلى الله عليه وسلم- في حجه معظّماً لشعائر ربه مجلاً لها حافظاً لحرماتها مقتدياً بأمر الله الذي قال في سورة الحج (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج: 32]، ويقول في نفس السورة: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) [الحج: 30].
لقد اغتسل النبي -صلى الله عليه وسلم- ولبّد رأسه عند إحرامه تعظيماً لربه وتفخيماً وتوقيراً لشعائره، وتطيب بعد الغسل بأطيب طيب، تقول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: "كنت أطيّب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يحرم بأطيب طيب حتى أجد وميص الطيب في رأسه ولحيته".
وساق النبي -صلى الله عليه وسلم- معه البدن هدياً من ذي الحليفة وهي من شعائر الله تحقيقاً لقول الله: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ) [الحج: 36]، ووضع القلائد على بعضها بيده الشريفة -صلى الله عليه وسلم-.
ومن تعظيمه -صلى الله عليه وسلم- لشعائر ربه في الحج عندما وصل -بأبي هو وأمي، صلى الله عليه وسلم- عند الحجر الأسود التزمه وقبّله وبكى حتى قال عمر -رضي الله عنه-: "رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحجر الأسود حفياً"، أي: معظّماً ويقول جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- واصفاً حجة النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فبدأ -صلى الله عليه وسلم- بالحجر فاستلمه وفاضت عيناه بالبكاء".
ثم صلى -صلى الله عليه وسلم- خلف المقام تعظيماً لله والتزاماً لقول الله: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) [الحج: 25]، ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ قول الله (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ) [البقرة: 158].
ومن تعظيمه -صلى الله عليه وسلم- لشعائر ربه أنه كان يُذكر الناس بتعظيم شعائر الله فكان يقول لهم: "إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القُر"، أي يوم الحادي عشر، وقال لهم أكثر من مرة: "إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا".
ومن مظاهر التوحيد والتعظيم لله في حجته -صلى الله عليه وسلم- إظهاره للبراءة من المشركين وتعمد مخالفتهم فكان -صلى الله عليه وسلم- يقول: "هدينا مخالف هديهم"، وقال في خطبته: "ألا كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي هذه، ودماء الجاهلية موضوعة، وربا الجاهلية موضوع".
وأفاض -صلى الله عليه وسلم- من عرفة بعد مغيب الشمس ومن مزدلفة قبل طلوعها مخالفاً لهدي المشركين الذين كانوا يفيضون من عرفة قبل المغيب ومن مزدلفة بعد الشروق.
وأمر مناديه أن ينادي في الناس ألا يطوف بالبيت عريان؛ لأن المشركين كانوا يطوفون عراة، وخالف -صلى الله عليه وسلم- في حجه كثيراً من الأشياء التي كان أهل الشرك يمارسونها، يقول ابن القيم -رحمه الله-: "الشريعة قد استقرت ولا سيما في المناسك على قصد مخالفة المشركين".
ومن أحواله -صلى الله عليه وسلم- في حجته مع ربه: أنه كان كثير التضرع لله كثير الدعاء له والمناجاة بين يديه.
دعا ربه في الطواف، ودعاه عند الوقوف على الصفا والمروة، وأطال في الدعاء والابتهال في يوم عرفة وهو على ناقته يرفع يديه إلى صدره، ويدعو الله حتى غربت الشمس.
وفي مزدلفة أطال -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء والتضرع من بعد صلاة الفجر إلى قبل طلوع الشمس، واستقبل -صلى الله عليه وسلم- القبلة بعد رمى الجمرتين الأوليين، ووقف طويلاً يرفع يديه، ودعا الله بقدر سورة البقرة.
(فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 200- 201].
ومن تحقيقه للتوحيد لربه والتعظيم له في حجته أنه كان -صلى الله عليه وسلم- يغضب ويشتد غضبه إذا انتُهكت حدود الله أو عُطلت أوامره؛ وذلك عندما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- من لم يسق الهدي أن يحلوا إحرامهم، ويجعلوا حَجتهم عمرة، فتأخر القوم عن ذلك ظناً منهم أنه لم يعزم عليهم حتى قال بعضهم معبراً عن عدم رغبته في الحل من الإحرام "نأتي عرفة تقطر مذاكيرنا المني"، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- مغضباً لله ودخل على عائشة وهو مغضب فقالت: "من أغضبك يا رسول الله أدخله الله النار؟ قال: أو ما شعرت أني أمرت الناس بأمرٍ فإذا هم يترددون ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي".
ومن تعلقه -صلى الله عليه وسلم- بربه في حجته استكثاره من الخير والتزود من الطاعات والازدياد في القربات والتسابق إلى الخيرات استجابة لأمر الله الذي قال (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) [البقرة: 197].
لقد أهدى النبي -صلى الله عليه وسلم- مائة بدنة مع أنه كان يكفيه في الهدي غنمة واحدة أو سُبع بدنة أو سبع بقرة، ولكنه أهدى مائة بدنة، وجمع بين الهدي والأضحية مع أن الهدي يجزئ الحاج عن الأضحية، وتأخر -صلى الله عليه وسلم- في الإفاضة من مزدلفة إلى قبل طلوع الشمس مع أنه كان يسعه الإفاضة قبل.
أما تعلقه بربه في الزهد عن الدنيا والإقبال على الآخرة فحدِّث ولا حرج؛ إذ كان -صلى الله عليه وسلم- أزهد الناس حجّ على رحل رثّ وقطيفة لا تساوي أربعة دراهم، وعندما لبَّى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتلبية قال بعدها: "لبيك إن العيش عيش الآخرة"، وفي رواية "إنما الخير خير الآخرة".
وكان له -صلى الله عليه وسلم- ناقة واحدة فقط في حجته عليها زاده ومتاعه ولم يكن له ناقة خاصة فيها الزاد والمتاع، بل وفوق هذا كله أردف معه على راحلته أسامة بن زيد والفضل بن العباس -رضي الله عنهما-، وهذا قمة التواضع والزهد.
ولم يتميز -صلى الله عليه وسلم- عن الناس في الموسم بشيء حتى بدنه نحر منها سبعاً بيده الشريفة وأمر -صلى الله عليه وسلم- علياً أنه يُقسم بدنه كلها لحومها وجلودها وجلالها في المساكين، وعمد -صلى الله عليه وسلم- يوم النحر إلى قطعة من الغنم فقسمها.
ومن زهده في الدنيا وإقباله على الآخرة: أنه كان يقول للناس: "أيها الناس! خذوا عني مناسككم؛ فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا".
هذا هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذه نُتَف يسيرة من أحواله في حجته مع ربه (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا).
قلت ما سمعتم وأستغفر الله ..
الخطبة الثانية:
لقد أخذ -صلى الله عليه وسلم- معه في حجته أهله وجميع نسائه، فهيا بنا نطوف على أحواله -صلى الله عليه وسلم- مع أهله في الحج بعد أن أخذنا في الخطبة الأولى أحواله مع ربه نأخذ في هذه الخطبة أحواله مع أهله لأن كثيراً من الحجاج يأخذ معه بعض محارمه وأهله، وشتان شتان بين تعامله -صلى الله عليه وسلم- مع أهله وبين تعاملنا مع أهلنا.
لقد اهتم -صلى الله عليه وسلم- منذ البداية بتعليم أهله مناسك الحج وأحكامه تقول أم سلمة -رضي الله عنها-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "أهلّوا آل محمد بعمرة في حج"، وقال لعائشة لما حاضت: "افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت"، وكان -صلى الله عليه وسلم- يحاورهم ويتحبب إليهم ويجيبهم عن أسئلتهم لتصح عبادتهم وتصفوا قربتهم.
وأخذ معه -صلى الله عليه وسلم- ضعفاء أهله والمرضى منهم حتى أنه -صلى الله عليه وسلم- دخل على ابنة عمه ضباعة بنت الزبير وهي عليلة، فقال لها: "ما يمنعك يا عمتاه من الحج"، فقالت: "أنا امرأة سقيمة، وأنا أخاف الحبس، قال: فاحرمي واشترطي أن محلك حيث حبستي".
ومر -صلى الله عليه وسلم- على أبناء عمومته وهم ينزعون الماء من بئر زمزم ويسقون الناس، فقال لهم: "انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم".
واستعملهم النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض أموره، واستنابهم في القيام ببعض الأشياء نيابة عنه تشجيعاً لهم على الخير والتزود من الطاعات.
كما حرص -صلى الله عليه وسلم- على وقايتهم من الفتن وإبعادهم عن اللغو والرفث والفسوق في الحج، ومن شواهد ذلك أنه -صلى الله عليه وسلم- ليَ عنق الفضل بن العباس حينما راءه ينظر إلى الفتاة الخثعمية، فقال العباس: يا رسول الله لِمَ لويت عنق ابن عمك؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "رأيت شاباً وشابة فلم آمن الشيطان عليهما".
ومنها إسداله -صلى الله عليه وسلم- لنسائه بحضرته للجلابيب على وجوههن إذا حاذين الرجال، فإذا جاوزوهم كشفن، وأمر -صلى الله عليه وسلم- نساءه أن لا يخالطن الرجال في الطواف، وقال لزوجته أم سلمة: "طوفي من وراء الناس وأنت راكبة"، وكانت عائشة -رضي الله عنها- تطوف في ناحية من الرجال منعزلة عنهم لا تختلط بهم، فقالت لها امرأة: "انطلقي نستلم يا أم المؤمنين؟، فقالت لها: عنكِ وأبت" فكن يخرجن متنكرات بالليل فيطفن.
بل رأت عائشة -رضي الله عنها- مولاة لها طافت بالبيت سبعاً، واستلمت الركن مرتين أو ثلاثاً، فقالت لها: "لا آجرك الله تدافعين الرجال"، وكانت تقول للنساء: "يا معشر النساء ليس عليكن رمل بالبيت ولا بين الصفا والمروة".
وأمر -صلى الله عليه وسلم- زوجاته بلزوم بيوتهن بعد حجتهن معه.
وفي نفس الوقت كان -صلى الله عليه وسلم- رحيماً بهم مشفقاً عليهم، يقول الفضل بن العباس أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ضعفة بني هاشم أن ينفروا من جمع بليل وأذن لعمه العباس أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته.
وكان يواسيهم ويتلطف معهم ويتودد لهم، ومن ذلك أنه -صلى الله عليه وسلم- دخل على عائشة فوجدها تبكي؛ لأنها مُنعت من العمرة المفردة بسبب الحيض، فأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- يواسيها ويطيب خاطرها، ويقول لها: "ما يبكيك يا هنتاه لا يضرك، أنت من بنات آدم كتب الله عليك ما كتب عليهن"، ثم بعث بها مع أخيها عبد الرحمن إلى التنعيم فاعتمرت بعد الحج تعويضاً لها.
يقول جابر -رضي الله عنه- عن حال النبي -صلى الله عليه وسلم- مع زوجته عائشة "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلاً سهلاً إذا هويت الشيء تابعها عليه".
فكم تجد من الحجاج اليوم من هو فظ مع أهله، شديد عليهم، عابس في وجوههم، ليس بينه وبينهم حوار ولا تلطف، وإنما غلظة وفظاظة، فصلى الله عليك يا رسول الله يا خير من صلى وصام وحج وقام وطبت حياً وميتاً.
هذه إضاءات مشرقة من حجة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتعامله في حجه مع ربه ومع أهله، وبقي جانب مهم جداً وهو الحديث عن أحوال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحج مع أمته، نتركه إن شاء الله لفرصة قادمة بإذن الله إن كان في أعمارنا بقية لأن الحديث عن هذا الجانب مهم ويطول.
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الأعراف : 157] -صلى الله عليه وسلم-.
صلوا وسلموا ..